موقع 24:
2025-01-16@00:22:15 GMT

هل تتحول النيجر إلى بؤرة جديدة للفوضى؟

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

هل تتحول النيجر إلى بؤرة جديدة للفوضى؟

أي تدخل عسكري في النيجر سينتهي إلى الفوضى والخراب، وبالتأكيد سيدفع الجميع الثمن بما في ذلك دول الجوار.

أي تدخل عسكري في النيجر سيدفع بالبلاد نحو الفوضى العارمة

سيكون من الصعب إقناع النيجريين بأنه لا حل أمامهم إلا بعودة بازوم إلى الرئاسة

في الوقت الذي تدق طبول الحرب في النيجر، تتأكد نذر الانفلات التام الذي يمكن أن يصيب البلد المستهدف وجاراته وتتسع نقاط الاستفهام في دول المنطقة بخصوص ما سيفرزه الصراع من حالة فوضى عارمة ستستفيد منها شبكات الإرهاب وتجارة وتهريب السلاح والبشر، وسيجد البعض الفرصة ملائمة لتصفية الكثير من الحسابات العالقة مع المستعمر القديم والدولة الوطنية المنهكة والنخب السياسية الفاشلة والطبقات الاجتماعية المتهمة بالفساد واستغلال النفوذ خلال العقود الستة المنقضية.

أي تدخل عسكري في النيجر سيدفع بالبلاد نحو الفوضى العارمة، وسيؤدي ضرب وحدات الجيش إلى انهيار مؤسسات الدولة الضعيفة والبائسة، وسيتطلب وجود قوات احتلال وخاصة في العاصمة نيامي ليس فقط لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى الحكم، وإنما لحمايته من أي اعتداء مباشر قد يستهدفه، لاسيما أنه ينتمي إلى أقلية صغيرة لا تكاد تتجاوز 1 في المئة من عموم الشعب النيجري وهي توجد في مناطق نائية بجنوب شرق البلاد، بينما ينتمي الانقلابيون إلى أغلبية تصل إلى ثلثي المجتمع وتتحالف مع النسبة الأكبر من الثلث الباقي.

إن ما جاء على لسان رئيس الوزراء المعين قبل أيام علي محمد الأمين زين في مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز، من أن الجيش لن يلحق أي أذى بالريس بازوم، لا يمكن اعتباره موقفاً نهائياً يعبر عن إرادة العسكريين، وإنما جاء في سياق الرد على سؤال بديهي، بينما يدرك الجميع أن للحرب أحكامها وحماقاتها، وفي حال دخول البلاد مرحلة الفوضى فإن لا أحد بإمكانه ضمان سلامة بازوم، والأمر هنا لا يتعلق فقط بأمر قد يصدر عن القادة من الضباط الكبار وإنما بمشاعر الاندفاع لدى الجنود الذين يتولون حراسته، والذين يعلمون أن الحرب المعلنة عليهم وعلى بلادهم إنما هي من أجل شخص تمت الإطاحة به من كرسي الحكم، وتسعى قوى أجنبية لإعادته إلى السلطة بقوة السلاح وهو متهم بالخيانة العظمى وبالتفريط في مصالح البلاد العليا.

سيكون من السذاجة المفرطة الحديث عن إعادة الرئيس بازوم إلى الحكم بعد أن فقد تحالفاته السابقة التي وصلت به إلى الحكم في العام 2021، بما في ذلك علاقته التاريخية الطويلة بسلفه محمد يوسوفو الذي كان اشترك معه في تأسيس "الحزب الوطني الديمقراطي الاجتماعي" عام 1990، ثم تولى رئاسته عام 2011 بعد بلوغ يوسوفو منصب رئيس الجمهورية، وفقا للشرط الذي يقضي بأن رئيس الدولة لا يشارك في السياسة الحزبية.

والتحالفات السياسية والحزبية في بلد مثل النيجر يمكن أن توجد في ظل السلام الشامل والاستقرار السياسي والاجتماعي، لكنها تفقد قيمتها وجدواها ومعناها عندما تصطدم بالحسابات الإثنية والمناطقية والقبلية، فالقوة والمناعة مرتبطتان بالحاضنة الشعبية والقاعدة الاجتماعية الواسعة، وبالتالي بمستويات الانتماء العرقي والقبلي، وهو ما لا يتوفر للرئيس بازوم الذي لم يجد من يدافع عنه أو يتظاهر بشعارات الضغط من أجل إعادته إلى الحكم.

