بعد أم كلثوم وزويل.. تكنولوجيا جديدة تهدد المشاهير وهذه عقوبة استخدامها
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
شهد العالم خلال السنوات الأخيرة، تسارعاً شديداً في التطور التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي بفضل الدفع بمزيد من الموارد نحو البحث والتطوير وإنتاج المعرفة؛ مما جعل التكنولوجيا بمفهومها العابر للجغرافيا؛ مكوناً أساسياً في قياس مدى تطور المجتمعات وتقدمها.
وأصدرت منصة Aug X Augie ميزة جديدة لإنشاء مقاطع فيديو مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتتضمن ميزة استنساخ الصوت دون حجز استوديو تسجيل.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
وتتيح Aug X بالشراكة مع ElevenLabs، للمستخدمين تسجيل صوتهم أو صوت شخص آخر واستنساخه لاستخدامه في مقاطع فيديو قصيرة أخرى، وتتيح منصة Augie ، التي تستهدف بشكل أساسي المسوقين وفرق وسائل التواصل الاجتماعي ، للأشخاص إضافة السرد والصور والنصوص والموسيقى إلى مقاطع الفيديو بسرعة دون الحاجة إلى تعلم تحرير الصوت والفيديو.
وقال جيريمي تويمان ، مؤسس شركة Aug X، إن الشركة أرادت إضافة ميزة استنساخ الصوت بعد أن أدركت أن بعض الأشخاص لا يحبون التحدث فى ميكروفون أو تسجيل مقاطع صوتية، مشيراً "ستندهش من عدد الأشخاص الذين استخدموا ميزة استنساخ الصوت لدينا والتي جاءت إلينا وتقول شكرًا لك لأنهم لم يحبوا تسجيل السرد".
وأضاف تويمان خلال عرض توضيحي على The Verge، أنه يمكن للمستخدمين إما كتابة أو تحميل نص برمجي إلى Augie ثم استخدام صوت مسجل مسبقًا (يحتاج الأشخاص إلى تسجيل مقتطف قصير من صوتهم يقول أي شيء) أو اختيار واحد من مكتبته ، وسيقرأ هذا الصوت بعد ذلك النص بنبرة ، جادة ، حماسية ، زاحفة ، وما إلى ذلك ، والتي يمكن تعديلها حسب الحالة المزاجية للفيديو.
كشف الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون والخبير الدولي، عضو الجمعيتين الأمريكية الأوروبية للقانون الدولي، عن أحقية الفنان عمرو مصطفى في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي deep fake في اصطناع الأصوات لاستخدامها في صنع عمل فني طالما أنه استخدم ألحان أو كلمات يمتلك حقوقها، ودمجها بصوت جديد مصطنع بهذه التقنية، مؤكدًا أن ذلك لا يمثل انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، مشيرًا إلى أن القانون الدولي والداخلي ينظمان حماية حقوق الملكية الفكرية، موضحًا أن هناك أكثر من 26 اتفاقية دولية في هذا الشأن.
وأكد الدكتور محمد مهران، في تصريحات لـ صدى البلد، أن قانون الملكية الفكرية المصري رقم 82 لسنة 2002 يؤكد ذلك في المادة (140)، والتي أشارت للمصنفات المحمية على سبيل الحصر ولم يكن من بينهم الصوت البشري بحد ذاته، وهذا المعمول به في كافة دول العالم، موضحًا أن هناك حقوق أخرى تخضع للحماية ترتبط بالصوت مثل الكلمات واللحن، والتسجيل الصوتي، يمكن من خلالها وقف أي انتهاك لحق الملكية الفكرية إذا كان العمل مقلد بشكل واضح.
وأضاف أن الصوت المصطنع بهذه التقنية لن يكون مشابه للصوت الأصلي بشكل دقيق، حيث إن تقنية الذكاء الاصطناعي مهما بلغت درجة دقتها في وقتنا الراهن لن تصل للصوت الأصلي، موضحًا أن فكرة الإبداع ومخرجات المؤلف هي التي تجعل الجمهور يعتقدون أن الصوت المشابه يتعلق بذات الشخص المعنى أو بمعنى اخر «خداع سمعي»، فبذلك يصبح ذلك عملاً فنياً أصيلاً، ولا يمثل انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية للصوت الأصلي.
