أمام #صفقة_القرن_الثانية: المطلوب أردنيًا #موقف_موحد لإنقاذ #الوطن

بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

يواجه #الأردن اليوم واحدًا من أخطر التحديات التي تهدد وجوده وهويته الوطنية، في ظل الحديث المتزايد عن صفقة القرن الثانية، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وجعل الأردن جزءًا من هذا المشروع المشؤوم.

هذه المعركة ليست سياسية فقط، بل هي معركة وجودية ومصيرية تتطلب من الجميع، نظامًا وموالاة ومعارضة، أن يترفعوا عن خلافاتهم ويقفوا صفًا واحدًا في مواجهة هذا الخطر الداهم.

على نظامنا السياسي الأردني أن يتحلى بشجاعة وشفافية كاملة في مواجهة هذا التحدي. المطلوب هو مصارحة الشعب بحقيقة الضغوط الخارجية التي تُمارس على الأردن، والإفصاح عن طبيعة مطالب الإدارة الأمريكية ومواقف الدول الشقيقة والصديقة، خاصة تلك المعنية بشكل مباشر بصفقة القرن الثانية، كالسعودية ومصر والإمارات والسلطة الفلسطينية. هذه المكاشفة هي السبيل الوحيد لتعزيز الثقة بين الشعب والقيادة، وإشراك الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية.

مقالات ذات صلة المركزي: ترخيص منصات العملات الرقمية 2025/01/27

إن مواجهة هذا الخطر تستدعي إعادة النظر جذريًا في العلاقة مع حركات المقاومة الفلسطينية بمختلف أطيافها، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي. فتح قنوات حوار مع هذه الحركات بات ضرورة وطنية، لأن المصير المشترك يتطلب وحدة الموقف وتنسيق الجهود لمواجهة المخاطر التي تهدد المنطقة بأسرها.

داخليًا، يجب أن يكون الانفتاح السياسي وإطلاق الحريات العامة على رأس الأولويات. لا يمكن بناء جبهة داخلية قوية دون الإفراج عن معتقلي الرأي وفتح المجال أمام جميع الأطياف السياسية، بما في ذلك المعارضة والحركة الإسلامية. الديمقراطية واحترام إرادة الشعب في مؤسسات الدولة هما المفتاح لبناء الثقة وتعزيز الولاء الوطني.

على الدولة أيضًا إعادة النظر في القوانين المقيدة للحريات العامة، وفي مقدمتها قانون الجرائم الإلكترونية، الذي بات يُستخدم لتكميم الأفواه وحماية الفساد. هذه القوانين تعيق الإصلاح وتُضعف الثقة في النظام السياسي.

أحد أبرز المعوقات التي تواجه الأردن اليوم هو الفساد المستشري في مؤسسات الدولة. الفساد ليس مجرد مشكلة إدارية، بل هو جرح عميق يهدد مصداقية الدولة وقدرتها على مواجهة الأزمات. المطلوب تعزيز دور هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، وضمان التحقيق الجاد في كل البلاغات والشكاوى التي تصلها، مع إعلان النتائج بشفافية للرأي العام. كما أن تطهير مواقع صنع القرار من عملاء السفارات بات ضرورة ملحة للحفاظ على سيادة الوطن واستقلال قراره.

أما المعارضة، فعليها أن تُدرك أن الخطر الذي يواجه الأردن اليوم يستهدف الجميع دون استثناء. عليها أن تتجاوز خلافاتها مع النظام وأن تقف في صف الوطن. الوقوف إلى جانب الدولة الآن ليس فقط واجبًا وطنيًا، بل هو موقف سيُخلد في صفحات التاريخ.

وفي المقابل، يجب على الموالاة أن تتخلى عن عقلية احتكار الوطنية أو تقسيم الأردنيين إلى موالين وغير موالين. الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل هي التزام حقيقي بمصلحة الوطن والعمل على وحدته. كل من يحمل الرقم الوطني الاردني ومقيم على الارض الاردنية هو مواطن اردني كامل الحقوق والواجبات، لا مجال للتشكيك في الهوية الوطنية الاردنية . يجب أن يكون الجميع في صف واحد، يدًا بيد، في مواجهة أي تهديد وجودي.

