أعلنت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، عن انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بجميع إدارات الأوقاف، بعنوان: "سمات الشخصية الوطنية".

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي مدير أوقاف الفيوم، وبحضور نخبة من العلماء وأئمة الأوقاف المميزين.

وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء، أن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، فهذا نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يقول مخاطبًا مكة المكرمة قائلاً : “واللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ”، ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) لا وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه، حيث قال (صلى الله عليه وسلم): (اللهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ)، وعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ الله عَنْهُ) ” أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا”، وظل (صلى الله عليه وسلم) يقلب وجهه في السماء رجاء أن يحول الله (عز وجل) قبلته تجاه بيته الحرام بمكة حتى استجاب له ربه، فقال سبحانه: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهك فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }، فأكرمه (صلى الله عليه وسلم) بالتوجه إلى بيت الله الحرام , حيث أول بيت وضع للناس، وحيث نشأ (صلى الله عليه وسلم) في كنف هذا البيت وتعلق به عقله وقلبه.

العلماء: سمات الشخصية الوطنية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن

وأوضح العلماء، أن سمات الشخصية الوطنية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن، والحرص على أمن الدولة الوطنية، واستقرارها، وتقدمها، ونهضتها ورقيها، كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعًا، دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة، غير أن تلك الجماعات الضالة المارقة المتطرفة المتاجرة بالدين لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية، فأكثر تلك الجماعات إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلاً من الأساس، أو أن ولاءها التنظيمي الأيديولوجي فوق كل الولاءات الأخرى وطنية وغير وطنية.

وفي الختام أكد العلماء، أنه حيث تكون المصلحة، ويكون البناء والتعمير، فثم شرع الله وصحيح الإسلام، وحيث يكون الهدم والتخريب والدمار فثمة عمل الشيطان وجماعات الفتنة والدمار والخراب، وأن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون، فالدولة الرشيدة صمام أمان للتدين الرشيد، وإن تدينًا رشيدًا صحيحًا واعيًا وسطيًّا يسهم وبقوة في بناء واستقرار دولة عصرية ديمقراطية حديثة تقوم على أسس وطنية راسخة وكاملة، وإن دولة رشيدة لا يمكن أن تصطدم بالفطرة الإنسانية التي تبحث عن الإيمان الرشيد الصحيح , على أننا ينبغي أن نفرّق وبوضوح شديد بين التدين والتطرف، فالتدين الرشيد يدفع صاحبه إلى التسامح والرحمة والصدق ومكارم الأخلاق، والتعايش السلمي مع الذات والآخر، وهو ما ندعمه جميعًا، أما التطرف والإرهاب الذي يدعو إلى الفساد والإفساد والتخريب والدمار والهدم واستباحة الدماء والأموال، فهو الداء العضال الذي يجب أن نقاومه جميعًا، وأن نقف له بالمرصاد، وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء عليه حتى نجتثه من جذوره، وفي هذه المعادلة غير الصعبة يجب أن نفرق بين الدين الذي هو حق، والفكر الإرهابي المنحرف الذي هو باطل، موقنين أن الصراع بين الحق والباطل قائم ومستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، على أن النصر للحق طال الزمن أو قصر، حيث يقول الحق سبحانه: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (الأنبياء: 18). 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوطن الشخصية الوطنية الفيوم سمات الشخصية الوطنية أوقاف بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم ى الله ع

إقرأ أيضاً:

من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام

اللّهم صلّى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم نور النور الجوهر المكنون عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد ما هو كائن في علم الله القديم وفضائله أجمعين والحمد لله رب العالمين.وصلّى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم، نور النور الجوهر المكنون عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد ما هو كائن في علم الله القديم وفضائله أجمعين والحمد لله رب العالمين

مقالات مشابهة

  • وزيرا ثقافة مصر وقطر يطلقان فعاليات الأسبوع الثقافي المصري بالدوحة
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
  • "سمات الشخصية الوطنية" ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لـ أوقاف الفيوم
  • وزارة الثقافة المصرية تعلن برنامج فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في قطر قبل انطلاقه غدًا
  • وزارة الثقافة تعلن برنامج فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في قطر
  • إعلان برنامج فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في قطر قبل انطلاقه غدًا
  • ينطلق غدا.. وزارة الثقافة تعلن برنامج فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في قطر
  • "من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة".. ندوة بأوقاف الفيوم