(الكرامة) داخل القيادة العامة ..
(الخرطوم).. ليس من رأى كمن سمع!!
الخرطوم : محمد جمال قندول- الكرامة
بعد 21 شهرًا، تطأُ قدماي أرض العاصمة وتحديدًا الخرطوم، ضمن وفدٍ إعلاميٍ زار القيادة العامة للقوات المسلحة، ذلك المقر التاريخي عرين الأبطال والرجال.
ثمّة حزنٌ يقابله فرح عايشناه في رحلتنا للقيادة العامة التي بدأت من أم درمان مرورًا ببحري وختامًا بأرض الخرطوم، التي ارتوت من دماء شهداء الوطن والواجب.


الحزن مرده كان الخراب الذي شاهدناه في بحري والخرطوم من الميليشيا التي نهبت، وقتلت، وفعلت كل ما هو سيءٌ، فمن رأى ليس كمن سمع.
الفرحُ بسبب الانتصارات المتوالية لقوات شعبنا المسلحة والقوات المساندة لها في معركة ستخلد وتدرس للأجيال القادمة عن رجال شيبًا وشبابًا ضحوا بدمائهم من أجل كرامة الشعب السوداني.
سجلات التاريخ
في الثانية ظهرًا، وصلنا القيادة العامة للقوات المسلحة، في لحظاتٍ بالنسبة لي على المستوى الشخصي تاريخيةٌ في مسيرتي الصحفية.
ساحة القيادة كانت تضج بالجنود، الذين كانوا يهللون ويكبرون ويصيحون بالصوت العالي (دي القيادة جوة).
المشاهد داخل هذا العرين التاريخي يؤكد بأنّ الذين ظلوا بداخله لعامين متتاليين ضباطًا وجنودًا، كتبوا أسماءهم بأحرفٍ من ذهب في سجلات التاريخ.
أحد الضباط حكى لي عن أنّ الثلاثة أشهرٍ الأولى كانت قاسيةً ومريرةً، حيث إنّ الميليشيا في يومٍ واحدٍ قذفت القيادة بأكثر من 800 صاروخ.
الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله، بدا سعيدًا وهو يلتقي الوفد الإعلامي، حيث كان يتجاذب أطراف الحديث معهم ويروي قصصًا وحكاياتٍ لثبات المقاتلين داخل القيادة العامة.
تفحصت أرجاء هذا المكان التاريخي، ليس من مساحةٍ إلّا وفيها أثر المعارك، ولكنّ العزاء هو الانتصار والتحرير الكامل الذي أوشك كثيرًا.
الوطنية والشجاعة
الوفد الإعلامي التقى رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، الذي ظهر شامخًا كالطّودُ، وإلى جانبه نائبه الفريق الركن خالد الشامي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الفريق الركن أحمد علي صبير، واللواء الركن أحمد الحنان صبير، والناطق الرسمي باسم الجيش العميد الركن نبيل عبد الله، هؤلاء الرجال الذين حملوا على عاتقهم أمانة الوطن، قابلونا بابتسامةٍ مفعمةٍ بالثقة، وحفاوةً تُشعرنا أننا بين أهلينا وإخوتنا.
تحدثوا إلينا بروحٍ معنويةٍ عالية لا تخطؤها العين، حدثونا عن الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش في ميادين العزة والشرف، ورووا لنا عن صبر الضباط والجنود، وعن عزيمتهم التي لا تعرف اللين أو الانكسار، تلك العزيمة التي جعلتهم كالسيف القاطع يستأصلون شأفة المتمردين، ويكسرون شوكة الميليشيا الإرهابية المجرمة المدعومة دوليًا.
في القيادة العامة، وقفت على شجاعة وشموخ الأبطال، رأيتُ في أعينهم وهج الإيمان بقضية البلاد، وإصرارهم على حماية تراب الوطن مهما كانت التضحيات وكلف الثمن، فهي لم تكن مجرد زيارةٍ، بل كانت درسًا في الوطنية والشجاعة والتضحية.
هذا العرين -القيادة العامة- ليس مجرد مكانٍ، وإنما رمزٌ للصمود والتحدي، حيث يُصنع التاريخ بحروف من نور، وماءٍ من ذهب، ودماءٍ طاهرة، وجسارةٍ لا متناهية.
اليوم خرجت من هناك وأنا أكثر إيمانًا ويقينًا، بأنّ هذا الوطن لن ينكسر بإذن الله، لأنّ فيه رجالٌ كالأسود الضارية، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، رجالٌ يحملون السودان في حدقات عيونهم، وداخل قلوبهم، سودانٌ يجري في عروقهم، يفدونه بأرواحهم الطاهرة النقية، ويمضون به نحو الأعالي والمجد، لينال الشرف، والعزة، والشموخ، والرفعة والكرامة.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القیادة العامة

إقرأ أيضاً:

سامي الجميّل: نرفض المسيرات الغوغائية التي لا تجدي نفعاً

 إستقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل وفداً من مبادرة " نحو الإنقاذ" ضم الشيخ عباس الجوهري، الصحافي محمد بركات والناشط السياسي الدكتور هادي مراد، وشارك في اللقاء عضوا المكتب السياسي الكتائبي سمير خلف ومارون عساف وجرى بحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية. 

وقال الجوهري بعد اللقاء: "تطرقنا مع رئيس حزب الكتائب إلى المبادرة الوطنية نحو الإنقاذ، وقد وضعنا بين يديه ورقتها السياسية وأفكارها المستقبلية، وذلك في ظل ما يعيشه لبنان من تحديات، بدءاً من لحظة الانسحاب الإسرائيلي وما تبقى من أراضٍ يجب الإسراع في المطالبة بانسحاب سريع منها. وقد كان هذا الموضوع محل نقاش في الاجتماع. كما تناول البحث الرؤية المستقبلية لفكرة تشكيل الحكومة وكيفية قيادة الوطن نحو إنقاذ حقيقي. وكان هذا الإنقاذ بحاجة إلى خطاب يتميز بالعقلانية والحكمة، وهو ما كان عليه الشيخ سامي وحزب الكتائب، سواء في الفترة السابقة أو في الوقت الراهن وفي المستقبل، بسياسة اليد الممدودة. وقد شددنا على ضرورة استمرار هذه السياسة".
 
اضاف الجوهري: "لقد استنكرنا كل المسيرات الغوغائية التي لا تجدي نفعاً في أي ساحة. وأكدنا أن لغة الحوار هي السبيل الوحيد الذي يؤمن استقرار الوطن ويضعه على سكة النهوض والانقاذ. وأعتقد أن هذه المواقف الرصينة والحكيمة قد لقيت اهتماماً من البيئة الأخرى".

وختم الجوهري: "بإسمي وباسم إخواني في المبادرة، نتطلع إلى التعاون مع كل القوى الحية في لبنان، التي يمكن أن تتشابك أيديها معاً للوصول إلى شاطئ الأمان لهذا البلد الذي يستحق منا الكثير".

مقالات مشابهة

  • سامي الجميّل: نرفض المسيرات الغوغائية التي لا تجدي نفعاً
  • رئيس أركان الجيش السوداني يطلق تصريحات جديدة بشأن المهددات الخارجية ووالي الخرطوم يسجد شكرا أمام مقر القيادة العامة
  • ???? العميد (أبوقمري) وابنه في عمليات فك الحصار عن القيادة العامة.. قصة بطولية متعددة الوجوه
  • شاهد .. والي الخرطوم يسجد لله أمام القيادة العامة
  • الجيش السوداني يعلن “نقطة تحول” بعد فك حصار القيادة العامة
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • فك الحصار عن القيادة العامة في الخرطوم.. ماذا يحدث في السودان؟
  • رئيس هيئة أركان الجيش محمد عثمان الحسين في تصريحات من داخل القيادة العامة: لن نتوقف حتى تطهير كل شبر بالبلاد
  • رئيس هيئة الأركان: إلتقاء عدد كبير من الجيوش داخل مقر القيادة العامة من أجل أرواح الشهداء