ختام مميز للنسخة الرابعة لمهرجان كتارا لآلة العود احتفاءً بالموسيقار محمد القصبجي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
وسط أجواء فنية وثقافية جمعت عشاق الموسيقى وأساتذة العزف على آلة العود من مختلف أنحاء العالم، اسدل الستار على فعاليات النسخة الرابعة من "مهرجان كتارا لآية العود"، الذي يحتفي هذا العام بالموسيقار الكبير محمد القصبجي، أيقونة المهرجان، وتقديرًا لدوره الرائد في تطوير الموسيقى الشرقية، مما أضفى على المهرجان بعدًا ثقافيًا عميقًا يتجاوز المألوف، حيث احتضن دار الأوبرا حفل ختام المهرجان في أمسية فنية استثنائية، وذلك بحضور السفراء وكبار الشخصيات، بحفل مميز شهد تتويج الفائزين الثلاثة الأوائل من مواهب المعاهد الموسيقية بجائزة المهرجان، بالإضافة لتكريم أعضاء لجنة التحكيم تقديرًا لجهودهم المميزة في دعم وتطوير المواهب الشابة، وتكريم العازفين المشاركين في ليالي المهرجان، حيث شارك في حفل الختام ٢٠ عازفًا على المسرح، أمتعوا الحضور بتقديم مقطوعات موسيقية بديعة،الأمر الذي اضفى على الحفل زخمًا فنيًا متنوعًا، فين حين قدم المطربين المشاركين موشح "جادك الغيث" وسط تفاعل جماهيري كبير.
وفي نهاية الحفل توج الأستاذ محمد عبدالله المرزوقي المدير التنفيذي لمركز كتارا لآلة العود الفائزين، حيث فاز مشعل العجيري من دولة الكويت بالمركز الأول لجائزة كتارالمواهب المعاهد الموسيقية، في حين فاز بالمركز الثاني سلطان الغافري من سلطنة عُمان، وتوج بالمركز الثالث احمد الحمد من دولة قطر.
وعلى هامش المهرجان أقيمت عدة ندوات كان آخرها ندوة بعنوان "موسيقى محمد القصبجي حديث وعزف"، وتحدث خلالها د. مهمت باتماز عن تأثر القصبحي بالموسيقى التركية، فقد كان منفتحًا على كل الألوان الموسيقية، درس الموسيقى العربية، لكنه كان يحب معرفة كل ما هو جديد في عالم الموسيقى الغربية.
وأكد د. مهمت باتماز أن القصبجي هو أكثر من لحن لكوكب الشرق أم كلثوم، وكان قادرًا على إعطاء اللحن حقه في التقسيم الموسيقي، فقد كان يعرف أين يبدأ وينتهي بالمقام الموسيقي.
وأشار إلى أن القصبجي كان من أهم الملحنين هو ورياض السنباطي، إلا ان القصبجي لم يأخذ حقه إعلاميًا وكان يجب ان تسلط عليه الأضواء بشكل أفضل من ذلك، مؤكدًا انه سبق عصره لذلك أصبحت ألحانه خالدة تعيش حتى اليوم.
أما آخر الندوات والتي كان ضيفها نزيه أبو الريش وكانت بعنوان "كيفية بناء بصمة خاصة للعازف المنفرد (السوليست) "، شهدت أجواء مفعمة بالتذوق الفني الفريد ورقة النغم.
في البداية تحدث نزيه عن ضرورة اهتمام العازف بالتطور ومتابعة كل ما هو جديد، والإنفتاح على كل الثقافات المختلفة، وبعدها عمل مكس بين كل هذه الحضارات من خلال مخزون ثقافي مع ضرورة ان يكون له في النهاية شخصية متفردة.
وطرح نزيه فكرة ضرورة أن يكون هناك تواصل عقلي وفكري، بحيث يكون على دراية ماذا يريد الجمهور، مؤكدًا أنه عاش ١٠ سنوات في الغربة اختلطت خلالها بكل الثقافات.
وحول الفرق بين العازف السوليست وعازف المسرح، أكد نزيه ان عازف السوليست لا بد أن يمر بالعديد من المراحل، ويشارك في كل المناسبات حتى يكتسب الخبرة.
