مؤسس الإغاثة الإسلامية يتحدث للمقابلة عن تحديات العمل الإنساني
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
ولد الدكتور هاني البنا في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، في بيئة علمية وإسلامية عريقة، وكان والده أستاذا في جامعة الأزهر، مما أسس لثقافة علمية وفكرية متميزة، ودرس الطب في جامعة الأزهر، ثم اتخذ قرارا حاسما بالسفر إلى بريطانيا عام 1977 لمواصلة دراسته العليا.
ويصف البنا رحلته إلى بريطانيا "برحلة اللاعودة"، حيث شعر أنه سيبتعد عن وطنه لفترة طويلة، وفي بريطانيا حصل على الدكتوراه في طب الأطفال، وتخصص في معالجة الأطفال المولودين بتشوهات خلقية، وهو ما عمق فهمه للمعاناة الإنسانية.
ويحكي البنا عن بدايات منظمة الإغاثة الإسلامية وكيف كانت بسيطة للغاية؛ ففي عام 1983 عندما شاهد البنا مشاهد المجاعة في إريتريا قرر التحرك، وبدأ بجمع التبرعات من المساجد في بريطانيا، واضعا صناديق كرتونية أمامها لجمع المال.
وكانت أول تبرعاته مبلغا بسيطًا من طفل صغير، لكن هذه البداية المتواضعة كانت بذرة مشروع إنساني ضخم، وسُجلت المنظمة رسميا في عام 1989، ولم تلبث أن أصبحت واحدة من أكبر المنظمات الإغاثية في العالم.
وأنفذت المنظمة مشاريع إغاثية في مناطق الصراع والكوارث الطبيعية المختلفة كالبوسنة وأفغانستان والسودان والصومال، وكان التحدي الأكبر هو العمل في هذه المناطق الملتهبة والحساسة سياسيا.
إعلان منعطف 11 سبتمبرشكلت أحداث 11 سبتمبر 2001 منعطفًا حاسما في العمل الإغاثي الإسلامي، فقد واجهت المنظمات الإسلامية تشديدا غير مسبوق في الرقابة على تدفق الأموال والأنشطة، تحدث البنا بتفصيل عن كيفية تعامل منظمته مع هذه التحديات.
وأكد -ضيف برنامج المقابلة- أهمية الحفاظ على الحيادية في العمل الإنساني، وعدم الانخراط في الصراعات السياسية، مشيرا إلى حرص المنظمة على الالتزام بالمعايير الدولية والشفافية في إدارة الأموال، مما ساعدها على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
ودعا البنا إلى تحول جذري في مفهوم العمل الخيري الإسلامي. "فبدلا من الاكتفاء بالإغاثة المؤقتة"، شدد على أهمية بناء مشاريع طويلة الأمد تعمل على تغيير حياة المجتمعات بشكل جذري.
وفي هذا السياق، اقترح إنشاء مؤسسات وقفية عربية لتمويل المشاريع التنموية بشكل مستدام، وعرض رؤيته بأن تتجاوز تلك المؤسسات توزيع الطعام والملابس إلى بناء القدرات وخلق فرص حقيقية للمجتمعات المحتاجة.
ووجه البنا رسالة للشباب، دعاهم فيها إلى الالتزام بالقيم والأخلاق في العمل الإنساني، مؤكدا أهمية البحث العلمي والإعلام كأدوات لتغيير السياسات والمجتمعات، كما دعا إلى توثيق تاريخ المؤسسات الإغاثية، معتبرا ذلك مرجعا مهما للأجيال القادمة، وسبيلا لفهم عميق للعمل الإنساني وتحدياته.
27/1/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العمل الإنسانی
إقرأ أيضاً:
معرض “10 أعوام من العطاء” يستعرض منجزات مركز الملك سلمان للإغاثة في ميدان العمل الإنساني
المناطق_واس
حظي معرض “10 أعوام من العطاء” المقام ضمن فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع بتفاعل وإقبال كبير من قبل رواد المنتدى الذين أثنوا على أركانه ومحتوياته المميزة.
واطّلع زوار المعرض عبر عدة أجنحة تفاعلية تقنية على المشاريع الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية من خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التي بلغت حتى الآن 3.355 مشروعًا استفادت منها 106 دول حول العالم بقيمة تتجاوز 7 مليارات دولار أمريكي.
أخبار قد تهمك المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة يلتقي المدير التنفيذي للهيئة الطبية الدولية 26 فبراير 2025 - 10:21 مساءً إقبال كبير على المعرض المصاحب لمنتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع 26 فبراير 2025 - 1:59 صباحًاوأبرز جناح (تطهير الألغام وإنقاذ الأرواح) منجزات مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الذي تمكن منذ انطلاقه وحتى الآن من نزع ما يقارب 500 ألف لغم من مختلف المحافظات اليمنية، كما احتوى الجناح على عدد من أدوات وأجهزة الحفر والكشف عن الألغام واستخراجها، ونماذج من الألغام، وتوزيع هدايا تذكارية على الحضور .
وفي ركن “تجربة الإغاثة في الواقع الافتراضي” خاض زوار المنتدى تجربة فريدة وممتعة أتاحت لهم عبر نظارات الواقع الافتراضي الاطلاع على البرامج التطوعية للمركز التي بلغت 867 برنامجًا طبيًا وتدريبيًا في 52 دولة حول العالم.
فيما أتاح ركن “المتاهة” التنقل عبر الاستجابات الإنسانية إحياءً للذكرى العاشرة لتأسيس المركز.
وفي جناح (حيث تُسمع الأصوات) أتيح للزوار كتابة رسائل مباشرة ومقترحات ووضعها في صندوق مخصص؛ تمهيدًا لعرضها على مسؤولي المركز، كما حضرت أعمال الرسم والنحت بمشاركة فنانين سعوديين ومن مختلف جنسيات العالم، وجداريات للصور والرسوم تمثل دور المملكة العربية السعودية الإنساني في التخفيف من معاناة المحتاجين حول العالم.