عيوب استخدام الذكاء الاصطناعيفي هذا السياق، كشف الخبير التكنولوجي محمد هاني، إن قلق الإنسان لم يعد مقتصرًا على مصيره الفكري والمادي بعد وفاته فقط، بل أصبح القلق مرتبط بسمعته وشخصيته، بعد أن فاجأته تقنيات الذكاء الاصطناعي بإمكانية استنساخ صورته الرقمية واستخدام صوته وصورته وسماته الشخصية، إذا كان حيًا أو متوفيًا حيث يمكن استخدام ما يسمى بـ"الشبح الآلي" (غوست بوت) لإعادة تكوين شكل الموتى وأصواتهم وسماتهم بتقنيات الهولوغرام و"التزييف العميق" وغيرها.
وأضاف هاني في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن هذا الأمر يعني المخاطرة بسمعة الأموات، وكذلك الادعاء عليهم بفعل ما لم يفعلونه؛ مما يعني إمكانية ابتزاز أسرهم، وهو ما وصفه الخبير التكنولوجي بالخطر الوجودي للحاضر والمستقبل، مشيراً إلى التزييف العميق (deepe fake)، في إستخدام الذكاء الاصطناعي لتزوير الصور والمقاطع المصورة والأصوات.
وتابع: هذه التقنية تشهد تطويرا سريعا؛ وبالتالي فإن تكوين نسخة رقمية من الأموات أمر وارد، موضحاً أنه منذ فترة انتشرت أخبار أن شركة إنتاج سينمائي حصلت على حق استخدام صوت وشكل بروس ويليس، نجم أفلام الأكشن الأميركي، الذي يعاني من أمراض تمنعه من الكلام والحركة، إلا أن محاميه نفى الأمر، مؤكداً أنه امكن من خلال هذه التقنية استنساخ صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، دون الحصول على إذن أسرتها .
وأشار الخبير التكنولوجي أنه حتى الآن لا يوجد قوانين للذكاء الاصطناعي، ولكن يحاول الاتحاد الأوروبي سن قوانين مع نهاية هذا العام أو بداية المقبل.
كيفية استخدام الذكاء الاصطناعيوهناك عدة طرق لإنشاء التزييف العميق، ولكن الأكثر شيوعًا يعتمد على استخدام الشبكات العصبية العميقة التي تستخدم تقنية تبديل الوجه.
تحتاج أولاً إلى فيديو مستهدف لاستخدامه كأساس للتزييف العميق ثم مجموعة من مقاطع الفيديو للشخص الذي تريد إدراجه في الهدف.
يمكن أن تكون مقاطع الفيديو غير مرتبطة تمامًا؛ قد يكون الهدف مقطعًا من أحد أفلام هوليوود، على سبيل المثال، وقد تكون مقاطع الفيديو الخاصة بالشخص الذي تريد إدراجه في الفيلم مقاطع عشوائية تم تنزيلها من YouTube.
يتوقع البرنامج شكل الشخص من زوايا متعددة، ثم يقوم بتعيين هذا الشخص على الشخص الآخر في الفيديو من خلال إيجاد ميزات مشتركة.
وتمت إضافة نوع آخر من التعلم الآلي إلى المزيج، المعروف باسم شبكات (GANs) ، والذي يكتشف ويحسن أي عيوب في التزييف العميق خلال جولات متعددة، مما يجعل من الصعب على أجهزة الكشف عن التزييف العميق فك تشفيرها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أدوات الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الملکیة الفکریة التزییف العمیق مقاطع الفیدیو
إقرأ أيضاً:
هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
شمسان بوست / متابعات:
الذكاء الاصطناعي حديث الساعة على صفحات الجرائد والمجلات، وبات يشكل حيزًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، ولديه القدرة على المساعدة في حل المشاكل المعقدة، ولكننا عرفنا أيضًا مخاوف جدية عنه، خصوصاً الطرق التي قد يغير بها حياة الأطفال والمراهقين.
فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما يتوقعه أي شخص، فإننا لم نفكر بعد في تأثيره على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال، الذين لديهم قابلية كبيرة للارتباط بالألعاب- وحتى قبل مرحلة الإنترنت والأجهزة المحمولة-!
من هنا يتبادر إلى الذهن سؤال واحد هو: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي بين السلبيات والإيجابيات في حياة أطفالنا؟ اللقاء والدكتور محمود حسن أستاذ الحاسب الآلي والبرمجة الإلكترونية للشرح والتفسير.
*فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال
أشار خبراء صحة الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريبًا، ويمكن للذكاء الاصطناعي والمراقبة الأبوية الجيدة أن تحسن حياة الأطفال بطرق إيجابية وعصرية ومنها:
*تحسين الخبرات التعليمية
مع تقدم الذكاء الصناعي، تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، ويولّد ردودًا مناسبة بحسب العمر فقط.
لقد أنشأ الذكاء الاصطناعي قوته وإمكاناته المثيرة، طريقة تعليمية وممتعة للأطفال؛ للوصول إلى المعلومات على الإنترنت، ولكن مع مراعاة الحماية والأمان المناسبين للعمر.
كما يمكنه مساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة، مع تقدم الذكاء الصناعي تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال.
* الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع:
نحن نعيش في عالم مرئي، لذا يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والتصوير والرسوم البيانية وغيرها،
لهذا يعد الذكاء الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين، وأيضًا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانية ومخططات، ورسوم متحركة.
وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحفيز الأطفال والتفاعل معهم بطرق جديدة؛ حيث يوفر طرقًا جديدة للاستمتاع واكتشاف عالمهم.
الذكاء الاصطناعي يساعد في حل المشكلات:
من خلال التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن أفكارهم وتحليلهم للمواقف، ويمكنه أيضاً تحسين قدرات فهمهم بشكل نقدي.
كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الروبوتات الاجتماعية عرضة لأن يعاملوها كشريك بشري، كما يساعد التفكير النقدي الأطفال في التعاون والتواصل مع الروبوتات بشكل إنتاجي.
الذكاء الاصطناعي يجهز الأطفال لفرص الوظائف في المستقبل:
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُعِد الأطفال في سن مبكرة للفرص المستقبلية في سوق العمل المتطور بسرعة، كما يمكن أن يوفر للأطفال الكفاءات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم التكنولوجيا.
مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات، وذلك من خلال فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما يمكن للأطفال أن يحظوا ببداية جيدة في الاستكشاف والتحضير لحياة مهنية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
* مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
على الآباء إدراك أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين بالنسبة للأطفال، والعامل الحاسم هو الأبوان اللذان عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة، وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي ؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة أن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو المخاطر.
* قد ينشر الكراهية والتحيز والصور النمطية:
بما أن الذكاء الاصطناعي “يتعلم” من كل ما يجده على الإنترنت، فقد تعكس منصات الذكاء الاصطناعي نفس المتحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلتنا، وبالتالي فإن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، وعلى البالغين أن يكونوا جاهزين للحديث مع الأطفال عما يرونه عبر الإنترنت.
* الشخصيات الوهمية وراء محتالي الإنترنت:
المخاطر المقلقة للغاية للأطفال عبر الإنترنت تتمثل في: تهديد المعتدين والمحتالين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على وجه التحديد أن يُمكّن المحتالين عبر الإنترنت الاختباء وراء شخصيات وهمية.
وهؤلاء المحتالون يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء روايات تحاكي قصص الأطفال، مما يزيد من خطر استمالة الأطفال واستغلالهم.
كما أن الألعاب والعوالم الافتراضية التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي تقدم فرصًا كبيرة للتفاعل الاجتماعي، ولكنها يمكن أيضًا أن تعرّض الأطفال لسلوك عدواني.
* انتهاك خصوصية الأطفال وذويهم:
يجمع الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من البيانات، فعلى سبيل المثال، عُثر على لعبة واحدة تسجل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة.
ومن الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي يمكنها التحدث مع الأطفال.
* دعم العزلة الاجتماعية في المجتمع:
يواجه الأطفال والمراهقون حالياً وباء العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تقلل الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين.