في قطاع غزة، حيث تختلط المعاناة بالأمل، برز اسم "نتساريم" ليحمل أبعادًا سياسية وإنسانية عميقة، الممر الذي كان شاهدًا على نزوح الآلاف أصبح اليوم بوابة لعودتهم، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه تنفيذًا لاتفاق الهدنة. 

وبين التاريخ العسكري والدلالات الاستراتيجية، يحتل محور نتساريم مكانة محورية في المشهد الفلسطيني والإسرائيلي، ليصبح رمزًا يعكس الصراع المستمر وآمال الفلسطينيين في العودة.

نتساريمنتساريم.. من ممر للنزوح إلى بوابة أمل العودة

بدأت القوات الإسرائيلية انسحابها من محور نتساريم يوم الإثنين 27 يناير 2025، في خطوة ترمز إلى تطبيق بنود الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخرًا، مع هذا الانسحاب، شهد القطاع عودة تدريجية للسكان النازحين إلى شمال غزة، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية تدفق الحشود عبر الطريق، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والحذر.

وفتحت نقطة العبور الأولى في وسط القطاع في الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، وسمح بعودة الفلسطينيين مشيًا على الأقدام عبر شارع الرشيد، المعروف بطريق البحر، بينما تمت الموافقة على مرور المركبات عبر طريق صلاح الدين بعد التفتيش الأمني في الساعة التاسعة صباحًا.

ويمتد محور نتساريم من الحدود الإسرائيلية شرقًا إلى البحر الأبيض المتوسط غربًا، بطول يقارب سبعة كيلومترات، الاسم يرتبط بمستوطنة إسرائيلية سابقة تحمل نفس الاسم، ويعود تاريخ ظهوره كممر استراتيجي إلى خطة "الأصابع الخمسة" الإسرائيلية في سبعينيات القرن الماضي، التي هدفت إلى تشريح القطاع لتحقيق السيطرة العسكرية. 

ورغم انتهاء وجود المستوطنة، ظل الممر أداة استراتيجية خلال الحروب الأخيرة، حيث استخدمته إسرائيل لمراقبة وتنظيم حركة الفلسطينيين بين شمال القطاع وجنوبه، مع فرض قيود صارمة عليه أثناء الحرب.

ويمثل، هذا الممر جزءًا من خطة إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تقسيم غزة إلى قسمين، وإقامة منطقة عازلة تمنع الهجمات على غرار هجوم السابع من أكتوبر.

وترى القيادة الإسرائيلية في الطريق شريانًا أمنيًا يتيح التنقل السريع بين المواقع العسكرية، بينما أثار الممر جدلًا واسعًا حول أهدافه الحقيقية، حيث يخشى الفلسطينيون أن يكون بداية لتكريس تقسيم القطاع أو إعادة احتلال مناطق منه.

في المقابل، أصرت حركة حماس على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من محور نتساريم، معتبرة أن أي وجود إسرائيلي في هذه المنطقة يهدد وحدة القطاع ويعمق الأزمة الإنسانية، الممر، الذي كان يُمنع الفلسطينيون من استخدامه في السابق، تحول الآن إلى شريان حياة يحمل أمل العودة، لكنه يظل في الوقت نفسه نقطة صراع تعكس التحديات السياسية والأمنية بين الجانبين.

بين انسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين، يقف محور نتساريم شاهداً على صراع طويل ومستمر. ورغم أن فتح الطريق يمثل خطوة إيجابية للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن مستقبل الممر يظل معلقاً بين كونه بوابة للعودة أو أداة لتقسيم القطاع. 

وفي ظل هذه التطورات، تظل القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في المشهد الدولي، حيث تتطلب الجهود السياسية حلاً جذرياً يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحفظ وحدته الوطنية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة محور نتساريم نتساريم المزيد محور نتساریم

إقرأ أيضاً:

“أونروا”: حجم النزوح في الضفة الغربية غير مسبوق منذ عام 1967

 

الثورة نت/..
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن حجم النزوح في الضفة الغربية المحتلة وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967(النكسة)، في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال واقتحاماته.

وأوضح مدير “أونروا” في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، في تصريح صحفي اليوم الاثنين، أن “القوانين “الإسرائيلية” الجديدة تقوض عمل الوكالة وتعيق قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن “الاحتلال يحظر التواصل بين مسؤولي الوكالة والسلطات الإسرائيلية أثناء اقتحام القوات الإسرائيلية للمرافق التابعة لها”.

وأضاف فريدريك، أن موظفي “أونروا” لا يزالون يتعرضون للمضايقات على الحواجز العسكرية، مما يعيق حركتهم ويؤثر على عمليات الإغاثة، لافتًا إلى أن “تخفيض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدات الخارجية أجبر الأمم المتحدة على اتخاذ خيارات صعبة، انعكست سلبًا على قدرة الوكالة في الاستجابة للاحتياجات المتزايدة”.

ودعت “أونروا” المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية اللاجئين الفلسطينيين وضمان استمرار عمل الوكالة دون عوائق، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

وصعّدت قوات العدو الإسرائيلي ومستوطنوه مؤخرا من استهدافها لممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم بالضفة الغربية، من خلال تنفيذ عمليات الهدم التي شكلت ارتفاعا كبيرا مقارنة مع الأعوام الماضية، وتزامنا مع مخططات التوسع الاستيطاني ومشاريع الضم التي أعلن عنها غير مرة من قبل وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نزوح آلاف الفلسطينيين من رفح هو الأخطر والأصعب حاليا
  • “أونروا”: حجم النزوح في الضفة الغربية غير مسبوق منذ عام 1967
  • تصاعد النزوح في الضفة الغربية.. الأونروا تحذر من أزمة غير مسبوقة
  • الأونروا: حجم النزوح في الضفة الغربية يصل إلى مستويات غير مسبوقة
  • الشغدري يتفقد أحوال المرابطين في محور مريس بمحافظة الضالع
  • نتنياهو: نعمل على تنفيذ الخطة الأمريكية لتسهيل تهجير الفلسطينيين
  • شاهد .. حالات النزوح والدمار في ميانمار بعد زلزال مدمر ضرب البلاد
  • المجلس الدنماركي يحذر من تصاعد النزوح الداخلي في اليمن
  • ازدهار غير مسبوق في حركة الشحن عبر الممر البحري الشمالي
  • ليتني لم أعد..مأساة أبو العبد الذي فقد عائلته شمال غزة في لحظة