(الكرامة) داخل القيادة العامة .. (الخرطوم).. ليس من رأى كمن سمع!!
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
(الكرامة) داخل القيادة العامة ..
(الخرطوم).. ليس من رأى كمن سمع!!
الخرطوم : محمد جمال قندول- الكرامة
بعد 21 شهرًا، تطأُ قدماي أرض العاصمة وتحديدًا الخرطوم، ضمن وفدٍ إعلاميٍ زار القيادة العامة للقوات المسلحة، ذلك المقر التاريخي عرين الأبطال والرجال.
ثمّة حزنٌ يقابله فرح عايشناه في رحلتنا للقيادة العامة التي بدأت من أم درمان مرورًا ببحري وختامًا بأرض الخرطوم، التي ارتوت من دماء شهداء الوطن والواجب.
الحزن مرده كان الخراب الذي شاهدناه في بحري والخرطوم من الميليشيا التي نهبت، وقتلت، وفعلت كل ما هو سيءٌ، فمن رأى ليس كمن سمع.
الفرحُ بسبب الانتصارات المتوالية لقوات شعبنا المسلحة والقوات المساندة لها في معركة ستخلد وتدرس للأجيال القادمة عن رجال شيبًا وشبابًا ضحوا بدمائهم من أجل كرامة الشعب السوداني.
سجلات التاريخ
في الثانية ظهرًا، وصلنا القيادة العامة للقوات المسلحة، في لحظاتٍ بالنسبة لي على المستوى الشخصي تاريخيةٌ في مسيرتي الصحفية.
ساحة القيادة كانت تضج بالجنود، الذين كانوا يهللون ويكبرون ويصيحون بالصوت العالي (دي القيادة جوة).
المشاهد داخل هذا العرين التاريخي يؤكد بأنّ الذين ظلوا بداخله لعامين متتاليين ضباطًا وجنودًا، كتبوا أسماءهم بأحرفٍ من ذهب في سجلات التاريخ.
أحد الضباط حكى لي عن أنّ الثلاثة أشهرٍ الأولى كانت قاسيةً ومريرةً، حيث إنّ الميليشيا في يومٍ واحدٍ قذفت القيادة بأكثر من 800 صاروخ.
الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله، بدا سعيدًا وهو يلتقي الوفد الإعلامي، حيث كان يتجاذب أطراف الحديث معهم ويروي قصصًا وحكاياتٍ لثبات المقاتلين داخل القيادة العامة.
تفحصت أرجاء هذا المكان التاريخي، ليس من مساحةٍ إلّا وفيها أثر المعارك، ولكنّ العزاء هو الانتصار والتحرير الكامل الذي أوشك كثيرًا.
الوطنية والشجاعة
الوفد الإعلامي التقى رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، الذي ظهر شامخًا كالطّودُ، وإلى جانبه نائبه الفريق الركن خالد الشامي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الفريق الركن أحمد علي صبير، واللواء الركن أحمد الحنان صبير، والناطق الرسمي باسم الجيش العميد الركن نبيل عبد الله، هؤلاء الرجال الذين حملوا على عاتقهم أمانة الوطن، قابلونا بابتسامةٍ مفعمةٍ بالثقة، وحفاوةً تُشعرنا أننا بين أهلينا وإخوتنا.
تحدثوا إلينا بروحٍ معنويةٍ عالية لا تخطؤها العين، حدثونا عن الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش في ميادين العزة والشرف، ورووا لنا عن صبر الضباط والجنود، وعن عزيمتهم التي لا تعرف اللين أو الانكسار، تلك العزيمة التي جعلتهم كالسيف القاطع يستأصلون شأفة المتمردين، ويكسرون شوكة الميليشيا الإرهابية المجرمة المدعومة دوليًا.
في القيادة العامة، وقفت على شجاعة وشموخ الأبطال، رأيتُ في أعينهم وهج الإيمان بقضية البلاد، وإصرارهم على حماية تراب الوطن مهما كانت التضحيات وكلف الثمن، فهي لم تكن مجرد زيارةٍ، بل كانت درسًا في الوطنية والشجاعة والتضحية.
هذا العرين -القيادة العامة- ليس مجرد مكانٍ، وإنما رمزٌ للصمود والتحدي، حيث يُصنع التاريخ بحروف من نور، وماءٍ من ذهب، ودماءٍ طاهرة، وجسارةٍ لا متناهية.
اليوم خرجت من هناك وأنا أكثر إيمانًا ويقينًا، بأنّ هذا الوطن لن ينكسر بإذن الله، لأنّ فيه رجالٌ كالأسود الضارية، يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، رجالٌ يحملون السودان في حدقات عيونهم، وداخل قلوبهم، سودانٌ يجري في عروقهم، يفدونه بأرواحهم الطاهرة النقية، ويمضون به نحو الأعالي والمجد، لينال الشرف، والعزة، والشموخ، والرفعة والكرامة. إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القیادة العامة
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التعدد في الفهم الفقهي نعمة مش نقمة، ومش مطلوب أبدًا إن الناس كلها تمشي على رأي فقهي واحد، لأن ربنا نفسه خلق الكون كله على التنوع والاختلاف، فكان من الطبيعي إن الفقه كمان يحتمل التعدد والاختلاف.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "فيه ناس مستغربة ليه الفقه مش واحد؟ ليه عندنا مالكي وشافعي وحنفي وحنبلي؟! أنا بسألهم: إذا كان الكون اللي ربنا خلقه كله متنوع، من الألوان، للطبيعة، للناس، يبقى إزاي عايزين الفقه يبقى رأي واحد؟!".
وتابع: "ربنا بيقول في سورة آل عمران: «هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ»، يعني في آيات واضحة جدًا لا تحتمل إلا معنى واحد زي: «قل هو الله أحد»، دي آية محكمة، وفي آيات تانية ربنا خلاها تحتمل أكتر من تفسير، وده اسمه التشابه، وده اللي بيخلي الفقه واسع والآراء متعددة".
خالد الجندي: البعث في القرآن معناه ليس القيام من الموت فقط
خالد الجندي: رسالة الرئيس للدعاة والأئمة تؤكد ضرورة بناء الإنسان المتوازن
وأوضح الجندي أن المتشابهات في القرآن مش للتشويش، بل للتيسير والتوسعة، مضيفاً: "يعني مثلًا، كلمة (قروء) في القرآن معناها إيه؟ هل هي الحيض ولا الطُهر؟ الاتنين اتقالوا في الفقه، وكل مذهب ليه دليله، كلمة (لامستم) معناها إيه؟ المس ولا الجماع؟ برضه فيها خلاف، الخلاف ده مش تناقض، ده ثراء فقهي".
وأفاد بأن الفتوى نوعان: "إما فتوى في أمر خاص، وفي الحالة دي لك أن تختار من بين الآراء الفقهية ما يناسبك من مذهب مالكي أو شافعي أو غيره، لأن فيه سعةـ لكن لو الفتوى في أمر عام يمس المجتمع كله، فلا يجوز لكل فرد يختار على مزاجه، لازم نرجع ونلتزم برأي المشيخة، لأن توحيد الكلمة أهم من تعدد الاجتهادات".