دعا مسؤول أمني إسرائيلي سابق إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال "بشكل سري، وحرق جثثهم وإلقاء رمادها في البحر"، بهدف تجنب إطلاق سراح الأسرى ذوي الأحكام المؤبدة والعالية، كما يحدث حاليا في صفقة التبادل.

وقال العقيد احتياط أوري هالبرين، مساعد رئيس الوزراء السابق للاستخبارات، إن "صفقات تبادل الأسرى تحدث لأن إسرائيل منذ قيامها تتجنب إعدام الإرهابيين، ومن ثم تسرّع في تحفيز الدافع لاختطاف الإسرائيليين والجنود كأوراق مساومة، مما يؤدي إلى دورة لا نهاية لها من الإرهاب ضدها".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نحو نصف الشباب البريطاني لم يعودوا يشربون الكحولlist 2 of 2"نصف العالم يكرهوننا".. جيروزاليم بوست: هذا الأمر يثير رعبناend of list أضرار إستراتيجية للصفقات

وفي مقال بصحيفة معاريف الإسرائيلية، يدعو المسؤول الأمني إلى تعلم الدروس من تكرار صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، والتي تؤدي إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين قاموا بتنفيذ عمليات مقاومة أدت إلى مقتل إسرائيليين.

ويقول إن الصفقات السابقة، مثل صفقة أحمد جبريل، وجلعاد شاليط، وصفقة 7 أكتوبر/تشرين الأول ألحقت ضررا إستراتيجيا بقدرات الردع ومكافحة الإرهاب الإسرائيلية، فقد استغلت المنظمات الفلسطينية الفترة الفاصلة بين الصفقات لتطوير إستراتيجية عمليات الاختطاف التي يرى أنها أصبحت عنصرا أساسيا في سلوك المقاومة وأدت -مثلا- إلى إطلاق الشهيد يحيى السنوار الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

إعلان

يذكر أن إسرائيل اضطرت في صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة في 21 مايو/أيار 1985 إلى الإفراج عن 1150 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح 3 جنود إسرائيليين أسرتهم الجبهة أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وكان من أبرز الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل الشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وزياد النخالة الأمين العام الحالي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

كذلك أفرجت إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2011 عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، مقابل إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته عام 2006، وكان السنوار من أبرز المحررين فيها.

ويؤكد هالبرين أن صفقات التبادل مع المقاومة أدت إلى زيادة عمليات المقاومة "بمضاعفات هندسية ستدفع إسرائيل ثمنها لسنوات عديدة قادمة". ويشير في هذا السياق إلى أن عقوبة الإعدام موجودة نظريا في القانون الإسرائيلي، ولكنها لم تطبق عمليا إلا في الحالة الاستثنائية لأدولف أيخمان.

وأيخمان مسؤول عن المحارق النازية في النمسا، اعتقله الموساد في الأرجنتين، وحاكمته إسرائيل وأعدمته وأحرقت جثته وذرت رمادها في البحر في 31 مايو/أيار 1962.

ويناقش الكاتب الجدل الذي نشأ في إسرائيل حول عقوبة الإعدام، إذ رأى معارضوها أن المقاومين مدفوعون أيديولوجيا أو دينيا ولا يخشون الموت، ويمكن لعقوبة الإعدام أن تحولهم إلى شهداء وتعزز مكانتهم كشخصيات نموذجية في المنظمات الإرهابية، فضلا عن أن هناك قلقا من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تكثيف الانتقادات الدولية لإسرائيل ووضعها على قدم المساواة مع دول تطبق هذه العقوبة.

لكن المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، مستندا إلى حقيقة أن دولا ديمقراطية مثل الولايات المتحدة واليابان تنفذ عقوبة الإعدام في بعض الحالات، يؤكد أن هذه العقوبة قد تردع المقاومين، على حد قوله، وستعبر عما يسميه "العدالة الأخلاقية للضحايا وعائلاتهم". والأهم في رأيه أن ذلك "سيقلل من استخدام السجناء الأمنيين كأوراق مساومة للمنظمات الإرهابية، ويمكن أن يخفف من الضغط من أجل إطلاق سراحهم كجزء من صفقات تبادل الأسرى".

حركة "حماس" أفرجت عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2000 مقابل الإفراج عن 1027 معتقلا فلسطينيا (غيتي) إعدام سرّي

ومع أنه يعترف بالتكاليف والمخاطر السياسية والمعنوية المرتبطة بتنفيذ عقوبة الإعدام، يدعو المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق إسرائيل إلى "الاستعداد بشكل مختلف لإحباط هجمات الاختطاف المستقبلية، من خلال تطوير تفكير خارج الصندوق يقلل من الآثار السلبية المترتبة على تنفيذ هذه العقوبة".

إعلان

وفي هذا السياق، يقترح هالبرين فكرة تتمثل في "محاكمة الفلسطيني وإصدار حكم بالإعدام عليه. وبعد منحه جميع الحقوق المنصوص عليها في القانون من حيث الاستئناف وطلب العفو، يتم تنفيذ الإعدام بسرية، وحرق جثته والتخلص من رمادها في البحر، بهدف عدم ترك أي بقايا يمكن استخدامها في العبادة (الصلاة عليه من قبل المسلمين)".

ويواصل تبرير فكرته بالقول إن "تنفيذ العملية بعيدًا عن الأضواء، وفي مكان وزمان سرّيين، سيحدّ من اهتمام وسائل الإعلام ويخفف من الضغط السياسي والدولي على إسرائيل".

ويشدد هالبرين على ضرورة أن تصوغ إسرائيل إستراتيجية جديدة للتعامل مع الأسرى الأمنيين الخطرين الذين لا يمكن إطلاق سراحهم تحت أي ظرف. ويرى أنه لا يحق لأي حكومة الاستمرار في النهج الحالي المتمثل في الاحتفاظ بهؤلاء الأسرى الذين قتلوا إسرائيليين، كأوراق مساومة للإفراج عنهم في المستقبل.

ويختتم بالقول "إن وجود الإرهابيين في السجون يشكل حافزًا لقتل مزيد من الإسرائيليين، وإطلاق سراحهم يعرض أمن الدولة للخطر. يجب أن تكون إزالة هذا التهديد بطرق خلاقة وسياسية ومعرفية جزءًا لا يتجزأ من مفهوم الأمن الإسرائيلي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات عقوبة الإعدام

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توسع عملياتها البرية.. مقترح مصري لوقف إطلاق النار خلال عيد الفطر

شنت طائرات الجيش الإسرائيلي، سلسلة غارات استهدفت مواقع مدنية وسكنية في عدة بقطاع غزة، تزامنا مع عمليات هدم واسعة النطاق طالت المباني.

ففي رفح، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المناطق الشرقية للمدينة جنوبي القطاع، وتم الإبلاغ عن تقدم دبابتين إسرائيليتين إلى وسط مدينة رفح، وسط قصف مدفعي عنيف وقذائف استهدفت محيط مسجد “عباد الرحمن” وشارع الفالوجا في حي الجنينة شرق المدينة، مما أسفر عن إصابات وأضرار مادية كبيرة.

وفي خان يونس، أفادت وسائل ‘علام فلسطينية “بمقتل مواطنان وإصابة آخرين جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين جنوب المدينة، وتم نقل الضحايا إلى مجمع ناصر الطبي”.

أما في بيت لاهيا والنفق، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم واسعة النطاق في قرية أم النصر شرقي بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بنسف عدد من المباني السكنية.

واستهدفت القوات الإسرائيلية محيط منطقة “نتساريم” غربي بلدة المغراقة وسط القطاع، حيث شُن قصف مدفعي مكثف على المنطقة.

وتسبب استئناف القصف الإسرائيلي وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، “بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50.277 قتيلا، و114.095 مصابا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر “2023.

وأشار البيان إلى أن “️حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 921 شهيدا، و2.054 إصابة”.

بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، عن “أن قواته وسعت نطاق عملياتها البرية لتشمل حيا آخر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على موقع “إكس” للتواصل الاجتماعي مساء السبت إن قواته تقوم بتدمير “البنية التحتية لحماس” بهدف إنشاء منطقة أمنية أوسع نطاقا”، ووفقا للمنشور، “واصلت إسرائيل أيضا غاراتها الجوية على أهداف تابعة لحماس والجهاد الإسلامي في جميع أنحاء غزة وتم القضاء على عشرات العناصر خلال الهجمات”.

واستأنفت إسرائيل في وقت سابق عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.

القناة “12” الإسرائيلية: اقتراح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة

ذكرت القناة “12” الإسرائيلية أن “مصر قدمت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار لمدة 50 يوما في قطاع غزة.”

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية قولها “إن الاقتراح يشمل إطلاق سراح خمسة رهائن إسرائيليين محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.”

كما يتضمن المقترح المصري “تفعيل آلية عاجلة لإدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والمعدات الطبية والاحتياجات الأساسية الأخرى، لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك”.

وذكرت القناة “12”، مساء الخميس، “أن قطر والولايات المتحدة تعملان على مقترح ينص على أن تفرج “حماس” عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، مقابل أن تصدر دعوة علنية وواضحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبدء في مفاوضات مباشرة لوقف النار”.

بدورها، أكدت مصادر قيادية في “حماس”، الموافقة على عرض الوسطاء لوقف النار. وقال رئيس حركة “حماس” في غزة، خليل الحية، في كلمة له بمناسبة عيد الفطر، “إن “حماس” حريصة على شعبها، وتعاملت بمسؤولية مع جميع العروض بهدف تحقيق أهدافها بوقف الحرب، ونأمل ألا يعطل الاحتلال الإسرائيلي هذا المقترح أو يجهض جهود الوسطاء”.

وأضاف رئيس حركة حماس في غزة “سلاح المقاومة خط أحمر، وأن الحركة “تعمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني واستثمار نتائج المواجهة الأخيرة، وذلك من خلال وقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل المشترك لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، مع ضمان حق اللاجئين في العودة”.

وأشار إلى أن “حماس أجرت تحركات سياسية لتحقيق هذه الأهداف، حيث زارت وفود منها روسيا والصين مرتين، كما أبرمت اتفاقا مع القوى والفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة وخبراء”.

وأشار إلى أن “المشاورات حول تشكيل اللجنة وصلت إلى مراحل متقدمة، حيث قدمت الحركة والفصائل الفلسطينية مجموعة من الأسماء لشخصيات مستقلة ومهنية للأشقاء في مصر”، معربا عن أمله في أن يتم الإسراع في تشكيلها بعد حصولها على دعم عربي وإسلامي.

واتهم الحية “الاحتلال الإسرائيلي بالمماطلة والتهرب من تنفيذ الاتفاق”، وقال: “الاحتلال يواصل التسويف لإنقاذ حكومة نتنياهو”، مؤكدا أن الأخير راوغ طوال العام الماضي وأجهض جميع محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق.

أهالي الأسرى الإسرائيليين: أبناؤنا يتعرضون الآن للقصف في جحيم غزة بأوامر من نتنياهو ولأغراض سياسية

صعدت هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين ضد حكومة بنيامين نتنياهو، مشددة على “ضرورة الإفراج عن جميع الإسرى دفعة واحدة، وعدم الاكتفاء بتحرير بعضهم فقط”.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، بيانا صادرا عن هيئة أهالي الأسرى يتساءل: “لماذا يتم الإفراج عن البعض فقط بينما من الممكن إعادتهم جميعا؟ لكن لا يمكننا تجاهل أن المخطط المقترح غير كاف ولا يشكل حلا شاملا لعودة جميع المختطفين”.

ووفق الصحيفة، أشارت الهيئة إلى أن “استمرار مماطلة إسرائيل قد يؤدي إلى تحديد مصير عشرات المختطفين، سواء بأحكام الإعدام أو الاختفاء”، داعية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر ، وأعضاء الحكومة إلى “التوصل إلى اتفاق نهائي يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الـ 59 دفعة واحدة ودون تأخير”.

وتابعت الصحيفة، “تجمع أهالي الأسرى في تل أبيب أمام بوابة بيجين في قاعدة كيريا، مطالبين الحكومة بالتحرك فورا لضمان الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين”.

في ظل هذه التطورات، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “نتنياهو أجرى سلسلة مشاورات عقب تلقيه اقتراحا من الوسطاء، وقدمت إسرائيل مقترحها المضاد بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديدا
  • إسرائيل تقترح هدنة لـ50 يوما مقابل إطلاق نصف الأسرى
  • إسرائيل تدرس إنهاء الحرب في غزة بشروط.. وتقدم مقترحًا جديدًا لتبادل الأسرى
  • إسرائيل تتجه لإغلاق إذاعة الجيش وتطرح مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة
  • مسؤول إسرائيلي يوضح لـCNN رد إسرائيل على المقترح المصري بشأن غزة
  • إسرائيل تفرج عن 5 أسرى فلسطينيين بعد "تعذيب شديد"
  • بالأسماء: إسرائيل تُفرج عن 5 أسرى من سكان غزة
  • إسرائيل توسع عملياتها البرية.. مقترح مصري لوقف إطلاق النار خلال عيد الفطر
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطلب الإفراج عن 10 أسرى
  • مسؤول إسرائيلي سابق: الحكومة لا تريد إعادة الأسرى خشية إنهاء الحرب وتفكك الائتلاف