أثنى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدي ليبيا السفير نيكولا اورلاندو على زيارته إلى بنغازي، وكتب قائلًا على حسابه بموقع إكس “فريقي وأنا انتهينا للتو من زيارة مثمرة للغاية إلى بنغازي”.

أضاف قائلًا “‏أجرينا مناقشات قيّمة مع مستشار الأمن القومي المستشار إبراهيم بوشناف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، والأمين العام للقيادة العامة الفريق أول خيري التميمي، ورئيس جامعة بنغازي الدكتور عزالدين يونس الدرسي”.

‏وتابع “بحثنا فرصاً اساسية لتعميق الشراكات والمبادرات المشتركة، مما يمهد الطريق لتعزيز الحوار والتعاون بين المؤسسات الأوروبية والليبية والمواطنين الأوروبيين و الليبيين، و‏سنواصل البناء على هذا الزخم في الأشهر القادمة”.

المصدر: صحيفة الساعة 24

إقرأ أيضاً:

السينما المعاصرة بين دفء الإنسان وبرودة الخوارزمية

حين يتقدم الخيال الآلي، ويتراجع الإنسان إلى الهامش، هل تظل السينما فنًا حيًا؟ هل نُسلب دهشتنا القديمة ونستبدلها بشاشة بلا نبض؟ أسئلة تتكاثف في زمن لم يعد فيه المخرج وحده هو الراوي، بل تشاركه خوارزميات وبرمجيات قادرة على خلق صور وحكايات، ولكن، ما الذي يبقى من السينما حين تُفصل عن لمسة الإنسان، وارتجافة الكاميرا، والفوضى التي تُنجب المعنى؟

في هذه المساحة يتحد أربعة من أبرز صناع الصورة والرؤية في العالم، وجاؤوا من تجارب وثقافات متباينة، ليواجهوا هذه الأسئلة لا من باب التنبؤ، بل من قلب التجربة، تحدثوا عن الذكاء الاصطناعي، وعن القيم التي لا تُستبدل، وعن الخيط الذي يربط الماضي بالحاضر، وعن السينما كفضاء للمقاومة والتأمل والانتماء.

ما بين المصور الذي لا يتخلى عن دفء البشر، والمخرج الذي يرى في البطء موقفًا سياسيًا، والمصممة التي تؤمن أن كل شخصية تُبنى من غرزة إبرة، والمخضرم الذي يقف على أطلال صناعة تتآكل، تنبثق رؤى مختلفة، لكنها تلتقي حول سؤال واحد: ما الذي يجعل الفيلم فيلمًا؟

بداية، وحول التحولات التقنية ومستقبل السينما، لا يرى داريوس خوندجي (وهو مصور سينمائي، ومصمم إضاءة فرنسي من أصل إيراني) -من وجهة نظره- مانعًا في أن يُنتج البعض أفلامهم بالاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي، إذ يقول: "من يريد أن يصنع فيلمًا باستخدام الذكاء الاصطناعي فليتفضل ويفعل ذلك، هذا رأيي"، لكنه في المقابل لا يُخفي تمسكه العميق بالبعد الإنساني للعمل السينمائي، ويوضح قائلًا: "أنا أحب أن أصنع الأفلام مع الناس، أحب أن يكون حولي أشخاص عندما أصنع فيلمًا، وطاقم تصوير، ومخرج، ونساء ورجال يعملون معًا، هذه عملية جماعية".

ويتابع "خوندجي" موضحًا أن الذكاء الاصطناعي، رغم كونه أداة تقنية مفيدة، إلا أنه لا يثير فضوله في السياق الإبداعي، قائلًا: "ما أعرفه عن الذكاء الاصطناعي هو ما يقدمه لنا من تطورات تقنية، ولكنني لست فضوليًا بشكل كبير لأعرف ما يقدمه للناس في مجال السينما، فكتابة الأفلام كأنها كتب، والآن باتت الصور تُخلق من خلال التقنية، وهذه مسألة مختلفة تمامًا".

