الجزيرة:
2025-04-11@07:07:33 GMT

العائدون إلى الشمال.. أقدام تطوي الصعاب نحو غزة

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

العائدون إلى الشمال.. أقدام تطوي الصعاب نحو غزة

غزة– حاملا عكازا بيده اليسرى، ومتكئا على آخر بيمناه، يحثّ شادي السويركي الخُطى نحو مسقط رأسه بمدينة غزة، بعد سماح قوات الاحتلال الإسرائيلي للنازحين الفلسطينيين بالعودة من وسط وجنوب القطاع، إلى شماله.

واختار السويركي شارع الرشيد الساحلي للعودة مشيا على الأقدام، معتقدا أنه سيضطر للسير مسافة محدودة، تبدأ من شمالي مخيم النصيرات، مرورا بمحور "نتساريم".

لكن الشاب الفلسطيني الذي يقيم بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فوجئ بانعدام المواصلات، جراء الازدحام الشديد، ورغم ذلك، قرر استمرار السير مشيا على الأقدام، في المسافة بين دير البلح وغزة، والتي تبلغ قرابة 14 كيلومترا.

وأُصيب السويركي حينما كان مقيما بمدينة غزة جراء قصف إسرائيلي، تسبب في كسر في مفصل ركبته اليمني، كما أصيبت زوجته وابنه.

شادي السويركي مُصاب لكنه يُصر على تحمّل الألم في سبيل العودة لبيته (الجزيرة)

ويقول السويركي للجزيرة نت "لا أعرف كيف سأصل بقدمي المصابة مشيا على الأقدام، لكني سأصل بعون الله، ربنا سيعينني"، موضحا أن شوقه لوالديه اللذين بقيا في غزة، هو أكثر ما يدفعه للعودة لشمال القطاع.

وعاني السويركي كثيرا خلال نزوحه وسط القطاع والذي استمر قرابة العام، وهو من أسباب رجوعه مبكرا في اليوم الأول من بدء السماح بعودة النازحين.

ويضيف "فرحت كثيرا لما عرفت بقرار السماح بالعودة، بكيت طول الليل، الحمد لله سأعود وأسلم على أبي وأمي".

يضطر بعض النازحين للسير مسافة 14 كيلومترا بسبب عدم توفر المواصلات (الجزيرة) فرحة وخيبة أمل

ورغم مشاعر الفرحة الغامرة بالعودة، أُصيب عشرات الألوف من النازحين بخيبة أمل كبيرة جراء عدم توفر المواصلات التي من المفترض أن تقلّهم إلى محور نتساريم في شارع الرشيد الساحلي، كي يعبروه مشيا على الأقدام بحسب الاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، حيث يحظر مرور المركبات.

إعلان

ولم يثنِ هذا الأمر النازحين، أو يدفعهم للتراجع، حيث قرر الكثير منهم التوجه مشيا على الأقدام، ورغم عناء السير تحت أشعة الشمس، حاملين بعض أغراضهم، بدت مشاعر الفرحة ظاهرة على الكثيرين منهم.

وهتف بعض الأطفال "يمين شمال..حنروّح على الشمال"، في حين ردد شبان أغنية محلية شهيرة مطلعها "بلدي.. غزة يا غزة".

وحُرم غالبية النازحين من حمل أغراضهم وفرشهم، إلا القليل منهم لعدم مقدرتهم على السير بها، لكنهم فضلوا العودة لمنازلهم على الانتظار.

النازحون يصرون على متابعة طريقهم الصعب نحو شمال غزة (الجزيرة) فرحة لا توصف

ويقول الشاب عبد القادر حلّس إن فرحته بالعودة "لا توصف"، خاصة أن العودة ترافقت مع توقف حرب الإبادة التي كانت تشنها إسرائيل على القطاع.

وسيعود حلّس إلى حي الشجاعية شرقي غزة، مشيا على الأقدام، برفقة أسرته المكونة من 6 أفراد.

ويضيف للجزيرة نت بينما كان يشجع أطفاله على السير "الحمد لله ربنا يكتب الخير والسلامة لكل أبناء شعبنا"، مشيرا إلى أن عودته في اليوم الأول جاءت لأن منزله سليم لم يهدم وبإمكانه الإقامة فيه على الفور.

