قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن الرسالة الصارخة التي تنبثق من الاستطلاع الأكثر شمولا للرأي العام العالمي هي أن ما يقرب من نصف العالم يكره اليهود، مما يشير إلى المستوى المذهل من معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم نيفيل تيلر- أن نتائج الاستطلاع الذي أجرته رابطة مكافحة التشهير (منظمة مؤيدة لإسرائيل) بالاشتراك مع شركة أبحاث السوق المتعددة الجنسيات (إيبسوس) وغيرها، بين يوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، كشفت عن أن 46% من جميع البالغين في العالم لديهم آراء راسخة معادية للسامية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نحو نصف الشباب البريطاني لم يعودوا يشربون الكحولlist 2 of 2غضب مستمر في بريطانيا برغم الحكم المشدد على قاتل 3 صغيراتend of list

وأشار الكاتب إلى أن هذا الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري، شمل آراء أكثر من 58 ألف شخص بالغ من 103 دول ومناطق، يمثلون 94% من سكان العالم البالغين، وقد أظهر أن نسبة البالغين الذين يحملون معتقدات معادية للسامية ارتفعت من 26% عام 2014 إلى 46% عام 2024.

 

الجهل بالهولوكوست

وزعم جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، أن "معاداة السامية غدت حالة طوارئ عالمية. ومن الواضح أننا بحاجة إلى تدخلات حكومية جديدة، ومزيد من التعليم، ومزيد من الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبروتوكولات أمنية جديدة لمنع جرائم الكراهية المعادية للسامية. والآن هو الوقت المناسب للتحرك".

إعلان

وعادت جيروزاليم بوست لتذكّر بأن نتائج الاستطلاع ليست كلها أخبارا سيئة، مشيرة إلى أن 87% من المستجوبين لا يريدون أن تقاطع بلادهم المنتجات والشركات الإسرائيلية، في حين يعتقد أكثر من 70% منهم أن بلادهم ينبغي أن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وأن ترحب بالسياح الإسرائيليين.

وعلى الرغم من الكشف عن مواقف معادية للسامية مثيرة للقلق، فإن بيانات استطلاع "غلوبال 100" بينت أن 57% ممن شملهم الاستطلاع يدركون أن كراهية اليهود كانت قضية خطيرة، كما تقول الصحيفة الإسرائيلية.

ومع ذلك لم تكن النتائج مطمئنة تماما -حسب الصحيفة- فبعد أن اختبر الاستطلاع ردود الفعل تجاه 11 فكرة سلبية عن اليهود، اتضح أن 3 أرباع المستجوبين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتقدون أن معظمها صحيح، وكانت أدنى مستويات تصديقها بين الأميركيتين وسكان أوروبا الغربية.

غير أن الجانب الأكثر غرابة في هذه النتائج -حسب الصحيفة- هو جانبها الحسابي، إذ إن حوالي 4 مليارات من بين 8 مليارات في العالم يحملون آراء معادية للسامية، مع أنه لا يوجد سوى 2.3 مليون يهودي خارج إسرائيل والولايات المتحدة، لتتساءل الصحيفة: "كم من هؤلاء رأى يهوديا في حياته؟"، كما تساءلت عن أساس هذا العداء وهل يمكن لوقف إطلاق النار في غزة أن يؤثر على التحول في المشاعر.

وفسرت الصحيفة النتائج، التي وصفتها بالمحبطة، بالجهل بالهولوكوست، إذ وجد الاستطلاع أن نحو 20% من المستجيبين لا يعرفون شيئا عنه، وإذ يعتقد أقل من نصفهم أن التصوير التاريخي للهولوكوست كان حقيقيا، فإن 4% منهم يرون أن "الهولوكوست أسطورة"، في حين ذهب 17% إلى أن عدد القتلى اليهود "مبالغ فيه إلى حد كبير في التاريخ".

 

الجهل التاريخي

وذكرت الصحيفة بأن التحيز ضد الشعب اليهودي ليس ظاهرة حديثة، وقالت إن معاداة السامية كانت متفشية في أجزاء من أميركا أوائل القرن الـ20، وهي التي أدت إلى ولادة رابطة مكافحة التشهير، التي ترعى استطلاع "غلوبال 100" هذا.

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى في البلدان ذات الإحصائيات المنخفضة للمواقف المعادية للسامية، مثل المملكة المتحدة، هناك "عديد من الحوادث المعادية للسامية، حيث أبلغت مؤسسة الأمن المجتمعي البريطانية عن زيادة بنسبة 204% في الحوادث المعادية للسامية من السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 30 سبتمبر/أيلول 2024.

كما سجلت الجامعات والمستشفيات والمعابد اليهودية زيادات هائلة في الحوادث الإجرامية ذات الدوافع الدينية. ومنذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خرجت مسيرات احتجاجية كبيرة مؤيدة للفلسطينيين وسط لندن كل سبت.

وقد حذرت مارينا روزنبرغ، نائبة رئيس الرابطة، من أن "المعتقدات والمفاهيم المعادية للسامية أصبحت طبيعية بشكل مثير للقلق في جميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم"، وأضافت أن هذا "الاتجاه الخطير" يدفع لفعل ما يلزم للتصدي له جماعيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات المعادیة للسامیة معادیة للسامیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء: العالم يريد ذكاء اصطناعي يتحدث مختلف اللغات ويراعي جميع الثقافات

أكد خبراء مشاركون في "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" المنعقد ضمن أعمال "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي"، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهوماً مستقبلياً، بل أصبح يحقق تأثيراً حقيقياً في بيئات عملنا اليوم. 

