شعب الإيمان والحكمة.. يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكبرياء “استطلاع”
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
يمانيون/ استطلاع
عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي أنعم: وصف الفلسطينيين لليمن بإخوان الصدق فضح أصحاب المناكفات السياسية المشككين بالموقف اليمني المساند لغزة. الناشط الثقافي محسن الشامي: الإخوان المسلمون نأوا بأنفسهم عن مناصرة غزة في حين توجهوا لمعارك جانبية لا تخدم القضية الفلسطينية. الناشط السياسي السهمي: اليمنيون يولون القضية الفلسطينية أهمية بالغة بصفتها من المقدسات الإسلامية التي يتوجب الدفاع عنها.
في معركة طوفان الأقصى المباركة ظهر مصطلح أطلقت حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين اسم “إخوان الصدق” على شعب اليمن نظراً للموقف المشرف الذي سطره الشعب اليمني لإسناد الشعب الفلسطيني.
وكان الإخوة الفلسطينيون وحركات المقاومة يكررون مصطلح إخوان الصدق في كل رسالة شكر يوجهونها لجبهات الإسناد التي وقفت معهم وخاضت غمار الموت في سبيل الإسناد لغزة والانتصار لمظلوميتها. وفي مقدمة جبهات الإسناد تتربع اليمن قيادة وشعبا كونهم ثبتوا على الموقف المساند لغزة وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل مناصرة غزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى وقف إطلاق النار.
وفي حين سعت أبواق الطائفية والمذهبية وأصحاب الأفكار الضيقة وغيرهم من أبواق التطبيع العربية والعالمية إلى تشويه الموقف اليمني العسكري والشعبي المساند لغزة، بوصف العمليات العسكرية المنكلة بالعدو الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين بالمسرحيات التمثيلية والتي لا أساس لها في الواقع، كان الناطق العسكري باسم كتائب القّسام يشكر في كل كلمة متلفزة له الموقف اليمني المساند لغزة واصفاً لهم بإخوان الصدق وشعب الحكمة والإيمان.
وأكد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في كلمته بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، أن الشعب اليمني فاجأ العالم بعنفوانه وفرض معادلات من حيث لا يحتسب العدو ومن ورائه.. قائلا: إن اليمنيين شكلوا نموذجا فريدا تاريخيا في أنه متى توفرت إرادة لمقاومة عدو الأمة فإن ذلك ممكن ولو من بُعد آلاف الأميال. وأشار إلى أن الشعب اليمني فاجأ العالم بعنفوانه وفرض معادلات من حيث لا يحتسب العدو ومن ورائه.. قائلاً: طوبى لليمن توأم الشام في وصية رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
وأضاف: “إن شعبنا الذي تعرض للظلم ويعرف مرارته، ومقاومتنا التي نشأت على الكرامة وتعرف ثمنها، لتتقدم بالتحية وعظيم الشكر لمن شاركها في التصدي للظلم والطغيان والانخراط في معركة طوفان الأقصى، وهنا نخص إخوان الصدق أنصار الله وشعبنا الشقيق المبارك في يمن الحكمة والإيمان، الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكبرياء، وفي التحدي والكرامة، وفي النخوة والعزة، ففاجأ عنفوانهم العالم وفرضوا معادلات من حيث لا يحتسب العدو ومن وراءه، وشكلوا نموذجًا فريدًا تاريخيًا.
إخوان الصدقويرى عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السفلي اليمني محمد طاهر أنعم أن وصف قادة حماس وحركة الجهاد الإسلامي لليمن بإخوان الصدق أتى نظرا للموقف اليمني الحقيقي والتاريخي وغير المسبوق في إسناد غزة منذ الوهلة الأولى لواقعة طوفان الأقصى وحتى انتهاء المعركة مسجلين نصراً ساحقا على النازية الصهيونية.
وأوضح أنعم أن الموقف اليمني التاريخي المناصر لغزة لم يسبق له مثيل في التاريخ، ولم تقم به أي دولة من دول العالم في التاريخ الماضي والمعاصر.
