«سوق الطيب» يعطِّر «مهرجان الحصن»
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تأكيداً لدعم المرأة الإماراتية وإبراز إبداعها وريادتها، افتتحت حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد السويدي، رئيسة مؤسسة خولة للفن والثقافة، معرض «سوق الطيب» في بيت الحرفيين، الذي ينظمه مجلس سيدات أعمال أبوظبي، ضمن فعاليات «مهرجان الحصن»، الذي يمتد خلال الفترة من 25 يناير إلى 9 فبراير 2025، بمشاركة 17 مشروعاً نسائياً تقوده سيدات إماراتيات، حيث يعكس المعرض روح الابتكار والإبداع والتميز الريادي.
ويعرض «سوق الطيب» مختلف أنواع الطيب والصور المجتمعية التي ترافق صناعة العطور والدخون التي تملأ المكان عبقاً، بينما تنهمك الأمهات الخبيرات في صناعة العطور بالعمل على صناعة خلطاتهن الخاصة التي اشتهرن بها، بينما تحتفظ كل منهن بأسرار هذه المكونات التي تميز كل عطر عن الآخر، حيث يعرض مجموعة من الشباب علاماتهم التجارية العصرية المستوحاة من إرث الأجداد، والمنتجات ذات الارتباط الوثيق بصناعة الطيب ومستلزماته ضمن مساحة محاطة بأنواع النباتات العطرية المحلية.
سوق الطيب
ضمن فعالية «سوق الطيب»، التي ينظمها مجلس سيدات أعمال أبوظبي، بمشاركة نخبة من المبدعات في صناعة العطور، واحتفاءً بالتقاليد العريقة لهذه الصناعة التقليدية، مع التركيز على جوانبها التاريخية والحرفية، نرى العديد من الحرفيات يستقبلن الزوار ويشرحن طرق صناعة العطور العريقة التي برعن فيها منذ القدم، ويعملن على صونها للأجيال ضمن تفاعل كبير من الجمهور، لاسيما أن صناعة العطور في دولة الإمارات تُعد إحدى الحرف التقليدية الأصيلة في التراث الإماراتي.
شغف المرأة
وتترجم فعالية «سوق الطيب»، شغف المرأة الإماراتية بالعطور منذ القدم، حيث يستعرض الخلطات التقليدية التي مازالت تحتل مكانة رفيعة في المجتمع، خاصة خلطات البخور المحلي أو ما يعرف بالدخون والذي يتربع على قائمة الطيب الإماراتي برائحته المتميزة، والذي يعشقه الكثيرون، وتقبل عليه نسبة كبيرة من الأسر وتحرص على استعماله بوصفه موروثاً أصيلاً عن الآباء والأجداد، وقد تمكنت المرأة الإماراتية بقدرتها العالية وذوقها الرفيع في عالم العطور من تصنيع أنواع مختلفة من الخلطات التي تناقلتها النساء عبر الأجيال، في ظل توفر أدوات تصنيع العطر في كل بيت.
دلالات
ويهدف «سوق الطيب»، وفق آمنة الزعابي من قسم البرامج بـ«بيت الحرفيين» من فريق منظمي «معرض الطيب»، إلى التعريف بمكانة العطور في المجتمع ودلالاتها، لاسيما أن صناعة العطور من الحرف التقليدية الأصيلة، وتمثل شغفاً عائلياً متوارثاً انتقل من جيل إلى آخر بين صانعات العطور، اللاتي ابتكرن عدة خلطات عديدة من البخور، والتي اشتهرت بأريجها الفواح.