تعزيز الجبهة الداخلية هو السلاح الأقوى لمواجهة هذا الخطر. اللحمة الوطنية والتماسك هما حائط الصد الحقيقي أمام أي محاولة لزعزعة استقرار الوطن. اليوم، نقف جميعًا مع نظامنا السياسي الأردني، بغض النظر عن الخلافات السابقة، لأن التحديات الحالية لا تترك مجالًا للعتاب أو التصعيد.

المطلوب الآن هو طي صفحة الماضي، وتوحيد الصفوف، والعمل معًا لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق. الأردن كان وسيظل نموذجًا في الصمود والوحدة الوطنية، لكن هذا لن يتحقق إلا إذا عملنا جميعًا بروح المسؤولية الوطنية.

الصف الوطني الموحد هو الرد الأقوى على كل من يراهن على زعزعة استقرار الأردن أو التلاعب بمصيره. فلنقف جميعًا، نظامًا وشعبًا، يدًا بيد، دفاعًا عن كرامة الأردن وسيادته، ولتظل هذه الأرض عصية على كل المؤامرات، قلعة صامدة في وجه التحديات.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: صفقة القرن الثانية موقف موحد الوطن الأردن القرن الثانیة مواجهة هذا جمیع ا

إقرأ أيضاً:

ترامب من صفقة القرن إلى دعوة التطهير العرقي في قطاع غزة

واشنطن- بعد أسبوع من فوزه بانتخابات 2016، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحقيق السلام في الشرق الأوسط قائلا: "هذه هي صفقة القرن، وأنا بوصفي صانع صفقات، أود أن أعقد هذه الصفقة التي صعبت على الجميع من أجل البشرية جمعاء".

وبعد أقل من أسبوع على عودته للبيت الأبيض لبدء فترة حكمه الثانية، قال ترامب إنه أبلغ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي أنه يريد أن تستقبل بلاده فلسطينيين من قطاع غزة، كما قال إنه يتوقع أن يقدم طلبا مماثلا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إذ يتصور إمكانية نقل مليون أو 1.5 مليون فلسطيني إلى خارج القطاع.

ويرى مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير بالمجلس الأطلسي السفير ديفيد ماك، في تصريح للجزيرة نت، أن مقترح ترامب يفتقر إلى المسؤولية، ويرقى إلى درجة من التطهير العرقي غير المقبولة لشعب غزة وحكومتي مصر والأردن.

أما خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن غريغوري أفتانديليان، فشكك في قدرة واشنطن على فرض هذا الأمر على مصر أو الأردن.

وأضاف أفتانديليان أن "واشنطن لديها قدرة ضئيلة على جعل مثل هذه الخطة حقيقة واقعة، لأنه لا يوجد دعم لها من المجتمع الدولي، وإذا حاولت إسرائيل القيام بذلك من جانب واحد، فلن تدعمها أي دولة أخرى".

إقصاء الفلسطينيين

وتضمنت خطة سلام ترامب التي تم الإعلان عنها من داخل البيت الأبيض في يناير/كانون الأول 2020 إعادة رسم الحدود بالضفة الغربية لضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور نهر الأردن لإسرائيل، كما توفر الخطة حكما ذاتيا محدودا للفلسطينيين في الضفة الغربية ومناطق شرق القدس.

إعلان

وتتضمن الخطة أيضا أن يتزايد الحكم الذاتي للفلسطينيين على مدى 4 أعوام إذا وافقت القيادة الفلسطينية على تدابير سياسية جديدة، واتخَذت خطوات أخرى في إطار المفاوضات مع إسرائيل، وتخلت عما وُصف بالعنف.

كما تقضي الخطة الأميركية بأن تبقي إسرائيل على السيطرة الأمنية في ما يتعلق بالمجال الجوي والأمن البحري والحدود والمعابر البرية، وتمهد خطة ترامب لضم إسرائيل أراضي في الضفة الغربية من دون سكانها العرب.

نبرة استعمارية

وتتميز صياغة الرؤية بنبرة استعمارية وصائية كما يظهر من النقاط التالية:

تتبنى الرؤيةُ السرديةَ الإسرائيلية حرفيا، بما في ذلك الرواية التوراتية وكأنها قانون دولي ووثيقة سياسية معاصرة وصك ملكية. عدم التطرق بكلمة واحدة إلى الرواية الفلسطينية، والإشارة تكون دائما إلى معاناة الإسرائيليين. تسرد الرؤية الادعاءات الإسرائيلية لانسحابها من الأرض وتنازلاتها، من دون ذكر أي إشارة إلى كلمة النكبة ولا معاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال. لا تُذكر معاناة الفلسطينيين إلا بالإشارة إلى أنها ناجمة عن سلوك القيادة الفلسطينية وفسادها، أو "إرهاب" الفلسطينيين. الرؤية لا تعتبر أن معاناة فلسطينية تأتي بسبب إسرائيل أو الاحتلال.

