سلام لن يعتذر والحكومة لن تتأخّر
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": تسود مخاوف داخلية من أن تؤدّي التطورات الأمنية في الجنوب الناجمة عن عدم انسحاب إسرائيل ودخولها في مواجهات مع الأهالي، معطوفاً على ارتفاع وتيرة تهديدات "حزب الله"، إلى تعقيد مسار تأليف الحكومة، وإطالة أمده تحت وطأة رفع سقف تمسّك الثنائي الشيعي بمطالبه لجهة تسمية وزرائه في الحكومة العتيدة والإصرار على إيلاء وزارة المال إلى النائب والوزير السابق ياسين جابر.
في مناخ كهذا، بدا أن رئيس الحكومة المكلف نواف سلام أمام حال من الإحراج، إذ تقدمت أحداث الجنوب على حساب تشكيل الحكومة، وزادت من تشبّث الثنائي بموقفه مقابل رفض سلام فرض شروط عليه من أيّ فريق، بعدما أدى موقف الثنائي إلى تشبّث حزب "القوات اللبنانية" على المقلب الآخر برفض إبقاء حقيبة المال في يد الثنائي، فيما برز امتعاض سنّي في وجه الرئيس المكلف الذي يرى فيه جزء كبير من الشارع السني أن الرجل يحتكر قرار الطائفة تحت عنوان ممارسته صلاحياته في رئاسة الحكومة، ولا سيما أنه لغاية الآن يتصرّف خلافاً للتقاليد أو الأعراف التي سادت سابقاً وخاصة في ما يتعلق بمراعاة المرجعية الروحية الممثلة بدار الفتوى التي لم يزرها سلام بعد حتى الآن.
هذا المناخ من التعقيدات دفع إلى السؤال عما إن كانت الأمور ستؤدي بسلام إلى الاعتذار عن التأليف ضمن السيناريو الأسوأ الممكن تصوّره في مرحلة حرجة حسّاسة كتلك التي يمر بها لبنان اليوم؟
والجواب واضح وحاسم وفق المعلومات المتوافرة: إن الاعتذار غير وارد في ذهن الرئيس المكلف في أي شكل من الأشكال، وهو يعتزم الاستمرار في مساعيه واتصالاته بحيث تأتي الحكومة بالحدّ الأدنى من الرضى والتفاهمات، ليس لسبب إلا لتعبيد الطريق أمامها للانطلاق في ورشة العمل التي تنتظرها، وللإفادة من الزخم العربي والدولي المحيط بلبنان في هذه المرحلة، والذي يشكل العمود الفقري الداعم للعهد ولسلام للبدء بالمرحلة الجديدة الناجمة عن عمليتي الانتخاب والتكليف.
وبناءً على ذلك، تستبعد مصادر سياسية مواكبة أن تتأخر ولادة الحكومة، لافتة إلى أنه لم يمضِ على مشاورات التشكيل أسبوعان منذ التكليف، وهي مهلة طبيعية منعاً لأيّ تسرع، ولكنها قد تبدو للبعض طويلة، نظراً إلى الوتيرة السريعة في إنجاز انتخاب الرئيس بعد عامين وشهرين من التأخير والتعطيل، وفي إنجاز التكليف في موجة تسونامي قلبت مناخ التفاهمات التي كانت قد حصلت على إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، لمصلحة تكليف سلام، في ما اعتُبر استكمالاً للحالة التغييرية التي بدأت مع تكريس انتخاب عون بزخم عربي ودولي، علماً بأن القوة الشعبية معطوفة على الدعم العربي والدولي الذي حظي به سلام، لم يحظ بها أي رئيس حكومة سابق. وبناءً على ذلك، لن يتجرأ أيّ فريق، بما فيه فريق "أمل" - "حزب الله" على معارضته أو الوقوف في وجه حكومته المشروط نجاحها بالدعم المالي. لذلك، ترى المصادر أن التأليف سلك طريقه والكتل قدّمت مرشحيها، ولم يبق إلا الجوجلة، وكل ما عدا ذلك جعجعة بلا طحين!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عون قريبًا في بغداد بدعوة من السوداني.. ملفات المنطقة والتعاون الثنائي في صدارة المباحثات
بغداد اليوم - بغداد
كشفت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت، ندى كريم مجول، اليوم الأربعاء (2 نيسان 2025)، عن توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دعوة رسمية إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون لزيارة العاصمة بغداد خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن ملفات التعاون الثنائي وقضايا المنطقة ستكون محورًا رئيسيًا في المباحثات المرتقبة.
وقالت مجول في تصريح خاص لـ"بغداد اليوم"، إنها "سلمت الرئيس اللبناني جوزيف عون دعوة رسمية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لزيارة بغداد"، مبينة أن "الرئيس اللبناني استجاب للدعوة ووعد بإجراء زيارة قريبة إلى العراق".
وأضافت، أن "المباحثات بين الجانبين ستشمل عدة ملفات، أبرزها التعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلًا عن مجالات متعددة لتعزيز الشراكة بين العراق ولبنان".
وأكدت مجول أن "ملفات المنطقة ستكون حاضرة في الحوارات التي ستُجرى بين قيادتي البلدين، في ظل ما تشهده الساحة الإقليمية من تطورات متسارعة"، لافتة إلى أن "عمق العلاقة التاريخية بين بغداد وبيروت سيمثل أرضية خصبة لحوارات بنّاءة على مختلف الأصعدة".
وأشارت القائم بأعمال السفارة إلى أن "الرئيس جوزيف عون، وخلال اللقاء الذي جمعه بها، وجّه شكره إلى الحكومة العراقية والشعب العراقي على مواقفهم الأخوية الداعمة للبنان، وكان آخرها تجديد عقد تزويد لبنان بالوقود".