مجلة عبرية: الدبلوماسية والغارات الجوية لم توقف الحوثيين.. فما الذي سيوقفهم؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
قالت مجلة عبرية إن الدبلوماسية والغارات الجوية لم توقف جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران، التي تشن هجمات متواصلة على سفن الشحن في البحر الأحمر، ومناطق داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت مجلة "موزاييك" في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن تصنيف الرئيس ترامب الجهاديين اليمنيين المعروفين بالحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وتوجيه الحكومة الأمريكية بمنع وصول أموال المساعدات الأمريكية إلى أيديهم.
وأكد التحليل أن هذه الخطوة تشير إلى إمكانية حدوث تحول أكثر أهمية في السياسة الأمريكية تجاه اليمن - وهو التحول الذي سيُستقبل بارتياح في إسرائيل.
وأفادت "أي اتفاق تقبله الجماعة الإرهابية هو اتفاق من الأفضل للغرب أن يرفضه".
وقالت "نفذ الهجمات نظام الحوثيين في اليمن، الذي أطلق بشكل متقطع صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار على إسرائيل وعلى حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر لأكثر من عام. تعرض الحوثيون منذ ذلك الحين لمئات الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل، لكنهم لا يظهرون أي علامات على فقدان القدرة أو الإرادة للهجوم.
وأضافت المجلة "بينما نقف في اللحظات الحرجة من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فمن المهم أن نفهم كيف وصل الحوثيون إلى هذه النقطة، وماذا يعني وقف إطلاق النار لمسارهم، وما الذي ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها أن تفعله بعد ذلك للتعامل مع التهديد".
وتطرقت المجلة إلى تصعيد الحوثيين وقالت "بعد خمسة عشر شهرًا من شن حماس لهجومها القاتل على إسرائيل، ظل الحوثيون آخر عضو في "محور المقاومة" بقيادة إيران في القتال ضد إسرائيل: فقد قبل حزب الله المدمر وقف إطلاق النار، وانهار نظام الأسد، وكانت الميليشيات الشيعية في العراق هادئة إلى حد كبير.
وقالت المجلة العبرية "لكي نفهم موقف الحوثيين الحالي، فمن الضروري أن نعود إلى اتفاق ستوكهولم، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في عام 2018. وقد تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هذا وسط هجوم مضاد فعال من قبل التحالف المناهض للحوثيين على طول ساحل البحر الأحمر، وقد نص الاتفاق بشكل أساسي على أن يحافظ الحوثيون على سيطرتهم على الحديدة، أهم موانئ اليمن على البحر الأحمر، بدلاً من المخاطرة بتعرضها للضرر في ضربات التحالف. ومنذ تأمين هذا الشريان الاقتصادي والعسكري الحيوي، كانت ثروات الحوثيين في ارتفاع.
وتابعت "باستغلال قدرة الحوثيين على الوصول إلى البحر، قامت إيران بإرسال المستشارين والمواد إلى الجماعة. وفي غضون سنوات قليلة، انتقل الحوثيون من استخدام الأسلحة الصغيرة وبقايا ترسانة النظام السابق الصدئة إلى أن يكونوا أول قوة عسكرية تطلق صواريخ باليستية مضادة للسفن في سيناريو عملياتي"
تشير المجلة إلى أن ايران انتهكت بوقاحة حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الحوثيين، وهناك عدد قليل من الوثائق التي تسلط الضوء على هذا بوضوح مثل أحدث تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن. تظهر كلمة "إيران" بالضبط 471 مرة في هذه الوثيقة، مشيرة إلى دور طهران في توفير الأسلحة المتقدمة، وإيواء الحلقة المسؤولة عن تهريب هذه الأسلحة إلى اليمن، وتنسيق هجمات الحوثيين.
