موقع 24:
2025-01-28@03:54:15 GMT

هكذا تستعد أوروبا للأسوأ في عهد ترامب- بوتين الثاني

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

هكذا تستعد أوروبا للأسوأ في عهد ترامب- بوتين الثاني

علامات ودلالات مختلفة بدأت بالتكشف في مختلف أنحاء أوروبا جميعها يشير إلى أن القارة تستعد للأمر الأصعب الذي لا يمكن تصوره، مع تزايد المخاوف من رد فعل روسيا، وممارسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطه التجارية والسياسية القصوى على الاتحاد.

ألغام وأفخاخ

في ليتوانيا، تبدو العلامات أشد وضوحاً من أي بلد أوروبي آخر، فقامت بالتخطيط والتحضير لأي طارئ مستقبلي، بزرع ألغام على جسورها المؤدية إلى روسيا، ووضعها في حالة الجهوزية التامة للانفجار إذا حاولت دبابات الكرملين العبور.

أما في بحر البلطيق القريب، فتلاحق سفن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أسطول الظل الروسي المتهم بقطع كابلات الاتصالات تحت البحر. 

قبة حديدية أوروبية

وفي سماء أوروبا هناك خطط لبناء نظام دفاع صاروخي ضخم، على غرار "القبة الحديدية" الإسرائيلية ولكن بهدف صريح يتمثل في إسقاط الصواريخ التي تطلقها موسكو.
ردات الفعل هذه تولدت بحسب الخبراء نتيجة ما تخشاه أوروبا، من جسارة روسية زائدة تضع الاتحاد نصب مدافع الجيش الروسي، وأيضاً بسبب اقتراح الرئيس الأمريكي الجديد -الانعزالي- بعدم الدفاع عن حلفاء أمريكا التاريخيين في حلف شمال الأطلسي إذا هاجمتهم روسيا. 

ابتزاز أمريكي

وفي حين انتقد الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع فلاديمير بوتين، لكنه لم يُظهِر سوى القليل من علامات التحول الهادف عن هذا الموقف الجديد تجاه روسيا.  

كما لم يقل ترامب شيئاً جديداً عن حلف شمال الأطلسي أو أوروبا، ولم يكرر سوى مطالبه الأخيرة للحلفاء الأوروبيين بتخصيص 5٪ من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع.
وقال ترامب، "يتعين على حلف شمال الأطلسي أن يدفع أكثر. إنه أمر سخيف لأنه يؤثر عليهم أكثر بكثير. لدينا محيط بينهما".
ومن بين تلك التهديدات، بزغت مخاوف أوروبية دفعت القارة لاستباق السيناريو الأسوأ بمد حصونها في جميع الاتجاهات، مع ارتفاع توقعات المسؤولين الأوروبيين باستعداد بوتين لحرب شاملة مع الغرب.

وبالنسبة للكثيرين، هذا يحدث بالفعل، حيث يتهم محللو مراكز الأبحاث والحكومات وحلف شمال الأطلسي نفسه موسكو بشن هجمات "حرب هجينة" من التدخل في الانتخابات إلى محاولة إسقاط طائرات الركاب بالقنابل الحارقة.

كتيّبات وتوجيهات

في السويد ترى كذلك التحضيرات وتتسارع استباقاً للأصعب، فبدأ البلد الاسكندينافي في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بإرسال حوالي 5 ملايين كتيّب إلى السكان تحثهم على الاستعداد لاحتمال الحرب، كما أطلقت فنلندا المجاورة موقعاً إلكترونياً جديداً لتهيئة السكان وتحضيرهم استعداداً لخطر الحرب. 

يقول القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا الفريق المتقاعد بن هودغز، "إن الأوروبيين يأخذون هذا الأمر على محمل الجد".

وأضاف هودغز، على وجه الخصوص، إن الدول في أوروبا الشرقية الأقرب إلى الحدود الروسية "تعرف أن هذا حقيقي، لأنهم يعيشون هناك". وزاد، إن "هؤلاء الناس الذين يعيشون في أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة، بعيداً عن الدب الروسي، هم فقط الذين يقولون: (تعالوا، هذا لن يحدث)".

