بين الغربة واللغة... هدى بركات تسرد حكاية الأدب والحنين في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
استضافت "القاعة الرئيسية"؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، لقاءً مفتوحًا مع الكاتبة اللبنانية؛ هدى بركات، حيث أدار الحوار؛ الإعلامي الدكتور؛ خالد عاشور.
في مستهل اللقاء، رحب الدكتور خالد عاشور؛ بالحضور؛ قائلاً: "باسم معرض الكتاب وباسم مصر، أرحب بالكاتبة هدى بركات، هذا الاسم المهم في عالم الإبداع الأدبي، الذي يحمل على عاتقه أكثر من 35 عامًا من العطاء، منذ رواية -حجر الضحك- عام 1990 مرورًا بروايات مثل؛ -أهل الهوى-، -حارث المياه-، وصولاً إلى -بريد الليل-".
وأشار عاشور؛ إلى أن الكاتبة هدى بركات استطاعت أن تُشكل عالمًا روائيًا متفردًا، يعاني معظم شخوصه من الغربة، التمزق، والنفي، مما جعلها بلا منازع رائدة أدب الغربة والمنفى، لاسيما في رواية "بريد الليل" التي اعتمدت فيها على تقنيات سردية فريدة ومبتكرة.
من جانبها، أعربت هدى بركات؛ عن سعادتها بحضورها في القاهرة، مؤكدةً أن هذه المدينة تحتل مكانة خاصة في قلبها؛ كما قدمت؛ الشكر؛ للهيئة العامة للكتاب؛ على تنظيم هذا اللقاء، قائلة: "أي دعوة إلى القاهرة لا يمكن أن أرفضها".
وأشارت إلى أنها جاءت للاحتفاء بروايتها الجديدة "هند" أو "أجمل امرأة في العالم"، قائلة: "لم نستطع أن نحتفي بها في معرض بيروت، فجئنا للاحتفال بها هنا في القاهرة، لأنها أفضل رواية كتبتها".
وتحدثت "بركات"؛ عن تجربتها الأدبية قائلة: "لم تكن لدي خطة مسبقة لتناول قضية محددة أو الدفاع عنها، عندما صدرت روايتي الأولى "حجر الضحك" كنت مهاجرة في باريس، ومع هذه الرواية بدأت أشعر بالغربة، وجدت نفسي أشبه تلك الحروب، والميليشيات، والأحزاب المتناحرة على الحكم؛ لم أكن أملك مشروعًا محددًا على المستوى الشخصي أو المهني عندما غادرت إلى فرنسا، ولكن شيئًا فشيئًا طالت غربتي وأرجأت العودة، ليظل هذا الإحساس بالغربة يرافقني".
وعند سؤالها إذا ما كانت تعتبر نفسها من أدباء المهجر، نفت "بركات" ذلك؛ موضحة أن مفهوم أدب المهجر تغيّر بمرور الوقت؛ وقالت: "المهجريّون الأوائل كانوا يحملون حنينًا كبيرًا إلى أوطانهم، ويتحدثون عنها باستمرار بسبب اختلاف ظروف سفرهم عن ظروفنا، وكذلك اختلاف الأدب الذي أنتجوه".
وعن اختيارها لشخصيات هامشية في رواياتها، قالت: "منذ أن بدأت أكتب، كانت الشخصيات الهامشية تجذبني بشدة، أؤمن أن المهمّشين هم مرآة الحقيقة، فهم الذين لا يُسمع صوتهم غالبًا، ليس من الضروري أن نكتب عن أبطال خارقين؛ يجب أن يأتي الوقت الذي نتوقف فيه عن تمجيد الأبطال".
وأضافت: "رواياتي قد تُعتبر سياسية، ولكنها تعكس مفهوم السياسة بمعناها الأخلاقي النبيل، وليس بمعناها الفئوي أو الإيديولوجي".
كما أكدت بركات؛ أنها تكتب رواياتها باللغة العربية؛ رغم إتقانها اللغة الفرنسية، قائلة: "حبي للغة العربية وشوقي لها هما ما يدفعاني للكتابة بها؛ فاللغة العربية تحمل شحنة عاطفية كبيرة لا أريد أن أفرط فيها؛ حتى في المناسبات، أُفضّل الحديث بالعربية على الفرنسية، لأنني أحسبها ما تبقّى لي في الغربة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب القاعة الرئيسية الدكتور خالد عاشور المزيد
إقرأ أيضاً:
الموت يغيب عبدالله صقر
معتصم عبدالله (أبوظبي)
غيب الموت المدرب والأكاديمي والروائي عبدالله صقر المري، عن عمر ناهز الـ73 عاماً «مواليد 1952 في فريج المرر بدبي»، حيث يشيع جثمانه الثرى ظهر الأحد في مقبرة القصيص بدبي.
ويعد الفقيد عبدالله صقر، أحد الأسماء المعروفة في مجال التدريب في ملاعب الإمارات، حيث عمل ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول لكرة القدم، في كأس الخليج العربي «1982 و1984 و1988 و1993»، كما سبق له قيادة «الأبيض» مدرباً عام 2001، وقاده في تصفيات آسيا المؤهلة إلى «مونديال 2002»، كما سبق للراحل تدريب الفريق الأول لنادي حتا في أكثر من موسم.
واستمر عشق الفقيد لكرة القدم، من خلال إنشائه «أكاديمية عبدالله صقر»، التي تُعنى بتدريب البراعم والناشئين، بداية من مقرها في نادي الشباب، وصولاً إلى مقرها الحالي في ضاحية مردف بدبي.
وبعيداً عن الكرة، يملك الراحل عبدالله صقر تجربة أدبية ثرية، حيث نُشرت له قصيدة في أحد أعداد الطليعة الكويتية عام 1970، كما نشرت قصة قصيرة في العام نفسه في نشرة نادي النصر الشهرية بعنوان «حياة تعيسة»، ومن إصداراته في الشعر الحديث «اغتراب في زمن مسلوب».
وجمع الراحل عبدالله صقر، ما بين عشقه لكرة القدم لاعباً ومدرباً ومربياً وأكاديمياً، وموهبته في مجال الأدب والراوية، حيث كان له قصب السبق في ريادة هذا الفن، عندما أصدر في عام 1974 مجموعته القصصية الوحيدة «الخشبة» التي يعتبرها مؤرخو الأدب الإماراتي أولى المجموعات القصصية في تاريخ الأدب الإماراتي، وبها حجز له ذكراً خالداً في سجل كتاب الإمارات.
وأطلق الفقيد عبدالله صقر، في أغسطس 2021 كتابه «قطع مظلمة من الليل»، في حفل نظّمه الصالون الثقافي «المستطيل الأدبي» للشاعر أحمد عيسى العسم في رأس الخيمة، وهو الإصدار الأول، بعد توقف عن النشر لمدة 4 عقود.