تعود المجلة وتقول "أصبح كل هذا ممكنًا، جزئيًا، بفضل سياسات إدارة بايدن، التي شجعت الحوثيين ومكنتهم من التوسع. وكما كانت الحال في أماكن أخرى في المنطقة، كان تركيز الرئيس بايدن في اليمن على خفض التصعيد. لقد اعتقد خطأً أن الولايات المتحدة يمكن أن تحقق هذا الهدف من خلال الضغط على السعودية لإنهاء حملتها العسكرية وقبول التسويات في حين حاول إغراء الحوثيين بالتفاوض".
وقالت "على المدى الأبعد أيضا، يبدو من غير المرجح إلى حد كبير أن تتبنى سياسات الحوثيين خطا أكثر اعتدالا سواء كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة أم لا. ويرجع هذا جزئيا إلى وجود حملة توعية جماعية جارية في اليمن على نطاق قد يكون غير مسبوق في العقود الأخيرة.
وعلاوة على ذلك، تفيد المجلة يمكن توقع أن تزداد إخفاقات الحوثيين في الحكم حدة بمرور الوقت. ولكن هل يمكن أن يكون توقيت الحملة الأخيرة التي استمرت خمسة عشر شهراً مؤشراً على ذلك؟ إن الجماعة تسعى إلى تحقيق "إنجازات" في الصراعات في الخارج عندما تحتاج إلى صرف الانتباه عن المشاكل المتفاقمة باستمرار في الداخل ونزع الشرعية عن أولئك الذين ينتبهون إليها.
وتتساءل المجلة العبرية: فما الذي ينتظرنا في عام 2025 إذن، بالنظر إلى فشل الحملات العسكرية الحالية في كبح جماح شهية الحوثيين للتصعيد، ولا يوجد ما يضمن انتهاء هجماتهم حتى لو صمد وقف إطلاق النار في غزة؟
ورجحت أن يستمر الحوثيون في الاحتكاك بالأعداء الخارجيين لتعزيز موقفهم كمدافعين عن اليمن. وقد ينطوي هذا على استمرار التصعيد على المسار الحالي ــ استهداف إسرائيل، والشحن الدولي، وأولئك الذين يسعون إلى المساعدة في الدفاع عنهم.
وحسب التحليل فقد يستلزم هذا أيضاً تجدد الأعمال العدائية ضد المملكة العربية السعودية في محاولة للضغط على المملكة لتوقيع اتفاق من شأنه أن يضخ مليارات الدولارات من المجتمع الدولي، ودول الخليج على وجه الخصوص، لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون؛ وهذا أحد الخيارات القليلة التي من شأنها أن تمكن الحوثيين من تخفيف تحدياتهم الاقتصادية الكبرى، مؤقتاً على الأقل. وأخيرا، قد يختار الحوثيون التصعيد على المستوى المحلي من خلال تصفية أي مقاومة محتملة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم أو محاولة غزو ما تبقى من اليمن، الذي يخضع حاليا لحكم التحالف المناهض للحوثيين.
وتوقعت أن يواجه النظام الحوثي صعوبات أعظم في عام 2025 مقارنة بالسنوات السابقة بسبب أربعة عوامل رئيسية منها ن محور المقاومة عانى من نكسات عسكرية مدمرة على مدى العام الماضي. فقد ضعف حزب الله بشدة بسبب فقدان قيادته بالكامل، كما أدت الضربات الإسرائيلية على لبنان وسوريا وإيران نفسها إلى تدهور قدراته بشكل كبير. ومع انشغال إيران وحزب الله ــ الداعمين الرئيسيين لبناء قوة الحوثيين وتقديم المشورة العملياتية ــ بتحديات خاصة بهما، فمن المتوقع أن يتضاءل مستوى الدعم الخارجي لـ"المقاومة" اليمنية بشكل كبير.
ثانياً، أصبح المجتمع الدولي أكثر وعياً بالمخاطر التي يفرضها التوسع الحوثي. وبالتالي، من المرجح أن تتلقى القوى المناهضة للحوثيين في اليمن دعماً دولياً متزايداً، في حين قد تتمتع القوى الخارجية التي تستهدف النظام ــ مثل إسرائيل ــ بحرية أكبر في العمل في ظل الرأي العام العالمي المتغير.
