بوابة الوفد:
2025-04-07@03:37:13 GMT

الفن.. والتحريض على القتل!

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

فى اعتقادى أن أحد أهم أسباب انتشار العنف فى المجتمع المصرى هى الأعمال الفنية ذات المحتوى التحريضى خلال السنوات الماضية سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات أو حتى اغانى.
وقد حذرت كثيرا انا وغيرى من مغبة الاستمرار فى إنتاج هذه الأعمال على المجتمع بسبب تناولها للعنف بطريقة مفرطة أو ملهمة للسلوكيات العدوانية.
وربما كانت البداية مع فيلم «حين ميسرة» الذى تناول فئة المهمشين للمخرج خالد يوسف والذى أثار جدلًا كبيرًا عند عرضه عام ٢٠٠٧ نظرا لما تضمنه من مشاهد عنف صادمة تُظهر جرائم القتل والاغتصاب، والسحاق بشكل مبالغ فيه أعطت صورة مشوهة للمجتمع المصرى فى الداخل والخارج وأثارت حالة من الرفض والغضب لدى فئات كثيرة من المجتمع المصرى الذين استشعروا الخطر وعلى رأسهم علماء الدين.


بعده بعامين جاء فيلم آخر أشد عنفا ليمجد اسم أحد البلطجية بعنوان «إبراهيم الأبيض» والذى جسد شخصيته للأسف الشديد احمد السقا الذى أكن له كل حب وتقدير وتجمعنى به وبأسرته صداقه قديمة، ولكنى أعتبر هذا الفيلم سقطة كبيرة فى مشواره الفني، ويجب الاعتذار عنها.. لماذا؟
لأن هذا الفيلم الذى عرض عام ٢٠٠٩ كان بمثابة بوابة جهنم لتقديم سلسلة من الأعمال المحرضة على العنف ركزت على
عالم البلطجة واستخدام الأسلحة البيضاء، سنج وسيوف ومطاوى بخلاف الأسلحة النارية، وللاسف الشديد هذه الأعمال بما فيها فيلم الجزيرة وعبده موته والقشاش أثرت بشكل سلبى جدا على المراهقين والشباب وأصبح هؤلاء البلطجية نموذجًا يُقتدى به.
ولذلك ليس غريبا أن ترى أنواعًا من الجرائم الصادمة الغريبة على المجتمع أبطالها من المراهقين والشباب نتيجة اعتيادهم على مشاهد العنف والدم ليس فى السينما فقط وانما عبر مسلسلات تقدم لهم وبالحاح شديد وجبات مسمومة من العنف والبلطجة تدفعهم دفعا إلى تقليد هذه النماذج من البلطجية.
ولدينا للأسف رصيد كبير من هذه الأعمال التى تقتحم البيوت دون استئذان خاصة فى شهر رمضان المبارك الذى أصبح موسمًا لترويج هذه السموم على المشاهدين بعد أن كنا ننتظر روائع كبار المبدعين أمثال أسامة أنور عكاشة ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد جلال عبدالقوى وعبدالسلام أمين وغيرهم، اصبحنا نشاهد البلطجة فى أبشع صورها التى تطل على أبناءنا بعناوين براقة مثل الأسطورة،والبرنس وملوك الجدعنة
وجعفر العمدة وتتضمن إلى جانب البلطجة أقذع الألفاظ التى اعتاد أيضا المراهقون والشباب على استخدامها تأسيا بإبطال هذه الأعمال.
أعتقد أنه قد آن الأوان لأن تتدخل الدولة لإعادة الدور الرقابى على الأعمال الفنية للحفاظ على سلامة المجتمع حتى لا تتكرر حوادث القتل والطعن التى انتشرت مؤخرًا سواء فى المدارس والشوارع ووصلت إلى البنوك،
وأختتم مقالى ببعض النماذج المؤسفة للعنف المنتشر فى المجتمع بسبب الأعمال الفنية المحرضة على القتل والعنف فقد استشهد الأسبوع الماضى العقيد فتحى سويلم، الضابط بمديرية أمن الفيوم نتيجة تعدى أحد عملاء البنك عليه بآلة حادة وأصيب أربعة من أفراد القوة الأمنية معه، وفى نوفمبر الماضى قتل طالب بمدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية، زميلا له بسلاح أبيض، وتعرضت الطفلة كارما، البالغة من العمر 11 عامًا، منذ ايام لاعتداء جسدى ولفظى من قبل طالبتين أكبر سنا داخل مدرستها، مما أدى إلى إصابتها بجروح وكسر فى الأنف.
وفى مارس الماضى اندلعت مشاجرة فى منطقة حدائق القبه بين مجموعة من الأشخاص بسبب خلاف على ساحة انتظار سيارات، تطورت إلى استخدام الأسلحة النارية والبيضاء، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص وإثارة الذعر بين المارة.
أتمنى أن تنتبه أجهزة الدولة لخطورة العنف فى الدراما قبل حلول شهر رمضان حتى لانفاجأ بموجة جديدة من التحريض على القتل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيلم حين ميسرة جرائم القتل والاغتصاب المجتمع المصري شهر رمضان المبارك حلول شهر رمضان هذه الأعمال

