4 معاني عميقة في الإسراء والمعراج ستغير نظرتك للحياة
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أنه مع حلول مناسبة الإسراء والمعراج، تستدعي الأذهان تأملات وخواطر حول هذا الحدث العظيم الذي يعدّ محطة فارقة في تاريخ البشرية.
وتابع جمعو أنه في دقائق معدودة، انتقل النبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلا، وصولاً إلى سدرة المنتهى، وعاد ليجد فراشه دافئًا.
أضاف جمعة: تؤكد رحلة الإسراء والمعراج مفهوم وحدة الإنسانية، حيث اجتمع النبي ﷺ بالأنبياء الذين سبقوه، وأمّهم في الصلاة. هذا الاجتماع يرمز إلى أن الأمة الإسلامية تتبع منهج الأنبياء السابقين وتؤمن بهم، في ظل رسالة خاتم النبيين محمد ﷺ.
كما أن الله سبحانه وتعالى جعل رسالة الإسلام امتدادًا للعهد القديم والجديد، وختم الرسالات السماوية بالعهد الأخير الذي يحمل رسالة الوحدة والسلام للبشرية جمعاء، كما جاء في قوله تعالى:(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) [آل عمران: 81].
نعمة النظر إلى الله عز وجلوضح جمعة أنه من أعظم النعم التي أكرم الله بها النبي ﷺ خلال المعراج هي النظر إلى وجهه الكريم. وقد أجمع العلماء أن هذه النعمة تمثل قمة المتعة الروحية، حيث قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [يونس: 26]، وفسر العلماء "الزيادة" بأنها النظر إلى الله سبحانه وتعالى.
وهذه المتعة كانت من نصيب النبي ﷺ، كما قال في الحديث الشريف:"إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى منادٍ: إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزكموه... فيكشف الحجاب، فما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه" [رواه الترمذي].
التأخير الظاهري والتقديم المعنويوأشار جمعة إلى أنه على الرغم من أن النبي ﷺ جاء آخر الأنبياء من حيث الزمان، إلا أن الله فضله ورفعه مقامًا معنويًا عظيمًا. فقد أمّ الأنبياء في الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، مشيرًا إلى مكانته الفريدة. وهذا يذكرنا بحكمة الله في التدبير، حيث قد يبدو التأخير في الدنيا حرمانًا، لكنه يحمل في طياته عطاءً عظيمًا في الآخرة، كما قال ابن عطاء الله السكندري:"ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك".
تعظيم الشعائر والأحداثواختتم جمعة حديثة أن الإسراء والمعراج مناسبة تعكس قوة الله وقدرته، وتثبت علو مكانة النبي ﷺ عند ربه. من هنا، يظهر تعظيم المسلمين لهذه المناسبة باعتبارها محطة للتأمل والتقديس.
فتعظيم الزمان والمكان هو تعظيم لله عز وجل، كما قال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32].
درس الإسراء والمعراجإن هذه الرحلة ليست مجرد معجزة تاريخية، بل هي رسالة للمسلمين لتجديد الإيمان والتسليم بقضاء الله.
فهي تذكير بقدرة الله المطلقة، ومكانة النبي ﷺ كقائد للأمة وخاتم للأنبياء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج النبي جمعة الإسراء والمعراج النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
لماذا سورة الكهف الوحيدة التى نقرأها يوم الجمعة ؟
يتساءل الكثيرون عن الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، خاصة وأن قراءة سورة الكهف من السنن الثابتة يوم الجمعة، فلماذا نقرأ سورة الكهف كل جمعة؟، وما هو أفضل أوقاتها؟
الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعةورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»، يقول الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يستحب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة لما رود في فضلها من أحاديث صحيحة.
وأضاف «جمعة» خلال أحد المجالس العلمية، أنه ورد في فضل قراءةسورة الكهف يوم الجمعةأو ليلتها أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمَ جُمُعَةٍ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، موضحًا أن الوقت الشرعي لقراءةسورة الكهف، بأن قراءتها تبدأ من مغرب يوم الخميس إلى مغرب يوم الجمعة.
متى يبدأ وقت سورة الكهف ومتى ينتهي؟
أما عن وقت قراءة سورة الكهف يوم جمعة فإنها تُقرأ في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس، ذكر هذا الرأي الكثير من العلماء.
وقد أوصانا النبي محمد - صلى الله عليه وسلّم، بالحرص على قراءة سورة الكهف يوم جمعة، لقوله، صلى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء».
فوائد قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
جاء في شأن سورة الكهف يوم الجمعة العديد من الأحاديث منها ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فأدرك الدجال لم يسلط عليه"، وفي رواية:" لم يضره، ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء له نورا من حيث كان بينه وبين مكة".
وقد جاء في فضلها أنها تعصم قارئها من فتنة الدجال، فعن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنها تنير لقارئها الأسبوع كله وذلك لمن حافظ عليها، فقد أورد الحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
ومنه نزول السكينة: فقد كان صحابي يقرأ سورة الكهف وفي بيته دابّة؛ فجعلت تضطرب وتتحرّك، فتوجّه بالدعاء إلى ربّه بأن يسلّمه من الدابة، فإذا بسحابة قد غشيته، فروى ذلك لرسول الله، فبيّن له الرسول أنّ القرآن الكريم من أسباب حلول السكينة، أي إن السحابة هي السَّكينة والرحمة، ويقصد بذلك الملائكة، لِذا اضطربت الدابة لرؤيتهم، وهذا دليلٌ على فضل قراءة القرآن وأنه سببٌ لنزول الرحمات والسكينة وحضور الملائكة، روى الإمام مسلم في صحيحه: (قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وفي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ قدْ غَشِيَتْهُ، قالَ: فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فإنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ القُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ).
كذلك العصمة من المسيح الدجال: إذ إنّ فتنته عظيمة، وما من نبيٍ إلّا وحذّر قومه منه، وقد قيل إنّ العصمة تتحقّق بقراءة أوائل آيات سورة الكهف دون تحديدٍ، وقيل إنّها بأول ثلاث آياتٍ، وقيل تتحقّق بآخر عشرة آيات، وقيل بأول عشرة، ومع ذلك فمن الأفضل أن تُحفظ السورة كاملة وتُقرأ، فإن تعسّر فعشرة أياتٍ من أولها وعشرة من آخرها، وإلّا فالعشرة الأولى فقط، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).