أريج الأيام.. رَدُّ الزيارة
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
سالم بن محمد العبري
حين سمح عمرنا أن نرافق الآباء في حراكهم داخل ولاية الحمراء وخارجها صارت الذاكرة تسجل الأيام والسنوات والوقائع والأحداث؛ سعيدها كالأعياد وحزينها كالوفيات.. فما زال خبر وفاة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (1299هـ- 1954)- رحمة الله عليه-؛ فقد كانت عريشة (بيت المغري) مزدحمة بنساء أهلنا ومن هُن مرتبطات بهن، إمَّا لعزومة أو ولادة إحدى أمهاتنا، وكنتُ شبه منعزل في غرفة جدي (غرفة الشواء)، والتي سُميت بذلك لأن التَّنور العام كان في الساحة التى تفصل موقع البيت عن (مسجد الصلف)، وأظن قد نقل في مطلع القرن الهجري الماضي حين اتسعت البلدة وانتقلت احتفالات الأعياد إلى موقع جديد بـ(السحمة) شرقيّ مسجد السحمة و(سبلة السحمة) الشهيرة التى أقامها جَدُّ جدِّي الشيخ محسن بن زهران العبري.
نعم فُزعتُ وأنا أسمع العريشة وقد ضجت ببكاء النساء بعد أن وصل عامل الإمام الخليلي المسمّى (مبروك)، ومازلت (سبلة الصلف) قائمة في جلستها المعتادة بين الظهر والعصر وقد نشر المارون من الرجال والنساء خبر وصول (مبروك) لِيُبلِّغ النبأ الأليم الفاجع والمنتظر؛ لأن الإمام الخليليّ كان مُنذ فترة طويلة في فراشه يحتضر.
وربما خرجت من معزلي أو المكان الذي لازمته متواريًا عن لمَّة النساء؛ لأتساءل ما الحدث؟ لتخبرني أمي وعمتي أن الإمام الخليليّ قد انتقلت روحه إلى الرفيق الأعلى تاركة عُمان بتسمية الشيخ غالب بن علي الهنائي خليفةً له ومتخذا من تصرف خليفة رسول الله أبي بكر رضي الله عنه نهجا ليبايع الحاضرون بنزوى والبلدان القريبة الشيخ غالبا إماما وليسجل العلَّامة إبراهيم العبري ذلك الحدث بقوله: [توفي إمام المسلمين محمدا/بتاسع والعشرين من شهر شعبان - من عام ثلاث بعد سبعين بعدها/ثلاث مئة بعد ألف بحسبان- وقد نصّبوا في ذلك الفتى غالبا /إماما لجمع الشمل ما بين إخوان].
لقد كان الإمام الخليلي قد اجتهد في اختيار خليفة من بين عدد من الثقاة هم (عبدالله ابن الإمام سالم والشيخ سيف بن راشد المعولي وشخص من البوسعيدين يقطنون بالسويق) وقد أرسل الإمام الخليلي الشيخين (طالب بن علي الهنائي ويحي بن عبدالله النبهاني)؛ لكنه لم يثبت في المفاضلة النهائية كما حكى لي الشيخ النبهاني وربما أن الامام الخليلي وهو يعلم أن عمان والقادة العمانين المسؤولين في وقته هم عرب كما نرى الآن العروبة المريضة الأليمة، لكنه أدى ما عليه أن سلكوا طريقا واضحا، أما الشيخ الحصيف الخبير الشيخ على بن هلال بن زاهر الهنائي وقد أُبلغ وهو في فراش الموت بتنصيب ابنه الذي كان عضده في ولاية الرستاق، فقال: (لقد بلوه)، نعم وحملوه حملا يحمله عنهم وهم متخففون متنافرون. ودائما أقول كيف قَبِلَ الإمام غالب أن يتولى هذا الأمر وأبناء عمومته وأخواله من العبريين أيسوا معه.. نعم لقد اجتهد الإمام الخليلي وأحسن الاختيار ممن كان موجودين وكان غالبا سيكون من الأئمة المزكين من أئمة العدل كابن مرشد مثلا.