ويبين أن الثبات اليمني على الموقف المساند لغزة يجسد الموقف الإيماني الممتاز الذي شهد به العالم والذي رأى الإخوة في حركه حماس أنه موقف صادق وحقيقي رغم محاولة التشكيك في العمليات العسكرية من قبل بعض الأحزاب السياسية وذوي الأفكار الطائفية الضيقة أمثال إخوانيّي اليمن ومصر وسوريا وتركيا وغيرهم من ذوي المناكفات السياسية الذين يعارضون أنصار الله.
وتطرق إلى أن حركة حماس وصفت أنصار الله بإخوان الصدق كونهم بذلوا جهودا جبارة في سبيل مساندة غزة ومواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه بالرغم من التهديدات والمخاطر التي أتت لهم من قبل الأعداء.
ويعُدّ أنعم وصف حركة حماس لليمنيين بإخوان الصدق جزءا من رد الوفاء والعرفان لليمنيين على موقفهم المناصر لغزة.
ويشدد أنعم على أن موقف حكومة صنعاء المناصر لغزة أدهش العالم وأذهل العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني وغيرهم من الدول الغربية والأوربية.
معركة غزة تفضح الأنظمة العربية والإسلامية
في العدوان الصهيوني الغاشم الأخير على قطاع غزة شهد القطاع مجازر صهيونية وحشية بحق الأبرياء من النساء والأطفال والثكالى؛ مجازر ترقى لحرب الإبادة الجماعية والأمرّ من ذلك ليس التواطؤ الدولي كما يظن البعض، وإنما الخذلان العربي والإسلامي غير المسبوق لغزة.
ففي حين يمارس الكيان الصهيوني إجرامه من القتل والدمار والتشريد والتغريب للفلسطينيين طمعاً في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات الصهيونية، لزمت العديد من الدول العربية والإسلامية الصمت المطبق والمعيب إزاء ما يجري في غزة، وكأنهم ليسوا من الإسلام في شيء.
وفي هذه الجزيئة يؤكد الناشط الإعلامي والثقافي محسن الشامي أن الأمة الإسلامية تمر بحالة ذل وهوان وتأزم وخمول وخذلان غير مسبوق، موضحا أن ما تمر به الأنظمة الحاكمة للأمة العربية والإسلامية لا يقف عند حد اللامبالاة والتماهي وحسب، وإنما يصل إلى الانخراط في التآمر على فلسطين خدمة للكيان الصهيوني.
وأوضح الشامي أن ما حدث من خذلان عربي وإسلامي أتي نتاجا طبيعيا لغياب روح المسؤولية في أوساط الشعوب والنخب العلمية والثقافية وكثير من المنظرين وكثير ممن لهم أصوات كان باستطاعتهم أن يقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، وفي سبيل التطلع نحو العزة والكرامة ومواجهة المحتل الغازي العدو الإسرائيلي.
ويضيف الشامي “لكن للأسف لم يكن هنالك دور يذكر للحكومات العربية وكثير من الشعوب الإسلامية، اللهم إلا تعاطف فارق لا يرقى إلى مستوى”.
وبالرغم من التخاذل العربي والإسلامي الكبير غير المسبوق مع غزة، إلا أن تنصل الإخوان المسلمين عن نصرة غزة التي تعتنق الفكر السني وتدين بالولاء للإخوان المسلمين بصفتهم إخوان العقيدة والنهج مثل صدمة مدوية للإخوان الفلسطينيين، ما جعلهم يطلقون مصطلح إخوان الصدق لجبهات الإسناد وفي مقدمتها جبهة الإسناد اليمني وبالتحديد أنصار الله.
ويوضح الشامي أن الهيكل الضخم لمكون الإخوان المسلمين المترامي في العديد من الدول الإسلامية والعربية وذات الإمكانيات الضخمة على المستوى الشعبي والمالي والمادي تؤهله إلى إسناد الفلسطينيين والانتصار للقضية الفلسطينية التي تغنى بها الإخوان المسلمون لعقود من الزمن، مؤكدا أن صمتهم أمام أحداث غزة كشف زيف ادعاءاتهم التي روجوا لها سنين طويلة وتمكنوا من خلالها.
