لماذا غضبت القاهرة من كشف معلومات طائرة زامبيا؟.. أكثر من مجرد تهريب
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
لا تزال جهود الكشف عن ملابسات واقعة ضبط طائرة مصرية خاصة في دولة زامبيا وعلى متنها مبالغ مالية وكميات من الذهب والذخيرة مستمرة، وتحتل حيزا كبيرا لدى الصحافة والإعلام المحلي والدولي غير الرسمي في ظل تكتم الحكومة المصرية عن الحقائق.
أثارت مداهمة أجهزة الأمن منزل الصحفي كريم أسعد، أحد أعضاء فريق تحرير منصة "متصدقش"، التي نشرت في سلسلة أخبار تغطية خاصة عن الطائرة، والاعتداء عليه وعلى زوجته بالضرب والسب وتهديدهما قبل اعتقاله والإفراج عنه لاحقا، تساؤلات حول ضلوع مسؤولين مصريين في الواقعة.
ومنذ الكشف عن أزمة الطائرة، التي ضبطت في زامبيا قادمة من مصر وعلى متنها نحو 5.7 مليون دولار نقدًا، و127 كيلو جرام من سبائك معدنية ذهبية، عمل فريق تحرير "متصدقش" على كشف ملابسات الحادثة وتتبع خيوط القضية والمتورطين فيها.
"متصدقش" هي منصة صحفية مستقلة أسسها الصحفي الراحل محمد أبو الغيط، عام 2018، أثناء إقامته في لندن، تضم مجموعة من شباب الصحفيين المصريين، غير المنتمين لأي أحزاب أو جماعات سياسية، بحسب بيان المنصة على صفحتها على موقع فيسبوك.
يضيف البيان: لم يسأل المسلحون (أفراد الأجهزة الأمنية) زميلنا قبل اعتقاله سوى عن تغطيتنا على مدى الأيام القليلة الماضية لحادث طائرة زامبيا القادمة من مصر.
وأكدت المنصة أنها لا تتلقى أي تمويل من أي حكومة منذ بدأت قبل خمس سنوات وحتى اليوم.
البيان
منشور – الكشف عن المتورطين في القضية
????استكمالًا لما ننشره عن هوية المتورطين في الطائرة القادمة من مصر، والتي جرى ضبطها في زامبيا، ننشر الآن ما وصلنا إليه بشأن أحد المتهمين.
⭕الاسم الرابع: وليد رفعت فهمي بطرس عبد السيد.
◾يتطابق الاسم مع مقدم شرطة من مركز ملوي محافظة المنيا، بحسب نعي أحد أفراد العائلة نشرته… pic.twitter.com/RoLLqdYigH — متصدقش (@matsda2sh) August 18, 2023
لماذا غضبت السلطات؟
اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري سابقا، رضا فهمي، أن "أكثر ما أثار غضب السلطات المصرية، ليس الكشف عن محتوى المضبوطات على متن الطائرة المشبوهة، إنما الكشف عن هوية الركاب المصريين الستة، وما أثاره من جدل لأسباب لم يكن النظام يرغب في الكشف عنها؛ لأنها تسلط على نوع جديد من الإضرار بالأمن القومي".
في حديثه لـ"عربي21" أوضح "نحن أمام قضية كبيرة تهم الأمن القومي والنظام سوف يتعامل مع القضية بمنتهى العنف؛ لأن الكشف عن أسماء المتورطين أظهر وجود علاقة من نوع آخر بين النظام والكنيسة في مصر، القضية أكبر من أنها تهريب أموال أو سبائك ذهبية وعلى أهميتها تأتي في المرتبة الثانية، لذلك النظام انزعج من الكشف عن أسماء المتورطين في الحادثة".
وأضاف فهمي، أن "وجود 3 أقباط على متن القاهرة من بين 6 متهمين يثير علامات استفهام، وتساؤلات حول طبيعة العلاقة بين النظام والكنيسة والتي تتجاوز مجرد العلاقة بين الدولة والمؤسسة الدينية، وربما هذا يشير إلى وجود ملفات مثيرة للجدل يتم إغلاقها في المجتمع المصري لصالح الأخيرة بسبب التعاون بين الطرفين في قضايا تمس الأمن القومي المصري".