ثالثاً، كان من المتوقع أن يوفر الاتفاق السعودي الحوثي للنظام في صنعاء ربحاً مالياً ضرورياً للغاية. ولكن يبدو أن هذا الحل أصبح بعيد المنال على نحو متزايد في الأمد القريب. ففي السابق، كانت المملكة العربية السعودية تتفاوض تحت ضغط عسكري لا هوادة فيه من جانب الحوثيين، ولكن هذه الديناميكية انعكست منذ ذلك الحين حيث أصبح الحوثيون الآن هم الذين يتعرضون للهجوم. وعلى أقل تقدير، قد يسعى السعوديون إلى إعادة التفاوض لتحقيق شروط أكثر ملاءمة، ولكنهم قد يتخلون عن المفاوضات مع هذه المجموعة الإرهابية المشعة في المستقبل المنظور.
وأخيرا، وفق التحليل فإن تغيير القيادة في واشنطن يجعل إيران ووكلائها يكافحون لمعرفة كيفية المضي قدما. وربما شجع تنصيب الرئيس ترامب بالفعل حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في حين تشعر طهران بالقلق إزاء إعادة فرض حملة عقوبات "الضغط الأقصى" المحتملة لشل الاقتصاد الإيراني. ومع وضع ذلك في الاعتبار، قد تحاول إيران الحفاظ على مواردها وخفض التمويل للوكلاء، بينما تسعى أيضا إلى كبح جماح أنشطتهم الخبيثة لتجنب إثارة المزيد من غضب الرئيس الأمريكي.
وذكرت أن كل هذه التطورات تفسر لماذا ينبغي للولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية المعارضة للتوسع الإيراني أن تغتنم الفرصة لتشكيل تحالف مخصص لتطبيق ضغوط إضافية لإسقاط نظام الحوثيين.
وأكدت المجلة أنه إذا لم يُهزموا في هذه الجولة، فقد يتخذ الحوثيون وقفة استراتيجية للراحة وإعادة التسلح وانتظار اللحظة المناسبة التالية لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها. ومن الضروري أن يأخذ أولئك الذين يسعون إلى الاستقرار في الشرق الأوسط زمام المبادرة بعيدًا عن هذه الجماعة الإرهابية ومنعها من إملاء وقت ومكان المواجهة التالية. ولكن إذا فشلت الهجمات على الحوثيين حتى الآن في إحداث فرق، فما الذي قد يحدث؟
وقالت "يجب أن تركز الاستراتيجية الأكثر فعالية على تفكيك المكونات الرئيسية لنظام الحوثيين التي لا يمكن استبدالها بسهولة. حتى لو أوقف الحوثيون هجماتهم، فلا ينبغي للولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما أن يرتكبوا خطأ تخفيف الضغط ومنحهم فرصة لإعادة البناء والاستعداد لهجومهم التالي.
وقالت "يجب تضمين المكونات الثلاثة التالية في استراتيجية أوسع لتقويض سيطرة الحوثيين على اليمن.
وأردفت "أولاً، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تحديد وقتل شخصيات مهمة في النظام بناءً على أدوارهم وعلاقاتهم مع المرشد الأعلى عبد الملك الحوثي ونفوذهم.
واستدركت ينبغي للتحالف ثانيا أن يستهدف أيضا شرايين الحياة المالية الرئيسية للنظام. على سبيل المثال، وثالثا قالت المجلة ينبغي أن تكون آلة الدعاية التابعة للنظام الحوثي هدفا حاسما. فقد لعب كبار المسؤولين مثل صانع الملوك غير الرسمي للمنظمة أحمد حامد، ومسؤول الاستخبارات الكبير فواز نشوان، والدبلوماسي الرئيسي المذكور عبد السلام، أدوارا رئيسية في إبقاء سكان اليمن في فقاعة معلومات حوثية. وينبغي للتحالف المناهض للحوثيين أن يركز على تفكيك هذا الجهاز من خلال تعطيل بنيته التحتية، ومواجهة رسائله، واستهداف المسؤولين عنه بالعقوبات وما شابه ذلك. إن إضعاف شبكة الدعاية هذه من شأنه أن يؤدي إلى تآكل قبضة الحوثيين الحديدية على عقول الشعب اليمني.
