ممشى «حارة حجرة الشيخ» .. وجهة سياحية وترفيهية بين الطبيعة والتراث
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
تعتبر ولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في سلطنة عُمان، لما تحتويه من معالم تاريخية وتراثية عريقة، ومن بين هذه المعالم البارزة «حارة حجرة الشيخ» في منطقة أفي التي تعد من أقدم الحارات في الولاية.
وقد شهدت هذه المنطقة تطورًا سريعًا في الآونة الأخيرة، حيث تم إنشاء «ممشى حارة حجرة الشيخ» الذي يُعد واحدًا من أجمل المماشي التي أُضيفت مؤخرًا إلى الولاية.
ذكرت أصيلة المعولية من ساكني المنطقة أن هذا المشروع يسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة في محافظة جنوب الباطنة، حيث إن الممشى يربط بين ثلاثة مواقع تراثية مهمة هي حارة حجرة الشيخ، وقلعة السفالة، ومتحف بيت الغشام. ويتيح للزوار فرصة استكشاف هذه المحطات الحضارية الغنية بالثقافة والتاريخ العماني، كما يمر الممشى بالقرب من فلج الواشح، وسط الواحات الخضراء المزهرة بين جنبات النخيل والأشجار، مما يمنح الزوار تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة وأصالة التراث العُماني.
وقد تم تصميم الممشى بعناية فائقة ليواكب تراث المنطقة، حيث تم استخدام الحجر في أرضية الممر لضمان التوافق مع البيئة المحيطة، كما تم تزيين جدران المزارع الواقعة على جانبي الممشى بجماليات تراثية تقليدية، مما يضيف إلى المكان طابعًا خاصًا يعكس أصالة المكان وثراءه التاريخي.
يمتد الممشى على مسافة 1500 متر، وتم إنشاؤه بتكلفة تتجاوز 80 ألف ريال عُماني، وذلك بفضل شراكة مجتمعية مثمرة بين مكتب محافظ جنوب الباطنة وعدد من الجهات الحكومية والخاصة من داخل الولاية وخارجها، ويُعتبر المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة وتعزيز السياحة المحلية.
من جهته أوضح سعود بن سعيد المعولي عضو المجلس البلدي بولاية وادي المعاول أن الهدف الرئيس من إنشاء «ممشى حجرة الشيخ» هو تنشيط الحركة السياحية واستثمار المواقع التاريخية والطبيعية في الولاية بشكل أفضل، ويمتاز الممشى بربط ثلاثة مواقع تراثية مهمة هي حارة حجرة الشيخ، وقلعة السفالة، ومتحف بيت الغشام، مما يوفر للزوار فرصة للتعرف على تاريخ وثقافة المنطقة.
وأشار المعولي إلى أن الممشى يقع في وسط واحات خضراء غنية بالطبيعة، ويعبر بجانب فلج الواشحي، الذي يضفي على المكان جوًا مريحًا ومناسبًا للاستجمام.
وأضاف: إنه تم تصميم الممشى باستخدام الحجر ليواكب التراث المحلي، مما يعكس بيئة المنطقة ويعزز من قيمتها الثقافية.
وشهد الممشى إقبالًا كبيرًا من الزوار في الفترة الماضية، مما ساهم بشكل مباشر في تنشيط الحركة التجارية ودعم المشروعات العُمانية الصغيرة.
وأشاد أصحاب المشروعات في الممشى بتأثير الموقع والفعاليات المنظمة فيه، حيث ساعدت هذه الفعاليات على تحقيق استفادة كبيرة على مختلف الأصعدة، سواء من حيث جذب الزوار أو تعزيز الاقتصاد المحلي.
صرّح حمد بن سيف المعولي صاحب مشروع «كركدية اند مور» الذي يقدم المشاوي والمشروبات الباردة والساخنة، قائلًا: يتميز الممشى بتوافد عدد كبير من الزوار يوميًا، مما ساهم في زيادة عدد الزبائن بشكل ملحوظ، كما أن تنوع الفئات العمرية والزوار يفتح لنا آفاقًا لتقديم خدمات متعددة.
وأضاف: الفعاليات المنظمة في الممشى ساعدت على جذب اهتمام المزيد من الزبائن، مما انعكس إيجابًا على المبيعات.
من جانبه أوضح عبدالجليل الصبحي صاحب مشروع «Chocoberry» الذي يقدّم منتجات غذائية متنوعة مثل الفراولة المغطاة بالشوكولاتة والمارشميلو والكيك، أن الحركة التجارية في الممشى نشطة ومستدامة، خاصة خلال أيام الإجازات، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير من الزوار يدعم المشروعات العُمانية الصغيرة بشكل مباشر.
وأكد سيف بن عبدالله المعولي صاحب مشروع «روح القهوة كافيه» المتخصص في القهوة المختصة أن الممشى يمثل بيئة تجارية ممتازة تسهم في خدمة الولاية بشكل عام.
وقال: الحركة التجارية في ارتفاع مستمر، مما يفتح فرص عمل للشباب العماني ويعزز من استدامة المشروعات الصغيرة.
أما أحمد بن محمد المياحي صاحب مشروع بيع الذرة فقد وصف الحركة في الممشى بأنها جيدة ومشجعة معتبرًا أن الموقع يوفر فرصة رائعة للتواصل مع الزبائن وتحقيق مبيعات جيدة.
وتُعد الحركة النشطة في ممشى الولاية دليلًا على نجاح الجهود المبذولة لتعزيز السياحة الداخلية ودعم المشروعات المحلية، ومع استمرار الإقبال على المنطقة، يتوقع أن تواصل المشروعات تحقيق معدلات نمو إيجابية تسهم في تطوير الاقتصاد المحلي وإيجاد فرص جديدة للشباب العُماني.
وأكد أصيل الصبحي أن الممشى في ولاية وادي المعاول أحدث نقلة نوعية في مجال الجذب السياحي، مشيرًا إلى أنه جذب الزوار من مختلف محافظات سلطنة عُمان، سواء من العُمانيين أو المقيمين، ما جعله أحد أبرز معالم الولاية التي تشهد اهتمامًا متزايدًا.
وأضاف الصبحي: إن الممشى لم يقتصر تأثيره على كونه وجهة سياحية فحسب، بل ساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تطوير العديد من المواقع المحيطة به.
وأشار إلى أن الأسر المنتجة استفادت بشكل كبير من الممشى، حيث أتيحت لها فرصة عرض منتجاتها، خاصة خلال الإجازات الرسمية التي تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار.
وأوضح أن طبيعة المكان الفريدة، التي تتميز بالطرقات الممتدة بين المزارع، كانت من أبرز عوامل نجاح الممشى، وهذا الاستغلال الذكي للطبيعة منح الزوار تجربة مميزة تجمع بين الترفيه والاستمتاع بجمال البيئة المحلية، مما جعل الممشى نقطة جذب سياحي وترفيهي متفردة في المنطقة.
ومع تزايد الإقبال على الممشى، يتوقع أن يواصل دوره المهم في تنشيط الحركة التجارية، وتعزيز التنمية المحلية، ودعم المشروعات الصغيرة، مما يجعله نموذجًا رائدًا يُحتذى به في استغلال الموارد الطبيعية لخدمة الاقتصاد المحلي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحرکة التجاریة صاحب مشروع فی الممشى من الزوار إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران ترفض اتهامات كيان العدو الصهيوني بشكل قاطع
الثورة نت/
أكد ممثل إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في رسالة إلى مجلس الأمن، ردًا على اتهامات رئيس الكيان الصهيوني ضد إيران، أن هذه الاتهامات التي لا أساس لها تعد جزءًا من محاولة متعمدة لإخفاء الأنشطة التخريبية للكيان المُحتل ضد دول المنطقة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إيرواني، صرح في رسالته إلى مجلس الأمن، الليلة الماضية، بأن هذه الادعاءات التي لا تستند إلى أي أدلة هي جزء من جهد متواصل ومُتعمد لإخفاء الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية والأنشطة التخريبية التي ينفذها الكيان الإسرائيلي ضد دول المنطقة.
وجاءت هذه المراسلة ردًا على الاتهامات التحريضية التي لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي أطلقها رئيس الكيان الصهيوني في 27 يناير 2025، خلال مراسم إحياء ذكرى الهولوكوست في الجمعية العامة للأمم المتحدة
وأكدت إيران بشكل صريح وقاطع رفضها لهذه الادعاءات التي لا تهدف إلا إلى صرف انتباه المجتمع الدولي عن الجرائم الفظيعة التي يرتكبها هذا الكيان العنصري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وشددت الرسالة على أن هذه الاتهامات تمثل جزءًا من محاولة متعمدة ومستمرة لإخفاء الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية والأنشطة التخريبية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد دول المنطقة.
وأضافت: إن “إسرائيل”، وليس إيران، هي التهديد الرئيسي والدائم للسلام والأمن الإقليمي والدولي.. فبالإضافة إلى جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها هذا الكيان ضد الفلسطينيين، فإنه يواصل اعتداءاته المتكررة على سيادة وسلامة أراضي لبنان وسوريا، في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكدت إيران أن هذه الممارسات غير القانونية تمثل انتهاكًا جسيمًا للقوانين الدولية، وتؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي تشهد وضعًا هشًا بالفعل.
وحثت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، على محاسبة هذا النظام العنصري على جرائمه، واتخاذ إجراءات حازمة لضمان احترام القانون الدولي والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.