وفق السجلات التاريخية والعلمية فإن الديناصورات تُعتبر هي أول الكائنات الحية والبرية التي عاشت على الأرض، لكن يظل السؤال الأكثر حيرة للعلماء من أين جاءت هذه الحيوانات الضخمة لأول مرة، وكيف حكمت الأرض لأعوام طويلة وسيطرت عليها؟ 

المكان الأصلي للديناصورات 

وربما كشفت تقارير علمية حديثة عن إجابة السؤال المحير للعلماء، إذ تشير التحليلات العلمية الأخيرة إلى خروج الديناصورات الأولى من المناطق الاستوائية الحارة في الأرض القديمة، وهي المناطق التي تشكل اليوم غابات الأمازون والصحراء الكبرى وحوض الكونغو.

  

وتشير الدراسة العلمية الحديثة إلى أن العلماء ربما كانوا يبحثون عن أسلاف الديناصورات في أماكن خاطئة، إذ يعود تاريخ أقدم حفريات لهذه الكائنات الضخمة المعروفة إلى حوالي 230 مليون سنة، والتي تم العثور عليها في كل من الأرجنتين والبرازيل وزيمبابوي.

لكن تشير الاختلافات بين هذه الحفريات إلى أن الديناصورات كانت قد تطورت بالفعل منذ ملايين السنين أي قبل ظهور هذه العينات، وهو ما يعني أن أصلها قد يعود إلى وقت سابق، ولكن لم يتم العثور على أدلة حفرية مباشرة على ذلك حتى الوقت الجاري، بحسب موقع «earth» العالمي. 

حكم الديناصورات للأرض 

ومن أجل الوصول لتلك النتائج، حلل الباحثون الحفريات والأشجار التطورية والجغرافيا القديمة لإعادة بناء الفرضية المحتملة لظهور الديناصورات، حيث تم ذلك باستخدام تقنيات النمذجة المتقدمة لتوضيح الثغرات في السجل الأحفوري.

وبحسب الدراسة، فمن المرجح أن أقدم الديناصورات ظهرت في منطقة غندوانا، وهي التي كان يشار إليها قديما بالقارة العظمى، الواقعة في خطوط العرض المنخفضة الغربية للأرض، حيث كانت المنطقة حارة وجافة، تشبه الصحاري وحقول السافانا في يومنا هذا.

عالم الديناصورات المبكرة كان مختلفًا تمامًا عن الوقت الذي هيمنت خلاله أحفادها لاحقًا، فخلال فترة العصر الثلاثي المتأخر، كانت الديناصورات عبارة عن جزء صغير فقط من نظام بيئي متنوع مليء بمخلوقات زاحفة أخرى من بينها، أسلاف التماسيح، المعروفة باسم التماسيح الزائفة، والتي وصل طول بعضها إلى 10 أمتار.

وعلى مدى ملايين السنين ظلت الديناصورات تعيش في ظل أقاربها من الزواحف، لكن الوضع قد تغيَّر منذ حوالي 201 مليون سنة، عندما أدت سلسلة من الانفجارات البركانية الضخمة إلى حدوث ظاهرة الانقراض الجماعي في نهاية العصر الثلاثي، وهو ما أدى إلى القضاء على العديد من أنواع الزواحف المهيمنة على الأرض، ما خلق فراغا بيئيا ملأته الديناصورات الناجية بسرعة كبيرة، وبعد اختفاء منافسيها، بدأت هذه الكائنات الضخمة في الانتشار والتنوع السريع، لتصبح في نهاية المطاف الحيوانات البرية المهيمنة على مدى 135 مليون سنة تالية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الديناصورات عصر الديناصورات عصر ما قبل التاريخ حياة الديناصورات

إقرأ أيضاً:

علماء كاوست يقودون أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية

جدة

قاد علماء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية منذ انضمام المملكة إلى معاهدة القطب الجنوبي في مايو 2024؛ التي امتدت من 11- 27 فبراير الماضي، حيث جمع الفريق البحثي عينات من القارة لدراسة كيفية مساهمة تعافي أعداد الحيتان في الحد من تغير المناخ من خلال تعزيز عملية احتجاز الكربون، والتي تؤدي الحيتان دورًا محوريًا في النظام البيئي البحري.
وتسهم حركة الحيتان عبر البحار، سواءً في المسافات أو في الأعماق في إعادة توزيع العناصر الغذائية الأساسية التي تغذي العوالق النباتية، التي بدورها تؤدي دورًا رئيسيًا في احتجاز الكربون، حيث تظل حتى بعد وفاتها جزءًا من دورة الكربون فتسقط أجسادها الضخمة إلى قاع المحيط، ما يؤدي إلى عزل كميات كبيرة من الكربون بعيدًا عن الغلاف الجوي لمئات أو حتى آلاف السنين، فقد قدر بعض الاقتصاديين، استنادًا إلى هذه العوامل وغيرها أن القيمة الاقتصادية للحيتان تتجاوز تريليون دولار فقط من حيث تأثيرها في إزالة الكربون.
وجمعت بعثة “كاوست” العلمية عينات من المحيط لتحليل التأثير الكمي للحيتان على احتجاز الكربون؛ مما سيساعد على تقييم الفوائد الاقتصادية للسياسات المتعلقة بصيد الحيتان والحفاظ عليها، إضافة إلى الأنشطة الأخرى التي تؤثر في الحياة البحرية, وتُعد القارة القطبية الجنوبية موقعًا مثاليًا لدراسة أعداد الحيتان، حيث تعرضت هذه الكائنات لصيد مكثف خلال القرن العشرين، مما أدى إلى تراجع أعدادها بشكل حاد.
ويرى الفريق الحثي أنه نظرًا لتراجع أعداد الحيتان في القارة القطبية الجنوبية إلى 10% من مستوياتها التاريخية بسبب الصيد الجائر، يتوقع أن تسمح لهم العينات التي ستحمل نظائر وكيمياء وحمض نووي غني بالمعلومات بإعادة بناء ديناميكيات أعداد الحيتان التاريخية على مدى الـ 400 عام الماضية، وسيساعد هذا البحث في الربط بين تراجع أعداد الحيتان وتعافيها، وتأثير ذلك على احتجاز الكربون، وكثافة الكريليات “المفصليات البحرية”، وإنتاجية المحيط خلال هذه الفترة، معتمدًا الفريق على صور الأقمار الاصطناعية، والنمذجة الحاسوبية، والدراسات الميدانية لفهم دور المحيطات في تنظيم مستويات الكربون.
يذكر أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعد المؤسسة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط وآسيا المشاركة في هذا المشروع العلمي الرائد، كما أصبحت المملكة في مايو 2024 الدولة رقم 57 التي تنضم إلى معاهدة القطب الجنوبي، وأُبرمت لأول مرة عام 1959 بمشاركة 12 دولة، كما تشترط المعاهدة على الدول الأعضاء تنفيذ أبحاث علمية كبيرة في هذه القارة الفريدة من نوعها، وتعدّ أبرد صحراء في العالم.

مقالات مشابهة

  • عالم بالأوقاف يكشف أعظم نعمة يمنحها الله لعباده في الدنيا
  • علماء كاوست يقودون أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية
  • مفاوضات متقدمة لتصنيع طائرات إمبراير البرازيلية الضخمة بالمغرب
  • مصر تعزز مكانتها الاقتصادية ضمن قائمة أكبر 10 دول أفريقية في احتياطي الذهب
  • شاهد.. فيديو لراقصة يضع شيخ أزهري في موقف محرج
  • الفن حلال.. أزهري يعلن مفاجأة على الهواء
  • مصر تدخل قائمة 10 دول إفريقية في احتياطي الذهب
  • اصطياد مخلوق بحري غامض يثير الجدل.. ما علاقة الكائنات الفضائية؟
  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته
  • علماء: جائحة جديدة تقترب ولا يمكن التنبؤ بموعدها بدقة