التهرواي يوقف إضرابات الصحة بعد التأشير على زيادات الأجور
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
زنقة 20 ا الرباط
نجح وزير الصحة والحماية الإجتماعية أمين التهراوي نهاية الأسبوع الماضي في “فرملة” الإضرابات التي خاضتها النقابات الصحية، وذلك إجراء مفاوضات الجمعة الماضية قادها رئيس ديوان الوزير التهراوي أفضت إلى تعليق الإضرابات داخل قطاع الصحة .
وقرر التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة تعليق برنامجه النضالي، وذلك بعد اجتماع حاسم مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عُقد يوم الجمعة 24 يناير 2025.
التنسيق النقابي، أكد في بلاغ له أنه “ليس بصدد إعادة النقاش من أوله، بل هو اليوم في مرحلة تنفيذ الاتفاق برمته،مؤكدا “تنزيل اتفاق 23 يوليوز 2024 -بمصادقة الحكومة على مرسوم الملحقين العلميين، والذي اعتبره خطوة هامة نحو تحسين وضعية هذه الفئة”.
هذا التفاعل الإيجابي للحكومة، دفع التنسيق النقابي السداسي إلى دعوة الوزارة والحكومة إلى العمل بنفس الروح لتنزيل اتفاق 23 يوليوز برمته، مما سيساهم في تعزيز التفاؤل بشأن حل مختلف الإشكالات بمنهجية عمل جديدة تعتمد الشراكة الحقيقية.
وتم الاتفاق على جملة من الإجراءات الهامة على مستوى الوضعية الاعتبارية والقانونية والإدارية والوظيفية لمهنيي الصحة، حيث تم الإتفاق على أداء أجور مهنيي الصحة من الميزانية العامة للدولة، والحفاظ على الوضعيات الإدارية الحالية، والحفاظ على نفس النظام التأديبي والضمانات المكفولة، والاستفادة من جميع الرخص الإدارية.
استفادة العاملين بالإدارة المركزية من نفس الحقوق والمكتسبات.
كما تم الإتقاف على إعداد مشروع قانون الهيئة الوطنية أو الهيئات الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة.
أما بالنسبة للمطالب ذات الأثر المالي، فقد تم الإتفاق على إحالة مشروع مرسوم بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.99.649 بشأن حماية وتعويض بعض فئات موظفي وزارة الصحة ضد الأخطار المهنية على مسطرة المصادقة، وإقرار زيادة شهرية قيمتها 500 درهم صافية للأطر التمريضية و200 درهم صافية للأطر الإدارية والتقنية، تدرج في خانة التعويض عن الأخطار المهنية، وتصرف ابتداء من فاتح يوليوز 2025.
وتن الإتفاق أيضا على إحداث الأنظمة الأساسية الخاصة بمهنيي الصحة، وتسوية ملف الأخطار المهنية لفئة الأساتذة الباحثين الموظفين بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وإقرار نظام تعويضات ملائمة لفائدة مهنيي الصحة.
وقد تم الاتفاق على عقد ورشة عمل بتاريخ 25 فبراير 2025 لمناقشة مسودة مرسوم النظام الأساسي النموذجي، إضافة إلى عقد اجتماع يوم 12 فبراير 2025 لمناقشة تقدم تنفيذ بعض النقاط الأخرى.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
المهنية.. بين الجزيرة والعربية!
من أكثر الأسئلة التي أواجهها كإعلامي، تساؤل يُطرح بكثرة حتى في المجالس العامة، حول القناة الإخبارية الأكثر مهنية من بين (الجزيرة) و(العربية)، وهو سؤال جدلي ينقسم حوله المشاهدون العرب غالبًا؛ وفقًا لميولهم العاطفية، متجاوزين في الغالب أي اعتبارات مهنية أو موضوعية.لذلك، وقبل محاولة الإجابة من منظور أزعم أنه محايد، لا بد أولًا من توضيح معنى (المهنية الإعلامية)، والتي تعني: الالتزام بأخلاقيات وضوابط المهنة، بما يشمل نقل الأخبار بصدق وموضوعية، والطرح المتزن بعيدًا عن التحيُز، مع احترام حقوق الأفراد والمجتمعات.
