موقع النيلين:
2025-02-06@04:15:26 GMT

الانتفاضة والثورة

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

هناك فرق بين مصطلحي الانتفاضة والثورة. الانتفاضة تعني تغيير الحكم. وما أن تنتهي وتفتر حماسة الشارع تعود الحياة لماضيها (وكأنك يا ابزيد ما غزيت). وبعاليه بالضبط هو العهد الحمدوكي. أما الثورة فهي تغيير شامل في نمط الحياة. وهذا ما لمسناه بعد حرب جنجاتقزم ضد الشعب. وثورة الشعب الحالية نجد الناس حيالها ثلاث.

منهم ظالم لنفسه (جنجاتقزم). ومنهم مقتصد (محايد). ومنهم سابق بالخيرات (الجيش ومن معه). وهذا بالضبط هو الحاضر الذي نعيش فيه الآن. والمستقبل الذي بدأت تتشكل ملامحه وفقا لنتائج الحرب على كل الأصعدة. عليه نؤكد بأن سودان جديد قادم بقوة. يعز فيه أهل الوطنية. ويذل فيه أهل الخيانة. سودان كتب اسمه تحت الشمس بأحرف من ذهب التضحية والصمود. وفوق كل ذلك حسم موضوع هوية الوطن المتنازع عليها. لقد خذلنا العرب والأفارقة معا. إذن الهوية السودانية هي العنوان. وخلاصة الأمر لنشارك جميعا في ثورة الوطن. وليكن شعارنا: (وللأوطان في دم كل حر ** يد سلفت ودين مستحق).

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/١/٢٧

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

فلسطين قضية عادلة

بقناعة راسخة وبإيمان حقيقى بالعدالة كقيمة عظيمة للبشرية، درست القانون واخترت مهنة المُحاماة، وبذلت فى سبيلها الوقت والجهد والكد.

وكُنت وما زلت أرى أن أعظم قيمة يُمكن للشعوب والأمم العظيمة أن تكافح فى سبيلها، هى قيمة العدالة، بمعنى منح صاحب الحق حقه ولو بعد حين، وإزالة الظُلم بعد التبرؤ منه، وانصاف مَن يستحق الانصاف.

وهذا فى ظنى هو سبب صلابة وحيوية القضية الفلسطينية وأحد مبررات بقائها نابضة بالحياة رغم مرور أكثر من قرن على بدايات الاستيطان الصهيونى، ونحو ثمانية عقود على شرعنة الاحتلال الإسرائيلى وتحوله إلى كيان رسمى بإعلان قيام دولة إسرائيل.

فقضية فلسطين هى قضية عدالة فى المقام الأول، بمعنى أن التمسك بالدولة الفلسطينية، والتصدى للجرائم الإسرائيلية، ومكافحة طمس الحقيقة، وتزوير الواقع هو سعى حثيث من أجل العدالة بغض النظر عن الانتماء العرقى أو الدينى.

وما حدث فى فلسطين، هو مُسلسل من الجرائم المتتالية فى حق الإنسان فى العيش على أرضه، وبين أهله، ووفق ما ورثه عن أجداده من تقاليد وأعراف وثقافة. فالخلاف ليس على حدود ومكاسب مادية وعينية بقدر ما هو على حق مسلوب ينافح أصحاب الضمائر لإعادته إلى أصحابه.

وهذا ما يغيب عن السيد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى، الذى يُحكّم معايير التجارة والمنافع المتبادلة والمصالح دون أى اعتبار لعدل وظلم، أو حق وباطل، أو صواب وخطأ. يجهل الرجل المُمثل لرأسمالية متوحشة، ومادية صماء لا تعترف بقيم أو تراعى مبادئ، أن قضية فلسطين ليست سوى قضية عدالة منشودة، وأنه لا يُمكن محو القضية أو طمسها بجرة قلم أو قرار سلطوى أو حتى حرب إبادة، لأنها تحيى فى نفوس ملايين البشر، ليس فقط المنتمين للشعب الفلسطينى العظيم، وإنما الشعوب العربية كلها وكافة أصحاب الضمائر الحية، والمقاومين للظلم والطغيان فى كل مكان.

وانطلاقا من العدل المنشود، فإن موقف مصر استند مُنذ البدايات على هذا المعنى أولا، فالشعب الفلسطينى كان وما زال هو الضحية، والمجنى عليه، وهو الذى تعرّض للعدوان والاستيلاء على حقوقه. ومن أجل هذا الحق خاضت مصر حروبًا قاسية، وقدمت شهداء من خيرة بنيها، ومنحت تضحيات عظيمة عن طيب خاطر.

لذا، أتفهم بشكل واضح عبارة السيد رئيس الجمهورية فى إطار رده على دعوات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، والتى يقول فيها «إن مصر لن تشارك فى ظُلم الشعب الفلسطيني». فمصر منذ فجر التاريخ لم تقف إلى جوار طغيان، ولم تشارك فى إبادة شعب، ولم تساند ظلمًا أو عدوانًا ضد أبرياء، واتسقت كل مواقفها مع قيمها العظيمة وقيم شعبها فى صون العدالة وتحرى الإنصاف.

إن العدل يتحقق ولو بعد حين، ولا يضيح حق وراء مُطالب، فكل سعى حثيث وحقيقى ومخلص من أجل الحق لا يضيع هباءً، وكافة الحقوق تصل لمستحقيها بالمثابرة والاصرار والتكتل والسعى الدائم، واكتساب التعاطف. وهذا ما يجعلنى متفائلًا بمستقبل القضية الفلسطينية، مؤمنًا أنه لن يتحقق السلام إلا بحل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا هو الموقف المصرى الواضح كالشمس.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

مقالات مشابهة

  • فلسطين قضية عادلة
  • صعوبات الحياة تواجه الأهالي شمال غزة
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • سيكتب التاريخ ان الصياد هو المتحرك الذي أفترس متمردي الدعم السريع وسلبهم الحياة
  • انشقاقات وتحالفات جديدة.. تغيير مرتقب في خارطة مجلس محافظة نينوى
  • إجراءات يجب اتباعها عند تغيير حق الانتفاع بعداد الكهرباء
  • أوبك بلس تبقي على سياسة إنتاج النفط دون تغيير
  • في لقاء مع السفير الأمريكي.. البركاني يطالب واشنطن تغيير طريقة تعاطيها مع قضية اليمن
  • نشأت الديهي: إحنا مع اختيارات الشعب السوري ولا نتدخل في شأن داخلي
  • خالد الغندور: القندوسي رفض عرض الزمالك لأنه يريد تغيير العتبة