رئيس كولومبيا يوجه رسالة قاسية لترامب: سأقاوم غطرستك
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
وجّه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو اليوم الاثنين رسالة قاسية إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب أكد فيها أنه سيقاوم غطرسة الولايات المتحدة حتى لو كان ثمن ذلك انقلابا عسكريا.
جاء ذلك في رسالة مطولة مليئة بالتعبيرات الحادة والإشارات التاريخية نشرها بيترو (64 عاما) عبر حسابه في موقع إكس، وجرى تداولها بكثرة ليطالعها عشرات الملايين حول العالم.
وتأتي الرسالة على خلفية أزمة في العلاقات بين البلدين اندلعت بعد أن حاولت واشنطن ترحيل مهاجرين غير نظاميين كولومبيين مقيدين بالسلاسل إلى بلادهم على متن طائرات عسكرية.
ورفضت كولومبيا استقبال هذه الطائرات الأميركية في البداية، ليخصص الرئيس بيترو طائرته الرئاسية لاحقا لنقل المهاجرين بصورة مشرفة.
وخاطب الرئيس اليساري بيترو نظيره الأميركي اليميني في بداية الرسالة قائلا "ترامب، أنا لا أحب السفر إلى الولايات المتحدة كثيرا، فهو شيء ممل قليلا، لكنني أعترف بأن هناك بعض الأشياء الجديرة بالثناء، أحب الذهاب إلى أحياء واشنطن السوداء، وقد رأيت هناك شجارا كاملا في العاصمة بين سود ولاتينيين بمتاريس، وبدا لي أن الأمر سخيف لأنه أحرى بهم أن يتّحدوا".
وأضاف بيترو "أعترف أنني أحب (الشاعر والصحفي الأميركي) والت ويتمان و(الموسيقي) بول سيمون و(المفكر) نعوم تشومسكي و(الكاتب المسرحي) آرثر ميلر، وأعترف بأن (الناشطين العماليين) نيكولا ساكو وبارتولوميو فانزيتي اللذين يحملان دمي خالدان في التاريخ الأميركي وأنني أسير على خطاهما، قتلهما على الكرسي الكهربائي الفاشيون الموجودون في الولايات المتحدة كما يوجدون في بلدي، لأنهما كانا قائدين عماليين".
إعلانوتابع "لا أحب نفطك، وسأقاوم غطرستكم، لا أحب نفطك يا ترامب، ستقضي على النوع البشري بسبب الجشع، ربما يأتي يوم ومع كأس من الويسكي الذي أتقبله رغم معاناتي من التهاب المعدة يمكننا التحدث بصراحة عن هذا الأمر، لكن ذلك يبدو صعبا لأنك تعتبرني من عرق أدنى، وأنا لست كذلك، ولا أي كولومبي آخر".
وأضاف بيترو مواصلا انتقاداته اللاذعة لترامب "إذا كنت تعرف شخصا عنيدا على وجه الأرض فأنا هو، نقطة، يمكنكم عبر قوتكم الاقتصادية وغطرستكم أن تحاولوا تنفيذ انقلاب ضد كما فعلتم مع (الرئيس التشيلي السابق) سلفادور أليندي (1908-1973)، لكنني سأموت على مبدئي، قاومت التعذيب وسأقاومك أيضا".
ومضى يقول "لا أريد مستعبِدين بجوار كولومبيا، فقد كان لدينا الكثير منهم وتحررنا، ما أريده بجوار كولومبيا هم عشاق الحرية، إذا كنت لا تستطيع أن تكون واحدا منهم فسأتوجه إلى أماكن أخرى، كولومبيا هي قلب العالم، وأنت لم تفهم هذا، إنها أرض الفراشات الصفراء وجمال ريميديوس، ولكنها أيضا أرض العقيد أوريليانو بوينديا وسلالته، وأنا واحد منهم، وربما الأخير".
وبوينديا شخصية رئيسية في رواية "100 عام من العزلة" للكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز، وتمثل النضال الثوري من أجل العدالة في أميركا اللاتينية.
ومستذكرا الرئيس الأميركي السابق أبراهام لينكولن مضى بيترو يقول لترامب "قد تقتلني، لكنني سأعيش في شعبي الذي سبق شعبك في الأميركتين، نحن شعوب الرياح والجبال والبحر الكاريبي والحرية، لا تحب حريتنا؟ حسنا، لن أمد يدي لمصافحة تجار العبيد البيض، بل أصافح البيض الأحرار ورثة لينكولن، والشبان السود والبيض من الولايات المتحدة الذين بكيت وصليت على قبورهم في ساحة معركة وصلت إليها بعد أن عبرت جبال توسكانا الإيطالية ونجوت من كوفيد".
وأضاف "هؤلاء هم أميركا، وأمامهم أنحني، وليس أمام أي أحد آخر، أسقطني أيها الرئيس، وسترد عليك الأميركتان والإنسانية".
إعلانوفي إشارة إلى تاريخ بلاده، أكد بيترو أن "كولومبيا الآن تتوقف عن النظر إلى الشمال، وتنظر إلى العالم، دماؤنا تأتي من خلافة قرطبة التي كانت في وقتها رمزا للحضارة، ومن الحضارة الرومانية المتوسطية التي أسست الجمهورية والديمقراطية في أثينا، دماؤنا تحمل في طياتها صمود السود الذين حُوّلوا إلى عبيد على أيديكم، في كولومبيا توجد أول أرض حرة في الأميركتين، قبل واشنطن، في كل أميركا، هناك أجد ملاذي في الأغاني الأفريقية".
وأضاف معتزا ببلده "أرضي بلد صاغ الذهب والفضة في عهد الفراعنة المصريين، وأرض أول فناني العالم الذين رسموا على أحجار شيريبكيت، لن تسيطر علينا أبدا، يقف في وجهك المحارب الذي جاب أراضينا صائحا بالحرية، واسمه (القائد الفنزويلي) سيمون بوليفار (1783-1830)".
وتابع "شعوبنا خجولة بعض الشيء، ودودة ومحبّة، لكنها ستعرف كيف تستعيد قناة بنما التي أخذتموها بالعنف، هناك يرقد 200 بطل من جميع أنحاء أميركا اللاتينية، في بوكاس ديل تورو التي كانت جزءا من كولومبيا قبل أن تصبح جزءا من بنما، والذين قتلتموهم".
وقال أيضا "إنني أرفع علما، وكما قال (الزعيم الكولومبي) خورخي إليسير غايتان (1903-1948): حتى لو بقي وحده فسيظل العلم مرفوعا بكرامة أميركا اللاتينية التي هي كرامة أميركا التي لم يعرفها جدك، في حين عرفها جدي، أيها الرئيس المهاجر إلى الولايات المتحدة".
ومتحديا ترامب، مضى يقول "حصاركم لا يخيفني، لأن كولومبيا إلى جانب كونها بلد الجمال هي قلب العالم، أعلم أنك تحب الجمال كما أحبه، فلا تسئ إليه وستمنحك كولومبيا حلاوتها، كولومبيا من الآن تفتح ذراعيها للعالم كله، نحن بناة الحرية والحياة والإنسانية".
وختم رسالته قائلا "علمت أنكم تفرضون 50% رسوما جمركية على ثمار عملنا البشري لدخول الولايات المتحدة، وسأفعل الشيء نفسه، دع شعبنا يزرع الذرة التي اكتُشفت في كولومبيا لتغذية العالم".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كلمة قاسية من رئيس جنايات المنصورة: للمتهمة بالتخلص من زوجها بمساعدة عشيقها
وجه المستشار أحمد فؤاد الشافعي، رئيس محكمة جنايات المنصورة، كلمة قاسية للمتهمة بالتخلص من زوجها بمساعدة عشيقها، بقرية أبو نور الدين التابعة لمركز الستاموني، وذلك خلال جلسة النطق بالحكم، اليوم الأربعاء، حيث قضت المحكمة بمعاقبتهما بالإعدام شنقًا.
حيث قال بسم الله أحكم الحاكمين وأعدله، أقام ملكه وأوسع عدله فدام ملكه ودام عدله، اجتمعت المحكمة لتفصل في واحدة من أبشع الجرائم التي انتهكت فيها كل القيم والأعراف، وتبدلت مشاعر الرحمة بالقسوة والود بالحقد، المتهمة الأولى كانت زوجة للمجني عليه منذ أكثر من 19 عامًا، وأوعز الشيطان لها بإقامة علاقة آثمة محرمة مع المتهم الثاني، واستمرا في معصيتهما وجحودهما حتى نما لعلم المجني عليه بالعلاقات الآثمة، فما كان منه إلا أن ضيق عليها الخناق، وبدأ في مراقبة تصرفاتها، وفي سبيل استمرارها في تلك العلاقة، زين لها والمتهم الثاني الشيطان على أن يتفقا فيما بينهما على الخلاص من المجني عليه، وخططا واتفقا وبيتا النية وعقدا العزم على القتل، وتنفيذًا لجرمهما، أعدا لذلك سلاح أبيض سكينا وحجرين، خبأتهم المتهمة في مكان الواقعة.
و أدخلت المتهمة المتهم الثاني لمنزل المجني عليه خلسة، ليختبئ في منزله الآمن الذي يطمئن فيه، مترصدًا له، ولما حان وقت تنفيذ الجريمة أغلقت أبواب حجرة أبنائها عليهم، وأوعزت لزوجها أن هناك أمر يحدث في حظيرة المواشي، وتوجه للحظيرة، وما أن اقترب من مكان اختباء المتهم للثاني، عاجله بضربة بطوبة في الوجه، وسقط أرضًا، واستمر في ضربه والتعدي عليه، وقامت المتهمة الثانية بضربه بالحجر، واستلا السكين وطعناه عدة طعنات في ظهره، وقام المتهم الثاني بإحضار فأس وانهالا على رأسه ضربًا به دون رحمة، ولم يتركاه إلا جثة هامدة.
و قد فاضت روح المجني عليه المظلومة إلى بارئها، تشكو إليه ظلم وغدر الزوجة، قتلتما المجني عليه ظلمًا وغدرًا وعدوانًا، دون ذنب من أجل أن تنغمثا في العلاقة المحرمة، لم تصوني عهدًا وانتهكتما شرف وحرمة منزل المجني عليه، ولم تكوني زوجة صالحة ولا أمًا لأبنائك، وبدلتي الرحمة بالظلم والجحود، واستبحتما المحرمات، ولم تكتفيان بما لحق بالمجني عليه، بل تماديتما في ظلمكما وشهواتكما المحرمة، وقتلتموه بلا رحمة ولا شفقة، ولم تكوني به سكنًا ولا أمنًا ولا أمانًا.
و المحكمة قد استقر في وجدانها في ثبوت تلك الجريمة في حق المتهمين، وكان لزامًا عليها أن تقول كلمتها نصرة للعدالة والحق، وصونًا لحرمات البيوت، وردعًا لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذا الإثم العظيم، اليوم تحجب عنكما المحكمة رحمتها ورأفتها، فمن لا يرحم لا يرحم، وكان جزائكما من جنس عملكما.