سيكون من الصعب إقناع النيجريين بأنه لا حل أمامهم إلا بعودة بازوم إلى كرسي الرئاسة، في حين أن كل المؤشرات تؤكد على أن الحديث عن الديمقراطية لا يتعدى أن يكون أداة للسخرية والضحك على الذقون، في بلد يعاني من أعلى معدل للأمية على مستوى العالم بحوالي 80 في المئة من سكانه، ومعدل الوعي فيه لا يتجاوز حوالي 15 في المئة، بينما لا يمتلك أكثر من 8 في المئة من الأطفال القدرة الحسابية واللغوية على المستوى الابتدائي، وأكثر من 50 في المئة من الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة على الإطلاق، ويعتبر تعليم الفتيات منخفضاً للغاية ولا يتم تشجيعه في ظل ضعف الاستثمار الحكومي في التعليم والذي لا يتعدى 4 في المئة فقط، ما يعني أن المرافق والبنية التحتية التعليمية سيئة ولا تتوافق حتى مع كان سائدا في بدايات القرن الماضي.

ووفقاً للبنك الدولي، فإن النيجر وصلت إلى مستوى من الفقر المدقع بلغ 42.9 في المئة في عام 2020 حيث كان نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي 540 دولاراً لا غير، رغم أنها رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وفي العام 2020 كان قرابة 35 في المئة من اليورانيوم المستخدم في المفاعلات الفرنسية يأتي من النيجر، التي لم تستفد على مدار تاريخها كثيراً من ثراء تربتها، حيث لم تتجاوز مساهمتها في الميزانية الوطنية 1.2 في المئة.

ولا تتعدى نسبة من يحصلون على الكهرباء في النيجر 18.6 في المئة من سكان البلاد وفق إحصائيات عام 2021، وكان لا يزال لدى الدولة 150 مليون برميل من احتياطيات النفط الخام القابلة للاستغلال، ولكن لم يتم الالتفات إليها بينما لا يزال الخشب مصدر الطاقة الرئيسي لما يقرب من 80 في المئة من الأسر، في بلد تغطي الصحراء ثلثي مساحته ولا يزال معرضاً بشدة للآثار الضارة للتدهور البيئي وتغير المناخ.

كل المؤشرات تؤكد أن فرنسا هي التي تقف وراء إصرار مجموعة "إيكواس" على التدخل العسكري لإعادة الرئيس المخلوع إلى قصر الرئاسة، ولكنه إصرار غير عاقل، وهو ناتج عن شعور لدى الفرنسيين بشروخ في جدار كرامتهم الوطنية جاء من مستعمراتهم التي يقال إنها قديمة بينما لا تزال قائمة في العقل السياسي الحالي وقد تستمر إلى ما لا نهاية.

تسعى باريس للمحافظة على مصالحها في النيجر في شخص السلطة التي من الأفضل أن تنتصب بأوهام ديمقراطية لا يصدقها الغرب نفسه، فيما كانت قادرة على بناء علاقات شراكة حقيقية بالتعاون المثمر ومن خارج دائرة الاستغلال الفاحش للثروات، والتدخل المباشر في القرار الوطني لدول يبدو أنها شبت عن الطوق وقررت أن تختار طريقها من دون خضوع للوصاية الأجنبية، حتى وإن كانت من المستعمر القديم.

أي تدخل عسكري في النيجر سينتهي إلى الفوضى والخراب، وبالتأكيد أن الجميع سيدفع الثمن بما في ذلك دول الجوار في إطار بؤرة جديدة، سيتم خلقها في منطقة الساحل والصحراء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أی تدخل عسکری فی النیجر فی المئة من بازوم إلى إلى الحکم

إقرأ أيضاً:

منظمة: 10 ملايين نازح سوداني عاجزون عن شراء الطعام

أظهرت بيانات نشرتها المصفوفة العالمية لتتبع النازحين "دي تي إم"، يوم الاثنين، أن 88 في المئة من النازحين داخليا في السودان، أي نحو 10 ملايين نازح، يفتقدون القدرة على توفير الغذاء الكافي بسبب ارتفاع الأسعار وعوامل أخرى.

ووفقا لبيانات المصفوفة، فإن العام 2024، شهد زيادة بنحو 27 في المئة في أعداد النازحين من مناطق الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، حيث ارتفع عدد النازحين داخليا بنهاية ديسمبر 2024 إلى أكثر من 11.5 مليونا، مقابل نحو 3.5 مليون عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.

