كتب عماد مرمل في" الجمهورية": لم يشكّل تنصّل العدو الإسرائيلي من استكمال انسحابه ضمن مهلة الشهرَين، انتهاكاً للاتفاق المعلن وحسب، بل هو انطوى بالدرجة الأولى على تحدٍّ للعهد الجديد، في سياق تشويش أو حتى تصويب مبكر عليه. إذ، وقبل أن ينتهي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من ترتيب «عدّة الشغل»، وقبل أن ينتهي الرئيس المكلّف نواف سلام من تشكيل حكومته.
بمعنى آخر، فإنّ استمرار العدو في احتلال جزء من الأراضي الجنوبية على رغم من انقضاء مهلة ال 60 يوماً لانسحابه منها، إنّما يمثل بالدرجة الأولى إحراجاً للدولة اللبنانية، في اعتبارها أصبحت المعنية الأساسية بحماية السيادة والدفاع عنها في مواجهة أي تهديد لها، خصوصاً في المساحة الممتدة من جنوبي الليطاني حتى الحدود مع فلسطين المحتلة، وفق مندرجات القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. وأسوأ، بل أخطر ما في الأمر، هو أنّ قرار تل أبيب بتمديد احتلالها لأجزاء من أرض الجنوب فترة إضافية، ترافق مع عملية إعادة تكوين السلطة في
لبنان، وما واكبها من تبشير بمرحلة مختلفة من الاستقرار والإزدهار، إذ بدا أنّ شظايا القرار الإسرائيلي تصيب هذا المسار في حدّ ذاته. والمفارقة، أنّ المجتمع الدولي، وخصوصاً الغربي، الذي دعم بقوة انتخاب العماد جوزاف عون، وشكّل رافعة ديبلوماسية لوصوله إلى قصر بعبدا، لم يقدّم في واحد من أكثر الملفات حساسية، التسهيلات المطلوبة لتأمين انطلاقته فوق أرض نظيفة ومحرّرة، وبالتالي لم يضغط جدّياً على تل أبيب من أجل إلزامها بالانسحاب ضمن الروزنامة المقرّرة، إذ تبيّن عند الاستحقاق الجنوبي أنّ «شيكات الدعم » تفتقر إلى المؤونة الكافية، ما أثبت مرّة أخرى أنّ الأولوية دائماً في الحسابات الغربية هي للمصالح الإسرائيلية على حساب أي مصلحة أخرى. وهناك مَن يلفت في هذا السياق إلى أنّ مَن يتحمّل المسؤولية الأكبر عن الخلل في التقيّد الإسرائيلي بمندرجات اتفاق وقف إطلاق النار هو الجانب الأميركي الذي يترأس لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، وكان يُفترض به انطلاقاً من هذا الموقع أن يحمي نزاهة دوره وفعاليته، وبالتالي أن
يدفع الجيش الإسرائيلي إلى احترام التزاماته والخروج كلياً من الأراضي اللبنانية في التوقيت المتفق عليه. لكن ما جرى، وفق المواكبين لهذا الملف، هو أنّ تأخير الانسحاب الاسرائيلي التام، حصل بالتنسيق مع الأميركيّين وبتفهّمهم، خلافاً لما كان يُنتظر منهم، كطرف ضامن للاتفاق وداعم لرئيس الجمهورية الذي كان يتوجّب على واشنطن أن تريحه بدل أن تزيد العبء عليه عبر تغطية «الدفرسوار الإسرائيلي » في الجغرافيا اللبنانية لوقت إضافي.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
استمرار قصف اليمن.. أمريكا تنقل «صواريخ باتريوت» إلى الشرق الأوسط
نقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية عن مصادر قولها، “أن سيئول وواشنطن اتفقتا مؤخرا على خطة لنقل بطاريات صواريخ “باتريوت” الأمريكية من كوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط مؤقتا”.
وبحسب المصادر فقد “اتفق الحليفان الشهر الماضي على النشر الجزئي لمدة شهر لبطاريات باتريوت ذات القدرة المتقدمة-3، وهي أول حالة معروفة تتضمن نقل أصول القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية إلى الشرق الأوسط”.
وتأتي هذه الخطوة النادرة بعد أن ذكرت قناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية الأسبوع الماضي “أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، أذن بنقل بطاريتين على الأقل من صواريخ “باتريوت” من آسيا إلى الشرق الأوسط، مع قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد “الحوثيين” في اليمن”.
ووفق الوكالة، “تأتي الخطوة أيضا وسط مخاوف متزايدة في كوريا الجنوبية من “أن واشنطن قد تطالب سيئول بتحمل المزيد من تكاليف تمركز القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، أو إعادة النظر في دور القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، مع اتباع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسلكا جديدا في تحالفات واشنطن”.
ونقلت “يونهاب” عن المصادر قولها “إن هذه الصواريخ التي سيتم نقلها، “تعمل إلى جانب أصول الدفاع الجوي الخاصة بكوريا الجنوبية في نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات ضد التهديدات الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية”.
تجدر الإشارة إلى أنه “منذ 15 مارس، أطلقت الولايات المتحدة عملية عسكرية ضد “الحوثيين” في اليمن، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حينها “سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا”، متهما الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وأضاف: “إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم”.
وتمثل هذه الضربات الأمريكية، “الأولى على اليمن، منذ تولي ترامب منصبه في يناير، بعد توعد “الحوثيين”، باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية، في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية دعما للفلسطينيين في حربهم مع إسرائيل في غزة”.
ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني يبحثان تطورات الأحداث في المنطقة
قالت وزارة الخارجية السعودية، “إن ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ناقشا خلاله تطورات الأحداث في المنطقة”.
وأضافت الوزارة “أن ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني استعرضا خلال المكالمة عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك”.
من جهتها، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بأن الرئيس مسعود بزشكيان، أكد في الاتصال الهاتفي مع ولي العهد السعودي، أن “طهران لا تكن العداء لأي دولة ولا تسعى للحرب مع أحد لكنها لن تتردد في الدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أنهم يمتلكون أعلى مستويات الجاهزية والقدرة في هذا المجال”.
وشدد الرئيس الإيراني على “أن الدول الإسلامية من خلال تعزيز وحدتها وتماسكها، يمكنها تحقيق السلام والأمن والتنمية على أعلى المستويات سواء لشعوبها أو للمنطقة ككل”.
وأكد الرئيس الإيراني أنه “إذا اتحد المسلمون وتكاتفوا فبإمكانهم منع الظلم والجرائم التي ترتكب ضد بعض الدول الإسلامية وعلى رأسها فلسطين وسكان غزة”.
وأضاف: “أنا واثق من أن الدول الإسلامية من خلال التعاون فيما بينها، قادرة على تحقيق أفضل مستويات الأمن والرفاهية في المنطقة”.
وأعرب بزشكيان عن “تقديره لمواقف ولي العهد السعودي بشأن التعاون وتعزيز وحدة الدول الإسلامية ودول الجوار”.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن “الجمهورية الإسلامية لم تسع أبدا للحرب أو المواجهة، مؤكدا أن استخدام الطاقة النووية لأغراض غير سلمية فقط ولا مكان للسلاح النووي في عقيدتها الأمنية والدفاعية”.
وأوضح أن “إيران مستعدة لإخضاع أنشطتها النووية لعمليات التحقق كما جرت العادة طوال السنوات الماضية، مشددا على أن طهران منفتحة على الحوار والتعاون لحل بعض التوترات وفقا للمصالح المشتركة والاحترام المتبادل”.