تجربة متكاملة
واعتبرت الزعابي أن فعالية «سوق الطيب» تمثل تجربة متكاملة تسافر بالزوار في رحلة عبر الزمن، ليتعرفوا على أهم النباتات العطرية التي كانت تستخدم قديماً في صناعة العطور والدخون، وصولاً إلى الصناعة العصرية للعطور، موضحة أن الزوار يتعرفون على علاقة الطيب بالثقافة الإماراتية، وعلى الخلطات التقليدية الشهيرة مثل «المخمرية» والدخون والعود المعطر، وصناعة المداخن، موضحة أن السوق يزخر بالزهور والنباتات العطرية الإماراتية، خاصة الريحان والذي كان يستعمل سابقاً في تعطير الشعر ويدخل في الخلطات العطرية، كما يستمع الزوار يومياً إلى قصص الحرفيات الملهمة، وكيف تعلمن صناعة العطور والذكريات التي تربطهن ببعض الروائح، بينما تحظى الزائرات ضمن «مجلس المشموم»، وهو مساحة خاصة بالسيدات تقدم لهن تجربة العجفة، وهي طريقة لتسريحة شعر قديمة تستخدم فيها عدة خلطات عطرية جميلة، وضمن «مختبر العطور» بإمكان الزائر خلط العطر الذي يناسب شخصيته، مع تجربة تسوق فريدة ضمن مشاركة 17 محل للمشاريع الشبابية الخاصة بمستلزمات العطور، حيث يختبر الجمهور جوهر العطور الإماراتية من خلال هذه المحلات العريقة التي تشتهر بتاريخها وحرفيتها المتفردة.
البيئة المحلية
تستخدم المرأة الإماراتية العديد من المواد الخام المتوافرة في البيئة المحلية ومن بين هذه المواد الطبيعية القرنفل والياسمين والبنفسج وزهر الليمون والورد خاصة الجوري وغير ذلك، ومن أوراقها مثل النعناع والريحان واللافندر الخزامى وأوراق الياس، ومن سيقانها مثل العود والصندل، ومن جذورها مثل الزنجبيل والسوسن وغير ذلك، ومن إفرازات بعض الحيوانات كالعنبر وهو مادة شمعية متميزة، وكذلك المسك ذو الرائحة النفاذة والمثبت لروائح العطور، ويتم الحصول عليه من إحدى غدد بعض أنواع الظباء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي خولة السويدي المرأة الإماراتية قصر الحصن مهرجان الحصن الإمارات العطور مهرجان قصر الحصن مجلس سيدات أعمال أبوظبي بيت الحرفيين الحصن الثقافة الإماراتية التراث الإماراتي التراث المرأة الإماراتیة صناعة العطور
إقرأ أيضاً:
"يابخت اللي يقول إنه من بلد شيخ الأزهر".. "ساحة الطيب".. 125 عامًا من العطاء بلا مقابل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كل محافظة بأنحاء المحروسة، تفخر بانتساب شخص من المشاهير في المجالات المختلفة إليها، وتقوم بإطلاق اسمه على الشوارع والميادين بها فخرًا به وتقديرًا، فما بالك إذا كان هذا الشخص المشهور هو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي تفخر به محافظة الأقصر من شمالها إلى جنوبها بانتسابه إليها، ومثل ما يتردد دائمًا "يابخت أهالي الأقصر لما يقولوا أنهم من بلد شيخ الأزهر".
شيخ الأزهرأهالي الأقصر يتضرعون بالدعاء بتمام الشفاء العاجل للإمام الأكبرومنذ الإعلان عن تعرض الإمام الأكبر لأزمة صحية تمثلت في إصابته بنزلة برد شديدة، منعته من التمكن بالوفاء ببعض الارتباطات من بينها احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، على إثرها نصحه الأطباء بالراحة لمدة ثلاثة أيام، والتي توجه خلالها إلى محافظة الأقصر لاستكمال فترة العلاج والتعافي التي أوصى بها الأطباء، حيث قضي شيخ الأزهر فترة العلاج هذه التي تزامنت مع حلول عيد الفطر المبارك في منزله المجاور لساحة العائلة بمدينة القرنة غرب الأقصر، حيث تحولت أدعية الأقصريين وكافة المسلمين خلال الأيام الأخيرة من العشر الأواخر لشهر رمضان المبارك، سواء في صلواتهم وابتهالاتهم أو على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى سلسلة من الدعاء المتواصل للمولى عزوجل أن يتم شفاء فضيلة الإمام الأكبر، وأن يلبسه ثوب العافية ولا ينزعه عنه أبدًا ببركته ورضوانه.