ورغم ذلك، لا يتخذ خوندجي موقفًا معاديًا للتكنولوجيا، بل يدعو إلى احترام حرية التجريب والابتكار، لكنه يُصر على أن الأولوية في السينما يجب أن تبقى لما يسميه "الخيال والمحادثة وتطوير الفكرة مع الفريق"، مضيفًا: "أنا لا أريد أن أقيّد خيال الناس، يجب أن يتقدم الناس دائمًا نحو المستقبل، ويكتشفوا، وأنا لست ضد التكنولوجيا إطلاقًا، لكن بالنسبة لي، فإن القصة، والخيال، وما يود الناس قوله، هو الأهم".

أما أكثر ما يُحبه في السينما، فيلخّصه بقوله: "أن ألتقي بأشخاص، وأن أعمل معهم، وأن نصنع فيلمًا سويًا، ربما هذا ما سنفقده مع الذكاء الاصطناعي". وحول رؤيته لتكوين الأسلوب الشخصي لدى صُنّاع الأفلام الشباب، يقدّم خوندجي نصيحة تنبع من تجربته الخاصة، فيقول: "كل شخص لديه شخصيته الخاصة، ومن الصعب إعطاء نصيحة مباشرة، لكن الأهم هو أن تتقبل اختلافك، وإذا أردت أن تصنع فيلمًا، فافعل ذلك وأنت تقبل اختلافك وتصنع شيئًا ينبع من ذاتك"، ثم يستعيد تجربته الشخصية قائلًا: "عندما كنت طفلًا، كنت أعلم أنني مختلف، لكنني كنت أريد أن أكون مثل الآخرين، نشأت في ضواحي باريس، وأردت أن أبدو مثل الفرنسيين الباريسيين، فقط لاحقًا اكتشفت أن اختلافي كان في الحقيقة شيئًا جيدًا، وعليّ أن أتقبله".

الفن مقاومة!

"المنظور الأمريكي للسياسة والعالم يفرض نفسه بقوة، لكنه ليس المسار الوحيد"، هكذا يفتتح المخرج والملحن والناقد السينمائي الفلبيني لافرينتي إنديكو دياز رؤيته الناقدة لهيمنة "هوليوود" على الصناعة السينمائية العالمية، ويؤمن بأن الفن -سواء في السينما أو الموسيقى أو الرقص- يحمل قوة جمالية قادرة على اختراق الحواجز وخلق سرديات بديلة، مضيفًا: "أمريكا بنت عبر السنين جدرانًا من الفاشية الثقافية، وفرضت سردية واحدة، وأسكتت الأصوات الأخرى، خصوصًا تلك القادمة من الدول الصغيرة أو الضعيفة، لكن بقطعة فنية واحدة جميلة، يمكننا أن نهدم هذه الجدران، أنا أؤمن بذلك".

وحول ما يُعرف بـ"السينما البطيئة"، وهي السمة التي تتسم بها معظم أعماله، يربط دياز بين الشكل الفني والزمن الوجودي، قائلًا: علينا أن نواجه هذا الزمن السريع والمتسارع، وعلينا أن نبطئ، وأن نتوقف، وأن نأخذ نفسًا عميقًا، فالسينما الحقيقية تتطلب منا هذا البطء لنشعر بالمشاعر ونعيش الجمال، ويرى أن البطء ليس مجرّد أسلوب، بل موقف ثقافي ضد السطحية والتسليع، مضيفًا: "علينا أن نبطئ حتى نتمكن من احتضان الجمال الحقيقي، والرؤية الحقيقية، هذا مهم جدًا".

