باحثة: أهمية تشجيع المحتوى الرقمي الهادف لتعزيز الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
العمانية: قالت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد، باحثة في الهوية الوطنية: إن ما يميز الهوية الوطنية العمانية هو اللغة، والتاريخ المشترك، والعادات والتقاليد والقيم، والديانة، والعلم، والموقع الجغرافي، والموروثات التراثية التي يجب على الفرد أن يكون متمسكا ومتفاخرا بها، وإنه من المهم على المجتمعات أن تغرس في أفراد شعوبها مفاهيم الهُوية الوطنية، وتعزز روح الانتماء الوطني، وفهم الجيش الأقوى وخط الدفاع الأول للأوطان، وذلك باتباع أسلوب الترغيب لا الترهيب.
وأكدت دور الباحثين في غرس وتعزيز الهوية العمانية لدى النشء ليكون جيلا واعيا ورصينا ومتحصنا وقادرا على التمييز بين ما يتواءم مع مجتمعه أو لا يتواءم، إضافة إلى رصد التحديات التي يواجهها المجتمع العماني والتي تؤثر على أبنائه بشكل أو بآخر.
وأشارت إلى ضرورة تسليط الضوء على صُنّاع المحتوى لصناعة محتوى رقمي هادف يخدم استدامة الهوية الوطنية وتوظيف مفردات الهُوية الثقافية العُمانية لنشرها على مستوى العالم؛ إذ إن العاملين في مجال صناعة المحتوى داخل سلطنة عُمان أسهموا بشكل كبير في توظيف مفردات التراث الثقافي المادي وغير المادي للترويج عن سلطنة عمان محليا ودوليا، الأمر الذي يسهم في التعريف بالمواقع السياحة والأثرية العمانية من خلال نشر مقاطع مرئية وأفلام وثائقية وصور جاذبة وثّقت طقوس وممارسات وعادات وتقاليد أصيلة، إضافة إلى مساهمتهم في إحياء هذه الموروثات من جديد وبطرق تفاعلية شائقة باستخدام التقنيات التي تتناسب مع كافة الفئات العمرية، وبمواءمة بين الماضي والحاضر من خلال المؤثرات السمعية والبصرية لاستحضار الأحداث التاريخية والشواهد الأثرية والرموز العُمانية.
وأكدت أهمية حماية الهوية وسط المحاولات المستمرة للغزو الثقافي وهيمنة بعض الدول على الثقافات وتوريد أخلاقيات وفكر وممارسات بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي والعربي لتكوين قوالب موحّدة من القيم والممارسات والاهتمامات في محاولة لإيجاد هوية عالمية واحدة، الأمر الذي أثر في بعض الأفراد وتسبب في زعزعة الهويات وغياب أو ذوبان بعض من ملامحها.
وأشارت الدكتورة حنان إلى ضرورة الوقوف عند هذه التحديات ومعالجتها، إضافة إلى أهمية تعزيز الشعور بالانتماء للأرض والوطن من مبدأ المواطنة المسؤولة، واحتواء الجيل الجديد وفهم احتياجاته ومعرفة قدراته وتقبُّل آرائه وأفكاره؛ لأن الهوية الوطنية لم تتشكّل إلا بعد عمليات مستمرة من التغيير والتطوير ومحاولات التكيف مع متطلبات كل مرحلة، مع الثبات والصد ضد تيارات الهيمنة الفكرية، لإيجاد جيل واعٍ متمسك بتاريخه التليد مفتخر ومتباهٍ بإسهامات الإنسان العُماني على مر السنين، مدركًا لقيمة هويته وقيمه الأصيلة.
ووضّحت الدكتورة حنان أن هناك إمكانية لتغيّر الهوية الوطنية لدى المواطنين مع مرور الوقت، نتيجة لتعرضهم للكثير من الثقافات وانفتاحهم على العالم، لذلك أشارت إلى خطابات صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- التي شددت على أهمية تربية النشء على العادات والتقاليد والمحافظة على الإرث العُماني، في إشارة للدور الكبير الذي تقوم به كل من الأسرة والمدرسة والإعلام أيضًا في ترسيخ الهوية، والسمت العُماني، والقيم العُمانية الأصيلة، وتبني قضايا المجتمع كلٌّ حسب اختصاصه ووفق واجباته.
