استغلال حوثي لإضراب المعلمين.. فرض جبايات وتشديد عقوبات
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
لا تفوت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، أي أزمة من الأزمات التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرتها، دون استغلال أو استفادة لرفد خزينتها بأموال الشعب من خلال فرض الجبايات والإتاوات تحت مسميات عديدة.
ومن بوابة الاتصالات والكهرباء، بدأت الميليشيات الحوثية فرض جباياتها غير القانونية على خدمات الاتصالات والكهرباء تحت مسمى "دعم صندوق المعلمين".
فرض الجبايات
وتضمن قرار الاتصالات فرض ضريبة مقدارها ريال واحد على الهواتف المحمولة، التي يزيد عدد المشتركين فيها على 7 ملايين مشترك. في حين تم فرض ريالين يمنيين على كل كيلوواط من استهلاك الكهرباء.
وعلى الرغم من الإيرادات الضخمة التي تجنيها الميليشيات من عوائد ميناء الحديدة والضرائب والجمارك والاتصالات وغيرها من القطاعات الإيرادية، إلا أن عين القيادات الحوثية تتجه صوب ما تبقى من أموال لدى المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الحياة.
خطوات الميليشيات الحوثية، ومحاولة استغلال أهم قطاعين في اليمن لأجل فرض الجبايات الجديدة، كانت مفضوحة ومكشوفة لدى المعلمين الذين أصروا على استمرار إضرابهم لمواجهة تلك التحركات المضادة.
وأعلن نادي المعلمين والمعلمات، الذي يقود الاحتجاجات منذ نحو شهر، رفضه القاطع لأي مساعٍ يقوم بها الحوثيون للتحايل على مطالبهم في الحصول على مرتباتهم بصورة شهرية ودون انقطاع. لافتين إلى أن صندوق دعم المعلمين الذي تحاول الميليشيات تفعيله من أموال الشعب ليس بديلاً عن رواتبهم.
المعلم محمد العزعزي، مدرس لغة عربية في صنعاء يقول لـ"نيوزيمن": إن هناك إيرادات ضخمة يتم الإعلان عنها عبر مؤسسات إيرادية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتكفي تلك الأموال خصوصا لصرف مرتبات الموظفين المنقطعة منذ سنوات. لافتا إلى أن المعلمين يواجهون صعوبة في الحياة والعيش الكريم في ظل حرمانهم من أبسط حقوقهم وهو المرتب الشهري.
وأشار إلى أن صندوق دعم المعلم الذي تريد القيادات الحوثية تفعيله هو معني بصرف الحوافز وليس المرتبات كما تحاول الميليشيات تصوريه.
وقال: مطالبنا واضحة صرف مرتباتنا بشكل منتظم نهاية كل شهر، أسوة بكبار المسؤولين الحوثيين وعناصرهم في الكثير من المرافق الحكومية الذين يتسلمون المرتبات دون انقطاع.
تصعيد الانتهاكات
ورغم تصاعد الغليان في ظل عدم صرف الرواتب، إلا أن الميليشيات الحوثية تواصل التنصل من مسؤوليتها رغم الإيرادات الضخمة، متوعدة بالعقاب والإجراءات الرادعة على ما يسمونه مثيري الفتن الداخلية على حد وصفهم.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، صعدت الميليشيات الحوثية من حملات الملاحقة والاعتقالات والتهديدات بحق المعلمين والمعلمات المتمسكين بموقفهم في الإضراب الشامل لصرف مرتباتهم المنهوبة منذ سنوات. وتعرضت قيادات نادي المعلمين اليمنيين إلى محاولات متكررة للاستهداف والاختطاف من قبل عناصر مسلحة وملثمة تابعة للميليشيات الحوثية بهدف إثناء النادي عن الاستمرار في الإضراب.
وكان رئيس اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين اليمنيين، أبو زيد الكميم ، تعرض لمحاولة اعتقال من قبل مليشيا الحوثي، في صنعاء. في حين اختطفت الميليشيات الأمين العام للنادي، محسن الدار، إلى جانب استدعاء الكثير أعضاء النادي للتحقيق التعسفي، على خلفية مطالبتهم برواتبهم.
مؤخرا، أقدم قيادي تابع للجماعة الحوثية على اختطاف ثلاثة معلمين والاعتداء على آخرين في مديرية عتمة بمحافظة ذمار، ضمن الحملات التعسفية التي تستهدف التربويين المشاركين في الإضراب.
بحسب المصادر، داهمت الميليشيات الحوثية بقيادة القيادي أحمد الجرموزي الذي يكنى بـ أبو يحيى، وينتحل منصب نائب مدير أمن مديرية عتمة غرب ذمار، عددا من منازل المعلمين في المديرية وقامت باعتقال ثلاثة معلمين بصورة تعسفية ونقلهم إلى سجن أمن المديرية.
وأضافت المصادر، إن الجرموزي أقدم أيضاً بالاعتداء مع عناصره على سبعة معلمين آخرين في ذات المديرية، مستخدماً أعقاب البنادق خلال عملية الاعتداء، وقد تم نقل البعض منهم إلى أحد المستشفيات القريبة.
عوائد ضخمة
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية المطالب بصرف الرواتب، وتحميل الجماعة المسؤولية عن عرقلة الحلول، إلى جانب اتهامها بجني ثلاثة أضعاف ما تجنيه الحكومة الشرعية من الموارد، وتخصيص كل ذلك للإنفاق الحربي، والصرف على قادة الميليشيات والمنتمين إلى السلالة الحوثية.
وأكدت الحكومة اليمنية، أن جماعة الحوثي نهبت ترليون و600 مليار ريال، من عوائد ميناء الحديدة منذ بداية الهدنة الأممية في أبريل من العام الماضي.
وأكدت على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، أن جماعة الحوثي تواصل تضليل الرأي العام اليمني والمجتمع الدولي، بالتلاعب بحقيقة الأرقام والمبالغ المهولة التي تقوم بنهبها من إيرادات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة فقط.
وأضاف الإرياني إن الإيرادات التي تجنيها جماعة الحوثي من المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة تكفي لتمويل مرتبات موظفي الدولة والمتقاعدين، بانتظام، في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها.
ولفت الارياني إلى أن هذه المبالغ تقتصر فقط على العوائد المباشرة التي حصلتها جماعة الحوثي خلال عام ونصف من عمر الهدنة من المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة، خلافا للمليارات التي تجنيها من الرسوم الضريبية والجمركية المفروضة على السلع الغذائية والاستهلاكية، وشحنات الغاز المجاني القادم من إيران عبر الميناء.
وتابع الإرياني بالقول: "لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد حاولت ميليشيا الحوثي وقف صرف مرتبات موظفي الدولة في المناطق الأخرى، وشنت هجمات إرهابية على السفن والناقلات النفطية في موانئ محافظتي حضرموت وشبوة، بهدف وقف تصدير النفط، ومنعت بيع الغاز المحلي القادم من محافظة مأرب للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، وضاعفت أسعار الرسوم الضريبية والجمركية، ومنعت حركة البضائع والناقلات في المنافذ بين المناطق الحكومية ومناطق سيطرتها، بهدف إجبار التجار على وقف الاستيراد من ميناء عدن".
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بمغادرة مربع الصمت المخزي، والاضطلاع بواجباتهم في الضغط على جماعة الحوثي لوقف سياسة التجويع والافقار الممنهج بحق المواطنين، والضغط على الجماعة لتخصيص إيرادات كافة السفن الواردة عبر ميناء الحديدة لدفع مرتبات موظفي الدولة والمتقاعدين في مناطق سيطرتها.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الواردة عبر میناء الحدیدة المیلیشیات الحوثیة جماعة الحوثی إلى أن
إقرأ أيضاً:
“الانتقالي” عدن يفرض جبايات مالية على مكاتب شركات النقل البري
أقدمت ميليشيا “الانتقالي” المدعومة إماراتيا في عدن على إغلاق عدد من مكاتب النقل البري في مدينة عدن، لرفضها دفع جبايات غير قانونية فرضتها عليها.
وإفادت مصادر محلية لـ “الوحدة ” إن مكتب السياحة في مديرية المنصورة فرض زيادة 1% على كل تذكرة، أو مبلغ 30 ألف ريال على كل رحلة، ما أثار سخطاً واسعاً لدى مكاتب النقل والسفريات، والتي أغلقت أبوابها احتجاجاً على زيادة الجبايات.
وفي ذات السياق ، شكت مكاتب النقل البري، في بيان ، من إجراءات تعسفية نفذتها قوات الحزام الأمني ، حاولت فرض رسوم سياحية بنسبة 1% عليها، وهو ما اعتبرته الشركات إجراءً غير قانوني يثقل كاهل قطاع النقل البري الدولي.
وأكدت أن رفضها لهذا الإجراء غير القانوني وامتناعها عن دفع هذه الجبايات غير القانونية، أدى إلى إغلاق المكاتب بالقوة من قبل القوات الأمنية، في خطوة وصفتها بالتعسفية.
وحذّرت شركات النقل المتضررة من خطوات تصعيدية تشمل الإضراب الشامل وتعليق كافة الرحلات، وذلك في حال استمرار هذه الإجراءات التي قد تدفعها إلى الإغلاق الشامل لمكاتبها.