وقالت المصفوفة إنها اعتمدت في تتبعها لأوضاع النزوح في السودان على شبكة مكونة من أكثر من 9 آلاف شخص لجمع البيانات من نحو 10 آلاف موقع في 18 ولاية في البلاد.

 الغذاء يتصدر الاحتياجات

ظل الغذاء هو أبرز الاحتياجات الإنسانية المبلغ عنها في 13 ولاية من أصل 18 ولاية، حيث قال 88 في المئة من النازحين إنهم لا يستطيعون توفير الغذاء لأنفسهم بسبب نقص الموارد المالية وغلاء الأسعار.

ورغم التحسن الطفيف الذي طرأ في بعض الولايات مثل ولاية سنار حيث تراجعت نسبة الذين أبلغوا عن حاجتهم الملحة للغذاء من 89 في المئة في أكتوبر إلى 82 في المئة في نهاية العام، إلا أن الأزمة الغذائية تتسارع بشكل كبير وتطوق أكثر من نصف السكان البالغ تعدادهم نحو 48 مليون نسمة.

ويُقدر أن حوالي 78 في المائة من الأسر النازحة تحتاج إلى مواد غير غذائية، وخاصة مواد المأوى والوقود.

 وقال 78 في المئة من النازحين إنهم يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية، فيما يعجز ربع النازحين عن الحصول عليها كليا، إما بسبب عدم توفرها او بسبب ارتفاع أسعار الأدوية وتكاليف الكشف الطبي.

ومنذ اندلاع الحرب وحتى الآن، ظلت أكثر من 75 في المئة من المنشآت الصحية في مناطق النزاعات معطلة كليا، كما تواجه المنشآت العملة نقصا حادا في الأدوية والمعينات الطبية والكوادر الصحية التي فر معظمها بسبب الظروف الأمنية.

صعوبات كبيرة
أجبر نحو 9 مليون نازح على النزوح أكثر من مرة، بسبب اتساع رقعة القتال وشمولها أكثر من 70 من مساحة البلاد.

وتشير بيانات مصفوفة تتبع النزوح الدولية إلى أن 65 في المئة من النازحين أبدوا رغبة في البقاء في أماكن نزوحهم الحالية بسبب شعورهم بالأمان، أو بسبب الرغبة في البقاء بين أهلهم، بينما قال 14 في المئة إنهم يرغبون في العودة لمناطقهم الأصلية وعبر 10 في المئة عن رغبتهم في النزوح إلى أماكن أخرى.

عزا 52 في المئة من الراغبين في العودة إلى مناطقهم الأساسية السبب إلى فقدانهم العمل أو المال اللازم للإعاشة، فيما أشار 32 في المئة إلى الحاجة لوضع أمني أفضل، فيما عزا 6 في المئة رغبتهم في العودة لعدم قدرتهم على الحصول على الخدمات الأساسية و7 في المئة بسبب عدم الحصول على عمل.


مؤشرات صادمة
● يمثل السودان أكبر أزمة نزوح في العالم حيث يستضيف 15 في المئة من جميع النازحين داخليًا في العالم.
● تشكل النساء 56 في المئة والأطفال دون 18 عاما 53 في المئة من النازحين داخليًا.
● أكثر من 30 في المئة من سكان السودان، إما داخليًا في السودان أو عبر الحدود إلى الدول المجاورة.
● 70 في المئة يفتقدون إلى مصادر الدخل والكثير من الأسر استنفدت مدخراتها.
● 64 في المئة من النازحين يفتقدون المأوى المناسب، و26 في المئة يعجزون عن الحصول على الرعاية

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في العراق.. النفايات تتحول إلى كهرباء (صور)
  • الجزائر تطرد أكثر من 31 ألف مهاجر إلى النيجر خلال 2024 وسط انتقادات حقوقية
  • بلدية إسطنبول ترفع رسوم النقل العام 35%
  • هكذا وضعت إسرائيل مستشفيات غزة في بؤرة الاستهداف
  • أشرف عبدالعزيز يكشف كواليس جديدة في قضية إبراهيم فايق مع الحكم محمد عادل
  • فرنسا.. معدل المواليد في أدنى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية
  • متحدث «فتح»: صفقة غزة تتضمن إنشاء مناطق عازلة في القطاع
  • الشيخ الماجد يوضح الحكم في الأب الذي يفرق في التعامل بين الأولاد والبنات.. فيديو
  • بايدن: الولايات المتحدة تنتصر ونحن في وضع قوة بينما خصومنا في حالة ضعف
  • منظمة: 10 ملايين نازح سوداني عاجزون عن شراء الطعام