الجزيرة:
2025-04-23@21:18:24 GMT

ماذا تريد إسرائيل من عمليتها في جنين؟

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

ماذا تريد إسرائيل من عمليتها في جنين؟

رام الله- في اليوم السابع من عمليته العسكرية شمالي الضفة الغربية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصار مدينة جنين ومخيمها بشكل مركز، ودفع سكانه للهجرة ثانية بعد هجرتهم من مدنهم وقراهم داخل أراضي 1948 خلال النكبة، فضلا عن حرق نحو 70 منزلا وتدمير 30 منزلا بشكل كامل ومئات المنازل بشكل جزئي.

وأدت العملية الحالية -التي أطلق عليها الاحتلال اسم "السور الحديدي"- إلى استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة واعتقال العشرات، في حين تشير معطيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى نزوح سكان المخيم المقدر عددهم بنحو 20 ألف نسمة، في وقت توقفت فيه المدارس والخدمات الصحية لآلاف الأشخاص.

ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى ما قبل العملية الحالية، استشهد نحو 250 فلسطينيا في مدينة جنين ومخيمها، في حين تشير معطيات الأمم المتحدة إلى تدمير نحو 283 منشأة خلال الفترة نفسها، منها 144 في مخيم جنين و57 في مدينة جنين، ومن بين المجموع الكلي 176 منزلا مأهولا.

نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة: عملية الاقتحام تحمل رسائل للفلسطينيين والسلطة أنه لا أحد في مأمن، وهذا العدوان الجديد إعلان حرب على الضفة الغربية بشكل كامل وعلى #جنين ومخيمها تحديدا#الأخبار pic.twitter.com/0Pd13LDGa0

— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 22, 2025

إعلان تعويض الفشل

يرى برلماني وكاتب سياسي أن مخيم جنين لا يشكل خطرا يوازي حجم العملية والقوة العسكرية التي تستهدفه، وهو ما يشير إلى أن الهدف الحقيقي من العملية هو البحث عن "صورة" نصر توازي صورة الهزيمة في غزة بوقف الحرب وإطلاق مئات الأسرى وعودة النازحين إلى شمال القطاع من جهة، وتنفيذ خطط معلن عنها سابقا، خاصة خطة "ضم" الضفة التي توقفت جزئيا مع الحرب.

وفق البرلماني الفلسطيني حسن خريشة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يريد تعويض فشله في غزة بالضفة الغربية، وجنين تحديدا، حيث ثقل المقاومة منذ اجتياح مخيمها عام 2002".

لمواجهة "ظاهرة مخيم جنين" التي باتت تتسع لتطال أغلب مخيمات شمالي الضفة، متجاوزة محاولات تدجينها، استعانت إسرائيل بالسلطة الفلسطينية لكنها فشلت أيضا، فعاودت قوات الاحتلال هجومها بشكل أكبر على المخيم، وفق خريشة.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي "يخطط لإعادة احتلال الضفة الغربية وضم أجزاء كبيرة منها، وبدأ من جنين ومخيمها الذي يخضع لتدمير مبرمج، حيث أخرجوا سكانه منه عنوة إلى القرى المحيطة، ودمروا بنيته التحتية ومقومات الحياة فيه".

تدمير رموز النكبة

وتابع أن المطلوب "تدمير مخيم جنين وتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة، وجعله جزءا من الذاكرة"، مشيرا إلى رمزية المخيمات في الذاكرة الفلسطينية كنتيجة للنكبة عام 1948، ورجح "الانتقال تدريجيا إلى باقي مخيمات شمالي الضفة".

وإذا ما كانت الخطط الإسرائيلية قابلة للتنفيذ، قال خريشة "في ظل مراهنة البعض على التسوية والأوهام والولايات المتحدة نعم ممكن، وعليه المطلوب التنبه لهذا الخطر والعمل بروح وطنية ولم شمل الفصائل لمواجهة هذا التحدي".

وبرأي البرلماني الفلسطيني، فإنه رغم ما يجري في مخيم جنين، وخطط الاحتلال المعلنة، فإنه لا يحظى بالاهتمام المطلوب من الدبلوماسية الفلسطينية "حتى اللحظة المؤسسات الفلسطينية ومنها المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس المركزي للمنظمة والأمناء العامين الفصائل لم يجتمعوا لمناقشة ما يجري، أو وضع خطة لمواجهته، كما أن الدبلوماسيين وسفراء لا يدرون ماذا يجري".

