شهد العالم خلال السنوات الأخيرة، تسارعاً شديداً في التطور التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي  بفضل الدفع بمزيد من الموارد نحو البحث والتطوير وإنتاج المعرفة؛ مما جعل التكنولوجيا بمفهومها العابر للجغرافيا؛ مكوناً أساسياً في قياس مدى تطور المجتمعات وتقدمها.

وأصدرت منصة Aug X Augie ميزة جديدة لإنشاء مقاطع فيديو مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتتضمن ميزة استنساخ الصوت دون حجز استوديو تسجيل.

تقنيات الذكاء الاصطناعي 

وتتيح Aug X بالشراكة مع ElevenLabs، للمستخدمين تسجيل صوتهم أو صوت شخص آخر واستنساخه لاستخدامه في مقاطع فيديو قصيرة أخرى، وتتيح منصة Augie ، التي تستهدف بشكل أساسي المسوقين وفرق وسائل التواصل الاجتماعي ، للأشخاص إضافة السرد والصور والنصوص والموسيقى إلى مقاطع الفيديو بسرعة دون الحاجة إلى تعلم تحرير الصوت والفيديو.


وقال جيريمي تويمان ، مؤسس شركة Aug X، إن الشركة أرادت إضافة ميزة استنساخ الصوت بعد أن أدركت أن بعض الأشخاص لا يحبون التحدث فى ميكروفون أو تسجيل مقاطع صوتية، مشيراً "ستندهش من عدد الأشخاص الذين استخدموا ميزة استنساخ الصوت لدينا والتي جاءت إلينا وتقول شكرًا لك لأنهم لم يحبوا تسجيل السرد". 

وأضاف تويمان خلال عرض توضيحي على The Verge، أنه يمكن للمستخدمين إما كتابة أو تحميل نص برمجي إلى Augie ثم استخدام صوت مسجل مسبقًا (يحتاج الأشخاص إلى تسجيل مقتطف قصير من صوتهم يقول أي شيء) أو اختيار واحد من مكتبته ، وسيقرأ هذا الصوت بعد ذلك النص بنبرة ، جادة ، حماسية ، زاحفة ، وما إلى ذلك ، والتي يمكن تعديلها حسب الحالة المزاجية للفيديو.

الملكية الفكرية لاستخدام الذكاء الاصطناعي 

كشف الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون والخبير الدولي، عضو الجمعيتين الأمريكية الأوروبية للقانون الدولي، عن أحقية الفنان عمرو مصطفى في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي deep fake في اصطناع الأصوات لاستخدامها في صنع عمل فني طالما أنه استخدم ألحان أو كلمات يمتلك حقوقها، ودمجها بصوت جديد مصطنع بهذه التقنية، مؤكدًا أن ذلك لا يمثل انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، مشيرًا إلى أن القانون الدولي والداخلي ينظمان حماية حقوق الملكية الفكرية، موضحًا أن هناك أكثر من 26 اتفاقية دولية في هذا الشأن.


وأكد الدكتور محمد مهران، في تصريحات لـ صدى البلد، أن قانون الملكية الفكرية المصري رقم 82 لسنة 2002 يؤكد ذلك في المادة (140)، والتي أشارت للمصنفات المحمية على سبيل الحصر ولم يكن من بينهم الصوت البشري بحد ذاته، وهذا المعمول به في كافة دول العالم، موضحًا أن هناك حقوق أخرى تخضع للحماية ترتبط بالصوت مثل الكلمات واللحن، والتسجيل الصوتي، يمكن من خلالها وقف أي انتهاك لحق الملكية الفكرية إذا كان العمل مقلد بشكل واضح.

وأضاف أن الصوت المصطنع بهذه التقنية لن يكون مشابه للصوت الأصلي بشكل دقيق، حيث إن تقنية الذكاء الاصطناعي مهما بلغت درجة دقتها في وقتنا الراهن لن تصل للصوت الأصلي، موضحًا أن فكرة الإبداع ومخرجات المؤلف هي التي تجعل الجمهور يعتقدون أن الصوت المشابه يتعلق بذات الشخص المعنى أو بمعنى اخر «خداع سمعي»، فبذلك يصبح ذلك عملاً فنياً أصيلاً، ولا يمثل انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية للصوت الأصلي.

