بوابة الوفد:
2025-04-30@08:48:09 GMT

الفن.. والتحريض على القتل!

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

فى اعتقادى أن أحد أهم أسباب انتشار العنف فى المجتمع المصرى هى الأعمال الفنية ذات المحتوى التحريضى خلال السنوات الماضية سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات أو حتى اغانى.
وقد حذرت كثيرا انا وغيرى من مغبة الاستمرار فى إنتاج هذه الأعمال على المجتمع بسبب تناولها للعنف بطريقة مفرطة أو ملهمة للسلوكيات العدوانية.
وربما كانت البداية مع فيلم «حين ميسرة» الذى تناول فئة المهمشين للمخرج خالد يوسف والذى أثار جدلًا كبيرًا عند عرضه عام ٢٠٠٧ نظرا لما تضمنه من مشاهد عنف صادمة تُظهر جرائم القتل والاغتصاب، والسحاق بشكل مبالغ فيه أعطت صورة مشوهة للمجتمع المصرى فى الداخل والخارج وأثارت حالة من الرفض والغضب لدى فئات كثيرة من المجتمع المصرى الذين استشعروا الخطر وعلى رأسهم علماء الدين.


بعده بعامين جاء فيلم آخر أشد عنفا ليمجد اسم أحد البلطجية بعنوان «إبراهيم الأبيض» والذى جسد شخصيته للأسف الشديد احمد السقا الذى أكن له كل حب وتقدير وتجمعنى به وبأسرته صداقه قديمة، ولكنى أعتبر هذا الفيلم سقطة كبيرة فى مشواره الفني، ويجب الاعتذار عنها.. لماذا؟
لأن هذا الفيلم الذى عرض عام ٢٠٠٩ كان بمثابة بوابة جهنم لتقديم سلسلة من الأعمال المحرضة على العنف ركزت على
عالم البلطجة واستخدام الأسلحة البيضاء، سنج وسيوف ومطاوى بخلاف الأسلحة النارية، وللاسف الشديد هذه الأعمال بما فيها فيلم الجزيرة وعبده موته والقشاش أثرت بشكل سلبى جدا على المراهقين والشباب وأصبح هؤلاء البلطجية نموذجًا يُقتدى به.
ولذلك ليس غريبا أن ترى أنواعًا من الجرائم الصادمة الغريبة على المجتمع أبطالها من المراهقين والشباب نتيجة اعتيادهم على مشاهد العنف والدم ليس فى السينما فقط وانما عبر مسلسلات تقدم لهم وبالحاح شديد وجبات مسمومة من العنف والبلطجة تدفعهم دفعا إلى تقليد هذه النماذج من البلطجية.
ولدينا للأسف رصيد كبير من هذه الأعمال التى تقتحم البيوت دون استئذان خاصة فى شهر رمضان المبارك الذى أصبح موسمًا لترويج هذه السموم على المشاهدين بعد أن كنا ننتظر روائع كبار المبدعين أمثال أسامة أنور عكاشة ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد جلال عبدالقوى وعبدالسلام أمين وغيرهم، اصبحنا نشاهد البلطجة فى أبشع صورها التى تطل على أبناءنا بعناوين براقة مثل الأسطورة،والبرنس وملوك الجدعنة
وجعفر العمدة وتتضمن إلى جانب البلطجة أقذع الألفاظ التى اعتاد أيضا المراهقون والشباب على استخدامها تأسيا بإبطال هذه الأعمال.
أعتقد أنه قد آن الأوان لأن تتدخل الدولة لإعادة الدور الرقابى على الأعمال الفنية للحفاظ على سلامة المجتمع حتى لا تتكرر حوادث القتل والطعن التى انتشرت مؤخرًا سواء فى المدارس والشوارع ووصلت إلى البنوك،
وأختتم مقالى ببعض النماذج المؤسفة للعنف المنتشر فى المجتمع بسبب الأعمال الفنية المحرضة على القتل والعنف فقد استشهد الأسبوع الماضى العقيد فتحى سويلم، الضابط بمديرية أمن الفيوم نتيجة تعدى أحد عملاء البنك عليه بآلة حادة وأصيب أربعة من أفراد القوة الأمنية معه، وفى نوفمبر الماضى قتل طالب بمدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية، زميلا له بسلاح أبيض، وتعرضت الطفلة كارما، البالغة من العمر 11 عامًا، منذ ايام لاعتداء جسدى ولفظى من قبل طالبتين أكبر سنا داخل مدرستها، مما أدى إلى إصابتها بجروح وكسر فى الأنف.
وفى مارس الماضى اندلعت مشاجرة فى منطقة حدائق القبه بين مجموعة من الأشخاص بسبب خلاف على ساحة انتظار سيارات، تطورت إلى استخدام الأسلحة النارية والبيضاء، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص وإثارة الذعر بين المارة.
أتمنى أن تنتبه أجهزة الدولة لخطورة العنف فى الدراما قبل حلول شهر رمضان حتى لانفاجأ بموجة جديدة من التحريض على القتل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيلم حين ميسرة جرائم القتل والاغتصاب المجتمع المصري شهر رمضان المبارك حلول شهر رمضان هذه الأعمال

إقرأ أيضاً:

ناهد السباعي من الإسكندرية القصير: فيلم يوم للستات الأقرب لي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة

تحدثت الفنانة ناهد السباعي ضمن حلقة نقاشية عن دور المرأة في الفن ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عن الأدوار التي تبرز شكل المرأة في المجتمع فائدة: "كل دور قدمته به جانب من شخصيتي وهناك أدوار أفضلها عن غيرها،وبالتأكيد أتعلم من كل تجربة،مثلا فيلم "يوم للستات" كان قريب مني،وايضًا مسلسل "منورة بأهلها"،ومعظم أعمالي مع المخرج يسري نصر الله والمخرجة كاملة أبو ذكري أحبهم كثيرا.

 

وعن الأعمال التي أثرت بها مؤخرا قالت: "مثلا فيلم "الهوى سلطان "من أحب الأعمال التي شاهدتها ولمستني ومسلسلات مثل "٨٠ باكو " و"لام شمسية "و "أولاد الشمس ". 


واكدت:"حريصة أن تكون أدواري مختلفة وأرى نفسي محظوظة لأني تعاونت مع ممثلين وصناع كنت أتمنى العمل معهم،وفي بدايتي أدواري كانت محصورة في الفتاة الشعبية ". 


وبسؤالها عن هل الفن يغير في المجتمع قالت:"بالتأكيد الفن يغير في المجتمع والدليل فيلم جعلوني مجرما الذي غير القانون،هناك أعمال  كثيرة تؤثر وتغير المجتمع". 

 

وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.

 

‏‎يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري، باشون للإنتاج الفني.

مقالات مشابهة

  • ناهد السباعي: كل دور فيه حتة مني.. والفن قادر فعلا يغير المجتمع
  • ناهد السباعي بمهرجان الإسكندرية:«يوم للستات» الأقرب لقلبي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة
  • تقرير أممي: خطاب الكراهية والتحريض باسم الدين في ليبيا يغذي العنف والانقسامات ويهدد الأمن الوطني
  • ناهد السباعي من الإسكندرية القصير: فيلم يوم للستات الأقرب لي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
  • رؤساء جمعيات المستثمرين: «الضرائب» تمد يد الثقة لمجتمع الأعمال بأول حزمة «تسهيلات»
  • أحمد مالك : لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية
  • طارق الشناوي: الأعمال الفنية في رمضان 2025 أفضل من السنوات السابقة
  • مجدي أبوزيد يكتب: دور القوى الناعمة في تشكيل وعي الشباب