وردا على سؤال حول خطة ترامب التي عبر عنها أمس الأول، قال مسؤولو الإدارة إنهم ينظرون إلى غزة على أنها أرض قاحلة مليئة بالأنقاض والذخائر غير المنفجرة، والتي سيتم تسهيل إعادة إعمارها بشكل كبير من خلال رحيل سكانها.

ضمانات واهية

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال "لا يمكنك أن تطالب الناس بالبقاء في مكان غير صالح للسكن لأسباب سياسية"، مضيفا أنه قد يتم تزويد الفلسطينيين بضمانات بأنهم قد يعودون في نهاية المطاف بعد مفاوضات مع الشركاء الإقليميين.

في حين شكك السفير ديفيد ماك في امتلاك واشنطن ما يمكنها من فرض رؤية ترامب حول غزة، وقال "لا أعتقد أن الحكومة الأميركية لديها الوسائل لإجبار حكومتي مصر والأردن على قبول مثل هذا العرض، سيعارض شعبيهما مثل هذه الأفكار، وسيضر ذلك بالمصالح الأميركية الأخرى في استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

إعلان

بيد أن السفير ماك اعتبر أن "الائتلاف الإسرائيلي الحاكم حاليا يقول بالفعل إنه من غير المرجح أن يمضي قدما في المرحلتين الثانية والثالثة من خطة السلام التي اقترحها الرئيس جو بايدن، والتي أقرها من حيث المبدأ فريق السياسة الخارجية لترامب، في حين أن عددا كبيرا من أفضل القادة العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين يرغبون في الاستمرار في خطة السلام بعد الانتهاء من مرحلتها الأولى".

ليست الدعوة الأولى

لم تكن دعوة ترامب إلى إخلاء قطاع غزة من سكانه الأولى من نوعها، إذ سبق أن عبّر عنها عديد من أركان إدارته وأفراد عائلته.

وقال جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، في أبريل/نيسان الماضي في فعالية بجامعة هارفارد، إن على إسرائيل ترحيل المدنيين لتطهير قطاع غزة من المقاومة الفلسطينية، إلى صحراء النقب، أو مصر.

وأوضح كوشنر أن "الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، ويمكن استغلالها إذا ركز الناس على بناء سبل العيش".

في الوقت ذاته، وفي حديث للجزيرة نت، قال تريتا بارسي نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي إنه "ليس من الواضح إذا ما كان ترامب جادا أم أنه فقط يطلق بالون اختبار".

واعتبر بارسي أن التطهير العرقي لغزة سيقتل أي سعي لدى ترامب ليصبح إرثه متعلقا بالسلام، كما قال في خطاب تنصيبه، مشددا على أنه إذا حدث ذلك، فسيؤدي إلى زعزعة استقرار مصر والأردن، مع تداعيات وخيمة على المنطقة ككل.

مقالات مشابهة

  • مشروع ترامب لتهجير أهالي غزة.. رفض أردني ومصري وجدل واسع
  • اليوم.. النقابات المهنية تعقد مؤتمرًا صحفيًا لإعلان موقف موحد برفض تهجير أهالي غزة
  • ترامب من صفقة القرن إلى دعوة التطهير العرقي في قطاع غزة
  • التهجير على مائدة ترامب.. سبل مواجهة صفقة القرن الثانية
  • وزير أردني سابق: موقف الأردن ومصر ثابت بشأن القضية الفلسطينية
  • “العمل الإسلامي” يستنكر مخطط ترامب ويدعو لتحرك أردني عربي في مواجهته
  • بعد مقترح ترامب.. الأردنيون يرفضون "صفقة القرن 2"
  • الأردن أمام مخططات التهجير: لا للتوطين، لا للتهجير. لا للوطن البديل
  • أمين حزب المؤتمر: الشائعات أخطر أسلحة العصر وتستهدف تشتيت الجهود الوطنية