واستطردت "لقد أوضحت تجربة العقد الماضي أن الحوثيين لن يصبحوا أكثر خطورة إلا إذا تُرِكوا دون رادع ــ وأن نصف التدابير لن تكفي للتعامل معهم.
وختمت المجلة العبرية تحليلها بالقول إن "إضعاف الركائز الأساسية للنظام ــ قيادته الرئيسية، وشرايينه المالية، وآليات الدعاية ــ من شأنه أن يزيد بشكل كبير من احتمالات انهياره. ورغم أن المحفز الدقيق لسقوط النظام غير مؤكد دائما حتى يحدث، فإن اتخاذ التدابير اللازمة لتسريع وصول تلك اللحظة يخدم مصالح اليمن والشرق الأوسط والتجارة والأمن العالميين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل أمريكا الحوثي البحر الأحمر الولایات المتحدة وقف إطلاق النار البحر الأحمر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مصر والأردن تُسقطان مخطط تهجير الفلسطينيين بـ«الدبلوماسية الهادئة»
أبدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تراجعه عن خطته للاستيلاء على قطاع غزة، بعد تهجير ما يزيد على مليونى فلسطينى من أراضيهم وما تبقى من بيوتهم وممتلكاتهم، بحجة إعادة إعمار القطاع المدمر، وإقامة مشروعات عقارية ضخمة تستهدف تحويل الشريط الساحلى فى جنوب شرق البحر المتوسط إلى مركز سياحى واقتصادى، أطلق عليه اسم «ريفيرا الشرق الأوسط»، مؤكداً أن رفض كل من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين المهجّرين من غزة، يجعل فكرته «غير قابلة للتنفيذ».
وبينما قال «ترامب»، فى وقت سابق من الشهر الحالى، إنه يريد الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول مجاورة، فى مقدمتها مصر والأردن، حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على القطاع وتطويره، رصد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» تراجعاً من جانب الرئيس الأمريكى عن مطلبه بترحيل أهالى غزة بشكل دائم، خاصة أن كلاً من مصر والأردن رفضتا المقترح بشكل قاطع، كما وصفت الصحيفة الأمريكية فكرة «ترامب» للاستيلاء على غزة بأنها «أحد أكثر المقترحات جرأة فى تاريخ السياسة الخارجية، التى قدّمها رئيس أمريكى على الإطلاق».
ومنذ طرح مقترحه، الذى أثار جدلاً دولياً واسعاً، عمد الرئيس الأمريكى إلى تجاهل الاعتراضات على الفكرة، ورد على «الرفض القاطع»، الذى أبدته كل من القاهرة وعمان، بقوله إنه واثق من قدرته على إقناع قادة الدولتين، وربما دول أخرى فى المنطقة، بقبول الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم من غزة. وأضاف: «يقولون إنهم لن يقبلوا، وأنا أقول إنهم سيقبلون». واعتبر أنه سيتمكن من تحقيق فكرته «بقوة إرادته»، كما رد على سؤال حول «السلطة» التى سيستند إليها للاستيلاء على قطاع غزة، بقوله: «سلطة الولايات المتحدة الأمريكية»، الأمر الذى أثار موجة انتقادات دولية واسعة.
إلا أن «ترامب» اعترف بفشله فى إقناع كل من مصر والأردن بفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال فى مقابلة هاتفية مع قناة «فوكس نيوز»، يوم الجمعة الماضى، إن «رفض مصر والأردن قبول الفلسطينيين المهجّرين، سيجعل الفكرة غير قابلة للتنفيذ». وتابع بقوله: «حسناً، نحن ندفع لمصر والأردن مليارات الدولارات سنوياً، لقد فوجئت قليلاً بأنهم قالوا ذلك، لكنهم قالوه». وأضاف: «سأخبرك، طريقتى هى الطريقة الصحيحة، أعتقد أن هذه هى الخطة التى ستنجح حقاً، لكننى لن أفرضها، سأكتفى بطرحها كتوصية».