إعلان

وقال خريشة، وهو عضو في المجلس الوطني، إنه وجه دعوة للمجلس للانعقاد وبحث ما يجري، "لكن لا مؤسسات منتخبة يمكن التعويل عليها وتحظى بثقة الناس".

جانب من اقتحامات قوات الاحتلال لمدينة جنين ومخيم (الجيش الإسرائيلي) صورة موازية

من جهته، يقول الكاتب السياسي أحمد أبو الهيجا إن نتنياهو يبحث عن "صورة" في جنين، توازي أو تغطي على صورة الصفقة الموجودة في غزة.

ويوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، ويضمن عودة النازحين إلى شمال غزة وإطلاق سراح مئات الأسرى، بمن فيهم محكومون بالسجن مدى الحياة.

يوضح أبو الهيجا أن العمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال تبدأ عادة من جهاز الشاباك الذي يحدد بنك أهداف بالتعاون مع الجيش بناء على معلومات محددة، ثم تحظى بمصادقة المستوى السياسي وتأخذ طريقها إلى التنفيذ.

أما في عملية جنين هذه المرة، يقول الكاتب الفلسطيني، فإن العكس ما حدث، إذ لم تتم العملية بتوصية من جهاز الشاباك الذي كان متحفظا عليها، "بل جاء الاجتياح بقرار من المستوى السياسي الذي أوعز للجيش والشاباك بتحديد بنك الأهداف، وتنفيذ العملية العسكرية".

ولفت إلى أن طريقة الشروع في العملية هذه المرة أيضا جاء مختلفا عن المرات السابقة ولا تبرير لها من الناحية الأمنية: "هجوم مباغت، وقصف عشوائي غير مبرر أمنيا للطائرات، بعد أن كان القصف يستهدف مقاومين، والغرض من كل ذلك إحداث حالة هلع ونقل صورة للمستوطنين، تقابل الصور القادمة من غزة".

عودة مخطط الضم

لا يستبعد أبو الهيجا أن يوسع الجيش تحركاته ضد "ظاهرة" المخيمات في الضفة، خاصة مع نهاية الحرب في غزة بذريعة مواجهة المجموعات المسلحة "لتنظيف واستئصال المقاومة وإعادة الأمور لواقع ما قبل الحرب".

إعلان

وتابع أن ما يجري لا يمكن فصله، بل في صلب مخطط "إعادة مشروع ضم الضفة -الذي توقف بسبب الحرب- إلى الواجهة بما في ذلك قضية الحسم التاريخي والسيطرة التامة والضم المباشر وغير المباشر".

وفي أكثر من مناسبة، صرح وزراء ومسؤولون إسرائيليون عن خطط ضم الضفة، فنتنياهو تحدث عن ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية لجدول أعمال الحكومة، خاصة مع تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

في حين قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أيضا وزير بوزارة الدفاع، إن 2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على "يهودا والسامرة" وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الضفة الغربية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة جنین ومخیمها مخیم جنین ما یجری فی غزة

إقرأ أيضاً:

استشهادُ 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بقطاع غزة .. وإعتقال 20 شخصا في الضفة الغربية

غزة القدس "العُمانية" "رويترز": استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس. كما استشهد فلسطينيان وأصيب عدد آخر في قصف للاحتلال على خيمة للنازحين بمنطقة المواصي غرب المدينة، ترافق ذلك مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف تجاه المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع، وعمليات نسف للمنازل والبنايات السكنية بمدينتي غزة ورفح.

إعتقالات بالضفة

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية 20 فلسطينيًّا، خلال حملة دهم وتفتيش واسعة طالت مناطق متفرقة من الضّفة الغربية، بينهم أطفال وأسرى سابقون. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن الاعتقالات تركزت في مدينة الخليل، ونابلس، ورام الله، وسلفيت، وبيت لحم، والقدس، لافتًا إلى مواصلة عدوان الاحتلال على مدينتي جنين وطولكرم منذ عدة أشهر، ترافق ذلك مع عمليات اعتقال وتحقيق ميداني. وأشار إلى أن حالات الاعتقال في مدينة جنين ومخيمها منذ بداية الاجتياح بلغت نحو 600 حالة، أما في مدينة طولكرم ومخيمها فقد بلغت أكثر من 250 حالة اعتقال.