عيوب استخدام الذكاء الاصطناعي 

في هذا السياق، كشف الخبير التكنولوجي محمد هاني، إن قلق الإنسان لم يعد مقتصرًا على مصيره الفكري والمادي بعد وفاته فقط، بل أصبح القلق مرتبط بسمعته وشخصيته، بعد أن فاجأته تقنيات الذكاء الاصطناعي بإمكانية استنساخ صورته الرقمية واستخدام صوته وصورته وسماته الشخصية، إذا كان حيًا أو متوفيًا حيث يمكن استخدام ما يسمى بـ"الشبح الآلي" (غوست بوت) لإعادة تكوين شكل الموتى وأصواتهم وسماتهم بتقنيات الهولوغرام و"التزييف العميق" وغيرها.

وأضاف هاني في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن هذا الأمر يعني المخاطرة بسمعة الأموات، وكذلك الادعاء عليهم بفعل ما لم يفعلونه؛ مما يعني إمكانية ابتزاز أسرهم، وهو ما وصفه الخبير التكنولوجي بالخطر الوجودي للحاضر والمستقبل، مشيراً إلى التزييف العميق (deepe fake)، في  إستخدام الذكاء الاصطناعي لتزوير الصور والمقاطع المصورة والأصوات.


وتابع: هذه التقنية تشهد تطويرا سريعا؛ وبالتالي فإن تكوين نسخة رقمية من الأموات أمر وارد، موضحاً أنه منذ فترة انتشرت أخبار أن شركة إنتاج  سينمائي حصلت على حق استخدام صوت وشكل بروس ويليس، نجم أفلام الأكشن الأميركي، الذي يعاني من أمراض تمنعه من الكلام والحركة، إلا أن محاميه نفى الأمر، مؤكداً أنه امكن من خلال هذه التقنية استنساخ صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، دون الحصول على إذن أسرتها .

الخبير التكنولوجي محمد هاني

وأشار الخبير التكنولوجي أنه حتى الآن لا يوجد قوانين للذكاء الاصطناعي، ولكن يحاول الاتحاد الأوروبي سن قوانين مع نهاية هذا العام أو بداية المقبل.

كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي 

وهناك عدة طرق لإنشاء التزييف العميق، ولكن الأكثر شيوعًا يعتمد على استخدام الشبكات العصبية العميقة التي تستخدم تقنية تبديل الوجه.

تحتاج أولاً إلى فيديو مستهدف لاستخدامه كأساس للتزييف العميق ثم مجموعة من مقاطع الفيديو للشخص الذي تريد إدراجه في الهدف.

يمكن أن تكون مقاطع الفيديو غير مرتبطة تمامًا؛ قد يكون الهدف مقطعًا من أحد أفلام هوليوود، على سبيل المثال، وقد تكون مقاطع الفيديو الخاصة بالشخص الذي تريد إدراجه في الفيلم مقاطع عشوائية تم تنزيلها من  YouTube.
يتوقع البرنامج شكل الشخص من زوايا متعددة، ثم يقوم بتعيين هذا الشخص على الشخص الآخر في الفيديو من خلال إيجاد ميزات مشتركة.

وتمت إضافة نوع آخر من التعلم الآلي إلى المزيج، المعروف باسم شبكات (GANs) ، والذي يكتشف ويحسن أي عيوب في التزييف العميق خلال جولات متعددة، مما يجعل من الصعب على أجهزة الكشف عن التزييف العميق فك تشفيرها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أدوات الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الملکیة الفکریة التزییف العمیق مقاطع الفیدیو

إقرأ أيضاً:

كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟

كشف الصحفي الشهير المتخصص في أخبار أبل، مارك جورمان، عن رؤى جديدة مثيرة في أحدث إصدار من نشرته الإخبارية "Power On"، مشيرًا إلى أن أبل كان يمكن أن تتربع على عرش سوق النظارات الذكية، لكنها أضاعت الفرصة لصالح شركة ميتا بسبب ضعف التنسيق الداخلي.

ميتا تهيمن على المشهد بفضل استثماراتها في الواقع الممتد

بعد أكثر من عقد من الاستثمار في تقنيات الواقع الممتد (XR)، أصبحت ميتا واحدة من أبرز الأسماء في مجال الواقع الافتراضي.

 وتعد نظارات Meta Quest 3 وQuest 3S وQuest 2 من بين أكثر نظارات الواقع الافتراضي شعبية حول العالم.

