موقع 24:
2024-11-15@22:55:49 GMT

هل تتحول النيجر إلى بؤرة جديدة للفوضى؟

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

هل تتحول النيجر إلى بؤرة جديدة للفوضى؟

أي تدخل عسكري في النيجر سينتهي إلى الفوضى والخراب، وبالتأكيد سيدفع الجميع الثمن بما في ذلك دول الجوار.

أي تدخل عسكري في النيجر سيدفع بالبلاد نحو الفوضى العارمة

سيكون من الصعب إقناع النيجريين بأنه لا حل أمامهم إلا بعودة بازوم إلى الرئاسة

في الوقت الذي تدق طبول الحرب في النيجر، تتأكد نذر الانفلات التام الذي يمكن أن يصيب البلد المستهدف وجاراته وتتسع نقاط الاستفهام في دول المنطقة بخصوص ما سيفرزه الصراع من حالة فوضى عارمة ستستفيد منها شبكات الإرهاب وتجارة وتهريب السلاح والبشر، وسيجد البعض الفرصة ملائمة لتصفية الكثير من الحسابات العالقة مع المستعمر القديم والدولة الوطنية المنهكة والنخب السياسية الفاشلة والطبقات الاجتماعية المتهمة بالفساد واستغلال النفوذ خلال العقود الستة المنقضية.

أي تدخل عسكري في النيجر سيدفع بالبلاد نحو الفوضى العارمة، وسيؤدي ضرب وحدات الجيش إلى انهيار مؤسسات الدولة الضعيفة والبائسة، وسيتطلب وجود قوات احتلال وخاصة في العاصمة نيامي ليس فقط لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى الحكم، وإنما لحمايته من أي اعتداء مباشر قد يستهدفه، لاسيما أنه ينتمي إلى أقلية صغيرة لا تكاد تتجاوز 1 في المئة من عموم الشعب النيجري وهي توجد في مناطق نائية بجنوب شرق البلاد، بينما ينتمي الانقلابيون إلى أغلبية تصل إلى ثلثي المجتمع وتتحالف مع النسبة الأكبر من الثلث الباقي.

إن ما جاء على لسان رئيس الوزراء المعين قبل أيام علي محمد الأمين زين في مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز، من أن الجيش لن يلحق أي أذى بالريس بازوم، لا يمكن اعتباره موقفاً نهائياً يعبر عن إرادة العسكريين، وإنما جاء في سياق الرد على سؤال بديهي، بينما يدرك الجميع أن للحرب أحكامها وحماقاتها، وفي حال دخول البلاد مرحلة الفوضى فإن لا أحد بإمكانه ضمان سلامة بازوم، والأمر هنا لا يتعلق فقط بأمر قد يصدر عن القادة من الضباط الكبار وإنما بمشاعر الاندفاع لدى الجنود الذين يتولون حراسته، والذين يعلمون أن الحرب المعلنة عليهم وعلى بلادهم إنما هي من أجل شخص تمت الإطاحة به من كرسي الحكم، وتسعى قوى أجنبية لإعادته إلى السلطة بقوة السلاح وهو متهم بالخيانة العظمى وبالتفريط في مصالح البلاد العليا.

سيكون من السذاجة المفرطة الحديث عن إعادة الرئيس بازوم إلى الحكم بعد أن فقد تحالفاته السابقة التي وصلت به إلى الحكم في العام 2021، بما في ذلك علاقته التاريخية الطويلة بسلفه محمد يوسوفو الذي كان اشترك معه في تأسيس "الحزب الوطني الديمقراطي الاجتماعي" عام 1990، ثم تولى رئاسته عام 2011 بعد بلوغ يوسوفو منصب رئيس الجمهورية، وفقا للشرط الذي يقضي بأن رئيس الدولة لا يشارك في السياسة الحزبية.

والتحالفات السياسية والحزبية في بلد مثل النيجر يمكن أن توجد في ظل السلام الشامل والاستقرار السياسي والاجتماعي، لكنها تفقد قيمتها وجدواها ومعناها عندما تصطدم بالحسابات الإثنية والمناطقية والقبلية، فالقوة والمناعة مرتبطتان بالحاضنة الشعبية والقاعدة الاجتماعية الواسعة، وبالتالي بمستويات الانتماء العرقي والقبلي، وهو ما لا يتوفر للرئيس بازوم الذي لم يجد من يدافع عنه أو يتظاهر بشعارات الضغط من أجل إعادته إلى الحكم.

سيكون من الصعب إقناع النيجريين بأنه لا حل أمامهم إلا بعودة بازوم إلى كرسي الرئاسة، في حين أن كل المؤشرات تؤكد على أن الحديث عن الديمقراطية لا يتعدى أن يكون أداة للسخرية والضحك على الذقون، في بلد يعاني من أعلى معدل للأمية على مستوى العالم بحوالي 80 في المئة من سكانه، ومعدل الوعي فيه لا يتجاوز حوالي 15 في المئة، بينما لا يمتلك أكثر من 8 في المئة من الأطفال القدرة الحسابية واللغوية على المستوى الابتدائي، وأكثر من 50 في المئة من الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة على الإطلاق، ويعتبر تعليم الفتيات منخفضاً للغاية ولا يتم تشجيعه في ظل ضعف الاستثمار الحكومي في التعليم والذي لا يتعدى 4 في المئة فقط، ما يعني أن المرافق والبنية التحتية التعليمية سيئة ولا تتوافق حتى مع كان سائدا في بدايات القرن الماضي.