ارتفاع الحصيلة

ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 51.240 شهيدًا، و116.931 مصابًا. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " عن مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 1864 شهيدا، و4890 مصابا منذ 18 مارس الماضي. وقالت إن 39 شهيدًا و62 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأوضحت أن عددًا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.

قال رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) اليوم إن محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالته من منصبه جاءت بعد رفضه تلبية طلبات من بينها التجسس على متظاهرين إسرائيليين وتعطيل محاكمة رئيس الوزراء في قضايا فساد.

وفي إفادة خطية قدمها إلى المحكمة العليا، أضاف بار أن الخطوة التي اتخذها نتنياهو في مارس آذار الماضي لإقالته لم تكن مبنية على أسس مهنية بل كانت مدفوعة بتوقعات لم تتحقق بالولاء الشخصي لرئيس الوزراء.

وردا على ذلك، أعلن مكتب نتنياهو أنه سيُصدر قريبا تفاصيل تدحض إفادة بار التي وصفها بأنها "كاذبة".

أثارت خطوة نتنياهو لإقالة بار احتجاجات في إسرائيل لكن المحكمة العليا علقت قرار الإقالة بعد أن قالت هيئات رقابية سياسية ونواب في المعارضة إن الخطوة مخالفة للقانون.

ويقول منتقدون إن الحكومة تقوض مؤسسات الدولة الرئيسية وتهدد أسس "الديمقراطية" الإسرائيلية. واتهم حزب ليكود بزعامة نتنياهو بار بالعمل ضد رئيس الوزراء وتحويل أجزاء من جهاز الشاباك إلى "ميليشيا خاصة تابعة للدولة العميقة".

ودعمت الحكومة الإسرائيلية نتنياهو الذي قال إنه فقد الثقة في بار بسبب عدم قدرة الجهاز على منع وقوع هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023، وهو خرق أمني أدى إلى واحد من أكثر الأيام دموية في إسرائيل.

ولكن في الجزء غير السري من إفادته قال بار إن السعي لإقالته بدأ بعد أكثر من عام من الهجوم. وأشار إلى سلسلة من الأحداث بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025 قال إنها دفعت رئيس الوزراء على ما يبدو إلى اتخاذ خطوات ضده.

وتشمل تلك الأحداث تحقيقات الجهاز في تسريب وثائق عسكرية سرية إلى وسائل الإعلام وعلاقات محتملة بين مساعدي نتنياهو وقطر وتحقيق الشاباك في إخفاقات الجهاز نفسه، والذي أشار أيضا إلى تجاهل الحكومة لتحذيرات سبقت الهجوم وإخفاقات تتعلق بسياسات رئيس الوزراء قبل وقوعه.

وقال بار إنه رفض الموافقة على طلب أمني كان يهدف إلى عدم استمرار نتنياهو في الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد. وبدأ نتنياهو، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، الإدلاء بشهادته في القضية في ديسمبر كانون الأول.

وأشار بار أيضا إلى ما وصفه بمطالبة نتنياهو للجهاز بالتحرك ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، وهو ما قوبل بالرفض.

وأقر بار بفشل الجهاز في منع هجوم حماس وقال إنه سيستقيل قبل نهاية ولايته.

ولم تصدر المحكمة العليا قرارها في القضية بعد. وكانت المحكمة استمعت في الثامن من أبريل نيسان إلى مرافعات مؤسسات رقابية ونواب من المعارضة قالوا إن إقالة بار تمثل انتهاكا للإجراءات القانونية ويشوبها تضارب المصالح.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تعدم طفلا في اليامون غرب جنين (شاهد)
  • ماذا يعني وضع إسرائيل بوابات حديدية على مداخل مخيم جنين؟
  • الاحتلال يقتل طفلا ويطبق الحصار على مخيم جنين
  • استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في اليامون غرب جنين
  • جنين تشتعل من جديد.. سرايا القدس تعلن استهداف آليات الاحتلال بعبوات ناسفة
  • الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • استشهادُ 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بقطاع غزة .. وإعتقال 20 شخصا في الضفة الغربية
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان
  • استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب جنين بالضفة الغربية