الحلويات نموذجا.. هكذا دمرت الحرب الإسرائيلية 40 عاما من الصناعة بغزة
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
يراقب رجل الأعمال الفلسطيني أحمد شومر بحسرة عميقة بقايا مصنعه الذي دمره الجيش الإسرائيلي خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرا.
لم يعد مصنع "شومر" للحلويات والبسكويت ينبض بالحياة كما كان في السابق، بعد أن تعرض لدمار شامل طال جميع جوانب الإنتاج، ليترك خلفه أثرا بالغا على القطاع الصناعي في غزة.
الأرض التي كانت تنتج آلاف الأطنان من الحلويات والبسكويت تحولت إلى مشهد من الخراب، والطوابق الأربعة التي كانت تحتضن أحدث خطوط الإنتاج أصبحت اليوم مجرد أكوام من الحطام والركام.
وعلى مدار 40 عاما من العمل المستمر، كان مصنع "شومر" أحد أبرز معالم الإنتاج المحلي في غزة، وكان من أكبر المنشآت التي توفر منتجات غذائية أساسية للمواطنين وتدعم آلاف العائلات الفلسطينية.
مصنع "شومر" لم يكن الوحيد الذي طالته يد التدمير؛ فقد استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية العديد من المصانع الأخرى التي كانت تشكل عصب الاقتصاد المحلي، مما أسهم في انهيار قطاع التصنيع الذي يعد ركيزة حيوية من ركائز الاقتصاد الغزي.
ويقع "شومر" وسط قطاع غزة، ويُعد مركزا مهما يوفر فرص عمل لآلاف الأيدي العاملة التي تعتمد على هذا المصدر الحيوي، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة بحاجة عاجلة إلى مساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
إعلانوفي مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي، قال متحدث الأمم المتحدة فرحان حق، إن المنظمة عززت من حجم مساعداتها الإنسانية إلى القطاع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
فقد الفلسطينيون نحو نصف مليون وظيفة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما في ذلك 200 ألف وظيفة في غزة (الأناضول) 40 عاما من العملوقال صاحب مصنع "شومر" رجل الأعمال الفلسطيني أحمد شومر، "لقد بدأنا في هذا القطاع قبل 40 سنة في غزة، حيث كان مصنعنا صغيرا وعلى مدار الوقت كبر".
وأضاف أن "مساحة المصنع تتجاوز 3 دونمات من 4 طوابق في منطقة الوسطى، وعلى مدار السنين تطور ونملك 9 خطوط إنتاج، تشمل الشيبس، والبسكويت، والمقرمشات، والسكاكر بجميع أنواعها، بالإضافة إلى الراحة" (حلوى الملبن أو الحلقوم).
ولفت إلى أن الإبادة على قطاع غزة دمرت المصنع بشكل كامل وخطوط الإنتاج تحت الردم، ومصير 200 عائلة أربابها يعملون بالمصنع مجهول، مقدرا حجم الخسائر بـ15 مليون دولار أميركي.
ودعا الشعوب العربية والإسلامية أن ينظروا إلى غزة، التي كانت تمثل جزءا كبيرا من قوتها الاقتصادية في قطاع الصناعة.
يقع مصنع "شومر" وسط قطاع غزة وكان يُعد مركزا مهما يوفر فرص عمل لآلاف الأيدي العاملة (الأناضول) تدمير البنية الاقتصاديةمن جانبه، قال الخبير والمحلل الاقتصادي الفلسطيني ماهر الطباع إن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن تدمير بالغ في البنية الاقتصادية المحلية".
وتوقع الطباع أن أكثر من 80% من المنشآت الاقتصادية تعرضت لتدمير جزئي أو كلي نتيجة للآثار السلبية للحرب.
وحسب وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، فإن 50 ألف منشأة صناعية وتجارية تنتشر في قطاع غزة، حتى نهاية عام 2022.
وبحسب البنك الدولي، فُقد نحو نصف مليون وظيفة من السوق الفلسطينية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك ما يقدر بنحو 200 ألف وظيفة في غزة، و144 ألف وظيفة في الضفة الغربية، و148 ألف وظيفة عبر الحدود من الضفة الغربية إلى سوق العمل الإسرائيلية.
إعلانوفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وشنت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، حربا على غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التی کانت ألف وظیفة قطاع غزة على مدار أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
رسالة للأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى المقاومة (شاهد)
نشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم الاثنين، رسالة مصورة للأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود والمحتجزة في قطاع غزة.
وظهرت الأسيرة يهود في الفيديو بصحة جيدة، وطمأنت عائلتها أنها بخير، وتتمنى التحرر مثل الأسيرات الإسرائيليات اللواتي خرجن من الأسر خلال الأيام الماضية.
????عاجل
سراياالقدس تنشر رسالة الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لديها pic.twitter.com/MYk4kRbVOR
وعقب إتمام صفقة تبادل الدفعة الثانية يوم السبت الماضي، قررت حكومة الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار وعدم السماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم شمال قطاع غزة، ورهنت ذلك بحل قضية الأسيرة "أربيل يهود".
وبعد جهود حثيثة، جرى الاتفاق على عقد صفقة تبادل تتضمن الإفراج عن "يهود" إلى جانب أسيرين إسرائيليين آخرين لم يتم الإعلان عن هويتهما يوم الخميس المقبل، إضافة إلى الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين إضافيين يوم السبت المقبل.
بدورها، ذكرت حركة حماس في بيان، أنه في إطار الجهود "لنزع الذرائع التي وضعها نتنياهو أمام عودة النازحين إلى شمال القطاع، وحل قضية الأسيرة لدى المقاومة "أربيل يهود"؛ قدمت "حماس" مقترحا للوسطاء بأن تجري عملية تبادل إضافية تشمل الأسيرة "يهود" مع اثنين آخرين من أسرى الاحتلال قبل يوم الجمعة المقبل، وأن تبقى عملية التبادل المقررة يوم السبت المقبل كما هي في موعدها وتشمل ثلاثة أسرى للاحتلال".
وتابعت: "بناءً على ذلك فقد توصلت الحركة وبجهود الوسطاء بأن تبدأ عودة النازحين ابتداء من صباح اليوم الاثنين الموافق 27 يناير 2025".
وبدأت المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار يوم الأحد الموافق 19-01-2025، بعقد صفقة تبادل للأسرى، شملت الإفراج عن ثلاث أسيرات إسرائيليات، وهنّ: رومي جونين (24 عاما)، وإميلي دماري (28 عاما)، ودورون شطنبر خير (31 عاما)، مقابل الإفراج عن 90 أسيرا فلسطينيا.
وفي الدفعة الثانية من الصفقة، أطلقت كتائب القسام، سراح أربع مجندات إسرائيليات، وهنّ كارينا أرئيف (20 عاما)، ودانييل جلبوع (20 عاما)، ونعمة ليفي (20 عاما)، وليري إلباج (19 عاما)، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.