ووفقاً للبنك الدولي، فإن النيجر وصلت إلى مستوى من الفقر المدقع بلغ 42.9 في المئة في عام 2020 حيث كان نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي 540 دولاراً لا غير، رغم أنها رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وفي العام 2020 كان قرابة 35 في المئة من اليورانيوم المستخدم في المفاعلات الفرنسية يأتي من النيجر، التي لم تستفد على مدار تاريخها كثيراً من ثراء تربتها، حيث لم تتجاوز مساهمتها في الميزانية الوطنية 1.2 في المئة.

ولا تتعدى نسبة من يحصلون على الكهرباء في النيجر 18.6 في المئة من سكان البلاد وفق إحصائيات عام 2021، وكان لا يزال لدى الدولة 150 مليون برميل من احتياطيات النفط الخام القابلة للاستغلال، ولكن لم يتم الالتفات إليها بينما لا يزال الخشب مصدر الطاقة الرئيسي لما يقرب من 80 في المئة من الأسر، في بلد تغطي الصحراء ثلثي مساحته ولا يزال معرضاً بشدة للآثار الضارة للتدهور البيئي وتغير المناخ.

كل المؤشرات تؤكد أن فرنسا هي التي تقف وراء إصرار مجموعة "إيكواس" على التدخل العسكري لإعادة الرئيس المخلوع إلى قصر الرئاسة، ولكنه إصرار غير عاقل، وهو ناتج عن شعور لدى الفرنسيين بشروخ في جدار كرامتهم الوطنية جاء من مستعمراتهم التي يقال إنها قديمة بينما لا تزال قائمة في العقل السياسي الحالي وقد تستمر إلى ما لا نهاية.

تسعى باريس للمحافظة على مصالحها في النيجر في شخص السلطة التي من الأفضل أن تنتصب بأوهام ديمقراطية لا يصدقها الغرب نفسه، فيما كانت قادرة على بناء علاقات شراكة حقيقية بالتعاون المثمر ومن خارج دائرة الاستغلال الفاحش للثروات، والتدخل المباشر في القرار الوطني لدول يبدو أنها شبت عن الطوق وقررت أن تختار طريقها من دون خضوع للوصاية الأجنبية، حتى وإن كانت من المستعمر القديم.

أي تدخل عسكري في النيجر سينتهي إلى الفوضى والخراب، وبالتأكيد أن الجميع سيدفع الثمن بما في ذلك دول الجوار في إطار بؤرة جديدة، سيتم خلقها في منطقة الساحل والصحراء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أی تدخل عسکری فی النیجر فی المئة من بازوم إلى إلى الحکم

إقرأ أيضاً:

الحركات المسلحة شرق السودان تنذر بنشوب حالة الفوضى

طالبت حركة شبابية، يتبع عناصرها قبيلة البجا العريقة في شرق السودان، بطرد الحركات المسلحة الحليفة للجيش من المنطقة، وتوعدت بإغلاق الإقليم الشرقي، الذي تتخذ الحكومة من عاصمته بورتسودان، مقراً إدارياً بديلاً عن العاصمة الخرطوم، والضغط من أجل إخراج المسلحين القادمين من أقاليم أخرى، واعتبرتها خطراً داهماً على أمن ونسيج الإقليم الاجتماعي.

اقرأ ايضاًقتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بصواريخ "حزب الله"

وقالت الحركة، التي أطلقت على نفسها اسم «تيار الشباب البجاوي الحر»، في بيان، الجمعة، إن «وجود الحركات المسلحة القادمة من خارج الإقليم يُمثل خطراً داهماً، ليس على الأمن فقط، بل على نسيجنا الاجتماعي»، وإنها تتابع ما أسمته «الخطابات التي تثير النعرات القبلية التي تهدد وحدة الصف وتماسك المجتمع».

وتوعدت، بحسب البيان، بدء إجراءات «إغلاق كامل لحدود الإقليم» حتى خروج الحركات المسلحة منه، باعتباره خطوة ضرورية وواجبة بسبب تجاهل أهل الإقليم وسلامته. وأضافت: «نحن في تيار الشباب البجاوي الحر، لا ننكر الأدوار الوطنية الكبيرة التي قدمتها الحركات المسلحة... ولكننا نؤمن بأن وجود هذه القوات في إقليمنا، دون تنظيم أو تنسيق، قد يؤدي إلى اضطرابات نحن في غنى عنها».


وعدّت مطالبتها حراكاً لحماية الإقليم من «أي توترات محتملة قد تُشعل الفتنة»، ودعت لما أسمته «إبعاد إقليمنا عن أي مواجهات أو صراعات، قد تجره إلى حالة من عدم الاستقرار».