أما فيما يخص علاقة السينما بالدول الفقيرة أو ما يُعرف بالجنوب العالمي، فيطرح دياز رأيًا صريحًا في ضرورة قلب الأولويات، منتقدًا النظرة السياسية والاقتصادية التي تهمّش الفن لصالح ملفات يعتبرها "أنظمة السلطة" أكثر أولوية، ويقول: "ما يجب أن يحدث هو العكس تمامًا، علينا أن نضع الفنون في الواجهة، ويجب أن تكون الثقافة هي التي تقود، لأنها تمسّ روح الإنسانية"، ويرى في هذا التهميش "الخطيئة الكبرى" التي ترتكبها الحكومات تجاه إنسانية شعوبها.

وفي جانب شخصي يكشف عن علاقة وجدانية بالأبيض والأسود، يقول دياز: "كل مرة أصنع فيها فيلمًا، أشعر أنني طفل، نشأت وأنا أشاهد أفلامًا بالأبيض والأسود، فالأبيض والأسود هو حبي الأول".

أما عن علاقته بالسينما العربية، فيوضح: "نشأت في الجزء المسلم من الفلبين، في ميندناو، لكن للأسف لم أتعرض للسينما العربية، فكل الشبكات الإعلامية هناك تسيطر عليها الصناعة الغربية وهوليوود، والسينما الإسلامية والعربية مهمشة، وهذا مؤسف، فقط الآن بدأت أحاول فهمها".

خيط سردي

رغم أن مصممة الأزياء المكسيكية آنا تيرّازاس لا تتناول الذكاء الاصطناعي مباشرة، إلا أن حديثها يضيء على جانب بالغ الأهمية في النقاش حول السينما والإنسان: هل ما زال هناك مكان للّمسات الهادئة التي لا تراها الكاميرا؟ وهل يمكن لصورة رقمية أن تحمل تعقيد النسيج البشري الذي يصنعه التعاون والإحساس والذاكرة؟ فمن خلال رؤيتها لدور تصميم الأزياء، تدافع تيرّازاس عن العملية الجماعية التي تقف خلف بناء الشخصية السينمائية، وترى أن التصميم ليس فعلًا شكليًا، بل سردية موازية تُحاك بالإبرة والخيط، وتُكتب بالصمت لا بالحوار، وتقول: "الكثير لا يعرفون التعقيدات الموجودة في عمل مصمم الأزياء، أو ما الذي يحتاجه الشخص ليصبح فعلا مصممًا للأزياء في فيلم معيّن، وهناك من يظن أن الفيلم يقوم على الإخراج أو التصوير فقط، متجاهلين دور الملابس في تشكيل الشخصيات، ونحن، كمصممي أزياء، نعطي الممثلين جلدهم الثاني، وبدونهم، سيبدون جميعًا متشابهين".

و"تيرّازاس" التي شاركت لأول مرة في ملتقى قمرة السينمائي في الدوحة، خصصت وقتًا طويلًا لإعداد ندوة لطلبة التصميم، جمعت فيها صورًا ونصوصًا لتُظهر أن تصميم الأزياء ليس قرارًا لحظيًا، بل عملية تحليل وبحث وتعاون مع الفريق، وتؤكد: "كل شيء في الفيلم يحتاج إلى تفكير وعمق، ولا يتعلق الأمر بقميص أو حذاء فقط، بل بقصة تُروى من خلال كل قطعة، هناك خيال وبناء تدريجي وشعور يُترجم بصريًا".

وتُبرز مثالًا واضحًا من تجربتها في فيلم باردو للمخرج أليخاندرو إيناريتو، حيث كان هدفه إبراز أهمية مصممي الأزياء في تشكيل الهوية البصرية للفيلم، وتقول: "أحيانًا، نحن كمصممين، لا يُسمع صوتنا إلا بدعم مباشر من المخرج، وبدونه لن يفهم الجمهور أبدًا حجم الجهد الكامن خلف تصميم شخصية واحدة"،

وتتابع عن تجربة أخرى في فيلم Spectre، الجزء الذي صُمّم أثناء مشهد يوم الموتى في المكسيك: "المشهد لم يتجاوز تسع دقائق، لكنه احتاج ستة أشهر من العمل، كل تفصيلة -من القبعات إلى الحقائب- صُنعت يدويًا، والناس يظنون أن هذه العناصر تُستأجر، لكن خلفها جيش من الحرفيين".