وأعلن نزيه أن الموسيقار محمد القصبجي كان له تأثير كبير عليه، وانه معجب بشخصيته كعازف بارع لآلة العود، مشيرًا إلى ان الجميع في ذلك العصر كان يعزف على خمسة أوتار، إلى ان فاجأ القصبجي الجميع وعزف على سبعة أوتار، وهو ما يعني انه كان سابقًا لعصره، فقد كان أول من أوجد وابتكر هذا الأسلوب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد القصبجي الموسيقى الشرقية المزيد محمد القصبجی
إقرأ أيضاً:
45 عاماً من النغم في ورشة «الحاج أشرف» للآلات الموسيقية: «شغل على مزاج»
ورشة تُعد من معالم مدينة «طنطا»، يطرب كل من يمر بجوارها، تحوى مختلف الآلات الموسيقية ذات الأصوات الطربية المبهجة.. يقع فى حبها أهالى المنطقة والمارة، ويعيشون حالات مزاجية ومشاعر مختلطة. ربما لا يدرك البعض المتاعب التى يعيشها صانعو الآلات الموسيقية، وأسرار الصنعة، التى يكشفها لـ«الوطن» أهم رواد هذا المجال، أسرة الحاج «أشرف»، صاحبة الخبرة الطويلة التى تتجاوز الـ45 عاماً.
انتقل عشق الآلات الموسيقية إلى نجل الحاج أشرف، الذى قرر بعد التخرج فى كلية الهندسة التفرغ لمساعدة والده صاحب الورشة الأشهر فى صناعة الآلات الموسيقية يدوياً، مثل العود والطبل والكمان والجيتار والقانون.
مراحل تصنيع الآلات الموسيقيةمحمد أشرف روى لـ«الوطن» مراحل تصنيع الآلات الموسيقية وتصديرها للخارج، ووصولها للعالمية، قائلاً: «حبّيت المهنة بالوراثة من والدى، الذى يعد أول من أدخل صناعة الآلات لمدينة طنطا، بعدما أفنى عمره بها، وورثها عن أجداده، فهو فنان ذو حس مرهف وأنامل تصنع قطعاً فنية رائعة».
تمر آلة العود بمراحل عدة لتصنيعها، تستغرق قرابة شهر حتى تنتهى على أكمل وجه، سردها بالتفصيل «محمد»: «نعتمد على أنواع مختلفة من الشجر ما بين الورد والفينجى وصاج هندى، مروراً بالزان والأفرازان والسويد والموسكى، ونبدأ تصنيع القصعة، من خلال كىّ الخشب على النار ودهانه من الداخل، حتى يصبح أكثر صلابة ومرونة».
وفيما يخص المرحلة الثانية، قال: «يتم إعداد الدواليب الخاصة بالوجه وخزانة الصوت بعد صنفرتها جيداً، ومن ثم تركيب الوجه على القصعة، ثم تأتى مهمة تركيب الرقبة بعد الانتهاء من المرحلتين السابقتين، وتزيينها بالصدف وتركيب المفاتيح والأوتار بعد الانتهاء من الدهانات».
دراسة «محمد» للهندسة أهَّلته لتطويع موهبته فى صناعة الآلات الموسيقية، من خلال تصميم الشكل الهندسى على جهاز الكمبيوتر باستخدام أشكال ذات طبيعة خاصة، قائلاً: «دراستى ساعدتنى فى التفاصيل والأذواق التى تتناسب مع جميع مستويات وشرائح الزبائن، بجانب تمكنى من إعداد معرض خاص بى يضم أنواعاً عديدة من الآلات الموسيقية فى طنطا».
الشاب العشرينى «محمد» ساعد على تطوير فنون الصناعة، من خلال دراسته وقراءته فى مجال الآلات الموسيقية، ومعرفة طبيعة كل آلة على حدة، وما يمكن دمجه من الطبيعة لإظهار قطع تدوم لأعوام وتبقى من روائع الزمن الجميل: «أقوم بتطبيق قوانين الفيزياء فى الصناعة من ناحية الأصوات والأوتار والمقاسات، بجانب شغفى وحبى لكبار الفنانين والملحنين».
أسعار الآلات الموسيقيةوفيما يخص أسعار الآلات الموسيقية، ذكر «محمد»: «كل صانع له لمساته وطريقته فى التصنيع، وكل آلة لها تصميم وشكل معين، العود سعره متفاوت ومكلف، ونستخدم أنواعاً من الزخارف والصدف لتطعيم الوجه وتحديد خازنة الصوت».