المسلة:
2024-11-17@04:34:06 GMT

العودة الميمونة

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

العودة الميمونة

21 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد زكي ابراهيـم

شكل خبر استعادة معدات مصفى الشمال المنهوبة من أربيل صدمة غير متوقعة للكثيرين داخل العراق وخارجه. وكان البعض يعتقد أنها نهبت مثل باقي المنشآت الصناعية في البلاد. أو أنها دمرت خلال المواجهات بين الغزاة والمدافعين عن المصفى. أو أن مثل هذا الموضوع لم يكن يعني له شيئاً، وسط الخسائر الهائلة التي أحدثها الهجوم الإرهابي على العراق.


والحقيقة أن شمال العراق لم يكن ملاذاً آمناً للخارجين عن القانون في العراق والدول المجاورة فحسب، بل كان مأوى للكثير من السلع المهربة، أو المختلسة، أو الممنوعة، منذ عقد التسعينات من القرن الماضي، حتى يومنا هذا. أي أن تهريب مقاطع من وحدات التصفية إلى أربيل، بعد اجتياح مجموعات من السلفيين لها عام 2014 لم يكن مستغرباً. وهو المكان الوحيد الذي يمكن أن تمر منه، أو تخزن فيه، في عموم البلاد.

ولمن لا يعرف فإن مجمع المصافي النفطية في بيجي يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي مصفى صلاح الدين (140 ألف ب. ي) وقد صنعته وشيدته شركة تكنو أكسبورت الجيكية. ومصفى الشمال (140 ألف ب. ي) أيضاً، اشتركت في تصنيعه شركتان يابانيتان (كويو وجيودا)، ونفذ بأياد يابانية وعراقية. ومصفى الدهون (150 ألف طن سنوياً) قامت ببنائه شركة (تكنيب) الفرنسية. ويحتوي مصفى الشمال على وحدة لتسييل الغاز. وهناك مصنع للمنظفات تابع لمنظمة الأوابك. ومستودعات للخزن والتحميل، عدا عن أخرى تابعة له في كركوك وحمام العليل والمشاهدة واللطيفية.

وكان مجمع التصفية هذا، الذي يعمل فيه آلاف الأشخاص، يزود محطة كهرباء بيجي العملاقة (1200 ميكاواط) بالوقود، قبل بناء محطات غازية جديدة. كما يقدم خدمات أخرى إلى معمل الأسمدة الكيمياوية القريب منه. وقد أنشئت أحياء سكنية واسعة لإيواء العاملين في المصفى، ومحطة الكهرباء والمصانع الأخرى. فبيجي مدينة صغيرة قليلة السكان ليس فيها ما يسد الحاجة من الأيدي العاملة. وجل ساكني هذه الأحياء قدموا من الجنوب. أي أن بيجي كانت ستتحول إلى منطقة صهر للمكونات والأعراق والمذاهب، لو بقيت على حالها بعد سقوط النظام السابق. بيد أن المضايقات التي تعرضت لها العوائل هناك، أجبرتها على الرحيل وإخلاء مناطق السكنى. فقد انبعثت مشاعر العداء المكبوتة فجأة، وحل التيار السلفي محل النزعة الحزبية – العشائرية القديمة.

وهكذا كان تفكيك ونقل الوحدات الانتاجية لمصفى الشمال إلى أربيل، أمراً متيسراً، بعد هبوط قطعان من السلفيين على المنطقة عام 2014. وكان هؤلاء بحاجة للمال في المقام الأول. وقد وجدوا لها سوقاً رائجة في كردستان، مثل كثير من البضائع الأخرى، التي تهرب في العادة إلى تركيا كمواد خام، لكن لأمر ما لم تتمكن الشركات الكردية من شحنها إليها.
ومن الطبيعي أن تلحق أضرار كبيرة بهذه المعدات المعقدة والضخمة، أثناء التفكيك، والنقل، والخزن الطويل. وأن تصبح أجزاء مهمة منها غير صالحة للاستخدام. ويمكن فرز ذلك عبر إخضاعها لعملية فحص هندسي كثيف. وسيكون بوسع وزارة النفط تعويض الأجزاء المتضررة أو المفقودة عبر الاتصال بالشركات التي قامت بتجهيزها في الثمانينات، توفيراً للوقت والجهد. علماً أن بعض هذه المعدات لم تدخل للخدمة، إذ جرى شراؤها بعد تعرض أجزاء من المصفى للاندثار في سنوات سابقة.

