جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-01@03:53:14 GMT

حسابات الحقل والبيدر في غزة

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

حسابات الحقل والبيدر في غزة

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

جرت العادة عند مزارعي الحبوب، نقل المحصول من الحقل إلى حقل آخر لفرز المحصول من سنابله إلى حبوب؛ تمهيدًا لتعبئتها وعرضها للبيع على تجار الحبوب، وغالبًا ما يُخالف المحصول في سنابله الناتج على الأرض بعد فرزه؛ فيُقال "خالف الحقل حساب البيدر".

وما حدث في غزة شبيه بذلك ولكن على طريقة أخرى؛ حيث النتيجة بعد الفرز قاسية ومؤلمة لحسابات العدو ورُعاته الإقليميين والدوليين، بعد سعيه الحثيث لوقف إطلاق النار وقبوله بشروط الفصائل، وبالنتيجة ظهور العدو بصورة المهزوم وليس بصورة المُنتصر الذي يُملي شروطه على المهزوم، ولا يلتقي معه سوى لتوقيع إقرار هزيمته.

وكما حدث لدول المحور: ألمانيا وإيطاليا واليابان في الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية، والتي وقَّعت على وثائق استسلامها وقبلت بشروطها كاملةً بعد هزيمتها على أرض المعركة.

لقد وضع العدو الإسرائيلي 4 أهداف لعدوانه على غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى"، وهي:

القضاء على حركة حماس وإنهاء حكمها لقطاع غزة. تدمير البنية التحتية لفصائل المقاومة بقطاع غزة. تحرير الرهائن الإسرائيليين بالقوة المسلحة. تهجير سكان غزة قسرًا إلى صحراء سيناء في مصر.

لكن ما تحقق بعد عام ونصف العام تقريبًا من عمر الطوفان، هو قيام كيان العدو بتدمير واسع وقتل مُمنهج في جميع مناطق القطاع ولجميع سكانه بلا استثناء، ونجاحه في قتل قائد الحركة وعدد من قياداتها وكوادرها. لكن في المقابل، نجحت فصائل المقاومة بغزة في استنزاف كيان العدو وجره إلى حرب طويلة لم يعتدها جيشه من قبل، إضافة إلى نجاح فصائل الإسناد في لبنان والعراق واليمن، في إرهاق كيان العدو بالداخل واستهداف بنيته التحتية ومقاره العسكرية، ومرافقه الحيوية من موانئ ومطارات ومصانع بالصواريخ والمسيرات بصور منتظمة ومرهقة له.

وبالنتيجة وجد العدو ورعاته أن الخلل البنيوي بداخل الكيان يتسع كل يوم وأن الأهداف الحيوية التي رسمها العدو تبتعد عن التحقيق كل يوم كذلك، لهذا أذعن لشروط المقاومة لوقف إطلاق النار، آملًا أن يُحقق له رعاته الإقليميون والدوليون بالسياسة ما عجز عن تحقيقه بالقوة المسلحة، وأن يُحقق اختراقات أمنية بالهدنة عبر العملاء والمعونات والتقنية، بما يُعينه على تحقيق ما تبقى له من مخططه وطموحه.

وفي المقابل، تعلم فصائل المقاومة أن العدو في حالة انعدام الجاذبية، وأن الطوفان أفقده الكثير من الهيبة والعقل والقوة والمكانة الإقليمية والدولية، وأن كُلفة وقف إطلاق النار على العدو أكبر وأعلى بكثير من كُلفة الحرب. كما تعلم فصائل المقاومة ومن واقع مواثيق وقواميس النضال عبر التاريخ، أن المنتصر لا يُفاوض بل يُملي شروطه، وأن حسابات النضال سقفها التحرير وبأي ثمن، بينما حسابات المُحتل سقفها محسوب ومُقرر سلفًا في غرف العمليات الحربية.

التاريخ التحرُّري يُخبرنا بأن ثورة جبهة التحرير الجزائرية (1954- 1962) ضحَّت بمليون ونصف المليون شهيد جزائري مقابل 95 ألف جندي فرنسي، وتحرَّرت الجزائر، كما ضحَّت الثورة الفيتنامية بثلاثة ملايين ونصف المليون فيتنامي، مقابل 57 ألف أمريكي، وتحرَّرت فيتنام، كما فقد الروس 20 مليون جندي في حربهم مع الألمان، وهُزم الألمان وانتصر الحلفاء.

قبل اللقاء: يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

دم الثوّار تعرفه فرنسا // وتعلم أنّه نور وحقُّ

وللحريّة الحمراء باب // بكلّ يدٍ مُضرّجة يُدقُّ

جزاكم ذو الجلال بني دمشق // وعزّ الشّرق أوّله دمشق

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“حماس”: عرقلة الاحتلال للاتفاق لن تؤدي إلا إلى زيادة معاناة الأسرى

يمانيون../
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان لها، اليوم الخميس، أن “محاولات حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، للتراجع وعرقلة الاتفاق لن تؤدي إلّا إلى “زيادة معاناة الأسرى وعائلاتهم”.

وقالت إنه تمّ “قطع الطريق أمام مبرّرات العدو الزائفة، ولم يعد أمامه سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية”.

وأكّدت الحركة أنّ السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال في القطاع هو “التفاوض والالتزام بالاتفاق”.

وجدّدت “حماس” في البيان، التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، “بكلّ حيثياته وبنوده”، واستعدادها للدخول في المفاوضات المتعلّقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.

وليل أمس الأربعاء، وصلت الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين المحرّرين، إلى مدينة رام الله، في إثر عملية تبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال في مرحلتها الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال مكتب إعلام الأسرى إنّ عدد الأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم في الدفعة السابعة للمرحلة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”، يبلغ 620 أسيراً.

وأشارت وسائل إعلام “إسرائيلية”، في المقابل، إلى تسلّم الصليب الأحمر رفات الأسرى الإسرائيليين الـ4: اتساحي عيدان، وايتسيك الجريط، وأوهاد يهلومي، وشلومو منصور.

وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أعلن أمس الأربعاء، أنّ المقاومة قرّرت تسليم جثث 4 أسرى للاحتلال.

وأشارت حركة حماس أمس، إلى نجاحها بفرض “تزامن عملية تسليم جثامين أسرى العدو، مع إطلاق سراح أسرانا الأبطال لمنع الاحتلال مواصلة التهرّب من استحقاقات الاتفاق”.

وجدّدت الحركة التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بكلّ حيثياته وبنوده، كما جاء في البيان، مطالبةً الوسطاء “بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بما تمّ الاتفاق عليه”، داعيةً بعض دول العالم لـ”الكفّ عن ازدواجية المعايير في الخطاب المتعلّق بالأسرى الصهاينة، دون ذكر أسرانا وما يتعرّضون له من تنكيل”.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يجدد خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • حركة الجهاد : عملية الخضيرة رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني بالضفة
  • حركة المجاهدين: عملية الخضيرة رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني بالضفة
  • “حماس” تبارك عملية الخضيرة وتؤكد: ضربات المقاومة متواصلة رغم إرهاب الاحتلال
  • “حماس”: عرقلة الاحتلال للاتفاق لن تؤدي إلا إلى زيادة معاناة الأسرى
  • حماس: عملية الخضيرة تؤكد استمرار ضربات المقاومة حتى زوال الاحتلال
  • فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب حيفا
  • فضل أبو طالب: لا يردع الصهاينة في لبنان وسوريا سوى المقاومة والصمت الرسمي مشجع لمزيد من العدوان
  • المفتي قبلان: العقدة ليست بسلاح المقاومة
  • ألوية الناصر تقرر تسليم جثة أسير صهيوني