موقع 24:
2025-04-23@22:35:08 GMT

القدس مدينة الصلاة والتسامح

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

القدس مدينة الصلاة والتسامح

القدس مدينة التسامح بدون منازع

إن التعاطي الثقافي مع المناسبات الدينيَّة في ظلِّ التزامات الحياة يعمِّق الوعي الجمعي ويفعِّل القِيم في النفوس، كما يحافظ على الهويَّة؛ لأنها خبرات تراكميَّة على مدار السنة تعيد صياغة التصورات الصحيحة عن الدين، وتغيير القناعات البالية، وتفنيد المفاهيم المتشددة، خاصة لدى الشباب الذين هم نبض المجتمع وطاقاته الناهضة.


القدس مدينة التسامح بدون منازع، بل إنها أنموذج فريد للمدن التاريخيَّة التي استوعبت الكثير من الحضارات والثقافات والديانات، وكان يراد لهذه المدينة عبر تاريخها أن تكون مدينة التسامح والتعايش والسلام، وتعزيز القيم العليا للأديان الثلاثة، التي أتت من أجل هذه الأهداف الكبرى والنبيلة.
وقد اصطفى الله هذا البلد "القدس"، وبارك فيها وفيما حولها، واختارها لتكون مهبطًا للرسالات وموطنًا للأنبياء والمرسلين، والقرآن أطلق الله عليه اسم "المسجد" الأقصى؛ الذي هو اسم بيت العبادة في الإسلام، وقد جعلت هذه المدينة العظيمة مرتبطة بركن من أركان الإسلام الأصيلة، حينما تلقّى نبينا من الله تعاليم الصلاة، وكيفيَّة أدائها في ليلة المعراج، فريضه الصلاة منهاج حياة للأمة، وهذه المدينة (القدس) أنموذج المحبة، ومصدر التسامح ومكان للسلام من أجل التعايش والشراكة الإنسانيَّة، كلها منظومة من القيم العليا، دعت إليها الرسالات السماويَّة؛ لهذا تمثِّل الصلاة معراجًا للروح وترقية للنفس، في الحديث (الصلاة معراج المؤمن).
علاقة الصلاة مع مدينة التسامح علاقة وطيدة، وذلك حينما صلى النبي بالأنبياء جميعًا إمامًا فى بيت المقدس، لتوطيد مكانة الأديان الأخرى، وتعزيز التسامح، وإنه لا إكراه فى الدين، كما أن أمة الإسلام هي صاحبة الميراث لرسالة الرسل. الصلاة معراج للروح، وترقية للنفس، وهذا دليلٌ قاطع وبرهانٌ أكيد لأهميَّة هذهِ العبادة وقدسيَّة هذه الأرض الطيبة. وهذا معنى روحاني يتكامل مع العروج من بيت المقدس إلى السموات العلا، ولا يخفى على أحدٍ أهميَّة الصّلاة في حياة المسلمين؛ فهي أساس عقيدتهم؛ كونها منهاج حياة، فهي الرّكن الثّاني وذروة سنامه وعموده، ويُصبح تبعًا لذلك المسجد الأقصى عمود المسلمين، وقلبه النابض وأساسه المتين.
وقيل فى ليلة الإسراء والمعراج إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي له بإناءين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن، فقال: فأخذت إناء اللبن فشربت منه، فقال جبريل عليه السلام: هُديت للفطرة وهديتْ أمتك يا محمد، هناك دلالات عميقة الأكثر تأثيرًا في روح الإنسان..ما يدل على مدى نقاء وشفافية الإسلام وتعاليمه، وأن المسلم مجبول على الفطرة السمحة.

كما يعدُّ العروج إلى السموات من بقعة مباركة فيها دلالات عظيمة؛ لما لهذا البيت من حظوة وقدسيَّة عند الله تعالى، كما يؤكد للقاصي والداني أنه أرض إسلاميَّة؛ ليثبت أنّ العرب والمسلمين هم أصحاب الحق والسيادة؛ لهذا لا يجوز التنازل عنه أو التفريط فيه، وأنَّه أمانة وذمَّة في أعناق المسلمين، ما داموا يحافظون على صلاتهم آناء الليل وأطراف النهار.
إن أهم ما يميز ديننا الحنيف أن هناك جوانب ثريَّة فى تراثنا، وفضاءً منفتحًا يقبل الآخر، لتعزيز التنوع والاختلاف، حيث تم اختطاف قضيَّة القدس، المحكِّ الصعب في قضايا الإرهاب، حيث تبرر الجرائم البشعة بالوصول نحو تحرير القدس،  وإقناع الأتباع وذيول التطرف؛ ليصبح المسجد الأقصى وبيت المقدس في محنة وخطر محقق يتحدى إرادة المجتمع الدولي ويهدد الأمن والسلام في المنطقة.
من الجوانب المضيئة مما يذكر أن عمر بن الخطاب ذهب ليتسلَّم مفاتيح القدس، ولم يذهب قط إلى أي بلد آخر، ليظهر السَّماحة والتعايش مع الأديان الأخرى، ونشر مفهوم السلام بين البشر مهما كان اختلافهم في الدين.
إن الحضارة الإنسانيّة الرشيدة وقواعدها الربّانيّة، تدعونا لقيمةِ الاصطفاف حول الأهدافِ المشتركة، من غرس قيم الأخوة الإنسانية وحوار الحضارات، والمجادلة بالتي هي أحسن، إلى مدِّ جسور التواصل والتعاون مع مختلفة ثقافات وأديان الشعوب الأخرى. إن هذه المناسبات الدينية تؤكد أن هناك جوانب ثرية فى تراثنا، وفضاءً منفتحًا يقبل الآخر، لتعزيز التنوع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية القدس الصلاة مع

إقرأ أيضاً:

مصر منارة الإسلام الوسطي المستنير.. نص ‏كلمة الرئيس السيسي بحفل تخريج أئمة الأوقاف

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن تخريج وتأهيل هذه الدفعة الجديدة من الأئمة، التي ضمت 550 امام واستمرت لمدة 24 أسبوعاً، يأتي في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس لوزارة الأوقاف، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بما فيها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبي متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات، بما يسهم في الارتقاء بالخطاب الديني وتطوير آليات التواصل، خاصة لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلاً عن ترسيخ الوعي والمعرفة والإدراك لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن فعاليات الحفل شملت عرضاً لفيلم وثائقي بعنوان «تقرير نجاح الدورة»، تلاه عرض للبحث الجماعي لدارسي دورة الأئمة حول موسوعية العالم والداعية وأثر ذلك على أداء مهامه «الإمام جلال الدين السيوطي نموذجًا»، وإعلان نتيجة تخرج الدورة.

وأدى الخريجون قسم الولاء، وهو قسم مستحدث للخريجين من الأئمة والدعاة، لقنه للخريجين الدكتور أحمد نبوي، عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، وذلك قبل أن تشهد الفعاليات فقرة شعرية ألقاها أحد الدارسين، أعقبها إنشاد ديني.

وألقى كلٌ من الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمات سلطت الضوء على أهمية التكامل والتعاون بين جهات الدولة المعنية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية في إعداد جيل جديد من الأئمة، يجمع بين التعمق في علوم الدين وإتقان أدوات التواصل الحديثة، بما يعزز دورهم في نشر الفكر الوسطي وترسيخ القيم الوطنية.

النص الكامل لكلمة الرئيس في حفل تخريج أئمة الأوقاف

وألقى الرئيس السيسي كلمة بهذه المناسبة، فيما يلي نصها:

«بسم الله الرحمن الرحيم.. أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام.. السيدات والسادة الحضور… نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.

وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراساً للوعي، متمكناً من البيان، بارعاً في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.

السادة الحضور … أبنائي الأئمة…

في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسؤولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم. وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.

واليوم وانتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.

وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.

وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.

ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.

وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيراً إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، حيث قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليف 1164 كتابًا خلال حياته.

وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ.

وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب، كما شدد على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.

واختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكداً سيادته على ان الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والاعلام وكل المجالات ذات الصلة. وفي النهاية، ذكر الرئيس انه يود الإعراب مجدداً عن التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكداً أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • مصر منارة الإسلام الوسطي المستنير.. نص ‏كلمة الرئيس السيسي بحفل تخريج أئمة الأوقاف
  • هل يجوز الصلاة فور سماع الله أكبر دون انتظار انتهاء الأذان؟
  • "عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
  • [ جاهلية العملية السياسية الأميركية الحاكمة في العراقي ]
  • حكم المرأة غير المحجبة في الإسلام.. هل يطلقها زوجها ويحرمها من حقوقها؟
  • هل تأخير الصلاة لانتظار الجماعة أفضل من أدائها منفردا في وقتها؟.. الإفتاء ترد
  • أمين الإفتاء: الغش في البيع والشراء يؤدي إلى فساد عظيم
  • أسامة فخري: التصوف ليس مجرد موائد بل منهج تربوي
  • هل يحاسب الرجل على صلاة زوجته وأولاده؟.. دار الإفتاء تجيب