وتساءل خبير الأمن القومي: "منذ متى تسمح الدولة المصرية لمدنيين بتملك شركات للإنتاج العسكري، أحد المتهمين، يدعى مايكل عادل ميشيل بطرس، وهو مالك شركة متخصصة في تقديم الاستشارات العسكرية للجيوش لتطوير قدراتهم الدفاعية، ولها العديد من المكاتب في عدة دول من بينها الولايات المتحدة والإمارات، هل يوجد قانون يسمح بإنشاء شركات عسكرية تتعاون مع دول أخرى كما صرح المتحدث باسم الشركة في لقاء تلفزيوني سابق بتملكهم أسهما في شركات معنية بالتصنيع العسكري".
لكن الأهم بحسب فهمي "أنها شركة مصرية برأس مال مصري، فما هي الجهة التي وافقت على إنشاء شركات للصناعات العسكرية في حين أن الهيئة العربية للتصنيع توقفت عن تصنيع أشياء عسكرية؟".
تداعيات الأزمة أكبر من مجرد تهريب
وصف السياسي المصري المعارض، خالد الشريف، اعتقال أحد الصحفيين المشاركين في الكشف عن أسماء وملابسات الطائرة المشبوهة بأنه "محاولة لاغتيال الحقيقة، وقصف الأقلام، وهو نجه مستمر منذ الانقلاب العسكري، واعتقال الصحفي من منزله وترويع أهله يؤكد أن على رأسهم "بطحة"، أدعو جميع الزملاء بالجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بالتضامن مع الزميل المعتقل والضغط للإفراج عنه ومواصلة كشف الفساد".
مضيفا لـ"عربي21" أن "ما يجري أشبه بأحداث لعصابة فاشية تحكم البلاد، وتتفرغ للنهب والسلب والسرقة لمقدرات البلاد وأموال الشعب.. وهي طغمة تعتمد على مجموعة من اللصوص والبلطجية والخارجين على القانون، وأن ما تعانيه الدولة المصرية من أزمات اقتصادية وأوضاع متردية يعود في المقام الأول لأفعال تلك العصابة وسرقتها مقدرات الدولة".
واختتم حديثه بالقول: "هذه العصابة لا تمثل مؤسسات الدولة، بل أصبحت مجموعة من القراصنة متخصصة في تحويل ونقل الأموال والمخدرات والذهب وجلب الأسلحة، ولن تتعافى الدولة المصرية من أزمتها إلا بزوال السيسي وعصابته من المشهد السياسي ..بل يجب فتح ملفات الفساد ومحاكمة هؤلاء الذي نهبوا المليارات وجوعوا الشعب المصري".
ليست محطة ترانزيت
كان موقع "مدى مصر" (مستقل)، كشف أن القاهرة لم تكن محطة "ترانزيت" للطائرة القادمة من مصر، وأن الرحلة بدأت من مطار القاهرة في الساعة الـ10:30 من صباح اﻷحد 13 آب/ أغسطس الجاري، وخرجت من صالة 4 الخاصة بكبار الزوار، تحت إشراف شركة "Tiger Aviation" للخدمات الأرضية بالمطار.
وأشارت وثيقة البيانات إلى أن استخدام شركة خدمات أرضية، والخروج من قاعة كبار الزوار يشيران إلى أن ركاباً أو بضائع صعدوا إلى الطائرة من القاهرة.
ولفت الموقع إلى أن إعلان لجنة مكافحة المخدرات الزامبية عن احتجاز الطائرة، الإثنين، كان أشار إلى القبض على ستة مصريين، غير أن وثيقة البيانات تضمنت أسماء خمسة ركاب فقط كانوا على متن الرحلة عند إقلاعها من القاهرة، تطابقت أسماؤهم مع أسماء الخمسة المحتجزين في زامبيا.
وتم الكشف عن أسماء المصريين المحتجزين في زامبيا، على خلفية قضية الطائرة المشبوهة، وهم: مايكل عادل مايكل بطرس، ووليد رفعت فهيم بطرس عبد السيد، وياسر مختار عبد الغفور الشتاوي، ومنير شاكر جرجس عوض، ومحمد عبد الحق محمد جودة.
أسماء ومهن المقبوض عليهم في #زامبيا
وليد رفعت فهمي بطرس - مدير عام
منير شاكر جرجس عوض - صاحب مصنع
محمد عبد الحق محمد جودة - عقيد متقاعد
ياسر مختار عبد الغفور الششتاوي - ضابط أمن وسلامة بيئية
مايكل عادل مايكل بطرس - رجل أعمال
علي صافي علي - طيار
نهى صلاح الدين على نديم - مضيفة https://t.co/eJIDeiDx0v — Hesham Sabry هشام صبري (@heshamsabry01) August 20, 2023
الطائرة المشبوهة، وبحسب البحث في مواقع تتبع الرحلات الجوية، ثبت تواجدها في عدة مطارات عربية حيث تزامنت رحلاتها مع أحداث سياسية ولقاءات لوفود مصرية رفيعة المستوى.
لكن المفاجأة كانت باستخدام وزير الداخلية المصري محمود توفيق الطائرة خلال زيارة لتونس في الـ 28 من شباط/فبراير الماضي، وفق موقع Airport info الذي أظهر هبوطها في مطار قرطاج الدولي بذات اليوم.
في 17 أيار/مايو الماضي تظهر مواقع تتبع الطائرات إقلاع الطائرة T7-WSS من مطار القاهرة إلى العاصمة الليبية طرابلس، بالتزامن مع استقبال رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وفدا أمنيا مصريا، ومسؤولين من جهاز المخابرات المصرية قادمين من القاهرة.
وفي وقت سابق، توعد الرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما، الجمعة، بمحاكمة المتورطين في قضية الطائرة المصرية التي عثر بداخلها على ملايين الدولارات والأسلحة والذخائر والسبائك الذهبية.
يشار إلى أن الطائرة التي انطلقت من القاهرة وعلى متنها ما وصفته زامبيا "بضائع خطرة"، أسفرت عن مصادرة 5.7 ملايين دولار وخمسة مسدسات وسبعة مخازن (لتحميل الذخيرة) و126 طلقة ذخيرة و602 قطعة ذهب تزن 127.2 كجم، وأجهزة خاصة لفحص الذهب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات مصرية زامبيا السيسي مصر السيسي زامبيا الطائرة الزامبية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المتورطین فی الأمن القومی من القاهرة فی زامبیا من مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
الطائرة الماليزية المنكوبة.. لغز يبحث عن حل بعد 10 سنوات
أعاد قرار الحكومة الماليزية بالموافقة المبدئية على استئناف البحث عن طائرة ركاب اختفت قبل 10 سنوات، تلك القضية، التي تحولت إلى أحد أكثر ألغاز حوادث الطيران، إلى الواجهة من جديد.
واختفت رحلة MH370 ، التي كانت على متن طائرة طائرة بوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية، في مارس (آذار) عام 2014، أثناء توجهها إلى الصين من كوالالمبور في ماليزيا، وعلى متنها 239 شخصاً، ومنذ ذلك الحين فشلت جهود تحديد مكانها.The plane vanished from civilian air traffic control screens near the waypoint IGARI, where Malaysian and Vietnamese airspace meet.
But military radar later revealed a startling move:
MH370 had turned sharply west, crossing Malaysia and the Andaman Sea. pic.twitter.com/ludE1cMmKf
ونهاية عام 2018، انتهت عملية البحث عن حطام الطائرة بجهود دولية بلغت كلفتها 150 مليون دولار في مساحات شاسعة من المياه، وقالت حكومات الدول الثلاث المشاركة، ماليزيا وأستراليا والصين، إن البحث لن يُستأنف إلا "في حالة ظهور أدلة جديدة موثوقة" حول موقع الطائرة. أدلة جديدة وتقول ماليزيا إن عملية البحث الجديدة ستشمل مساحة 15 ألف كيلومتر مربع في جنوب المحيط الهندي، استناداً إلى بيانات جديدة، وجدت كوالالمبور أنها "موثوقة"، دون الإفصاح عن هذه البيانات.