نشاط مكثف للميليشيات

وتنشط في شرق السودان أكثر من 3 ميليشيات مسلحة دارفورية، على رأسها «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي (حاكم إقليم دارفور)، وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة (وزير المالية) جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان فصيل مصطفى طمبور، وهي حركات مسلحة وقّعت اتفاقية سلام السودان في جوبا، وانحازت للجيش في قتاله ضد «قوات الدعم السريع».

وأثار نشر ميليشيا أطلقت على نفسها اسم «الأورطة الشرقية» في شرق السودان، وهي قوات تدربت في إريتريا وتدعمها حكومة أسمرا، غضب جماعات بجاوية، على رأسها الزعيم القبلي محمد الأمين ترك، الذي حذّر من «عواقب وخيمة» قد تترتب على نشرها، وتعهد بالتصدي لها.


إلى جانب حركات دارفور المسلحة و«الأورطة الشرقية»، تنتشر في الإقليم 8 حركات مسلحة من فسيفساء الإقليم، 4 منها تدربت تحت رعاية الجيش الإريتري وداخل معسكراته، وأشهرها: «مؤتمر البجا المسلح، بقيادة موسى محمد أحمد، وقوات مؤتمر البجا - الكفاح المسلح بقيادة الجنرال شيبة ضرار»، وغيرهما.

ملاسنات واتهامات بالعنصرية

ودارت الأربعاء ملاسنات كلامية بين قائد مؤتمر البجا - الكفاح المسلح، الجنرال شيبة ضرار، وقائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، حيث طالب ضرار بإعادة الحركات المسلحة الدارفورية لتقاتل في دارفور وتوعد بمواجهتها، رداً على مطالبات مناوي بإيقاف الحملات «العنصرية» التي يشنها الرجل.

اقرأ ايضاًمصر وروسيا تتفقان على "وقف الحرب" في الشرق الأوسط

وتعد هذه الحركات حليفة للقوات المسلحة (الجيش)، وتقاتل إلى صفّها في حربها ضد «قوات الدعم السريع»، في شرق البلاد وشمالها وفي إقليم دارفور، تحت مسمى «القوات المشتركة»، لكن الآونة الأخيرة برزت تباينات داخل «الحلف»، على خلفية تناول «ملفات فساد» واتهامات لقادة ومسؤولين في تلك الحركات، نشرتها وسائط موالية للجيش.


ونصّت اتفاقية جوبا لسلام السودان على دمج قوات هذه الحركات في الجيش، بيد أن الاتفاق لم ينفذ، ولكونها لا تملك قوات في وسط السودان، سمح لها الجيش بتجنيد آلاف المقاتلين الجدد، وفي معسكراته، ويغلب عليهم أنهم يتحدرون من أصول دارفورية، مقابل قتالها إلى جانبه.

ويخشى على نطاق واسع من مخاطر «تفكك» هذا الحلف، وتأثيراته الداخلية والإقليمية، في ظل «هشاشة» الأوضاع في شرق البلاد، ومن أطماع دول الجوار، فـ«إريتريا» درّبت في معسكراتها قوات مسلحة موالية للجيش، وأعلنت صراحة وقوفها مع الجيش السوداني، بينما تنظر «شذراً» لجارتها إثيوبيا، حيث كان الجيش قد اتهم إثيوبيا بمساندة «قوات الدعم السريع».

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند الحركات المسلحة شرق السودان تنذر بنشوب "حالة الفوضى" النواب المصري يكشف ضوابط رفع الإيجار .. والزيادة حسب المنطقة مصر وروسيا تتفقان على "وقف الحرب" في الشرق الأوسط اشتداد الغارات الإسرائيلية على لبنان.. عشرات الشهداء والجرحى (فيديو) مجزرة إسرائيلية ترفع حصيلة الشهداء إلى 37 في غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تفاصيل جديدة عن ”المشرف الحوثي” الذي أحرق نفسه بميدان السبعين بصنعاء بعدما غدرت به قيادات الجماعة ”شاهد”
  • الحركات المسلحة شرق السودان تنذر بنشوب حالة الفوضى
  • منطقة «بئر يي» .. بؤرة الموت الكسلاوية
  • عصابة مسلحة تنهب مواطنًا وسط العاصمة صنعاء بينما كان برفقة ابنتيه خلال عودتهم من عدن
  • باحث سياسي: إدارة بايدن توهم العالم بسعيها لحل القضية الفلسطينية بينما تدعم إسرائيل
  • توقع بزيادة رواتب الموظفين في جنوب شرق آسيا عام 2025.. فأي القطاعات وأي الدول سوف تشهد أعلى زيادة؟
  • صندوق الثروة السعودي يعتزم بيع حصة بقيمة محتملة تتجاوز المليار دولار
  • بعد 6 تراجعات.. التضخم السنوي الأمريكي يعود للصعود في أكتوبر
  • أكثر حزب يثق الأتراك في قدرته على حل المشكلات السياسية
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