الجالية الصينية: الإمارات نموذج عالمي للتنوع الثقافي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أشاد أبناء الجالية الصينية في دولة الإمارات بالدور الريادي للدولة في احتضان الثقافات وتعزيز قيم التسامح والتعايش، وذلك خلال احتفالية رأس السنة الصينية التي شهدتها أمس الأحد، حديقة أم الإمارات بأبوظبي.
وقال تانغ تشن قانغ، رئيس غرفة التجارة الصينية العامة في الدولة، إن جهود دولة الإمارات في توفير بيئة حاضنة للمواهب والإبداع، جعلتها تتجاوز كونها وجهة للعمل والاستثمار لتصبح وطناً ثانياً يتيح للجميع التعبير عن هويتهم الثقافية بحرية وكرامة.
وأضاف أن هذه الجهود الاستثنائية أسهمت في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة رائدة تحتضن مختلف الثقافات، حيث يعيش الجميع في بيئة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك. بيئة آمنة
وأشار لو آليك، المقيم في أبوظبي، إلى نجاح الإمارات في استقطاب المواهب من مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن الدولة وفرت بيئة آمنة ومستقرة تدعم الابتكار وريادة الأعمال.
وشهدت الاحتفالية مشاركة واسعة من مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة، حيث تضمنت عروضاً فنية وثقافية متنوعة تعكس عمق العلاقات الإماراتية الصينية وتجسد التنوع الثقافي الذي تتميز به دولة الإمارات.
وأكد المشاركون أن النموذج الإماراتي في التعايش الثقافي يمثل مصدر إلهام للعالم، مشيرين إلى نجاح الدولة في خلق منظومة متكاملة تدعم التنوع وتحتفي بالثقافات المختلفة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات
إقرأ أيضاً:
تفكيك خطاب الخرطوم مدينة غير آمنة
رغم الانتصار الكبير الذي حققته القوات المسلحة والقوات النظامية بإعادة سيطرتها الكاملة على ولاية الخرطوم، وإخراج مليشيا الجنجويد من أحيائها، لا تزال بعض الأصوات تردد أن الخرطوم “غير آمنة”.
هذا الوصف الذي يبدو في ظاهره حريصاً على الواقع الأمني، يخفي في باطنه خلطًا خطيرًا بين نوعين مختلفين من التهديدات: التهديد الوجودي الذي شكّله احتلال المليشيا، والتحديات الأمنية الجنائية التي تلي مرحلة التحرير وتستوجب إعادة البناء.
إن الخرطوم اليوم لا تعاني من غياب الدولة كما كان عليه الحال في فترة احتلال الجنجويد لأحيائها. آنذاك، شهدنا جرائم ممنهجة تتراوح بين القتل والاغتصاب والتعذيب والنهب الجماعي، وتمتعت المليشيا خلالها بغطاء تنظيمي وعسكري جعلها تمثل تهديداً وجودياً لكيان الدولة ذاته. كان المواطن في تلك اللحظة يواجه آلة قتل لا تعترف بأي قانون، ولا تقيم وزناً لأي عرف أو دين أو ضمير.
اليوم، وبعد طرد الجنجويد من الخرطوم، انتقلنا إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة ما بعد الصدمة، والتي تتسم بضعف أمني نسبي وجرائم فردية أو شبه منظمة، لكنها بالتأكيد لا ترقى إلى حجم التهديدات السابقة.
من الخطأ – بل من الظلم – أن نساوي بين وجود مجموعات صغيرة تمارس السطو أو النهب في ظل عدم اكتمال إنتشار الشرطة، وبين وجود مليشيا مسلحة ارتكبت جرائم إبادة وعنف جنسي ممنهج بحق المدنيين.
هذا الخلط يُضعف الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار، ويفتح الباب أمام الحرب النفسية التي تسعى بعض الأطراف إلى تأجيجها لترسيخ شعور دائم بانعدام الأمان، حتى بعد استعادة الدولة لمواقعها.
وقد أثبتت تجارب دولية كثيرة أن مرحلة ما بعد التحرير من الجماعات المسلحة عادةً ما تشهد انفلاتاً أمنياً جزئياً بسبب الفراغ الذي تخلّفه الحرب، وصعوبة إعادة الانتشار الفوري للأجهزة النظامية.
في العراق بعد طرد تنظيم داعش من الموصل، استمرت عمليات السلب والسرقة لعدة أشهر، رغم إعلان التحرير، إلى أن تمكنت الشرطة من بسط سيطرتها تدريجياً. وكذلك في مدينة ميدوغوري بنيجيريا، عقب إخراج جماعة بوكو حرام، ظلت المدينة تشهد انفلاتاً أمنياً وجريمة حتى استعادت السلطات السيطرة الأمنية الكاملة بعد عام كامل من إعلان الانتصار العسكري. حتى في مدن كبرى مثل نيويورك عقب أحداث 11 سبتمبر، ارتفعت معدلات الجريمة مؤقتاً نتيجة ارتباك الأجهزة الأمنية وتحوّل اهتمامها نحو التهديدات الكبرى، لكن الأمر عولج لاحقاً بفعالية.
ما تعيشه الخرطوم اليوم ليس استثناءً من هذه القاعدة، بل هو سيناريو طبيعي لمدينة خرجت من تحت براثن ميليشيا إجرامية كانت تمارس الحكم بقوة السلاح. التحديات الأمنية الراهنة يمكن السيطرة عليها، وهي في متناول الدولة والمجتمع معاً، شريطة توفر العزيمة والتعاون.
في ظل هذه الظروف، تقع على عاتق المواطن مسؤولية كبيرة في حماية نفسه ومحيطه، والتعاون مع السلطات لا الاكتفاء بلعب دور الناقد السلبي. ومن هنا، تبرز أهمية توعية الناس ببعض الإجراءات البسيطة التي يمكن أن تقلل من تعرّضهم للمخاطر، مثل تجنب التحرك الليلي في الأماكن المعزولة، عدم حمل مقتنيات ثمينة، والتنسيق بين الجيران لتأمين الأحياء، إضافة إلى ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.
كما يُطلب من الجميع الامتناع عن ترويج الشائعات أو تصوير العاصمة كأنها غابة، فمثل هذه السرديات لا تخدم سوى أعداء السودان، وتمنحهم فرصة الترويج لفشل الدولة حتى بعد الإنجازات الواضحة. الخرطوم اليوم تنفض عنها غبار الاحتلال، وتدخل مرحلة التعافي، وكل من يقارن حالها اليوم بما كان عليه الوضع قبل أشهر يرتاح ضميره ويقينه.
القول بأن الخرطوم “غير آمنة” بشكل مطلق ليس توصيفًا واقعيًا، بل موقفٌ نفسي أو سياسي غير دقيق. الخرطوم تحررت، نعم، لكنها تحتاج إلى وقت ومشاركة شعبية واعية لكي تتعافى بالكامل. الفرق كبير بين مدينة تقاتل لتعيش، وبين مدينة كانت تُغتصب وتُنهب وتُحرق على يد عصابة تتقن القتل.
وعلى هذا الأساس، فإن مسؤولية كل وطني حقيقي اليوم هي أن يُسهم في البناء، لا في التشكيك. فالأمن مسؤولية جماعية، كما أن الوعي بالفرق بين الخطر والاضطراب هو أول خطوة نحو استعادة الحياة.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
١٨ أبريل ٢٠٢٥م