الأدوار باقية

أما المخرج المخضرم "جوني تو" من هونج كونج، فرأى أن الذكاء الاصطناعي ليس نهاية الطريق لصنّاع الأفلام، بل نقطة جديدة في مسار يتطلب التكيّف والبقاء، حيث قال: "لا داعي للقلق من الذكاء الاصطناعي، فهناك اليوم العديد من القنوات المختلفة لمشاهدة الأفلام، ومع وتيرة التقدم التكنولوجي، ستتطور أنواع جديدة من البرمجيات، لكن، حتى في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، لن تنتهي أدوارنا كمبدعين في صناعة المحتوى، سنظل باقين"، ولهذا، يدعو تو المخرجين الشباب إلى توسيع آفاقهم وعدم الانغلاق على التجربة المحلية فقط، قائلًا: "يجب أن ينظروا إلى آسيا، إلى العالم، إلى الشرق الأوسط، حيث تُنجز أعمال استثنائية".

ويعكس جوني تو في رؤيته حالة الإحباط التي تعيشها صناعة السينما في بلده، إذ يرى أن المقارنة بهوليوود ليست واردة، بسبب ضعف حجم السوق والدعم المؤسسي، قائلًا: "هونج كونج لا تمتلك الحجم الكافي لدعم مشاريع كبيرة، والمستثمرون لا يرون جدوى من أفلام ضخمة، لذلك لا يوجد دعم كافٍ"،

ويُضيف إن التحولات التي طالت قطاع السينما لا تقتصر على مكان أو سياق بعينه، بل تشمل العالم كله، خاصة في الدول النامية، حيث لم يعد الفيلم مجرد شاشة، بل منصة سردية متعددة الوسائط، ويقول: "الأفلام اليوم ليست فقط أفلامًا، فهناك منصات كثيرة تُعرض عليها القصص من مسلسلات قصيرة، وأفلام قصيرة، ومنصات إلكترونية"، لكنه يلفت النظر إلى نقطة مركزية: "لكي تُحدث السينما تأثيرًا في بلدٍ نامٍ، لا يكفي أن تُفهم قصتك في الخارج، المهم أولًا أن تُفهم وتُقدَّر من قِبل شعبك".

وعند حديثه حول السينما العربية عبّر عن اهتمام بصري ووجداني بالعناصر الثقافية للمنطقة، قائلًا: الشرق الأوسط مليء بالغموض، والملابس، والتاريخ، والصحراء، والشخصيات المثيرة بصريًا، وهذه بيئة بصرية غنية، حيث شاهدت أفلامًا من إيران، والعراق، ولبنان، وتركيا، وعلى الرغم من أنني لست من هذه المنطقة، إلا أن قصصهم تمسّني بعمق.

مقالات مشابهة

  • مدير إدارة شؤون الجامعات يبحث مع رئيس جامعة بنغازي دعم البحث العلمي والعملية التعليمية
  • وكالة الفضاء الأوروبية تفرض قيود على الصور الفضائية لليمن  
  • أمير الباحة يستقبل رئيس اتحاد الغرف السعودية ورئيس غرفة الباحة ويدشن الهوية البصرية الجديدة للغرفة
  • لافروف يوجه تحذيرا إلى الدول الأوروبية
  • رئيس جامعة المنيا يصطحب وفدا طلابيا في زيارة الكنائس للتهنئة بعيد القيامة
  • العدو الصهيوني يمنع رئيس وزراء ما يسمى السلطة الفلسطينية من زيارة مناطق بالضفة الغربية
  • رئيس جامعة طنطا يستقبل نقيب الصحفيين في زيارة مهمة | صور
  • السينما المعاصرة بين دفء الإنسان وبرودة الخوارزمية
  • رئيس وزراء الهند يبدأ زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية الثلاثاء المقبل
  • محادثات تجارية مثمرة بين ستارمر وترامب