عندما كشف المستور.. محاولة يهودية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
القدس – تم الكشف في 27 يناير 1999 عن مخطط في مرحلة متقدمة لزرع متفجرات في المسجد الأقصى، وجرى اعتقال أشخاص ينتمون إلى جماعة يهودية متطرفة، بينهم مستوطنون من كريات أربع قرب الخليل.
جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي “الشاباك” ضبط خلال عملية الاعتقال مواد متفجرة وأسلحة، فيما أظهرت التحقيقات أن المتورطين في هذا المخطط كانوا يسعون لإشعال فتيل صراع ديني واسع، وتعطيل المفاوضات التي كانت جارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ذلك الحين.
اكتشاف تلك المحاولة جرى في سياق توترات سياسية ارتبطت في ذلك الوقت بتنفيذ اتفاقية “واي ريفر” لعام 1998، والتي نصت على انسحاب إسرائيلي تدريجي من أجزاء من الضفة الغربية.
المحاولة لم تكن الأولى من نوعها، فقد كُشف في عام 1984 عن مخطط مشابه لجماعة تدعى “التنظيم اليهودي السري”، لتفجير المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين.
السلطات الإسرائيلية أكدت حينها أن المخطط لزرع متفجرات تحت المسجد الأقصى كان فردياً ولا علاقة له بالحكومة، إلا أن السلطة الوطنية الفلسطينية أدانته بشدة واعتبرته جزءاً من سياسة التهويد الممنهجة للقدس.
تقارير أشارت إلى أن بعض المتورطين في المخطط ينتمون إلى جماعات يهودية متطرفة تدعو إلى بناء “الهيكل الثالث” على أنقاض المسجد الأقصى، وأن عدداً من هؤلاء على صلة بجماعة “أمناء جبل الهيكل” الاستيطانية العنيفة، والتي دأبت على تنظيم عمليات اقتحام للمسجد الأقصى.
هذه المجموعة المتطرفة المتورطة في محاولة زرع متفجرات تحت المسجد الأقصى ضمت يهوداً متطرفين، بينهم “يوشاي بن شلومو” الذي يوصف بأنه ناشط معروف في جماعة متطرفة.
ذُكر أيضاً أن بعض أفراد هذه الجماعة كانوا مرتبطين في السابق بتنظيمات يهودية عنيفة مثل “كاخ” و”كاهانا حاي”، اللتين اعتبرتهما السلطات الإسرائيلية منظمتين إرهابيتين في مارس 1994، في أعقاب مذبحة المسجد الإبراهيمي التي نفذها باروخ غولدشتاين، أحد أعضاء حركة “كاخ”.
الولايات المتحدة هي الأخرى أدرجت في سابقة هي الأولى حركة “كاخ” وربيبتها “كاهانا حاي” في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية عام 1994. هذا الإجراء لم يدم طويلاً، حيث رفعت وزارة الخارجية الأمريكية منظمة “كاخ” من قائمة الإرهاب في مايو 2022، مشيرة في بيان إلى أن المراجعة الدورية بينت أنها “لم تعد ضالعة في إرهاب أو نشاط إرهابي ولم تعد تملك القدرة والنية على القيام بذلك”.
حركة “كاخ” اليمينية المتطرفة أسسها في إسرائيل عام 1971 الحاخام مائير كاهانا، الذي عُرف بأفكاره العنصرية ودعواته لطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة.
من أبرز أعضاء هذه المنظمة الإرهابية، إيتمار بن غفير، الذي انضم إليها وهو في سن الـ16. تولى بن غفير منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي منذ 29 ديسمبر 2022 وحتى يناير 2025، حين غادر الحكومة وحزبه احتجاجاً على تبادل الأسرى مع الفلسطينيين.
يعني الاسم “كاخ” حرفياً “هكذا”، ويترجم شعارها الرئيس “راك كاخ” إلى “هكذا فقط”، وهو يشير إلى نهجها العنيف في التعامل مع الفلسطينيين.
هذه المنظمة العبرية المتطرفة تعرف أيضاً بأسماء مثل “سيف داود” و”شرطة يهودا”، و”الطليعة الأيديولوجية”، و”الدولة اليهودية”، وكان زعيمها المؤسس مائير كاهانا قد قُتل في 5 نوفمبر 1990 بعد محاضرة في مانهاتن بالولايات المتحدة على يد سيد نصير، الأمريكي من أصل مصري.
يصعب تتبع جذور أي نوع من الإرهاب بصورة دقيقة، إلا أن حركة “كاخ” المتطرفة يمكن اعتبارها قاعدة أساسية في إسرائيل قولاً وعملاً.
أيديولوجية هذه المنظمة المتطرفة تعتبر اليهود “شعباً مختاراً ومميزاً يعيش في أرض مقدسة مختارة”، وأن “قبول التوراة هو ما يفصل الشعب اليهودي عن بقية العالم”.
أيديولوجية “كاخ” تنص أيضاً على أنه “لا يمكن لغير اليهود العيش في إسرائيل إلا إذا اعترفوا تماماً بالطابع اليهودي للدولة واتبعوا المبادئ الأساسية للتوراة. سيتمتع هؤلاء الأشخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والمدنية، لكنهم لن يكونوا مواطنين. لذلك، يجب طرد جميع العرب من إسرائيل”.
هذه الأيديولوجية العنيفة تؤكد بشكل خاص على أن “السيطرة الإسرائيلية على القدس، وخاصة على جبل الهيكل، غير قابلة للتفاوض. جبل الهيكل هو أعظم مزار يهودي، ووجود مسجد عربي هناك يدنسه. لذلك يجب تدميره”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
بن غفير يجدد اقتحامه للمسجد الأقصى
اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى صباح اليوم الأربعاء، تحت حراسة أمنية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال أخرجت المصلين من الأقصى تزامنا مع اقتحام بن غفير للمسجد، كما أبعدت حراس الأقصى عن باحاته.
ويأتي هذا الاقتحام قبل أيام من عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في 12 أبريل/نيسان الجاري ويستمر 10 أيام، ويستغله المستوطنون لاقتحام الأقصى بأعداد أكبر.
وتعد هذه المرة الخامسة التي يقتحم فيها بن غفير الأقصى منذ بداية حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة، والثامنة منذ تسلمه منصبه وزيرا نهاية العام 2022.
واقتحم عشرات المستوطنين، يتقدمهم بن غفير، ساحات الأقصى منذ الصباح، في حين أفاد مركز حقوقي بأن عدد المقتحمين بلغ أكثر من 140 مستوطنا.
⚠️ حتى الشعار سرقوه!
اقتحم أحد المستوطنين المسجد الأقصى، صباح اليوم، والتقط صورة أمام البائكة الغربية وهو يرتدي شعارا يحمل صورة الهيكل المزعوم وكتب عليه "حُراس الهيكل أو المعبد"، في سرقة واضحة لشعار حراس المسجد الأقصى المبارك، الذي يُميزهم مند عقود.
صورة| يمين حارس المسجد… pic.twitter.com/ge0bUj9LYl
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) April 2, 2025
إعلانونشرت وسائل إعلام محلية صورا لبن غفير برفقة رئيس منظمة ما تسمى "منهيلت هارهبايت" الحاخام شمشون ألبويم، بينما أظهرت صور أخرى مستوطنين يرتدون ملابس تحمل شعار "حراس الهيكل".
وفي 26 أغسطس/آب من العام المنصرم، أعلن بن غفير خلال حديث إذاعي أنه ينوي بناء كنيس داخل المسجد الأقصى، وقال حينها إن سياسته "تسمح بالصلاة في جبل الهيكل، وإن هناك قانونا متساويا بين اليهود والمسلمين" ولو فعل كل ما أراد في المسجد منذ فترة طويلة "لكان علم إسرائيل قد رفع هناك".
في 26 أغسطس/آب الماضي، صرّح بن غفير لإذاعة محلية بنيته بناء كنيس داخل المسجد الأقصى، مؤكدا أن سياسته تتيح لليهود الصلاة هناك.
وأضاف أنه لو نفّذ خططه منذ زمن، لكان علم إسرائيل مرفوعا في المسجد، على حد قوله.