«المصريين»: رفض «النواب» لتهجير الفلسطينيين نابع من الشعور الوطني لجموع الشعب
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
ثّمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب «المصريين»، وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، الموقف الحازم والواضح الذي اتخذه مجلس النواب المصري في جلسته العامة اليوم، حيث أكد المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، رفضه القاطع لأي ترتيبات أو محاولات لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه التصريحات تعكس عمق الالتزام المصري الدائم تجاه القضية الفلسطينية، والتي ظلت على مر العصور في قلب السياسة الخارجية المصرية.
وقال «أبو العطا»، في بيان اليوم الاثنين، إن دعم مصر للقضية الفلسطينية لا يقتصر فقط على المستوى السياسي، بل يمتد ليشمل كافة الأصعدة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، موضحًا أن البرلمان المصري يمثل صوت الشعب، وأن تأكيده على هذه المبادئ يعد رسالة واضحة للعالم بأن مصر لن تقبل بأي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
وعبّر رئيس حزب «المصريين» عن رفضه القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين التي بدأت تروج لها بعض الأطراف، مشيرًا إلى أنها محاولات يائسة تهدف إلى تفريغ القضية من محتواها الأساسي، وتحويلها من قضية حقوق تاريخية إلى مسألة إنسانية قابلة للتفاوض، فضلًا أن هذا الطرح يمثل انتهاكًا صريحًا للكرامة الوطنية الفلسطينية، ويعكس عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حلول عادلة ومستدامة للصراع.
تصريحات الرئيس الأمريكيوأكد عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية أن مصر بقيادتها السياسية ومؤسساتها الوطنية، ستظل داعمًا رئيسيًا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشددًا على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والعمل الجاد على إنهاء الاحتلال وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار المستشار «أبو العطا» إلى أن موقف مجلس النواب المصري يعكس صورة مشرفة لدولة تقف بثبات في وجه الظلم، وتناصر الحق، وتعزز من دورها الإقليمي والدولي كحاضنة للقضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الأطروحات التي بدأ يروج لها الرئيس الأمريكي الجديد تكشف عوارًا شديد وتجاهلًا عميق بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يبحث فقط عن حق المشروع والعادل الذي اعترفت به الأمم المتحدة والعالم بأسره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين ترامب القضية الفلسطينية النواب
إقرأ أيضاً:
«معا نتقدم».. الحوار الذي يصنع المسؤولية
تستحق تجربة ملتقى «معا نتقدم» الذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس الوزراء مع شركائها من مؤسسات الدولة المختلفة للعام الثالث على التوالي الكثير من الإشادة، وتحويله إلى أنموذج تبنى وِفقه حوارات مجتمعية كثيرة وإن على مستوى دوائر أصغر.. فالحوار المفتوح بين الحكومة والمواطنين يسهم بشكل كبير، مع الوقت والتجربة، في بناء وتعزيز مبدأ الشفافية ويحول الكثير من الخطابات والأطروحات المنفلتة إلى خطابات تتمسك بمبدأ حرية الرأي وحق التعبير عن وجهات النظر دون الإفلات بمبدأ المسؤولية، وهذا الأمر يشكل مع الوقت أيضا ما يعرف بمصطلح «الحرية المسؤولة».
لكن إيجابيات ملتقيات مثل ملتقى «معا نتقدم» أكبر بكثير من ذلك سواء على المواطن المشارك فيها أو على الحكومة وصناع القرار فهذه الحوارات تصنع بيئة حيوية تضمن استمرار التفاعل بين الأجيال وتحفز الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى أجيال الشباب الأمر الذي يبني شعورا داخليا أنهم جزء من حركة التنمية في البلاد.
ولا شك في أن عملية إشراك الشباب في الحوارات الوطنية تتجاوز فكرة التمكين والشعور بالاطمئنان لتكون وسيلة فعالة لفهم تطلعاتهم، ومعالجة التحديات التي تواجههم، وصياغة سياسات تستجيب لاحتياجاتهم الحقيقية.. ومن خلال هذه النقاشات، يتولد لدى الشباب إحساس عميق بأنهم ليسوا مجرد متلقين للقرارات، بل هم جزء أصيل من عملية صنعها، مما يرسّخ لديهم الشعور بالانتماء ويردم الفجوة بين الأجيال، سواء في طريقة التفكير أو في فهم الأولويات الوطنية.
ومن ناحية أخرى، فإن صناع السياسات يستفيدون كثيرا من هذه الحوارات وما يطرح فيها من نقاشات مهما بدت أحيانا صاخبة حيث يمكنهم من الاطلاع بشكل مباشر على آراء الشباب دون وسطاء، ما يعزز الثقة المتبادلة ويمنع نشوء ما تسميه بعض الدراسات بـ «الاغتراب السياسي» أو «الشعور بالإقصاء». والشباب اليوم في حاجة ماسة جدا للشعور بأنهم جزء أصيل من المجتمع وأن مستقبلهم يبنى على أعينهم وهذا من شأنه أن يباعد بين الشباب وبين تبني المواقف السلبية تجاه الدولة أو الشعور بأن هناك فجوة واسعة بينهم وبين متخذي القرار.
وفي الحقيقة فإن هذا حق أصيل للشباب خاصة في مرحلة تشكل الأفكار واختبارها على محكات التجارب العملية، والدول العميقة لا خيار لها إلا أن تستمع لشبابها ولأفكارهم وأطروحاتهم، فهم أخبر بالتحديات التي يمرون بها وأقرب إلى فهمها وفهم آليات تجاوزها؛ ولأنهم صناع الغد فلا بدّ أن يسمع صوتهم مهما بدا صاخبا فهذه هي مرحلة الصقل والتشكل وبالقدر الذي نحسن التعامل معها يمكن أن نتصور شكلها وشكل المستقبل.