نعم وقد كنا بوادى السحتن في موسم القيظ الماضي فإن الحمراء ستستقبل في طرف من الشتاء كبار شخصيات الوادي كالعادة ليأتوا بالحسابات والقروش الفضية التى لم تُستلم عند الطناء والقيظ (الزكاة)؛ فالبعض كان يدفع بعد بيع الليمون إثر قشبه وتيبّسه ثم يقوم ببيعه لـ(خلف بن سالم المشهور بـ(خلوف) أو بيعه بالرستاق أو حتى لبعض تجار صحم أو الخابورة.
وفي حال صبانا ومشاركتنا للآباء قبل خروحنا للسعودية والكويت، ثم العراق مرورا إلى مصر العروبة، كان نقدُم على أهل وادي السحتن أنا وأولاد الشيخ على بن هلال بن على وهو ابن خالة أبي وعمي عبدالله الذي تزوج جدي بخالته (موزة بنت عبدالله بن شامس العبرية) بعد أن خرجت من عِدَّة زوجها الشيخ سالم بن بدر بن محمد بن زهران العبري، الذى رُبَّما تزوجها أثناء وجوده إلى جانب عمه الشيخ زهران بن محمد بن زهران العبري وذلك أثناء حروب العبرين وبني غافر بعد أن نثروا بينهم عطر (المنشم)؛ إذ كانوا صفا واحدا متناسقا متعاونا في هذه المنطقة وفي (منطقة الظاهرة)، لكن كالعادة وفي كل بلدان العالم الحروب يشعلها خِفَاف العقول والمنتفعون منها ولو بحفنة طحين أو عشر رميات نارية لبندقية (الصمع)، أو المعدن.
ولما ذهب الجد لخطبة (الخالة موزة)، قال عبدالله بن شامس: (أتريدون أن تحرموني من الحمراء كما في السابق). انظروا إلى أنفة تلك الأمّة؛ فلن يذهب ليُقال: تابع لابنته أو زائر لها. نعم.. كان يتقدمهم الوالد (علي بن هلال العبري) ويرافقه في المعتاد الوالد (حارث بن نبهان) من (بلدة عَمْق)، والوالد (سعود بن حمد بن زاهر) من (بلدة الفراعة)، و(سعيد بن خلف) من بلدة (وجمة بوادي السحتن)، وصالح بن عبدالله بن روشيد من (بلدة المبو بوادي السحتن)، وآخرون ربما لم تسعفني الذاكرة الآن لأتذكرهم.
حيث تبدو ولاية الحمراء في شبه موسم معهود ومنتظر يحتفي بالقادمين إليها في كل المجالس ويُصبح معهم آباونا خصوصا ويسهروا معهم بين الصلاتين(العصر والعشاء)، وربما يطيل البعض السهر من بُعيد صلاة العشاء إلى وقت النوم. وكان كل بيت من بيوتنا يحضر إبريق حليب أو دلة قهوة أو خبزا مرشوشًا بالسمن أو عسل النحل الطبيعيّ أو ب(الدنجو/العدس)، حتى إذا أشرقت الشمس ذهبوا لغداء خفيف، لأن الجلسة الرئيسية دائما تكون بعيد صلاة العصر حيث تذبح الذبائح لهم في كل بيت ينزلون عليه زائرين واجبا و ردَّا لجميل ما يقومون به من كرم الضيافة لأهلنا. وغالبا ما تتم حسابات الزكوات المفروضة من قِبَل وكيل الأوقاف للقادمين من وادي السحتن أو قرية العراقي بعد حضورهم إلى الحمراء وتقديم واجب الضيافة لهم بأيام معدودات، وعند المحاسبة يحضرون صندوقا به (وحدات صغيرة مختارة من الحصى بلون تُرابي أو حصوي أو صفراء أو سوداء وكل واحدة منهن تتميز بـ(اللون والحجم) وتُرصص صفوفا؛ للآحاد ثم العشرات ثم المئات.. إلخ، و كان أبي (محمد بن أحمد العبري) هو المتصدِّر للمحاسبات.
وفي المرحلة التىكنا نحن الأبناء نشارك ونصاحب هؤلاء الضيوف في كل حراكهم كانوا ينزلون، (سبلة/ الكويت) وهي سبلة إقامة الوالد الشيخ محمد بن مهنا وكانت أسفل بيته الأول في وسط الحارة القديمة أعلى ارتفاعًا من بيت والده ومربّيه العلامة إبراهيم و ربما هو من بناه أو اشتراه له عند زواجه من ابنة الشخص المقرب منه (محمد بن مانع العبري) وسماها بـ(اسم الكويت) لأ نه قد زار الكويت قبيل استقلالها بسنوات وربّما حصل على عطيّة أو إكرام من الشيخ أمير الكويت في حينها، الشيخ عبدالله السالم الصباح فابتنى بتلك العطية ذلك المجلس الذى صار يستضيف به ضيوفه الكبار.
وحين يعود الزوار المحتفى بهم يعود الجمع كلٌّ إلى بيته وعائلته ليفطر بما اعتادوا عليه تمرا أو رُطبا وخبزا خرج من التنانير في وقته نأخده من أيدي الأمهات والعمات وهن يخبزن يوميا مع طلوع الشمس وقد نحضر إبريق حليب خاص عند بعضنا لمن يهتم ويخص نفسه بحليب طازج محلوب في ساعته قبل أن نأخذ الشياه للسرح عند طلوع الشمس ثم نرجعها قبيل الغروب، فتحلب أيضا في حينها وصباحا قبل أن تسرح وهي تُحَلُّ من رباطها لتسرع إلباب ثم الربع ومنه إلى السرح. (وهكذا الحياة دواليك تسير وتجيء، بحلوها ومرها وعطائها و عوزها).. وإلى لقاء آخر مع حلقة جديدة من أريج الأيام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العلامة المحقق محمد بن عبدالله بن مداد الناعبي
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن مداد بن محمد الناعبي، ولد بقرية العقر بسفالة نزوى، لم تحدد المصادر سنة ولادته، ومن المرجح أنه وُلِد في النصف الأول من القرن التاسع الهجري الموافق القرن الخامس عشر الميلادي.
نشأ وأخوه الأصغر مداد في كنف والديهما، ورباهما أبوهما تربية قائمة على العلم وحب المعرفة والاطلاع؛ فنبغ الولدان وبلغا درجة كبيرة من العلم وأصبحا في مصاف العلماء، وكان محمد أكثرهما شغفًا بالمعرفة والاطلاع الديني واللغوي، وبلغ من العلم مكانة أهلته ليوازي والده ويصبح مرجعًا لفتاوى العامة ومجالًا لاحترام وتقدير العلماء، ويتضح ذلك من خلال ما أورده البطاشي من استعراضه لنصوص وردت في الأثر تشير إلى تقدم محمد بن عبدالله وتصدر مكانته العلمية، وبلوغه منزلة علمية مرموقة، منها: "ومما نقل من خط الفقيه محمد بن سليمان صحيح عندي وثابت لدي ما قد صح عند الشيخين عبدالله بن مداد، ومحمد بن عبدالله وأثبتاه في هذه الورقة، فهو عندي ثابت كتبه محمد بن سليمان بن أحمد بيده".
شارك الشيخ محمد بن عبدالله بن مداد في عدد من المناقشات العلمية، وكانت له آراؤه التي حظيت بتقدير من زملائه علماء عصره، ففي كثير من هذه الفتاوى، يوصف الشيخ محمد بأنه الشيخ العالم الحبر أو العلامة، فلقد وصف الشيخ محمد بن سليمان في إحدى رسائله الشيخ محمد بن عبدالله بـ"العالم العلامة"، ويصفه الشيخ ابن عبيدان، وهو أحد علماء دولة اليعاربة، حين يستشهد بالشيخ محمد بن عبدالله بقوله: "إنه الشيخ العلامة محمد بن عبدالله"، كما يصفه أحد النساخ بأنه "الشيخ العالم الأبر، شمس الملة والدين، جمال الإسلام والمسلمين".
المتتبع للآثار العلمية للشيخ ابن مداد يجد التنوع في موضوعات المؤلفات، ومن مؤلفاته:
سيرة العلماء أو سيرة ابن مداد:
تعد سيرة ابن مداد، أو التي تعرف بسيرة العلماء، من المصادر المهمة في دراسة التاريخ العُماني؛ لكونها أقدم مصدر عُماني يستعرض علماء الإباضية بداية بالإمام جابر بن زيد وتلامذته بالبصرة، مرورًا بعلماء عُمان في القرن الأول الهجري وحتى القرن التاسع الهجري، وقدم محمد بن عبدالله بن مداد أثناء استعراضه لأسماء العلماء العُمانيين معلومات مهمة لا تقل أهمية عن معرفة العلماء والفترة الزمنية التي عاشوا فيها، حيث قدم معلومات بالغة الأهمية تتعلق بهؤلاء العلماء مثل كنيتهم، وحالتهم الصحية، ونوع الإعاقة التي لازمتهم طوال حياتهم، كما حدد أماكن إقامة العلماء، والمناصب التي تبوؤها، وحدد وبدقة تاريخ وفاتهم.
وكتاب "اللأل في أبنية الأفعال"، الذي لم تتبق منه إلا بعض الأوراق، بالإضافة إلى كتاب في الصرف، وهو الآخر لم تتبق منه إلا أوراق قليلة اختصر فيه أبنية الأفعال. وكذلك منثورات فقهية، رجع إليها السيجاني أكثر من مرة في كتابه "الإيجاز"، وعدد كبير من المسائل الفقهية التي تنم عن سعة علمه واطلاعه على الكثير من العلوم الدينية. وله أيضًا عدد من الفتاوى في مجال التعليم وضوابطه، كما أعاد الشيخ ابن مداد ترتيب أجزاء "بيان الشرع".
المراسلات الفقهية والمناقشات العلمية:
للشيخ محمد عدد من المراسلات الفقهية والمناقشات العلمية بينه وبين علماء عصره، منها رسالة وجهها إلى أبي القاسم بن محمد بن سليمان يسأل فيها أبي القاسم الشيخ محمد عن التغير الحاصل في وزن العملات وكيفية التعامل معها. ومن العلماء الذين راسلهم في المسائل الفقهية الشيخ عمر بن زياد بن أحمد بن راشد.
وناقش ابن مداد عددًا من المسائل التي كانت تتداول في عصره، مثل قضية عزل الإمام الصلت بن مالك، فأجاب: "أنهم وقفوا عنه لأجل تسليمه الكمة والعمامة ومفاتيح الخزانة، وقد صحت توبته ودخل في جملة الولاية، لا شك في ولايته، والله أعلم".
ولابن مداد آراء فقهية خالف فيها غيره من العلماء، مثل مسألة جواز طبخ ومن ثم أكل الشاة المذبوحة التي لم تغسل عنها الدماء وإنما طبخت مباشرة. وله رأي في الولاية للحسن البصري، فكان رأي الشيخ ابن مداد أنه موقوف عنه.
نسخ الكتب المتداولة في عصره:
نسخ الشيخ محمد الجزء الثالث والأربعين من كتاب "بيان الشرع"، وتميز خطه بالجمال وسهولة قراءته، واستخدم في الكتابة اللونين الأسود والأحمر، فجعل الأحمر للعناوين، وللكتابة كلمة "مسألة"، ولتزين المخطوط وذلك بوضع النقط باللون الأحمر، أما باقي المخطوط فقد كتبه باللون الأسود، وانتهى من نسخ هذا المخطوط يوم الثلاثاء السادس عشر من ربيع الأول سنة 881هـ / 1476م، وتعد هذه النسخة من النسخ النفيسة نظرًا لقدم تاريخ كتابتها ولأهمية ناسخها، وتعود أهمية هذا المخطوط إلى سبب أهم، ألا وهو أن الشيخ محمد نقلها عن النسخة الأم التي هي بخط الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي صاحب "بيان الشرع".
عدد من الوصفات الطبية:
منها ما وصفه لرجل يعاني من مرض في رئته، حيث كان يخرج من صدره قيح وصديد، فوصف له ابن مداد وصفة طبية مكونة من بعض الأعشاب مضاف إليها حليب الغنم، ووصف لرجل يعاني من ألم في الجانب الأيسر من بطنه أن يأكل الزبيب وقليل من القرفة، ويحتوي مخطوط "منهاج للعدل" على عدد كبير من الوصفات الطبية التي وصفها ابن مداد لمرضاه.
عدد من القصائد التي نظمها في التقرب من الله تعالى: ومنها قصيدة مطلعها:
كن في المساجد ساكنًا متواضعًا ** وابسط إذا صليت ظهرك راكعًا
فإذا سجدت فناجي ربك واقترب ** بالقلب منه في سجودك خاشعًا
واجعل همومك في صلاتك واحدًا ** همًا يكون لما أهمك جامعا
وقدم ابن مداد المشورة العلمية في الكثير من أمور الحياة اليومية، منها على سبيل المثال، حين أرسل إليه أهالي إبراء رسالة يستشيرونه في إمكانية أن يحولوا مسجدًا من مكانه في الجانب الشرقي من الوادي إلى الجانب الغربي، فأشار عليهم بجواز ذلك فبنوه من مال المسجد.
وعاصر الشيخ محمد بن عبدالله بن مداد خمسة من ملوك النباهنة، وهم: سليمان بن مظفر بن نبهان (ت: 781هـ)، ومظفر بن سليمان بن مظفر بن نبهان بن كهلان بن عمر، وسليمان بن مظفر بن سليمان بن مظفر بن نبهان (ت: 872هـ)، ومظفر بن سليمان بن مظفر بن سليمان بن مظفر (ت: 874هـ)، وسليمان بن سليمان بن مظفر بن سليمان بن مظفر (ت: 915هـ).
واستشار الملك سليمان بن مظفر بن سليمان عددًا من العلماء من بينهم القاضي محمد بن سليمان، وأحمد بن المفرج، وصالح بن وضاح، وصالح بن محمد، ورد بن أحمد بن مفرج، ومحمد بن عبدالله بن مداد، في جواز إقامة صلاة الجمعة في نزوى، فاجتمع رأي العلماء على عدم جواز إقامة صلاة الجمعة لعدم وجود الحاكم العادل.
ونال ابن مداد بعلمه ثقة واحترام الملوك من بني نبهان، فحضر مجالسهم وطلبوا رأيه ومشورته الفقهية في عدد من القضايا التي تشغلهم، أو يطلبون رأيه فيما يدار من نقاشات فقهية في هذه المجالس، ومن الأمثلة على ذلك، وفي إحدى هذه الجلسات، وجه له الملك سليمان بن سليمان النبهاني سؤالًا حول شفعة المساجد.
انتقل الشيخ محمد إلى رحمة الله يوم الخميس في شهر جمادى الآخرة سنة 917هـ / 1511م، ودفن بالقرب من مساجد العباد بنزوى، بعد حياة حافلة بطلب العلم، وتعليم طلبة العلم، ومشاركة للناس في حياتهم اليومية بعلمه ومؤلفاته.