واعتبرت «نيويورك تايمز» أن تصريحات «ترامب» للقناة الأمريكية تشكل تراجعاً ملحوظاً عن فكرة الاستيلاء على قطاع غزة، والتى تُعد أحد أكثر المقترحات جرأة فى تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية على الإطلاق». وأشارت إلى أن هذا التراجع جاء بعد أسابيع من التناقضات داخل الفريق الرئاسى، حيث حاول عدد من المسئولين البارزين فى إدارة «ترامب» التقليل من أهمية المقترح، بينما أصر الرئيس على جدية الفكرة.
وأثار ترامب فكرته علناً لأول مرة أوائل فبراير الحالى، عندما أعلن أن «الولايات المتحدة ستُسيطر على قطاع غزة»، وخلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض، مؤخراً، قال «ترامب» إن الولايات المتحدة «ستمتلك قطاع غزة»، وستتولى مسئولية إزالة الذخائر غير المنفجرة، وإعادة بناء القطاع الفلسطينى، وتحويله إلى مركز اقتصادى وسياحى، بل وتعهد بأن يصبح قطاع غزة «ريفيرا الشرق الأوسط».
وبعد قليل من إعلان الرئيس الأمريكى فكرته، التى قُوبلت بانتقادات دولية حادة وموجات رفض واسعة، قال وزير الخارجية الأمريكى، ماركو روبيو، وكذلك المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن أى عملية لإعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة ستكون «مؤقتة»، لكن ترامب نشر لاحقاً تعليقاً عبر صفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعى، استبعد فيه احتمالات عودة الفلسطينيين إلى غزة مرة أخرى، بقوله إن «الفلسطينيين سيتم نقلهم إلى مجتمعات سيكونون فيها سعداء وآمنين وأحراراً».
وفى مقابلته مع «فوكس نيوز»، يوم الجمعة الماضى، وصف ترامب خطته بأنها «النهج الأفضل»، قائلاً: «إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين أمر غير عملى، جزئياً، بسبب وجود مسلحى حماس، الذين يُسيطرون على غزة منذ عقود». وتابع أن «السيطرة الأمريكية على القطاع، وتهجير سكانه الفلسطينيين، سيكون النهج الأفضل». وجدّد تمسكه بالفكرة، قائلاً: «الولايات المتحدة كانت ستملك المنطقة، ولن يكون هناك وجود لحماس، وسيتم تطويرها، وستبدأ الأمور من جديد بصفحة نظيفة». وأضاف: «أحببت خطتى، اعتقدت أنها كانت جيدة، تخرجهم وتنقلهم وتبنى لهم مجتمعاً جميلاً ودائماً»، قبل أن يختتم تصريحه بقوله: «اعتقدت أن الفكرة كانت رائعة، لأن الموقع مذهل كما تعلمون، سنرى ما يحدث». وتساءل قائلاً: «لا أعرف لماذا تخلت إسرائيل عن ذلك، لماذا تخلوا عنه؟».
وفى تعليقها على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى، قالت «نيويورك تايمز» إنه كان يتحدّث عن الخطة بصيغة الماضى، مما يشير إلى أنه تخلى عنها، مشيرة إلى أنه بدا «مستسلماً» لحقيقة أن غزة سيتم إعادة إعمارها دون أن تكون تحت سيطرة الولايات المتحدة، أو ترحيل سكانها. وأضافت الصحيفة أنها لم تتلقّ رداً على رسائلها إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض، عبر البريد الإلكترونى، عما إذا كانت تصريحات الرئيس ترامب تعنى أنه تخلى تماماً عن فكرة إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى اجتماع القمة غير الرسمية، الذى عُقد فى العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة رؤساء وملوك عدة دول عربية، من بينها مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى، لمناقشة بدائل محتملة لخطة ترامب. وأضافت أن الاجتماع الذى جاء قبل قمة عربية موسعة تستضيفها مصر فى الرابع من مارس المقبل، انتهى دون إصدار بيان رسمى حول ما جرت مناقشته أو الاتفاق عليه.