* انطلاقاً من هذا التعريف المبسّط يمكن القول: إن ثمة فروق واضحة في الأسلوب والتحرير وسياسات العمل التي تتبعها كل قناة، فعلى صعيد المصداقية والتحقق من المعلومة؛ كثيراً ما تتعرض الجزيرة للانتقاد بسبب تعجّلها في تبنّي روايات غير موثوقة، خصوصاً من الأطراف المعارضة للحكومات، مما يدفع البعض لاتهام القناة بالتسرّع وعدم التثبت، على عكس القناة العربية التي تميل إلى الحذر؛ والتحقق المتأني قبل نشر الأخبار، وهذا الحذر قد يُنظر إليه أحياناً على أنه تأخير أو نقص في الجرأة، لكن الخبراء يرونه علامة التزام بالمهنية والصدق.* على صعيد توازن المحتوى وتنوع الضيوف، من المعروف عن الجزيرة الميل إلى استقطاب مثيري الجدل من المعارضين والثوريين، واعطائهم مساحة أكبر من غيرهم، مما يجعلها في نظر البعض غير متوازنة في محتواها، على عكس نظيرتها العربية التي تهتم بتوازن عرض الرأي والرأي الآخر، وتحرص على استضافة جميع الأطياف، حتى وإن كان ذلك ضمن نطاق يتجنب الأصوات المعارضة للدول الخليجية، مما يجعلها أكثر تحفظاً في اختياراتها.
* في أساليب الإخراج الفني والتقديم، تمتاز الجزيرة بتغطيات حية وسريعة الإيقاع، تُفضّل التقارير الميدانية، حتى في أصعب مناطق النزاع، متبعة أسلوباً ديناميكياً في تقديم الخبر والصورة، مما يخلق شعوراً بالسرعة يجذب المتابعين.. على الكفة الأخرى تتميز العربية بتحليل أكثر دقة، ويفضل القائمون عليها استخدام أسلوب استقصائي يهتم بأدق التفاصيل، مما يعطيها مظهراً أكثر عمقاً ورصانة، وبعداً عن الضجيج الإعلامي.* على محور الشفافية والسياسات العامة، تعلن الجزيرة صراحة دعمها لقضايا معينة، كما لا تخفي ميولها في بعض الحالات، خاصة في القضايا التي تخص الحركات الشعبية، بل إن بعض مذيعيها كثيراً ما يدخلون كطرف في موضوع النقاش لتغليب رأي على آخر، على العكس من العربية التي تحاول الالتزام بسياسة تحريرية أكثر حيادية فيما يخص المواقف السياسية، وتفضل عدم التصريح بتوجهاتها بشكل معلن.
* بشكل عام.. تميل سياسة قناة الجزيرة إلى استثارة العواطف وتوظيف خطاب مؤثر في تغطياتها، لا سيما في القضايا التي تمس الشعوب، وكثيرا ما تستخدم لغة تُعزز التعاطف الشعبوي، كما تعرض مشاهد مكثفة للأحداث الاحتجاجية، مما يجعل المتابع يعيش التجربة بشكل عاطفي كما حدث أيام الربيع العربي، وهذا النهج ساعدها في كسب قاعدة جماهيرية كبيرة في دول إسلامية عدة، أما العربية فتحظى بشعبية عند الجمهور الباحث عن تغطية أكثر توازناً وبعداً عن الإثارة الإعلامية.
* بعيداً عن التعبئة الشعبوية والتلاعب بالعواطف، يتضح من خلال المعايير السابقة تفوق القناة العربية مهنياً، كونها تُفضّل تقديم الأحداث من زاوية مستقرة، تبتعد عن الإثارة والبعد الدرامي في عرض الأخبار، ما يجعلها تبدو أكثر توازناً ورصانة، وأقرب إلى المعايير المهنية، مقارنةً بالطرح العاطفي والانفعالي الذي تتبناه الجزيرة في كثير من تغطياتها.
محمد البلادي – جريدة المدينة