شهد جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لليوم الرابع على التوالي، ندوة مميزة بعنوان "الفتوى والدراما"، استقطبت عددًا كبيرًا من رواد المعرض، وسط تفاعل ملحوظ من الحضور.

ناقشت الندوة العلاقة بين الدين والفن ودور الدراما في تشكيل وعي المجتمع، مع التأكيد على أهمية تقديم القيم الدينية بطريقة صحيحة.

 أدار الندوة الإعلامي شريف فؤاد، بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى جانب الفنان القدير محمد صبحي، المعروف بأعماله التي تمزج بين الرسالة الفنية والمعالجة المجتمعية.

الدراما بين الالتزام والإبداع

استهل الفنان محمد صبحي حديثه بالإشادة بدور دار الإفتاء وفضيلة المفتي في دعم الحوار بين الفتوى والفن. وأكد أن الدراما هي أداة فنية تعتمد على الخيال لنقل الواقع، مع ضرورة التزامها بالأخلاق التي يحث عليها الدين. وأضاف أن الفن الجيد يهدف إلى إثارة التأمل والتفكير دون التعدي على القيم الأخلاقية.

وفيما يتعلق بالتساؤلات المثارة حول إلزامية الفتوى، أوضح صبحي أهمية النقاش حول مدى تقبل الجمهور للفتاوى ومدى ارتباطها بالسلوكيات اليومية.

كما أشار إلى بعض الانتقادات التي وُجّهت له خلال مسيرته الفنية، مستشهدًا بمسلسل "ونيس"، الذي قدم نموذجًا للأسرة المصرية وأبرز القيم الأخلاقية.

 وأوضح أن المسلسل تناول الأخطاء البشرية بطريقة واقعية، مشيرًا إلى حادثة شهدها بنفسه حين تحولت إحدى الحارات الشعبية إلى نموذج حضاري بسبب تأثرها بمحتوى المسلسل.

الفن كوسيلة لتوجيه المجتمع

ناقش صبحي أهمية دور الإعلام والدراما في بناء وعي مجتمعي إيجابي، معربًا عن قلقه من تأثير الأعمال الدرامية التي تروج لأفكار وسلوكيات سلبية. 

وانتقد بعض الأعمال التي تعكس الإسفاف الفكري وليس اللفظي فقط، ودعا إلى إنتاج محتوى هادف يبرز القيم الإيجابية، مع تقديمه بطريقة جاذبة للمشاهدين.

وتطرق إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال الجديدة، محذرًا من انتشار أفكار تهدد القيم الدينية والمجتمعية. وأكد الحاجة إلى خريطة ثقافية وإعلامية تسهم في بناء الوعي الديني والثقافي، مع دعم الأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على النماذج الإيجابية في المجتمع.

دعوة للتوازن بين الحرية والالتزام

أكد صبحي أن الفن لا يجب أن يُقيّد، ولكنه بحاجة إلى ضوابط تعزز القيم دون أن تحد من الإبداع.

 ودعا إلى التعاون بين الجهات المعنية لإنتاج أعمال درامية وبرامج تُعرض في أوقات مناسبة للأسرة، مثل مسلسل الشيخ محمد متولي الشعراوي، مع ضمان الترويج لها بشكل فعال.

رسالة الدراما في بناء الإنسان

اختتمت الندوة بالتأكيد على أن الفن هو أداة بناء وليست هدم، ويجب أن يساهم في تحقيق تنمية مستدامة تبدأ من تربية النشء على القيم الأخلاقية والسلوكية.

 ودعا الحاضرون إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والفنية لتقديم محتوى يخدم المجتمع ويوجهه نحو مستقبل أفضل.

هذه الندوة تعد واحدة من الجهود المستمرة التي تبذلها دار الإفتاء لتعزيز التفاعل بين الفتوى والثقافة والفنون، بما يدعم القيم الإيجابية في المجتمع ويرسخ الوعي الديني بشكل عصري ومؤثر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفتوى الدراما الندوة صبحي محمد صبحي المفتي الدين والفن دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنصورة يستقبل فضيلة مفتي الجمهورية ضمن ندوة دور الدين في بناء الإنسان

استضافت جامعة المنصورة فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، وأمين عام الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الثلاثاء الموافق ، وكان في استقباله دكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، بحضور الدكتور محمد عطية البيومي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب،  الدكتور محمد عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

جاء ذلك في إطار ندوة "دور الدين في بناء الإنسان"، ضمن أنشطة المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، 

 عُقدت الندوة في بكلية الحقوق، بحضور الدكتور وليد الشناوي، عميد كلية الحقوق، والأستاذ الدكتور تامر صالح، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، إلى جانب عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس،  وجمعٍ كبيرٍ من طلاب وطالبات الجامعة، وممثلي الاتحادات والأسر الطلابية.

وفي بداية كلمته، رحَّب الدكتور شريف خاطر بفضيلة المفتي نظير عياد في رحاب جامعة المنصورة، مؤكدًا أن زيارة فضيلته للمرة الثانية خلال شهر تُعَدُّ شرفًا للجامعة وكافة منسوبيها.

وأشار رئيس الجامعة إلى حِرص الجامعة على عَقد هذه الندوة حول دور الدين في بناء الإنسان بحضور فضيلة المفتي، في إطار أنشطة المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، من خلال الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل.

وأكَّد خاطر سعي جامعة المنصورة، من خلال العملية التعليمية وسلسلة من الندوات العلمية والثقافية، إلى تحسين منظومة التعليم والارتقاء بمستويات التدريس، مع مراعاة القيم الدينية والثقافية، لتخريج طلاب قادرين على المنافسة محليًّا ودوليًّا، كما أشار إلى اهتمام الجامعة بغرس قيم التسامح والتعاون بين طلابها، والعمل على إنارة طريقهم في شتى المجالات العلمية والفكرية والثقافية.

و أوضح الدكتور وليد الشناوي أن المقصود ببناء الإنسان هو تربيته وتكوينه وإعداده ليكون إنسانًا سويًّا، عابدًا لله عن إرادة واختيار، عارفًا بواجباته، وقادرًا على أدائها بإتقانٍ وإحسان، وأكَّد أن هذا المقصد الديني العام تسعى العقيدة، والعبادات، والأخلاق، وجميع أحكام الشريعة المختلفة إلى تحقيقه، كما أشار إلى أن كلية الحقوق تفخر بأن تؤدي، إلى جانب دورها العلمي والبحثي، دورها الاجتماعي في التوعية، من خلال استضافة هذه الندوة.

وقال الدكتور تامر صالح إن الإنسان بحاجة ماسَّة إلى الدين لضبط تصرفاته وتنظيم معاملاته وعلاقاته، وهو الأمر الذي سعت دولتنا إلى تحقيقه عَبْر مبادرات وطنية، كان آخرها مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، بهدف تمهيد طريق المواطن المصري نحو التنمية والرخاء والإصلاح في شتى المجالات، وأكَّد أن جامعة المنصورة، برئاسة الدكتور شريف خاطر، تُعد من المؤسسات الفاعلة في تنفيذ أهداف هذه المبادرة.

وقدَّم فضيلة المفتي الشكر إلى الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، على حُسن الاستقبال، معربًا عن سعادته البالغة بهذا اللقاء. ثم بدأ فضيلته تسليط الضوء على محور المحاضرة، وهو "بناء الإنسان"، مؤكدًا أن هذا البناء يُعَدُّ قيمةً مركزيةً في الإسلام، وأوضح أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد وضعا أُسسًا تربوية متكاملة تهدف إلى بناء الفرد والمجتمع على قواعد قوية وثابتة.

وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن بناء الإنسان في الإسلام يتم على ثلاثة مستويات رئيسية: التهيئة العقدية، والتهيئة الروحية، والتهيئة السلوكية، وشَرَح أن التهيئة العقدية تتمثل في بناء علاقة الإنسان بخالقه عَبْر الإيمان الصحيح والتوحيد، بينما تركز التهيئة الروحية على تزكية النفس من خلال العبادة والتقرب إلى الله. أما التهيئة السلوكية، فتتعلق بالقيم الأخلاقية التي توجه سلوك الإنسان في المجتمع.

وشدَّد فضيلة المفتي على أن الحلول لجميع المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا تكمن في إعادة غرس القيم الإسلامية الأصيلة، التي تدعو إلى التعاون والتسامح والمواطنة الصالحة، وتحدث عن أهمية التربية الروحية والتوازن في علاقة الإنسان بربه، محذرًا من محاولات اقتلاع الإنسان من جذوره الدينية والشرعية، كما أوضح أن العبادة تقوّي العلاقة بين الإنسان وربه، وتمنحه التوازن النفسي والروحي.

وفي ختام اللقاء،أهدى الدكتور شريف خاطر درع جامعة المنصورة إلى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، تقديرًا لدوره المتميز وجهوده في تطوير دار الإفتاء المصرية.

مقالات مشابهة

  • فواخرجي تعتذر عن عدم حضور حوار وطني لم تكن مدعوة إليه من الأساس!
  • «الأسلحة والمواد الخطرة» ينظم فعالية «القيم في بيئة العمل والمجتمع»
  • لميس الحديدي تشيد بدراما رمضان 2025: «المتحدة» تقدم إنتاجا متميزا
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل فضيلة مفتي الجمهورية ضمن ندوة دور الدين في بناء الإنسان
  • «دور المؤسسات الدينية في تعزيز الهوية والانتماء الوطني» في ندوة بجامعة أسيوط
  • مفتي الجمهورية: هناك محاولات لطمس القيم الأخلاقية تحت شعارات خادعة
  • دينا رامز: محمد صبحي صاحب فضل على بدون مونتاج.. وعودة البرنامج مكلفة وصعبة.. وصورت الموسم الأول بشهري التاسع l حوار
  • القيم الدينية والأخلاقية أساس لمواجهة الشائعات.. ندوة بـ إعلام الداخلة
  • مقترح برلماني لحظر مشاهد التدخين والعنف والعُري في دراما رمضان
  • مقترح برلماني لحظر مشاهد التدخين والعنف والعري في دراما رمضان