ونظرًا لمكانة شيخ الأزهر المتأصلة في نفوس أهالي الأقصر والمصريين جميعًا وكافة المسلمين في أنحاء العالم، تخصص "البوابة" هذه المساحة لإلقاء الضوء على مسقط رأس الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب الحسَاني الذي نشأ وترعرع بين جنباته، حيث ولد بمدينة القُرَنة التابعة لمدينة الأقصر فى 3 من صفر من عام 1365هـ، الموافق 6 من يناير عام 1946م، وكان والده من أهل العلم والصلاح، نشأ ببلدته ثم تعلم فى الأزهر؛ فحفظ القرآنَ في سن مبكر وقرأ المتون العلميَّةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة، ثم التحَقَ بشُعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، حتى تخرَّج فيها بتفوق عام 1969م، أما مؤهلاته العلمية فقد حصل فضيلته على درجة الدكتوراه، شعبة العقيدة والفلسفة عام 1977، كما حصل على درجة الماجستـير، شعبة العقيدة والفلسفة عام 1971، ودرجة الليسانس، شعبة العقيدة والفلسفة عام 1969، وقد سافر فضيلتُه إلى فرنسا لمدةِ ستةِ أشهر فى مهمةٍ علميَّةٍ إلى جامعة باريس، من ديسمبر عام 1977م، وهو يُجيد اللغةَ الفرنسية إجادةً تامَّةً، ويترجم منها إلى اللغة العربية.
وتقلد الدكتور أحمد الطيب عدد كبير من المناصب، حيث عُيِّن معيدًا بكلية أصول الدين في 2/ 9/1969م، وعُيِّن بدرجة أستاذ بالكلية في 6/1/1988م، وانتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارًا من 27/10/1990م، وحتى 31/ 8/ 1991م، وانتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، اعتبارًا من 15/11/1995م، وعُيِّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، فى العام الدراسى 1999/2000م، وعُيِّن مفتيًا للديار المصرية من 10 مارس 2002م حتى 27 سبتمبر 2003م، ثم عُيِّن رئيسًا لجامعة الأزهر، في 28 من سبتمبر عام 2003م، حتى 19 من مارس سنة 2010، حيث أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرارًا بتعيينه شيخًا للجامع الأزهر منذ هذا التاريخ.
مواقف إنسانية عززت مكانة "الإمام" في نفوس الأقصريينوعندما يُذكر اسم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تُذكر معه عددًا من المواقف الإنسانية والاجتماعية التي لا تعد ولا تحصى والتي علقت في الأذهان، والتي كان لها دور كبير في خلق أجواء طيبة وإعلاء شأنه ومكانته في نفوس المصريين، واتسم فضيلته بالعلم الواسع والفكر المستنير والدفاع عن قيم الإسلام السمحة والوسطية المعتدلة، حيث نشأ فضيلة الإمام في عائلة صوفية، وسار على خطى اجداده في عمل الخير وغيرها من المواقف، والتي يأتي على رأسها لقاءات شيخ الأزهر المستمرة بأهالي محافظة الأقصر وتجهيز العرائس اليتيمات ومساعدة غير القادرين، وعقد اللقاءت الدورية مع الأهالي في ساحة الشيخ الطيب، وقراره بتكفل الأزهر الشريف بمصاريف الطلاب الأيتام وغير القادرين تسهيلًا عليهم في استكمال دراستهم بالإضافة إلى قيامه عدد من الحالات الإنسانية التي شغلت الرأي العام، فضلًا عن موائد الإفطار اليومية خلال شهر رمضان، ومساعدة صندوق الزكاة بالأزهر للمئات من المرضى وغير القادرين، وتقديم المساعدة للطلاب الأجانب الذين يدرسون في الأزهر الشريف والتوجيه بتقديم كافة الرعاية اللازمة لهم ودعمهم ماديًا ومعنويًا وإجراء قوافل طبية لجميع محافظات الجمهورية كجزء من دور الأزهر الشريف المجتمعي، بالإضافة إلى الاهتمام بنشر الفكر الوسطي في الدول المختلفة من خلال البعثات والدور المستنير في مواجهة الأفكار المتطرفة.
كما يحرص الشيخ الطيب، على استمرار صلته بجذوره وأهل قريته، فرغم إقامته في القاهرة بحكم عمله، إلا أنه يزور قريته باستمرار ويجتمع بأهلها في ساحة الطيب، والتي تعد مسقط رأس الإمام الأكبر، ويشرف عليها شقيقه الأكبر فضيلة الشيخ محمد الطيب، وأبناء الإمام الدكتور أحمد الطيب، حيث يقدم إليها في الأسبوع الثالث من كل شهر، وبالرغم من كثرة أعبائه ومشاغله ولكنه يحرص على الجلوس فى وسط الساحة على طبيعته مرتديًا الجلباب الصعيدي تاركًا ثوب المشيخة ويسمع إلى شكوى الناس، حيث كان يحكم بينهم بالعدل وينهي خلافات امتدت لسنوات.