ولم تكتفِ ميتا بذلك، بل أطلقت نظارات Ray-Ban الذكية التي حققت نجاحًا فاق كل التوقعات، ما دفع الشركة إلى إعادة هيكلة قسم XR للتركيز على تطوير أجهزة قابلة للارتداء من هذا النوع.

اللافت أن نظارات Ray-Ban الذكية لا تحتوي حتى على شاشة عرض، بل تعتمد على مكبرات صوت وميكروفون وكاميرا فقط ، ورغم ذلك، لاقت إعجابًا واسعًا من المستخدمين. 

ومع دمج تقنية Meta AI، أصبحت النظارات أداة تقنية متطورة بحق. وتخطط ميتا الآن لإطلاق نسخة جديدة من النظارات مزودة بشاشة عرض قبل نهاية العام الجاري.

أبل تطلق هاتف iPhone 17e في هذا الموعدبسبب التجسس وفقدان البيانات..دعاوى قضائية واجهت شركة أبل فما القصة؟أخبار التكنولوجيا| أفضل ساعات ذكية في الأسواق تنافس أبل.. هاتف جديد من هونر يكتسح الأسواقتنافس أبل وبإمكانات غير مسبوقة.. تعرف على أفضل ساعات ذكية في الأسواقأبل تستعد لإطلاق iPhone 17.. كل ما تريد معرفته عن الهاتف المنتظرأخبار التكنولوجيا| أفضل هاتف ذكي من فيفو.. خصم كبير على ساعات أبلاحمِ جهازك.. أبل تثير الجدل بتحديث جديد لهذا السببهل ستجعل أبل جهاز آيباد أشبه بجهاز ماك؟على غرار ميتا.. أبل تغزو الأسواق بنظارة جديدة بمواصفات تنافسيةأبل تطلق iOS 18.4 مع إشعارات أولوية.. وتوسّع ميزات Apple Intelligenceأبل تتخلف رغم الطموحات الكبيرة

وبحسب جورمان، كان بإمكان أبل أن تحقق هذا النجاح ذاته، لكنها أهدرت الفرصة بسبب تأخرها في التنسيق الداخلي واتخاذ القرار. وأكد أن أبل كانت تدرس منذ فترة إطلاق منتج منافس لنظارات Ray-Ban، إلا أن التردد الطويل جعلها تخسر الصدارة لصالح ميتا.

ورغم إطلاق أبل نظارة Vision Pro للواقع المختلط، والتي تُعد منتجًا فخمًا، إلا أن المبيعات جاءت أقل من التوقعات.

 ومع ذلك، أبل لم تتراجع عن طموحاتها في مجال XR، إذ تخطط في النهاية لتقديم نظارات واقع معزز حقيقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي منتج شبيه بمشروع Meta Orion المستقبلي ، يمكن أن يكون بديلاً للهاتف الذكي.

مشكلات أبل مع الذكاء الاصطناعي تعرقل التقدم

ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن مبادرة "Apple Intelligence" لا تزال تعاني من مشاكل جوهرية، متأخرة كثيرًا عن منافسين مثل "Gemini" من جوجل و"ChatGPT" من OpenAI. 

وبالتالي، لن تتمكن أبل من إطلاق نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي قبل إصلاح منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وختم جورمان تحليله بجملة لاذعة قائلاً:"أبل أضاعت الفرصة لصالح شركة شبكات اجتماعية"،في إشارة مباشرة إلى ميتا، مضيفًا أن هذا الإخفاق كان يمكن تفاديه لو كانت جهود أبل أكثر تنسيقًا وجرأة.

طباعة شارك أبل أخبار أبل ظارات Ray Ban

مقالات مشابهة

  • حول حقوق المؤلف والملكية الفكرية لما ينتجه الذكاء الاصطناعي
  • “ميتا” في ورطة جديدة.. روبوتات المشاهير تُجري محادثات جنسية مع أطفال
  • مراكز البيانات الأميركية في مرمى التجسس الصيني.. ثغرات تهدد الذكاء الاصطناعي
  • عضو جمعية رجال الأعمال: الذكاء الاصطناعي سيقود موجة جديدة من نمو الاقتصاد في مصر والعالم
  • «جراحة المفاصل في دبي» يوصي بتدريب الأطباء على الذكاء الاصطناعي
  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • الذكاء الاصطناعي في واتساب.. ميزة جديدة تثير الجدل بين المستخدمين
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • Manus AI يثير الضجة في عالم الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد عرش ChatGPT؟
  • مبادرة أمريكية جديدة لتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي بين الشباب