وأقلعت الرحلة MH370 من كوالالمبور في الساعات الأولى من صباح 8 مارس (آذار) 2014، وفقدت الاتصال مع برج مراقبة الحركة الجوية بعد أقل من ساعة من إقلاعها، وأظهر الرادار أنها انحرفت عن مسار رحلتها المخطط له.
???????????? MALAYSIA GREENLIGHTS ANOTHER SHOT AT FINDING MH370
Nearly a decade after MH370 vanished with 239 people on board, Malaysia has given Ocean Infinity another chance to do what years of searching couldn’t—find the plane.
Armed with fresh data and plenty of optimism, the UK-… pic.twitter.com/nXrGUh7cxA
وتوصل تحقيق أجري عام 2018 أن حادث اختفاء الطائرة كان نتيجة تلاعب في أدوات التحكم في الطائرة، لإخراجها عن مسارها، إلا أنه لم يتوصل إلى أي استنتاجات حول من كان وراء ذلك. فرضيات عدة ومن بين مجموعة كبيرة من الفرضيات، أشارت بعضها لوجود مؤامرة أدت لاختفاء الطائرة، بدءاً من التكهنات بأن الطيار أسقط الطائرة عمداً، إلى ادعاءات بأن قوة عسكرية أجنبية أسقطتها.
ويؤكد المحققون أن حسم أسباب سقوطها لن يكون قبل العثور على الحطام.
وخلص العالم والباحث الأسترالي فينسينت لاين، إلى تحديد ما وصفه بـ"مكان الاختباء المثالي"، للطائرة الماليزية المنكوبة، بعد أكثر من عقد على اختفائها.
وأوضح أن الأدلة المتاحة عن اختفاء الطائرة تشير إلى أنها طارت عمداً إلى "حفرة" عميقة يبلغ عمقها 6000 متر في بروكن ريدج بالمحيط الهندي، مشيراً إلى أن هذه المنطقة "بيئة محيطية شديدة الوعورة والخطيرة، ذات جوانب شديدة الانحدار وضيقة، وتحيط بها تلال ضخمة وحفر عميقة أخرى".
وقال إن "الأدلة تشير إلى حقيقة مفادها أن الطيار تعمد تحطيم الطائرة، استناداً إلى تحليلات بارعة ومهارة ودقيقة للغاية لأضرار الحطام التي أجراها كبير المحققين السابقين في حوادث الطيران الكندية لاري فانس، والتي تفيد بأن الطائرة كانت تحتوي على وقود ومحركات تعمل عندما خضعت لهبوط اضطراري متحكم به و بارع، وليس تحطماً عالي السرعة بسبب نقص الوقود".
وأضاف أن "بحثه قدم موقعاً واضحاً للمكان الذي ربما تحطمت فيه الطائرة، وحث عمليات البحث المستقبلية عن موقع الحطام على التركيز على قسم معين من جنوب المحيط الهندي". ألغاز الطيران وانضمت حادثة الطائرة الماليزية إلى قائمة من الحوادث المرتبطة بالطيران في العالم، والتي ظل بعضها لغزاً حتى هذه اللحظة في حين تم حل البعض الآخر بعد سنوات طويلة.
وكانت أطول رحلة بحث المرتبطة بتحطم طائرة "ستار داست"، التى اختفت فوق جبال الإنديز فى الأرجنتين خلال عام 1947، ولم يُعثر على حطامها إلا بعد 53 عاماً.
وكانت "ستار داست" إحدى طائرات خطوط أمريكا الجنوبية البريطانية، وأقلعت من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس باتجاه مطار سنتياغو فى تشيلي، لكن بسبب الطقس الغائم والرياح الشديدة أرسلت رسالة عبر الراديو تؤكد حاجتها للهبوط الاضطرارى، ثم اختفت ولم تظهر بعدها، وتم العثور على أجزاء من حطامها عام 1998، وأجزاء أخرى عام 2000.
لكن أعداداً قليلة من حوادث الطيران ظلت لغزاً مفتوحاً حتى هذه اللحظة، مثل طائرة "ستار تايجر"، التي اختفت في 30 يناير (كانون الثاني) 1948، فوق مثلث برمودا، بعد أن أقلعت في ظروف هوائية صعبة، وعلى متنها 25 راكباً.