شيخ الأزهر يشارك أبناء الأقصر حفل الإفطار السنوى داخل ساحة الطيبوعلى مدار سنوات، يحرص فضيلة الإمام الأكبر، على المشاركة في حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه ساحة الطيب بالبر الغربي في شهر رمضان المبارك، بحضور أشقاؤه وأبناء عمومته، حيث يستقبلون عدد من قيادات ومسئولى محافظة الأقصر والآلاف من أبناء بلدتهم والمراكز المجاورة، ويكون في استقبالهم شيخ الأزهر مرتديًا الزي التقليدي الصعيدي الجلباب والعمة البيضاء، وذلك وسط أجواء من البهجة والفرحة من المشاركين في الإفطار بالساحة، الذين يحرصون على التقاط صورًا تذكارية مع فضيلة شيخ الأزهر فرحًا بقدومه وتواجده بينهم.
ساحة الطيب..ساحة لحقن الدماء وراحة للعليلكما تسلط "البوابة" الضوء على ساحة الشيخ الطيب التي تعد من أكبر الساحات الصوفية في الأقصر وقنا، وهي قبلة القاصدين والعارفين والمحبين ومحبى النبى صلوات الله عليه وآل بيته الكرام، كما وصفت بأنها قلعة لنصرة المظلومين وخدمة الفقراء بالأقصر والمحافظات المجاورة، والتي يقضى بها الإمام الأكبر معظم أوقاته خلال تواجده بالمحافظة، حيث كانت ساحة الشيخ الطيب ولا تزال في خدمة الإسلام والمسلمين حتى وصفها البعض بأنها قلعة التصوف والفكر المعتدل المستنير، فهي تأخذ مكانًا متقدمًا بين الساحات الصوفية المنتشرة في صعيد مصر؛ حيث تعد بمثابة مكان مقدس لكل أهالي الأقصر كونه شهد نشأة شيخ الأزهر الشريف، خاصة لما يعرف عن أهالي محافظات الأقصر والصعيد عمومًا بحبهم الشديد لأولياء الله الصالحين ولمشايخ الطرق الصوفية، مما جعلها تشكل مقصدًا للكثيرين من مريدي الترويح عن أنفسهم وتنظيف أبدانهم من الهموم المتعلقة بها.
فلا يمكن لأي زائر للأقصر، أن يغادرها دون أن تطأ قدماه ساحة الطيب بمدينة القرنة الواقعة غرب النيل بمحافظة الأقصر، فهي ليست مجرد مكان يرتاده أتباع الطرق الصوفية، وإنما هو مقصد لزوار المدينة من المصريين والأجانب فالساحة تعد مركزا لنشر الدعوة الإسلامية ودروس العلم وحلقات الذكر في قلب الصعيد، حيث تستقبل السياح الأجانب الراغبين معرفة المزيد عن الإسلام وعلومه، خاصة مع إجادة غالبية أفراد عائلة الطيب لأكثر من لغة، الأمر الذي ساهم كثيرًا في جذب طلاب العلم ليتعلموا الفقه والعقيدة والحديث، ونشر مفاهيم الإسلام الصحيح المعتدل المستنير الوسطي، كما تستقبل الساحة أيضا طلاب الأزهر الشريف من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، الذين يزورون الساحة لمعرفة المزيد عن الطرق الصوفية المنتشرة في صعيد مصر خصوصا الطريقة الخلوتية التي ينتهجها أتباع ساحة الطيب.