إقرأ أيضاً:

ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، سياسيًا واقتصاديًا، في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية.

وأوضح خلال لقاء ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الزيارة تحمل بعدين رئيسيين: الأول اقتصادي يتمثل في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، خاصة في ظل طموح القاهرة لرفع الاستثمارات الفرنسية إلى مليار يورو هذا العام، والثاني سياسي يرتبط بالوضع المتأزم في الشرق الأوسط، خصوصًا في قطاع غزة.

وأشار أبو شامة إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن الأزمة هناك تمثل "مفتاحًا" لباقي ملفات المنطقة.

وفيما يخص السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، أوضح أن علاقات باريس بالمنطقة تتأرجح على طريقة "البندول"، بين دعمها التقليدي لإسرائيل منذ 1948، وبين محاولتها الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية.

وأكد أن فرنسا كانت داعمًا قويًا لإسرائيل بداية أزمة "طوفان الأقصى"، لكنها بدأت تنحو نحو مواقف أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية، خاصة مع تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب، نتيجة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والصور "الوحشية" القادمة من غزة.

وأضاف أن هذا التحول في الموقف الفرنسي جاء نتيجة ضغط إنساني وأخلاقي، حيث بات من الصعب على فرنسا أن تستمر في دعم تسليحي لإسرائيل بينما تُرتكب مجازر في غزة، مشيرًا إلى أن زيارة ماكرون تهدف أيضًا لدفع جهود وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

كما أكد على أن لفرنسا دورًا نشطًا في ملفات لبنان وسوريا، خاصة في ما يتعلق بمحاولة تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني، وسحب إسرائيل من بعض النقاط التي تحتلها، قائلاً إن هذه الملفات ستُبحث بعمق بين الجانبين المصري والفرنسي خلال الزيارة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح
  • ستظل قيمة في قلوبنا.. يسرا تنعي رجل الأعمال ميشيل أحد بكلمات مؤثرة
  • ذكريات من "السيرك"
  • دعوات سورية لفتوى تحرم القتل والتحريض الطائفي.. هل يتحرك مجلس الإفتاء الجديد؟
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • سياراته الفارهة سبب شهرته..وفاة رجل الأعمال السكندري ميشيل أحد
  • حنان شومان: الأيتام جزء أصيل من نسيج المجتمع المصري ولا يمكن تهميشهم
  • مصادر تكشف تطورات مثيرة فى أزمة تجديد عقد زيزو .. تعرف عليها
  • عقدة الدونية لدى الجنجويد
  • القومي للمرأة يدق ناقوس الخطر: بعض من دراما رمضان يشوه صورة المرأة