فقدت السينما العراقية اليوم الاثنين 27 يناير/كانون الثاني أحد أبرز أعمدتها برحيل المخرج الكبير محمد شكري جميل الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض. وأعلنت نقابة الفنانين العراقيين خبر وفاته، مشيرة إلى أنه كان رمزا بارزا ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العراقية، حيث تناولت أعماله قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة وتميز.

مسيرة فنية متميزة

ولد محمد شكري جميل عام 1937 وبدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن الماضي بإنتاج الأفلام الوثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي التابعة لشركة نفط العراق، حيث عمل مصورا ومونتيرا. تميزت بداياته بموهبة لافتة دفعته إلى دراسة السينما في المملكة المتحدة، مما صقل خبراته وأهّله للانخراط في أعمال سينمائية عالمية، منها فيلم "مطاردة الفأر" (Mouse Hunt) للمخرج بول روثا، وفيلم "عين الثعلب في الصحراء"، إضافة إلى مشاركته في فيلم الرعب "التعويذة" الذي صُوِّر في مدينة الموصل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"فلايت ريسك" يحلق في القمة ويتصدر شباك التذاكر و"موفاسا" يتراجعlist 2 of 2فيلم "إيميليا بيريز".. فوضى إبداعية بين الموسيقى والكوميديا والجريمةend of list

عاد الراحل إلى العراق ليقدم إسهامات بارزة في السينما المحلية، كان أبرزها فيلم "الظامئون" عام 1973، الذي نال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. وتميزت أعماله بواقعيتها وعمقها في التعبير عن تطلعات الشعب العراقي وهمومه.

تقدير وتكريم مستمر

أكد نقيب الفنانين العراقيين، جبار جودي، أن النقابة عملت على تكريم جميل في حياته، وأنها بصدد تنظيم مراسم تشييع رسمية ومهيبة له يوم غد الثلاثاء من مسرح الرشيد في بغداد. وأوضح جودي أن الراحل كان من أوائل المخرجين العراقيين الذين عملوا مع كوادر أجنبية في أفلامهم، مما أسهم في إضفاء طابع عالمي على إنتاجاته.

إعلان

وفي خطوة لتكريمه، حمل مهرجان بغداد الدولي السينمائي العام الماضي اسم محمد شكري جميل، وتُوِّج بتكريمه على أعلى مستوى، كما تم إنشاء نصب تذكاري بصورته عند مدخل نقابة الفنانين العراقيين تخليدا لمسيرته وإرثه الفني.

الفنان محمد شكري جميل وُصف بأنه "عراب السينما العراقية" (مواقع التواصل الإجتماعي) إرث خالد

محمد شكري جميل، الذي وُصف بأنه "عراب السينما العراقية"، سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الفن العراقي كأحد أبرز المبدعين الذين شكّلوا وجدان السينما في البلاد. رحيله خسارة كبيرة، لكنه يترك وراءه أعمالا ستظل شاهدة على عبقريته وإبداعه.

خسارة لا تُعوض للسينما العراقية

وصف الممثل والمخرج العراقي علاء قحطان، في حديث خاص للجزيرة نت، رحيل المخرج الكبير محمد شكري جميل بأنه خسارة فادحة للسينما العراقية، مشيرًا إلى أن إرثه الإبداعي يشكل جزءا لا يتجزأ من تاريخ الفن السابع في العراق.

وقال قحطان "عندما نتحدث عن محمد شكري جميل، فإننا لا نتحدث فقط عن مخرج بارع، بل عن مؤسس حقيقي للسينما العراقية. لقد شكلت أعماله حجر الأساس لهذا الفن في العراق، وكانت أفلامه الرائدة بصمات خالدة في تاريخ السينما".

وأضاف "جميل لم يكن مجرد مخرج موهوب، بل كان أيضًا معلمًا ومصدر إلهام للأجيال الجديدة من المخرجين والممثلين. لقد عمل مع نخبة من النجوم وقدم أفلامًا خالدة لن تُنسى، جسدت عبقريته وإبداعه الكبيرين".

وأكد قحطان أن غياب شكري جميل يمثل نهاية لحقبة ذهبية في تاريخ السينما العراقية، ولكنه شدد على أن إرثه سيبقى حيا، وأن أعماله ستظل شاهدة على موهبته الاستثنائية.

واختتم قائلا "أنا على يقين بأن الأجيال القادمة ستدرس أعمال شكري جميل وتستلهم منها، فهو بلا شك أحد أهم رواد السينما العراقية والعربية، وستظل ذكراه حاضرة في وجدان عشاق الفن السابع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما السینما العراقیة محمد شکری جمیل

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة القاهرة يشهد مسرحية «حاجة تخوّف» ويشيد بتناول الفن لقضايا مجتمعية

شهد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، العرض المسرحي "حاجة تخوّف"، الذي نظمته أسرة "طلاب من أجل مصر" بالتعاون مع اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وذلك على مسرح قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، تحت إشراف المخرج الكبير الدكتور خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، وإخراج علا فهمي.

حضر العرض عدد من قيادات الجامعة، من بينهم الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة جيهان المنياوي، المشرف العام على أسرة "طلاب من أجل مصر"، إلى جانب عدد من عمداء ووكلاء الكليات، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وأكثر من 1500 طالب وطالبة من مختلف كليات الجامعة، في أجواء فنية متميزة تعكس الحضور الواسع والتفاعل الكبير من الطلاب.

وأشاد الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالأداء المبدع في تقديم عرض مسرحي هادف يتناول قضايا مجتمعية بروح فنية راقية، مؤكدًا حرص الجامعة على رعاية المواهب الشابة وتوفير المساحات الإبداعية التي تسهم في بناء الشخصية وتعزيز الوعي المجتمعي.

وأوضح رئيس الجامعة أن هذا العرض يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها الجامعة بهدف دعم الحركة الطلابية وتنمية مهارات الطلاب في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن الفنون تعد إحدى أدوات التعبير الحضاري المؤثرة في تشكيل وعي الأجيال الجديدة.

وفي ختام العرض، قام الدكتور محمد سامي عبد الصادق بإهداء درع جامعة القاهرة للمخرج الدكتور خالد جلال، تقديرًا لجهوده المتميزة في إخراج هذا العمل الفني الراقي، كما حرص على التقاط الصور التذكارية مع فريق العمل والطلاب المشاركين.

مقالات مشابهة

  • ألحان الانتصار.. كيف وثق الفن المصري لحظة تحرير سيناء؟
  • فرح جميل و ليلة رائعة..إلهام شاهين تهنئ أحمد زاهر بزفاف ابنته
  • مسلسل فرانكلين على نتفلكس.. عودة اضطرارية للماضي
  • في ذكرى رحيله.. محمود مرسي "عتريس" الذي خجل أمام الكاميرا وكتب نعيه بيده
  • «بين السينما والدراما».. محمد عبد الرحمن يعيش حالة نشاط فني
  • في ذكرى رحيل أيقونة المرح.. مشوار نعيمة عاكف من السيرك إلى السينما والشهرة
  • رئيس جامعة القاهرة يشهد مسرحية «حاجة تخوّف» ويشيد بتناول الفن لقضايا مجتمعية
  • إسلام شكري : بيراميدز اعتاد اللعب أمام الفرق الجماهيرية |فيديو
  • عمر محمد رياض: أهلي كانوا رافضين دخولي الفن وجدتي شهيرة اول من لمست موهبتي .. فيديو
  • محمد رمضان بعد حفله الثاني في أمريكا: التاريخ لن ينسى أنني أول مصري غنّى هناك