الموقف السلبي للإخوان المسلمين لم يقتصر على خذلان غزة وحسب، وإنما انصرف الإخوان المسلمون لمعارك جانبية لا تخدم القضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد.
وفي هذا السياق يؤكد الناشط الثقافي محسن الشامي أن فتاوى علماء الإخوان المسلمين ومنظريهم وأدبائهم ومثقفيهم غابت خلال معركة طوفان الأقصى، وهي المرحلة التاريخية والمفصلية من تاريخ الأمة الإسلامية.
وأمام التنصل الكبير للإخوان المسلمين في نصرة الفلسطينيين مثل محور المقاومة الموقف الصلب والأشرس والأصدق في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها.
ويشير الشامي إلى أن الموقف اليمني المساند لغزة يتصدر مواقف جبهات الإسناد المناصرة لغزة، بصفته موقفا متكاملا على المستوى الشعبي والعسكري والسياسي والقيادي، والذي مثل معضلة كبرى أمام العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني ومخططاتهم الرامية للاستفراد بالشعب الفلسطيني.
ويلفت الشامي إلى أن وصف حركة حماس والفلسطينيين لليمنيين بإخوان الصدق وفي مقدمتهم أنصار الله لم يأتِ من فراغ، وإنما أتى كون الموقف اليمني مثل ورقة ضاغطة على العدو الإسرائيلي وعلى العدو الأمريكي وعزز من صمود المقاومة الفلسطينية.
وينوه إلى أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية جعل العدو الصهيوني يلجأ إلى وقف إطلاق النار والخضوع للمقاومة الفلسطينية.
قائد اليمن رجل القول والفعل
ولم يقتصر الدور اليمني المشرف على ذلك وحسب، وإنما مثلت جبهة الإسناد اليمني قوة حامية للاتفاق ومراقبة لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق. الأمر الذي يعزز وصف حركة حماس لأنصار الله بإخوان الصدق.
ويؤكد الناشط السياسي صالح السهمي أن حركة حماس تعمدت وصف أنصار الله بإخوان الصدق كونهم يعلمون بأن السيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ومن ورائه كافة الشعب اليمني هم أهل النصرة الحقيقية.
وأوضح السهمي أن حركة حماس تيقنوا أن أنصار الله والشعب اليمني شعب وفي وصادق ومؤمن، يفي بوعوده وعهوده وينصر إخوانه الفلسطينيين، غير آبه بتهديدات الأعداء الصهاينة والأمريكيين ووعيدهم.
ويؤكد السهمي أن أنصار الله وكافة أحرار الشعب اليمني يولون اهتماماً بالغاً للقضية الفلسطينية بكونها من المقدسات الإسلامية التي ينبغي على كافة المسلمين الذود عنها والدفاع عنها.
ويشير السهمي إلى أن قائد الثورة يحفظه الله كان لديه العديد من الخطابات والمحاضرات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتي أكد خلالها استعداده وكافة الشعب اليمني الوقوف مع فلسطين والانخراط في المعركة ضد الكيان الصهيوني النازي، موضحا أن معركة طوفان الأقصى أثبتت مصاديق وعود السيد القائد يحفظه الله.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: معرکة طوفان الأقصى القضیة الفلسطینیة العدو الصهیونی الموقف الیمنی المساند لغزة الشعب الیمنی أنصار الله حرکة حماس فی سبیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)
يمانيون/ صنعاء توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن والمغتربين منهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.
وقال” يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن”.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.
وأضاف” إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني”.
وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.
وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب.
وقال” من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد” والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية”.
وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية.
وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية.
وأضاف” فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات”.
كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم.
وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.
قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.
يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:
باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى.
سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه.
شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:
يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن.
وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و”الكيان الصهيوني”).
يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:
إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات.
إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين.
ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب.
وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط:
أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال.
ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في “الشرق الأوسط الجديد”، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية.
الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى.
والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.