في هذه الساحة نشأ وترعرع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فهي ساحة تقع في أحضان جبل القرنة بالقرب من مقابر وادي الملوك والملكات ومعبد حتشبسوت وتحديدًا في منطقة السيول، تم إنشائها على مساحة 5 قراريط عام 1900، لتكون مكانا لإلقاء دروس العلم وتحفيظ القرآن الكريم، وسميت ساحة الطيب بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ الجليل الذي أسسها، وهو الشيخ العلامة الطيب الحساني جد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي تعلم في الأزهر لقرابة أربعة عشر عاما وعمل بالزراعة؛ حيث وهب نفسه لخدمة الناس والعمل على حل مشكلات أهل الصعيد من خلال المجالس العرفية التي تشتهر بها ساحته والتي يقصدها أصحاب الحوائج، ومنذ هذا التاريخ وباتت الساحة ملاذا وملجأ للفقراء والمحتاجين لمساعدتهم، وفتحت أبوابها لأهالي الصعيد الذين يلوذون بها عند وقوع المظالم، وعندما تدب الخلافات بين العائلات، واَصحبت ساحة الطيب مركزًا لجلسات الصلح العرفية لحل المشاكل الاجتماعية ليس فقط بالأقصر بل في كافة محافظات الجمهورية.
مبنى الساحة يتميز بطرازه الإسلامى البسيط ، وتجد العديد من الزخارف واللوحات الجميلة بالساحة كتبها روادها من المصريين والأجانب، من بينها "بارك الله في الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وأخوته الكرام وأبناؤهم الكرام وأحفادهم المكرمين"، كما تضم الساحة في جنباتها مكتبة إسلامية عريقة لمشيخة الأزهر، أنشئت عام 2014 على مساحة 600 متر تضم آلاف الكتب في مختلف العلوم، وتتكون من قاعة للاطلاع والقراءة، كما يلتحق بمكتبة المشيخة 3 حجرات: حجرة للإدارة وحجرة للإمام وحجرة للإداريين، وأجهزة كمبيوتر، وملحق بالمكتبة دار ضخم لتحفيظ القرآن الكريم، ومركز طبي كبير؛ والعديد من الغرف والاستراحات لإقامة الزوار، وأماكن متعددة لإقامة الأنشطة التي تقام يوميُا وهي أنشطة دينية وثقافية وحلقات للذكر والإنشاد ديني، كما تضم ساحتين إحداهما للنساء تتكون من طابقين الأول لحل مشاكلهن والثاني يعلوها وخصص للصلاة تزوره كل جمعة ما يقرب من 500 سيدة، والساحة الأخرى فهي مخصصة للرجال تستقبل الجلسات العرفية وحل النزاعات والمشاكل القبلية واستقبال الضيوف ومناقشة المواضيع المهمة، يجاورها مسجد خصص لصلاة الرجال، غالبا ما يمتلئ بأكثر من 1000 رجل يوم الجمعة، من مريدي الطريقة الخلوتية الذين يتوافدون على الساحة من مختلف محافظات الصعيد، كما تقيم الساحة مائدة طعام بشكل يومي طوال العام يقصدها الضيوف وعابري السبيل والفقراء والمساكين.
كما ساهمت الساحة على مر العصور، في حقن دماء المسلمين من جرائم الثأر التى تنتشر فى الصعيد، بعد الوصول إلى حلول فورية فى خلافات استمرت لسنوات بين عائلات، حيث تضم الساحة مجموعة من اللجان بحسب المناطق الجغرافية لمعرفة طبيعة الناس فى كل منطقة، ويتم توزيع أوراق الشكاوى على التى تصل إلى الساحة يوميُا على تلك اللجان لدراستها والسعى لحلها، حيث تعتبر أكثر المشاكل شيوعا هى "الثأر" و" العرض"، وتتدخل الساحة عندما يلجأ الأطراف المتناحرة إليها وفى نيتهم الوصول للحل وفض النزاعات، حيث يحكّم فيها الشيخ محمد الطيب شقيق شيخ الأزهر، والذي يجتمع مع رؤساء اللجان من بعد العشاء إلى الساعة 11 ويومى الثلاثاء والجمعة يكون الاستئناف، وبعدها يحدد موعد مع صاحب المشكلة وخصمه لسماع الحكم، ومن لا يقبل حكم اللجنة ويخرج للجوء للقضاء إذا لم ينصفه القضاء، وعاد مرة أخرى للساحة لا يقبل الحكم له من جديد فالحكم العرفى فى الصعيد أشد من القانون.