وإذا ما تم ذلك، وعادت الروح إلى مجمع التصفية بكامله، فإن الحياة ستدب في أماكن كثيرة في بيجي وما حولها، وسيتحقق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية. كما سيجري تصدير كميات هائلة من زيت الوقود إلى الخارج. وستعود بيجي مرة أخرى مدينة صاخبة، مزدحمة بالسكان. وتزول عنها الصبغة العشائرية المتطرفة، التي كان يغذيها النظام الطائفي المنهار، أو ذئاب داعش المسعورة. وتصبح واحة للتعايش والتحضر والانفتاح، وسط صحراء مجدبة لم تنتج سوى الخراب والدمار. أي أن عودة المصفى للإنتاج سيكون لها تأثير بالغ على الحياة الاجتماعية، والنسيج البشري، والتوزيع الحضري في العراق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق يتقدم على الصين في التبادل التجاري مع إيران

16 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: ذكر مسؤول إيراني إن التبادلات التجارية بين إيران والدول الأخرى في أكتوبر الماضي تجاوزت 22 مليون و809 ألف طن.

وقال المتحدث باسم لجنة العلاقات الدولية وتنمية التجارة في الدار الإيرانية للصناعة والتجارة والمناجم إن التبادلات التجارية بين إيران والدول الأخرى في أكتوبر الماضي تجاوزت 22 مليون و809 ألف طن بقيمة 13 مليار و698 مليون دولار، وهو ما يزيد بنسبة 39٪ عما كان عليه في أكتوبر من العام الماضي.

وأوضح روح الله لطيفي، في تصريحات أفادت بها وكالة إيسنا للأنباء: شهدت التجارة غير النفطية لإيران في أكتوبر من هذا العام، سواء في الصادرات والواردات والترانزيت الأجنبي، نموا ملحوظا، حيث تم تصدير أكثر من 18 مليونا و359 ألف طن من البضائع بقيمة 6 مليارات و771 مليون دولار في هذا الشهر، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 58.6% في الوزن و62.6% في القيمة بالمقارنة مع أكتوبر العام الماضي.

وعن وجهات التصدير الرئيسية لإيران في الشهر الماضي، ذكر: رغم أن الصين اشترت معظم البضائع الإيرانية في صادرات الأشهر الماضية، إلا أن العراق كان في أكتوبر الماضي الوجهة الأولى لصادرات البضائع الإيرانية بنصيب مليارين و780 مليون دولار. وبعد العراق جاءت الصين في المرتبة الثانية بمليار و434 مليون دولار، ثم تركيا بـ 925 مليون دولار، والإمارات بـ 783 مليون دولار، وأفغانستان بـ 249 مليون دولار.

وعن أول دول تبيع البضائع إلى إيران، قال المتحدث باسم لجنة العلاقات الدولية وتنمية التجارة في الدار الإيرانية للصناعة والتجارة والمناجم: في أكتوبر المنصرم احتلت الإمارات المركز الأول في بيع البضائع لإيران بمليارين و180 مليون دولار، تليها الصين بمليار و755 مليون دولار، ثم تركيا بمليار و442 مليون دولار، وألمانيا بـ 200 مليون دولار، وروسيا بـ 161 مليون دولار.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الحكيم: قانون الانتخابات ليس للمغالبة
  • غاز الشمال والثورة يسيطران على فعاليات بطولة اندية العراق للناشئين بالمصارعة الرومانية
  • ماسك يتوعد بتدمير الجهات التي اتهمته بالاتصالات مع روسيا
  • العراق يتقدم على الصين في التبادل التجاري مع إيران
  • ترامب: العراق شركة فرعية أم محور صفقات كبرى؟
  • ما هي الأسئلة التي ستوجه للأسرة خلال اجراء التعداد السكاني؟
  • طريق التنمية: ميناء الفاو يشعل سباق الممرات الإقليمية
  • الملايين تُنفق على الاستشارات والنتيجة: حظر أوروبي مستمر على الخطوط الجوية
  • مليون عامل أجنبي: فرص العمل المحلية تحت الضغوط
  • أوضح دعوة لدرء تورط العراق في الحرب: نحن غير مهيئين لخوضها