وذكرت أن تربية النشء على الولاء والانتماء للوطن ما هو إلا أمر يجعل الفرد جزءا لا يتجزأ من هذه الرقعة الجغرافية، وأن هذا الشعور لا يتكوّن إلا من خلال التنشئة الصحيحة بترسيخ الوعي والمعرفة والاتجاهات الإيجابية تجاه القيم التي تجعل سلوكه يتسم بالحب والإخلاص والعطاء والتضحية من أجل الوطن، إضافة إلى الفهم العميق للمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن والتحلي بصفات المواطنة المسؤولة.
وتعد الهُوية الوطنية الواجهة الأساسية المعبِّرة عن خصوصية أيِّ أمة من الأمم وكيفية نظرتها للحياة، وطبيعة شعبها وممارساته، وما تفرّد به شعبها عن باقي الشعوب من خلال تاريخه ولغته وسماته الاجتماعية والثقافية، وتتكوّن الهوية الوطنية من مجموعة من العناصر مثل: الرموز، والمعايير الثقافية، والمفردات التراثية، وهي الإطار الذي يحدد هوية أفراد المجتمع، فبالتالي تؤثر في سلوكياتهم ومواطنتهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الهویة الوطنیة إضافة إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
"العمانية لنقل الكهرباء" تُطلق مبادرات إنسانية لإسعاد الأطفال
مسقط- الرؤية
نظّمت الشركة العمانية لنقل الكهرباء سلسلة من المبادرات الإنسانية لتوزيع الهدايا على أكثر من 600 طفل من مختلف الفئات العمرية، وذلك في محافظتي ظفار ومسندم وولاية عبري.
واستهدفت هذه المبادرات زيارة عدد من المستشفيات ومراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف نشر الفرح بين الأطفال قبيل عيد الفطر المبارك، وتعزيز الروابط بين الشركة والمؤسسات المجتمعية، وغرس قيم العطاء والتكافل.
وتأتي هذه المبادرات ضمن جهود الشركة المستمرة لدعم مختلف شرائح المجتمع، انطلاقًا من رؤيتها الرامية لتحقيق تنمية مجتمعية مستدامة، من خلال تنفيذ مشاريع ومبادرات تطوعية تشمل قطاعات متعددة مثل الصحة، والتعليم، والسياحة، وغيرها.
وأكدت سميرة بنت سالم المغيرية مديرة التواصل والاستدامة بالشركة، حرص الشركة على دعم شتى المؤسسات والمبادرات المجتمعية، بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي والمدارس والمراكز الصحية والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية والمواقع السياحية، مشيرةً إلى أن هذه المبادرات تعكس التزام الشركة بنهج الاستدامة وتعزيز الأثر الإيجابي في المجتمع.
وأشارت إلى أن الشركة تولي أهمية كبيرة لتحقيق الاستدامة في مختلف المجالات الحيوية، بما يشمل البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG)، موضحةً أن ذلك يُترجم عمليًا من خلال إدراج هذه القيم ضمن أهداف الشركة المؤسسية، وهو ما تُوّج بحصول الشركة في العام المنصرم على "الجائزة الذهبية" خلال حفل جوائز عُمان للاستدامة 2024، والذي أُقيم ضمن فعاليات أسبوع عُمان للاستدامة.
وتابعت قائلة: "نؤمن بأن مسؤوليتنا تتجاوز حدود الأعمال التشغيلية، لتشمل إحداث تأثير مجتمعي حقيقي ومستدام، من خلال مبادرات تُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز اللحمة الوطنية. وسنواصل دعمنا المستمر لكافة المبادرات التي تُعزّز من ثقافة العمل التطوعي، وتُسهم في بناء مجتمع متكامل ومترابط."