وخلال العام الماضي، تحولت ساحة الشيخ الطيب إلى سرادق عزاء قدم إليه الناس من كل حدب وصوب في مصر وأنحاء العالم، لتقديم العزاء لفضيلة الإمام الأكبر في وفاة شقيقته الكبرى الحاجة سميحة الطيب، عن عمر ناهز التسعين، حيث شهدت الساحة، توافد جموع المعزيين والمشيعين من الأهالي لتشييع جثمان الحاجة سميحة الطيب، والتي وافتها المنية بعد تعرضها لوعكة صحية، وتم تشييع جثمانها لمثواها الأخير في مقابر العائلة بالقرنة.
وكان الشيخ محمد الطيب إمام الطريقة الخلوتية الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر، قد أدلى في تصريحات سابقة، أن الناس عرفوا مهمة الساحات منذ القدم، فكانت للعائلات الكبيرة ذات النفوذ والكلمة المسموعة عند الناس، والحكومة تختص بحل المشاكل، موضحًا أنه ذاع صيت ساحة الطيب حيث يأتى إليها الغريب قبل القريب، ليجد السكن والراحة والمأكل والمشرب بلا مقابل ونسعى معه أيضا لحل مشكلته، حيث تفتح الساحة أبوابها للمصريين جميعا المسلمين والأقباط، فضلًا عن الأجانب من زوار الأقصر والمقيمين فيها الذين تربطهم علاقات زواج وعمل ببعض أهل المحافظة، مؤكدًا "لا نبغي سوى مرضاة الله سبحانه وتعالي ومنهجنا هو العلم وصحيح الدين والسعي لإقامة الحق والعدل"، مضيفًا أن الساحة ساهمت فى حقن دماء المسلمين من أهل الصعيد من خلال جلسات المصالحة، وسعت للحد من انتشار الثأر ونشر المحبة والمودة بين عائلات وقبائل الصعيد.
كما أفاد محمد ابو زيد من مريدين ساحة الطيب، ويقيم بالقرب منها، أنه منذ إنشاء ساحة الطيب، فقد أخذ آل الطيب على عاتقهم قضاء حوائج الناس من مشاكل عائلية وتجارية، من خلال عقد جلسات عرفية بها وأصبحت الساحة تنشر العدالة وقامت بحقن الدماء التى يتسبب فيها الثأر، ويتردد عليها المئات من الفقراء والمحتاجين يوميًا طلبا لقضاء حوائجهم وحل مشاكلهم بالجلسات العرفية الودية بعيدا عن ساحات المحاكم واقسام الشرطة حيث كان يجلس جد الإمام الأكبر، ثم والده بعد ذلك، بالمجلس العرفي لعمل محكمة عادلة بين الناس والعائلات لحل النزاعات بينهم، مشيرًا إلى أن الأمام الأكبر وشقيقه الشيخ محمد الطيب أصبحوا بعد وفاة والدهم يقومون بعقد هذه الجلسات العرفية، موضحًا أن فضيلة الإمام الأكبر رغم إقامته بالقاهرة لانشغاله بمهام عمله في المشيخة إلا أنه يحرص في نهاية كل شهر أن يقضي إجازته بمسقط رأسه بالقرنة داخل منزله بساحة آل الطيب، ويحرص ان يتواجد بها منذ عقود لحل مشاكل الناس فتجده بعد صلاة العشاء يبدأ بالجلسات العرفية فهو وهب نفسه لخدمة الناس والعمل على حل مشاكل أهله بالأقصر ومن يأتيه من المحافظات المجاورة.
آل الطيب الإفطار السنوي لساحة الشيخ الطيب (1) الإفطار السنوي لساحة الشيخ الطيب (1) الإفطار السنوي لساحة الشيخ الطيب (2) الإفطار السنوي لساحة الشيخ الطيب (2) الإفطار السنوي لساحة الشيخ الطيب (3) الإفطار السنوي لساحة الشيخ الطيب (4) الإفطار اليومي في الساحة (1) الإفطار اليومي في الساحة (2) الشيخ محمد الطيب شقيق شيخ الأزهر جد شيخ الأزهر حفل الإفطار ساحة الشيخ الطيب (1) ساحة الشيخ الطيب (2) ساحة الشيخ الطيب (3) ساحة الشيخ الطيب (4) شيخ الأزهر 2 شيخ الأزهر شيخ الأزهر قيادات الأقصر مع شيخ الأزهر مريدي الساحة