ورغم أن أكبر أطفاله يبلغ من العمر 7 أعوام، وأصغرهم عاما واحدا، فإنه يصر على المضي مشيا على الأقدام، قائلا "أولادي رغم التعب فرحانين جدا، لو سألتهم سيعبرون لك عن فرحتهم بالعودة"، ليتدخل فورا نجله سليمان (7 سنوات) بالقول "أنا رايح على غزة، مبسوط الحمد لله".

حمل ما يسهل حمله من الأغراض الشخصية لصعوبة الطريق نحو الشمال (الجزيرة) عربة مكسورة وعزيمة قوية

لم يحالف الحظ الشاب محمود خليفة، خلال رحلة عودته، حيث انكسر العَجَل الأيمن للكرسي المتحرك الذي كان يضع عليه أغراضه، ويدفعه برفقة زوجته.

ورغم أن خليفة بدا وكأنه في ورطة كبيرة، لصعوبة دفع الكرسي المُثقل بالأغراض، لكنه كان عازما على مواصلة السير مهما كانت الظروف.

إعلان

وقبل أن ينزح من غزة، قبل نحو العام، استشهد والد خليفة وابن عمه، ودفنهما بيده، وأُصيبت والدته، قبل أن يقرر النزوح حفاظا على حياة أطفاله.

ويضيف للجزيرة نت "دفنت أبي وابن عمي، وأيضا دفنت ذكرياتي الحلوة في غزة، لكن إن شاء الله تعود الأيام الحلوة".

وتطرق خليفة إلى معاناته الكبيرة جراء العيش في الخيام، حيث الحر الشديد صيفا وتسرّب ماء المطر لفراشه ومتاعه شتاءً، مما دفعه للتبكير في العودة.

وطلب نجله "خليل" المشاركة في الحديث، حيث قال "بِدّي أروّح على غزة علشان أشوف (ابن عمي) فراس، وألعب معه وبدي بسكليتي (دراجته الهوائية) التي بغزة".

وبدا مشهد المُسن أبو محمد (فضل عدم ذكر اسمه كاملا) وهو يجر أنبوبة غاز طهي على كرسي متحرك مؤثرة، نظرا لكبر سنه وصعوبة جره لمسافة طويلة، حيث اعتقد أبو محمد أنه سيجد سيارة تحمله وأغراضه إلى محور نتساريم كي يواصل الطريق مشيا من هناك، لكنه لم يجد.

ويضيف للجزيرة نت "حياتنا صعبة، عشنا حياة صعبة في الخيام، والآن كما ترى نعاني في طريق العودة، لكن الحمد لله على كل حال"، مشددا على أن شوقه للعودة لمدينته يدفعه للمواصلة والاستمرار في الطريق فحياته في النزوح لم تكن حياة.

 

مواطن من دير البلح يعبّر عن فرحته بتقديم الماء للنازحين العطشى (الجزيرة) حزن المواطنين وفرحة النازحين

وفي مقابل الفرحة الغامرة التي بدت على النازحين، ظهرت مشاعر اختلط فيها الفرح بالحزن، على الكثير من مواطني محافظة وسط القطاع، بعد فراق إخوانهم الذين استضافوهم طوال الـ15 شهر الماضية.

واختار المواطن عبد الحافظ جودة (60 عاما) أن يعبّر عن حزنه على فراق إخوانه النازحين بتوزيع الماء على جموعهم العطشى في طريق عودتهم.

وقال جودة للجزيرة نت "أسقي النازحين العطشى لوجه الله، ربنا يرجعهم بالسلامة، ربنا ما يرجع هذه الأيام الصعبة، إن شاء الله ربنا يكتب لنا أجر الصابرين".

إعلان

وأضاف "العودة، هي فرحة للنازحين، ولنا أيضا كمواطنين، أنا أبكي من أمس، لأنني استضفت في منزلي الكثير منهم، وحفرت بئرا لتلبية احتياجاتهم أيضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مشیا على الأقدام للجزیرة نت الحمد لله

إقرأ أيضاً:

المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان

إلى أصدقائي
ممنون لكم على هذا التقدير والإحترام والود
مقالي الذي نشرته ، تحت عنوان : ” الشمال النيلي أنشودة معاني قيم التضامن و الإحترام ” ..
ما كنت أظن أن يلقى هذا القدر الكبير من الإهتمام ، والإحتفاء الباهر والتفاعل المدهش في الوسائط المختلفة .
عدد من الرسائل ورددت بريدي الخاص ، ولا تزال الرسائل تترى تقديرا لهذا الإتجاه المنير في كتابة المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان ، ورفض خطابات التنابذ والتباغض .
ممتن لكل الأصدقاء الذين عبروا عن ذلك المعنى ، منحوني من سماحة أرواحهم ما يمنح نفسي العافية …
و استأذنكم لنشر بعض الكتابات عن المقال .
* أولا : الدكتور يحيى مصطفى الصديق ، كتب مقدما المقال لقراء مجموعة ( مثقفون ) قائلا :
( الدكتور فضل الله أحمد عبد الله إبراهيم هو كاتب و أستاذ جامعي سوداني بارز ، يتميز بإسهاماته الفكرية و الأدبية ، خاصة في مجال النقد و الدراما . وُلد عام 1964 في منطقة هبيلا بولاية غرب دارفور، السودان ، و حصل على درجات أكاديمية متقدمة في تخصصات الدراما و النقد الأدبي من جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا و جامعة أفريقيا العالمية .
*مقاله ” الشمال النيلي أنشودة معاني قيم التضامن و الإحترام “* يعكس رؤية عميقة حول الهوية السودانية و مفهوم التضامن الإجتماعي .
في هذا المقال ، يبرز الدكتور فضل الله القيم الإنسانية التي تميز سكان الشمال النيلي ، مثل سماحة النفس و التعامل الحكيم مع تحديات الحياة .
كما يناقش تأثير الخطاب السياسي السوداني على تشكيل الهوية الوطنية ، منتقداً المفردات التي إستخدمتها بعض النخب لتقسيم المجتمع السوداني بناءً على المناطق و الإثنيات .
يستعرض المقال أيضاً دور سكان الشمال النيلي في مواجهة الظروف القاسية بروح صلبة و إرادة قوية، مع التركيز على أهمية التعليم كوسيلة لتحقيق التقدم الإجتماعي .
و يؤكد أن المركزية الحقيقية تُبنى على العطاء الإنساني و قيم الإحترام المتبادل ، بعيداً عن النزاعات و الكراهية .
الدكتور فضل الله أحمد عبد الله يُعد أحد الأصوات الفكرية المهمة في السودان، حيث يسعى من خلال كتاباته إلى تعزيز الحوار الثقافي و تأكيد قيم المحبة و الوئام بين مختلف أطياف المجتمع السوداني .
* ثانيا : الدكتور معتصم التجاني كتب قائلا :
( إلى الأستاذ الدكتور فضل الله أحمد عبدالله لعل مثقفوا الهامش وهامش الهامش كما يدعون أن يتعلموا منك
تحية إجلال وإكبار لقلمك الحر وفكرك النير الذي يسطر الحقائق بماء الذهب، فتضيء كلماتك دروب الحقيقة، وتفتح آفاق الفهم العميق لمعاني الانتماء والتلاحم الوطني. لقد وضعت يدك على الجرح النازف، وأعدت تشكيل الصورة الحقيقية لسوداننا الحبيب، وطن التسامح والتنوع، وطن جمع أبناؤه بكل أطيافهم، لا تفرقهم الجغرافيا ولا القبيلة، وإنما يجمعهم الإيمان العميق بوحدة المصير والهدف المشترك.
إن حديثك عن الشمال النيلي ليس مجرد دفاع عن منطقة، بل هو دفاع عن وطن بأكمله، عن هوية سودانية أصيلة تنبض بحب الخير، وتؤمن بقيم العدل والمساواة والتسامح. لقد أجدت وأبدعت في فضح المفاهيم الزائفة التي يحاول بعض المغرضين زرعها لتمزيق نسيجنا الاجتماعي، وأثبت أن السودان وطن يسع الجميع، وأن الكرامة لا تمنحها الجغرافيا، بل يصنعها العمل الصادق والبذل والعطاء.
