د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
العفاريت هى كائنات ذكرت فى القرأن الكريم حينما قال عفريت من الجن لسيدنا سليمان عليه السلام أنه على إستعداد لنقل عرش " بلقيس " اليمن إلى مقر سيدنا سليمان قبل أن يغمض له جفن (عين) وقد كان هذه من قصص القرأن الكريم (صدق الله العظيم ) !!
ألا أن موضوع الحديث اليوم هو العفريت الذى كان يهدد به أطفالنا وخاصة فى زماننا نحن وليس هذا الزمان الذى يعيش فيه أطفالنا ويمارسون فيه ألعابهم الإليكترونية التى تضاهى فعل العفاريت، بفكر زمان، أو عقلية تاريخنا القديم كنا من سكان منطقة الدرب الأحمر "والمغربلين " فى قلب القاهرة الفاطمية وشارعها العظيم شارع المعز لدين الله الفاطمى والذى يبدأ من شارع محمد على ( القلعة) وينتهى فى خان الخليلى " بالجمالية "مرورًا بأحياء (سوق السلاح والداودية والمغربلين والغورية وتحت الربع وباب الوزير والغورى والموسكى والأزهر وسيدنا الحسين وخان الخليلى والجمالية ).
وهذه المنطقة الشعبية يتأصل فيها جذور شعب المحروسة حيث يحدها منطقة "الحبانية" "والحلمية الجديدة " "وعابدين " حيث مقر الحكومة بلاظوغلى بعد إنتقالها من القلعة فى عصر الخديوى إسماعيل 1868 وكانت القاهرة فى هذا الزمن هى قاهرة شعب المحروسة بكل طوائفه –ففى هذه الأحياء – كانت الحياة الإقتصادية والإجتماعية مرتبطة إرتباطًا لطيفًا – فالكل يعمل ويقايض ويتبادل المصالح والمنافع وأيضًا المشاعر فيما بينهم فالمدارس فى هذه المنطقة من " الكتاتيب " إلى المدارس حتى المدرسة الثانوية أو ما كانت تسمى بالثقافة أو البكالوريا وأشهر تلك المدارس " مدرسة الخديوية " فى شارع الخليج المصرى و" مدرسة السنية " الثانوية للبنات بالسيدة زينب !!
وفى تلك المناطق كانت ورش الحدادة وصناعة الأسرة والدواليب من الصاج والمواسير وورش الأحذية وورش النجارة وورش الصباغة والنسيج والسجاد وأفران الخبز والكحك ( والمقلاه) للب والسودانى والحمص والطرشجية
( معامل للتخليل) وأفران تدميس الفول ومطاعم الفول والطعمية والباذنجان المقلى والبطاطس و"مسامط" الفتة والكوارع وبقايا اللحوم التى يستجلبها أصحاب هذه المطاعم من منطقة (المذبح) المجزر القديم في القاهرة والواقع علية الأن مستشفي أورام الأطفال وفي هذه المناطق المعبئة بعبق التاريخ المصري الأصيل وفي حواري هذه المنطقة عشت جزء كبير من طفولتي حيث كانت الأسرة تعاني من وجود الأطفال في الحواري في العابهم التي أصبحت من التراث في لعب الأطفال مثل لعبة ( الإستغماية ) ( وحرب أيطاليا ) و( السبع طوبات ) ( والطره والوزير ) ( وصلح ) ولعبة ( الأولي ) للبنات ( والبلي ) أو (الدبور والنحلة) (الترونجيلة ) ( الكرة الشراب ) (وعروسة وعريس ) وهذه أهم اللعبات التى كان يختلط فيها البنين والبنات في اللعبة..
وكان الأطفال يصنعون من الكرتون ومن أغطية زجاجات المياة الغازية بعد وضعها علي ( شريط الترام )، قضبان الترام، ومرورة عليها !!
ليسطحها فيصنع منها كثير من الأشكال.. وكانت الكتاتيب والمدارس تجمع الأطفال والأولاد بكل هذة الثقافات المصرية ويختلط الجميع في صوت واحد مردد وراء "المدرس الشيخ " الأيات القرأنية والأناشيد النبوية وكذلك تسميع القصائد والشعر العربي أما الشييء الذي كان تخافه كل أطفال هذه المرحلة حينما تهدد الأمهات أبنائهن بأن العفريت قادم أو" أبو رجل مسلوخة "هنا فقط يسرع الطفل إلي بيته ثم إلي سريره ليبدأ مرحلة نومه بأحلامه وبداية يوم جديد فكانت قوة الأسطورة عن العفاريت و" أبو رجل مسلوخة " قادرة على ضبط الحركة في البيت في المحروسة ( رحم الله أمي وأيام زمان ) !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ليس طق حنك أن نقول أحذروا العالم)
والعالم هو
فى انتخابات ألمانيا الأخيرة تفوز إمرأة لأنها متزوجة من إمرأة …
لكن الموجة المضادة …. العودة الى الله تمتد…
وما نريده هو أن لغة العالم اليوم تتحول إلى الجنون المطلق …
(٢)
والصور. في الكتابات ترسم العالم الجديد
وعن الزمن والتعامل معه قالت قصة لذيذة
عربة تختطف رجلا. وتظل تجره
والرجل يصرخ
والعربة تسحبه وكل حياته تتدفق أمام عينيه
والعربة تسحبه وهو يصرخ
و….و..
والمؤلف يسرد شريط حياة الرجل بكل تفاصيلها وهى تتدفق أمام عينيه والعربة تسحبه وهو بصرخ
والعربة تتوقف
والشرطي يقيس المسافة التي ظلت العربة تسحب الرجل عليها
كان طول المسافة …. نصف متر
……
مثلها كاتب روسي وقصة عن الحياة
قال
مت …. وطلبت من الملائكة اعادتي للحياة لعام واحد فانا عندي طفل لابد له من الرعاية لانه لا عائل له …. وبنت على وشك الزواج وهي من دوني تضيع و…
بعد الالحاح الملائكة يقولون لي لقد ظللت ميتا لنصف دقيقة
وانظر
ونظرت…
كان ابني الطفل قد اصبح طبيبا. وله راس اصلع….
وبنتى لها اولاد واحفاد
ولو اننى نهضت الان ولقيتهم لم يعرفونى..
الحكاية عن حقيقة صلة كل احد بكل احد
والحقيقة هى انك اكل او ماكول
واللغة هذه التى كانت خيالا تصبح الان حقيقة هى ما يدير الارض
……
(٣)
والاخبار
فى روسيا يكتشفون اسرة مختبئة فى غابة سايبيرية اختبات من الشيوعيين منذ نصف قرن. الى درجة ان الابناء لم يروا بشرا فى حياتهم
الخوف….والسلوك المخيف يتجاوز حقيقة انه عار الى حقيقة انه الان شىء لا يخجل من يفعله …لانه طبيعى
ومن الطبيعى الان ان قاضى الجنائية التى تحاكم الامارات على مافعلته…القاضى هذا تقول محكمته انه سوف يقضى الشهور الست القادمة لبحث ما اذا كانت المحكمة مختصة بالنظر فى القضية هذه
ثم خمس سنوات للنظر فى القضية واصدار حكم
ثم البحث عن جهة( تنفذ) الحكم
قالوا ان المحكمة ما زالت تنظر فى قضية هى
هل كان هولاكو مجرما ام لا…
هذا هو العالم الذى يجب ان نستعد للتعامل معه
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب