10 سنوات على مجزرة غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
تمر اليوم الاثنين 10 سنوات على قصف النظام السوري غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي، مما أدى لمقتل نحو 1450 مدنيا، بينهم أكثر من 200 طفل وامرأة، وإصابة 6 آلاف آخرين، حسب بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ورغم مرور عقد من الزمن، فإن ذوي الضحايا لا يزالون يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة المروعة التي تعد الأكثر مأساوية في الثورة السورية التي بدأت عام 2011.
وقبيل فجر 21 أغسطس/آب 2013، قصفت قوات النظام السوري بلدات في الغوطتين الشرقية والغربية، بينها زملكا وعربين والمعضمية، بعشرات الصواريخ التي يعتقد أنها كانت تحوي غاز السارين.
وبعد تحقيقات استمرت سنوات، أكدت منظمات دولية -بينها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية- مسؤولية النظام السوري عن هجمات عدة بالأسلحة الكيميائية، بيد أن النظام ظل ينفي ذلك باستمرار، وحالت روسيا دون إدانته ومحاسبته في مجلس الأمن الدولي.
وتبع مجزرة الغوطة عام 2013 تحرك دولي أفضى إلى تدمير مخزون وآلية النظام السوري لإنتاج السلاح الكيميائي.
محاسبة المتورطينوفي الذكرى العاشرة لهجوم الغوطة الكيميائي، لا يزال ذوو الضحايا يأملون في محاسبة المسؤولين عنه.
وفي هذا الإطار، قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إن الشبكة زودت مختلف الجهات الدولية والأممية التي حققت في مجزرة الغوطة بكم هائل من الأدلة وأسماء الضحايا، وعبّر عن أمله في حدوث تحرك أكثر جدية ضد النظام السوري وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذه المناسبة، دعت الشبكة مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على النظام السوري كشكل من أشكال التعويض المعنوي لأسر الضحايا وملاحقة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية.
كما طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، أو إنشاء محكمة جنائية خاصة لمحاسبة المتورطين بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري، مما يسهم في وقف مسار الإفلات من العقاب المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النظام السوری
إقرأ أيضاً:
فيلم مسكون للواء يازجي…أرواح السوريين المعلقة في بيوتهم رغم القصف والتهجير
دمشق-سانا
حفُلت تظاهرة “بداية” الثقافية اليوم، بعرض الفيلم الوثائقي “مسكون” للمخرجة لواء يازجي، والذي بدأت العمل عليه منذ اندلاع الثورة السورية، ثم أنجزته سنة 2014 ، مستعرضة بحدود الساعتين، علاقة السوريين بمنازلهم وتفاصيل حياتهم، ووقوعهم بخيارين قاسيين، إما الموت بقصف النظام البائد وإما الرحيل.
“مسكون” الذي نال جائزة التحكيم عن فئة الأفلام الأولى في مهرجان مرسيليا الدولي للأفلام الوثائقية 2014 حيث عُرض لأول مرة، إضافةً لجوائز أخرى، لايزال يروي مآسي السوريين عبر مشاركته بمهرجانات وتظاهرات عالمية لغاية الآن.
ولأن للبيوت أرواحاً .. نعيش مع الفيلم تجذر تسعة سوريين في منازلهم وممتلكاتهم، وعلاقتهم بها، فلكل زاوية حكاية وجزء صغير وذكرى لايمكن تكرارها، نكتشفها على ألسن عدة شخصيات، وسط أصوات القصف والانفجارات، وإضاءة خافتة أو معتمة، فيعطي الفيلم للمشاهد مزيجاً من مشاعر الأسى والألم الدفين، والقلق العميق من ترقب القصف أو الرحيل لترك كل شيء.
تتحدث المخرجة مع عبد المجيد وزوجته عبر سكايب، واللذين يرافقاننا طيلة الفيلم، راصدةً لنا الأوقات الأخيرة قبل خروجهما من حيهما في دمشق، إذ يصفان الحصار وانتشار القناصة والحواجز الكثيفة وشبح الموت الذي يلف المكان، لدرجة أن يتحول مكب القمامة لمكان إستراتيجي للقنص، واقتراب خطر الجوع بعد نقص المواد الغذائية والتموينية، والاختيار الحزين في توضيب أغراض وترك أخرى، وصور العائلة على الجدران والنوافذ المحطمة.
وفي نفس الوقت، نسمع شهقات التحسر والحزن مع “حسين” ابن الجولان المحتل، عن ارتباطه بأشيائه المبعثرة وبدمشق، وصور الجثث المرمية في الشوارع، وضغط مخابرات النظام البائد الذي أجبره على قرار الرحيل، فيما يوثق شاب فلسطيني بدموعٍ محترقة التدمير في أبنية الحي حوله التي باتت بلا روح، والتعفيش، واغتصاب الأغراض والممتلكات لترمي بها في السوق السوداء، وسط حصار لم يعد يُبقي على شيء.
وهنالك الأب من إدلب، الذي يتحسر على فقدان صورة طفله الشهيد التي ماتت بموت المنزل، كما يصف الفيلم على لسان امرأة مهجّرةٌ مرآتها الطويلة ومنزلها الرائع، ثم النجاة مع عائلتها فقط وسط ظروف قاسية لا إنسانية.
مشاهد تصوير الفيلم كانت من داخل عدة منازل مابين المهدم والمحاصر، ومابقي من منزلٍ قصفته قوات النظام البائد، وكذلك الخيم، حيث ظهرت صور التدمير والخراب والزجاج المكسور والأثاث المحطم، كما وثق التصوير من الأسطح آثار القصف والانفجارات، برفقة الموسيقا التصويرية الموجعة، لتبقى الصخرة الجاثمة على صدور الجميع .. “إلى متى؟” على وقع صوت دقات عقارب ساعة الحائط.
يُشار إلى أن تظاهرة “بداية” لأجل الثورة السورية مستمرة لغاية الـ 28 من نيسان الجاري في بيت فارحي بدمشق القديمة، لتُختتم بعرض موسيقي من كورال غاردينيا الإثنين القادم.
تابعوا أخبار سانا على