لأول مرة منذ 15 شهراً..النازحون الفلسطينيون يبدأون العودة إلى شمال غزة
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
بدأ النازحون الفلسطينيون يوم الاثنين العودة إلى شمال غزة لأول مرة منذ أكثر من عام، بعد رفع إسرائيل الحصار عن المنطقة. وتعد هذه المنطقة من الأكثر تضررًا جراء المعارك العنيفة والدمار الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وفي مشهد مزيج من الأمل والحسرة، سار العائدون سيرًا على الأقدام في منطقة وادي غزة الساحلية، حاملين متعلقاتهم الشخصية وسط دمار كبير.
وشوهدت عائلات بأكملها تسير على الرمال، تضم رجالًا ونساءً وأطفالًا، بعضهم عاد إلى منازلهم المتضررة أو المدمرة، في محاولة لاستئناف حياتهم بعد فترة طويلة من النزوح.
وخلال العودة، التقى أحد النازحين بشخص لم يقابله منذ بداية الحرب، حيثُ قال: "جئنا من غزة، من الشمال إلى هنا حتى ألتقي به. تركنا بعضنا، هو ترك الشمال ونحن بقينا. الحمد لله التقينا بعد 470 يومًا."
وكان من المقرر أن تتم العودة يوم الأحد، لكن تأجلت لمدة يومين بسبب مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهودا قبل يوم السبت المقبل. بعد تدخل الوسطاء وحل الخلاف ليلة الأحد، تم السماح للنازحين بالعودة يوم الاثنين.
ورغم مشاعر الفرح التي عبر عنها الفلسطينيون الذين عاشوا لأكثر من عام في مخيمات مؤقتة ومدارس تحولت إلى ملاجئ، إلا أن كثيرين منهم عبّروا عن قلقهم من مستقبلهم، إذ لا يزالون يخشون أن تتحول عملية النزوح إلى دائمة.
هذا القلق تفاقم بعد مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين في مصر أو الأردن.
وكانت إسرائيل قد أمرت بإخلاء شمال قطاع غزة في الأيام الأولى من الحرب، قبل أن تفرض إغلاقًا كاملًا على المنطقة بعد بدء العمليات البرية.
كما أشارت التقديرات إلى أن نحو مليون فلسطيني نزحوا إلى جنوب القطاع في أكتوبر 2023، بينما بقي مئات الآلاف في المناطق الشمالية وسط أصعب ظروف القتال والتدمير.
اليوم، يواجه العائدون تحديات كبيرة، بدءًا من نقص الخدمات الأساسية إلى جهود إعادة بناء البنية التحتية التي دُمرت بالكامل.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسرائيل تسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع وتواجه ضغوطًا شعبية في جنوب لبنان للانسحاب "لقد دفعوا ثمنها".. ترامب يعيد إحياء صفقة القنابل مع إسرائيل ونتنياهو يشيد بالخطوة سكان جنوب لبنان يتحدون التهديدات الإسرائيلية ويعودون إلى قراهم بعد انقضاء مهلة الستين يومًا أزمة إنسانيةقطاع غزةحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانية قطاع غزة حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئين إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله أزمة إنسانية واشنطن سوريا طوفان الأقصى غزة داعش الفلسطینیین إلى شمال قطاع غزة إلى منازلهم الأولى من إلى شمال
إقرأ أيضاً:
أكاديمي إسرائيلي يستبعد جدوى الحل العسكري بغزة.. الفلسطينيون لا يرون بديلا لوطنهم
استبعد المحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، دوتان هاليفي، جدوى الحل العسكري في قطاع غزة، معتمدا في رأيه على دروس ستة عقود من المواجهة مع الفلسطينيين.
وقال هاليفي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه "منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، قتل أكثر من 50 ألف شخص، ومع ذلك، لا يزال الحل العسكري بعيد المنال، ومن خطط الجنرالات إلى إنشاء المجمعات الإنسانية، ومن العمليات في فيلادلفيا إلى جباليا، ومن رفح إلى نتساريم، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق انتصار حاسم، والرهائن في الأنفاق سيموتون ولن يتم العثور عليهم، ومع ذلك، نواصل تكرار أخطاء الماضي".
وأضاف أنه "في العام 1970 حاول الجيش الإسرائيلي التعامل مع نشطاء منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في غزة. قبل أشهر من ذلك، تخلت إسرائيل عن فكرة إخلاء القطاع من سكانه، الذين كانوا يبلغون حينها 400 ألف نسمة، بعدما فشلت في دفعهم للهجرة الطوعية. لقد خرج فقط 30 ألف شخص، بينما تحول الباقون إلى مقاومين".
وأوضح أنه "في عام 1971، دخل أريك شارون، قائد المنطقة الجنوبية آنذاك، مخيمات اللاجئين بالجرافات، دمر أجزاءً كبيرة منها، وقتل المئات، وأبعد عشرات الآلاف إلى جنوب القطاع وسيناء. آنذاك، ظن البعض أن النصر تحقق، لكن بعد 16 عامًا، اندلعت الانتفاضة الأولى من جباليا، وأعادت التذكير بحقيقة أن القمع العسكري لا يؤدي إلى استقرار دائم".
وذكر أنه "منذ اتفاقيات أوسلو، تصاعدت السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، من فرض حصار اقتصادي إلى تشديد القيود الأمنية. كل جولة تصعيد عسكري كانت تعيد القطاع إلى العصر الحجري، لكن حماس خرجت منها أكثر قوة. من قذائف الهاون البدائية إلى صواريخ بعيدة المدى، ومن عمليات صغيرة إلى ضربات واسعة النطاق، باتت غزة قادرة على تهديد مدن إسرائيلية كبرى".
وبيّن أن "نتنياهو، الذي دعم حماس ماليًا كجزء من استراتيجية إدارة الصراع، وجد نفسه أمام كارثة السابع من أكتوبر. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تدور في ذات الدائرة المفرغة: مزيد من القتل، دون تحقيق نتائج سياسية أو استراتيجية".
وقال "اليوم، تطرح مجددًا فكرة إدارة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وكأننا عدنا إلى عام 1967. تتجاهل هذه السياسة أن نقل السكان بالقوة يُعد جريمة دولية، كما تتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين في غزة لا يرون بديلاً لوطنهم، حتى في ظل الفقر والدمار".
وأضاف أن "إسرائيل نفسها، التي فرضت القيود على تحركات سكان غزة، تعرف أنها لا تستطيع السماح لهم بالخروج الجماعي دون أن تواجه تداعيات أمنية وسياسية خطيرة. إن قمع الفلسطينيين كان دائما وسيلة للسيطرة عليهم، ولا شيء سمح بذلك أكثر من سجنهم داخل غزة".
وأكد أن "الحقيقة البسيطة التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها هي أن الحل لا يكمن في القوة العسكرية، بل في تسوية عادلة تقوم على المساواة الكاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ما لم يحدث ذلك، سنظل نعيش في دائرة من الخوف والصراع المستمر".
واعتبر أنه "إذا كانت إسرائيل تريد حقا إنهاء هذا الصراع، فعليها أن تسعى إلى سلام يمنح الفلسطينيين السيادة والأمن وحرية الحركة، بدلا من تكرار السياسات الفاشلة التي لم تحقق شيئا سوى المزيد من العنف والدمار".