إن السودان كان وسيظل بستانًا متنوع الأزهار، يعكس ثراءه في لغاته، ثقافاته، وعاداته، ويصنع مجده بوحدة أبنائه وإرادتهم الصلبة في مواجهة المحن. وما تحدثت عنه من قيم التضامن والتكافل والتراحم في أوقات الأزمات، هو جوهر هويتنا السودانية الحقيقية، التي لا تهزمها المؤامرات ولا تعصف بها العواصف.
فلك التحية والتقدير، دكتور فضل الله، وأنت ترفع راية الوعي وتضيء العتمة بفكرك وقلمك، داعيًا الجميع للعودة إلى جادة الصواب، وإلى ما يجمعنا لا ما يفرقنا.
دمت قامة فكرية وقلمًا صادقًا في مسيرة البناء الوطني وملهما للأمن الثقافى والاجتماعى
وكما قال الاخ عادل البصرى فاوضنى بلازعل
فاوضنى ياخ انا عندى ظن
أخوك ومحبك،
د. معتصم التجانى
باحث فى دراسات السلام والتفاوض )
* ثالثا : عادل البصري ، كتب :
( صديقي وأستاذي وأخي الدكتور فضل أحمد عبدالله يكتب مقال بماء الذهب .
هذا الرجل الانسان واسع الاطلاع والمعرفة الشاملة وعلامة من أبناء السودان عامة ، وابن دارفور المعتز بدارفوريته ، الشامخ شموخ رجال السودان فهو رقم فخيم صاحب قلم حر .
سوداني حتي النخاع حجز لنفسه مقعدا بين صناع الرأي والثقافة والأدب في السودان بل والعالم العربي .
مقاله ليس دفاعا عن إنسان الشمال بل مقاله دفاع عن وطن يسكننا ونسكنه وطن نتعايش فيه كسودانيين لا تفرقنا جهة ولاقبيلة ولاعنصر ..
وطن تتجلي فيه إنسانيتنا ، وحب الخير لبعضنا البعض ، وندين بدين الاسلام الذي جعل مقام التفاضل بين الناس بالتقوي( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فالنتحسس التقوى والرجوع لله رب العالمين .
والتسامح هو ديدننا في وطن حباه الله بخيراته وطن تجد فيه نفسك . تعيش في اي رقعة من اراضيه شماله شرقه ووسطه وغربه وجنوبه ..
اكرمنا الله بأن عشنا في احياء شعبية فيها كل اطياف السودان وقبايله وكان تعارف وتاخي جميل في الفرح والكره وزادت الحرب من اللحمة ولم تفرقهم واصبح الناس شركاء في كل شي واخرج الناس مافي بيوتم من زاد واقتسموه وكثر عدد الضرا في الاحياء وياكلوا ويشربوا دون حرج وكان تكافلا حقيقيا.. ..
بس نقول لعن الله ساستنا الجهلاء المتاجرين بدماء الابرياء هامش ومركز وغرابة وجلابة وفي حقيقة الامر لأ توجد هذه الادعاءات الباطلة التي تفرق ولاتجمع ..
يا أيها اعتصموا بحبل الله المتين ولاتفرقوا…ابحث عن الايمان في قلوبكم ولاتتبعوا الهوي والشيطان..
شكري وتقديري ومحبتي لابناء وطني بكل الوانهم واشكالهم وقومياتهم والسودان بستان كبيير تتنوع فيه الأشجار والازاهر هو الجمال والجلال…وشكرا جزيلا علي قول الحق د. فضل الله احمد عبدالله . )
* شكرا جزيلا أيها الأصدقاء على هذه المحبة

الدكتور فضل الله احمد عبدالله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • منسقية النازحين تتهم الدعم السريع بارتكاب مجزرة في أبو شوك وقتل وإصابة 40 شخصاً
  • في الشمال... الأمن يُحكم قبضته وهؤلاء في حالة غضب!
  • شاهد بالفيديو.. بالصافرات والزغاريد من “البلكونات”.. سودانيون بحي فيصل بالقاهرة يودعون أهاليهم العائدون إلى أرض الوطن
  • الشمال مش زي اليمين.. ريهام سعيد تعلق على ملامح وجهها
  • سيرا على الأقدام.. محافظ قنا يجري جولة ميدانية لمتابعة تنفيذ قرارات تنظيم الأسواق ومد ساعات العمل بالمحال التجارية
  • «الفارس الشهم 3» تُسيِّر قوافل وخزانات مياه لمخيمات النازحين في غزة
  • سيدتان يواجهان لصًا مسلحًا بشجاعة.. فيديو
  • منع مشجعي اتحاد طنجة من حضور "ديربي الشمال"
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • حركة جيش تحرير السودان تحذر سكان الفاشر ومعسكرات النازحين بعدم الإنصياع لمخطط المليشيا حول التهجير القسري وتفكيك المعسكرات