غدا.. مناقشة «الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات» بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
تشهد قاعة «فكر وإبداع» ببلازا 1، غدا الثلاثاء، الساعة 3 عصرا، ندوة لمناقشة كتاب اللواء دكتور محمد الدسوقي، مساعد مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية للدراسات العليا والبحوث العلمية بعنوان: (الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات)، وذلك في إطار فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
يتناول الكتاب أهم محددات الأمن القومي في ظل التغيرات الدولية والإقليمية التي يشهدها العالم، كما يلقي الكتاب الضوء على أحدث مفهوم للأمن القومي للدولة في العلوم الاستراتيجية، والذي تجاوز المفهوم الأمني والعسكري لشموله عملية التنمية المستدامة في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والتكنولوجية والبيئية.
الكتاب تم تقسيمه إلى 8 فصول، يتناول الفصل الأول: المفاهيم الأساسية للأمن القومي، وتحديد أهمية الأمن القومي، مع التمييز بين المفاهيم المتداخلة مع مفهوم الأمن القومي، وأخيرا التعرف على أنواع ونطاقات الأنشطة ودوائر الأمن القومي، أما الفصل الثاني: يتم فيه التعرف على الظروف والعوامل التي تدفع للاهتمام بظاهرة الأمن القومي، وأبرز عناصره وخصائصه ومجالاته، وكيفية قياس قوة النظم السياسية ومدى قدرتها على تحقيق الأمن القومي، وعناصر القوة وعوامل التهديد للأمن القومي، ثم الفصل الثالث: يناقش النظريات الأساسية في العلاقات الدولية للقضايا الأمنية.
أما الفصل الرابع: فيتم التعرف فيه على ماهية الدولة وأمنها القومي وإدراك طرق قياس قوى الدولة الشاملة، ويتناول الفصل الخامس: التعرف على مفهوم مجتمع الاستخبارات ونشأته وتطوره، والوعي بطبيعة مهام ومجالات عمل مجتمع الاستخبارات، مع عرض نماذج الأبرز مجتمعات الاستخبارات العالمية، ومعرفة مصادر جمع المعلومات وأنواعها، والوقوف على طبيعة أدوار مجتمع الاستخبارات في الحروب الحديثة، وأهم أدواتها ووسائلها.
أما الفصل السادس: فيتم فيه مناقشة أبرز المتغيرات الدولية والإقليمية وأثرها في الأمن القومي العربي والمصري، ثم الفصل السابع: يستعرض فيه التنافس بين القوى التقليدية والقوى الجديدة (الدولية - الإقليمية) على المنطقة العربية، ومحاولاتها السيطرة عليها، وطبيعة مخططات تقسيم المنطقة العربية، وأخيرا فهم أثر تلك المحاولات في الأمن القومي العربي، وأخيرا الفصل الثامن: تم تخصيصه لاستشراف مستقبل السياسة الخارجية المصرية في إقليم الشرق الأوسط، ومحاولة التوصل للسيناريوهات المحتملة لمستقبل توازن القوى في الشرق الأوسط.
ويحاول المؤلف من خلال طرح هذه الموضوعات تبسيط تناولها إلى الدرجة التي يسهل على المهتمين بهذا المجال فهم تلك الموضوعات وإدراكها.
اقرأ أيضاً«مشروع رؤية».. رحلة ثقافية بين صفحات الفقه وأخلاقيات الإسلام في معرض الكتاب
معرض الكتاب يناقش «فك شفرة الرجال والنساء» لـ آيات الحداد
مدير المتحف المصري يكشف تفاصيل وأسرار «مقبرة بيتوزيريس» في معرض الكتاب 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأمن القومي معرض الكتاب الأمن القومي العربي والمصري الأمن القومی للدولة
إقرأ أيضاً:
الكتاب الورقي.. حيٌّ يُرزق
د. ذياب بن سالم العبري
ليس غريبًا أن يتجدد الإقبال سنويًا على معرض مسقط الدولي للكتاب، وأن نرى القاعات تغُص بأطفال وشباب وكهول، يتحركون بين الأرفف كما لو أنهم يتنقلون بين أبواب مدينة قديمة، يعرفونها جيدًا، ويحنّون إلى تفاصيلها، رغم كل ما توفره التطبيقات والمنصات الإلكترونية من خيارات قراءة رقمية.
الكتاب الورقي لا يُختزل في محتوى يُقرأ، بل هو أثرٌ ملموس، ونسقٌ بصريٌّ ونفسيٌّ ووجداني، يشكل حضورًا داخل البيت، والمجلس، والذاكرة. وهو في عُمان ليس مجرد سلعة ثقافية، بل جزءٌ من منظومة تربوية مُتجذرة، بدأت من ألواح المساجد، ونسخ المصاحف بخط اليد، ووصلت إلى مكتبات المدارس والمجالس الأهلية ومبادرات النشر الفردية.
صحيحٌ أن العالم يشهد تحولًا رقميًا كبيرًا، وأن الأجهزة الذكية اختزلت آلاف الكتب في راحة اليد، لكن ذلك لم يُلغِ حضور الورق، بل أعاد تعريف دوره في الحياة المعاصرة. فقد أظهرت دراسة نرويجية أن الطلبة الذين يقرؤون من الكتب الورقية يتمتعون بفهمٍ أعمق وقدرةٍ أعلى على تذكّر التفاصيل، مقارنة بمن يقرؤون النصوص نفسها عبر الشاشات.
الكاتبة العالمية مارجريت أتوود قالت ذات مرة: "الكتاب الورقي لا يحتاج إلى بطارية، ولا يتعطل، ولا يُغلق بسبب تحديث"، وهذه المقارنة البسيطة تختصر جانبًا مهمًا من ثبات الورق أمام تقلّب التقنية. بل إن بعض الجامعات الكبرى في العالم، مثل أوكسفورد وهارفارد، ما تزال تُلزم طلاب الدراسات العليا بالرجوع إلى المراجع الورقية في أبحاثهم، باعتبارها أوثق مصادر التوثيق العلمي.
أما محليًا، فإن المتتبع لحركة النشر في عُمان خلال السنوات الأخيرة، يدرك أن هناك وعيًا متزايدًا لدى الكتّاب والباحثين بأهمية الطباعة الورقية، ليس فقط لأجل النشر، ولكن لحفظ الحقوق، وتأصيل الفكرة، وترسيخ الذاكرة الوطنية. مبادرات كثيرة، بعضها أهلية وأخرى برعاية مؤسسات، صدرت كتبًا توثق التاريخ المحلي، وتحفظ الأمثال الشعبية، وتدوّن التجارب الشخصية والمجتمعية بأسلوب علمي وتربوي.
إنَّ الحفاظ على الكتاب الورقي لا يعني الوقوف في وجه التطور؛ بل يعني بناء جسر متين بين المعلومة والتأمل، بين الفكرة والإنسان، بعيدًا عن ضجيج المحتوى السريع؛ فالكتاب الورقي يُعلِّم الصبر، ويُؤنس الوحدة، ويُربي عادة التدرج في الفهم، ويمنح القارئ إحساسًا حقيقيًا بالانتماء للمعرفة.
واليوم، في ظل عالمٍ يفيض بالمحتوى العابر، والتطبيقات التي تُسابق الزمن، هل ما زلنا نملك الشجاعة لتخصيص وقتٍ لكتابٍ يُفتح، وتُشمّ رائحته، وتُقلّب صفحاته ببطء، لنحيا داخله لا خارجه؟