وقال تياغو هنريكس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في جوجل الإمارات، خلال جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط: نقطة تحوّل في فهم العالم"، نظمتها جوجل كلاود في منطقة 2071 في أبراج الإمارات، إن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل.

وناقشت الجلسة الحوارية مفهوم إدارة التغيير لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي كونه أداة تتطلب تغيير العمليات، والبيانات، والعقليات. 

وأضاف هنريكس أن كل قطاع سيتحول بفعل الذكاء الاصطناعي، لكن بوتيرة مختلفة، البعض بدأ التحول الرقمي منذ سنوات، والبعض الآخر لا تزال أنظمته الأساسية غير متصلة بالسحابة، من دون ذلك، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحقق قيمة، مشيرا إلى أن مع توفير البنية التحتية ، تصبح الإمكانيات هائلة بدءا من التنبؤ بأعطال الآلات باستخدام بيانات السلاسل الزمنية إلى اكتشاف المخاطر الأمنية في الوقت الفعلي. 

وقال إن تدريب نماذج اللغة الكبيرة يشبه إلى حد كبير تدريب موظف جديد، تعطيه المواد السابقة، ويتعلم طريقتك في العمل، ويمكن تخصيص النماذج باستخدام المعلومات أو البيانات الصحفية لتتناسب مع الأسلوب، واللغة.

أخبار ذات صلة خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر روبوت "Grok".. يرى العالم من حولك!

وأضاف أن اللغة العربية كانت مدعومة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ اليوم الأول، وما زلنا نعمل على تحسين أدائها، ليس فقط للمستهلكين، بل أيضًا للحكومات والشركات التي تبني تطبيقات.

وأوضح هنريكس، أنه يتم العمل ضمن شراكة لبناء نموذج لغوي كبير خاص باللغة العربية يراعي المعطيات الثقافية واللغوية، ولتحقيق قيمة حقيقية من الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة إلى أكثر من مجرد نموذج قوي، وإلى تقييم الأداء، ووضع الضوابط ، واختيار النماذج المناسبة للمهمة، ولهذا السبب أنشأنا أدوات لمساعدة الشركات على اختبار النماذج ومقارنتها بسهولة، لافتا إلى أن الأمر لا يتعلق باختيار المفضل، بل بما يخدم الحالة بأفضل شكل.
وذكر أن خصوصية البيانات والامتثال هي من الأولويات منذ البداية، وتم نشر أكثر من 620 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات، بما في ذلك تطبيقات فعلية من قبل منظمات عالمية وإقليمية.
وحول تطوير نموذج باللغة العربية قال، إنه خلال ديسمبر 2023 أعلنت الشركة عن تطوير نموذج لغوي كبير خاص باللغة العربية، تم بناؤه تقريبًا من الصفر، تم تدريبه باستخدام مجموعة ضخمة من البيانات المحلية، بما في ذلك أرشيفات الأخبار، والنصوص القانونية، والمحتوى التعليمي، وحتى اللغة المحكية بمختلف اللهجات، ولم يكن الهدف مجرد التوافق اللغوي؛ بل غرس السياق الثقافي والدقة المحلية داخل النموذج ذاته. 
وأشار إلى أن الهدف لم يكن فقط إنشاء ذكاء اصطناعي يتحدث العربية، بل ذكاء يفهم الشرق الأوسط، وهذا ما يجعله قويًا بالفعل. 
وقال رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في غوغل الإمارات، إنه ليس من المستغرب أن تكون الحكومات في المنطقة هي من تقود هذا التحول، فهذا يوضح ما هو ممكن عندما تتكامل البيانات المحلية، والبنية التحتية السحابية القوية، والأولويات الوطنية.
 

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • جيروزاليم بوست: وفد إسرائيلي يغادر قريبا لإجراء محادثات بشأن الأسرى
  • تعتبر الأمر مساسا بسمعة أسرتنا وكيانها..طلاقي نهاية العالم بالنسبة لأختي
  • الفاتيكان يعلن موعد جنازة البابا فرنسيس بحضور قادة من جميع دول العالم
  • خبراء: العالم يريد ذكاء اصطناعي يتحدث مختلف اللغات ويراعي جميع الثقافات
  • وسائل إعلام: لندن وباريس منفتحتان على سيناريو تخسر فيه كييف الأراضي
  • شاهد بالفيديو.. وسط ذهول واستغراب الجمهور.. عمارة “آراك” الشهيرة بالسوق العربي تحافظ على حالتها الطبيعية رغم احتراق ودمار جميع المباني التي من حولها
  • دبلوماسي إسرائيلي يصف البابا فرنسيس بـ "المعاد للسامية" ويدعو لمقاطعة جنازته: "دم اليهود ليس بلا قيمة"
  • التمريض الرجالة خناشير والسيدات قمر الليالي.. جراح كبير بقصر العيني يثير الجدل
  • منجي بدر: الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين ستؤثر على جميع دول العالم| فيديو
  • جيروزاليم بوست: انتهاء الجلسة الـ24 لمحاكمة نتنياهو بتهم الفساد