ويتفق الكثير من القادة الأوروبيين على أن بلدانهم اعتمدت لفترة طويلة على حماية واشنطن. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو مؤيد قديم للاعتماد على الذات الأوروبية، يوم الإثنين الماضي، إن ولاية ترامب الثانية يجب أن تكون بمثابة "جرس إنذار" للقارة.
وفي تعليقات أدلى بها في مؤتمر دفاعي يوم الأربعاء، وافقت رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على تقييم ترامب للإنفاق الأوروبي، قائلة إن "روسيا تشكل تهديداً وجودياً لأمننا اليوم وغداً وطالما أننا لا نستثمر في دفاعنا".

وقال هودغز: "بينما اشتكى كل رئيس أمريكي من أن الدول الأوروبية لا تبذل ما يكفي من الجهد، لم يكن هناك أي شك حول الالتزام الأمريكي. وهذا يسبب الكثير من القلق".

مكافأة للكرملين 

في الأمد القريب، تعهد ترامب وأعضاء رئيسيون في إدارته القادمة بإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا بسرعة، وهو أمر مستحيل على الأرجح دون تنازلات إقليمية ضخمة من كييف. ويقول المنتقدون إن منح روسيا الفوز فعلياً سيكون بمثابة إشارة إلى الكرملين بأن العدوان مكافأ، وأن الغرب ليس لديه رغبة في التدخل. 

وفي خطاب ألقاه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية برونو كاهل: "إن روسيا تستعد لحرب مع الغرب".
وعلى مدار السنوات الماضية، اتهم الخبراء والمسؤولون الحكوميون الأوروبيون، موسكو بنشر معلومات مضللة، وشن هجمات إلكترونية واستخدام أي وسيلة أخرى ضرورية للتدخل في انتخابات الدول الديمقراطية. وعلى الرغم من أن موسكو تنفي ذلك، يتفق المسؤولون والخبراء الغربيون تقريباً على أن هذه الحملة تبدو وكأنها تتوسع فقط.
ودفعت تلك المخاوف بعض الدول للتفكير في زيادة إنفاقها الدفاعي، ويوم الأربعاء الماضي، أعلن مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي، أندريوس كوبيليوس، أن ليتوانيا تعتزم إنفاق ما بين 5% و6% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في السنوات المقبلة.
وصرح متحدث باسم التكتل الأوروبي لشبكة "إن بي سي نيوز" في رسالة بالبريد الإلكتروني عندما سُئل عما إذا كانت القارة تستعد لسيناريو الحرب مع روسيا قائلاً، "يجب أن تكون أوروبا مستعدة لأكثر الطوارئ العسكرية تطرفاً". وأضاف، "ببساطة: لمنع الحرب، نحتاج إلى إنفاق المزيد. إذا انتظرنا أكثر، فسوف يكلفنا ذلك المزيد".

وتعد دول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا أكثر عرضة للخطر الروسي بشكل خاص، فهي تقع على بحر البلطيق بين روسيا القارية وجيب كالينينغراد الروسي المدجج بالسلاح.

خط دفاع البلطيق 

وعلى مدى عقود من الزمان احتلها الاتحاد السوفييتي، تعمل هذه الدول التي أصبحت الآن غربية على بناء "خط دفاع البلطيق"، وهو حدود يبلغ طولها مئات الأميال وتتخللها خنادق وتحصينات مضادة للدبابات، وقد اشترت ليتوانيا بالفعل مستودعات مليئة بـ "أسنان التنين" وهي عبارة عن أهرامات خرسانية مصممة لإيقاف الدبابات، وتخطط لزرع الألغام في جسورها المؤدية إلى جيب كالينينغراد الروسي، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع لشبكة إن بي سي نيوز.

وفي الوقت نفسه، قامت النرويج في غرب اسكندنافيا بتحديث كتيب الاستعداد للطوارئ الذي توزعه على جميع المواطنين، وتخبرهم بكمية المياه والغذاء وغير ذلك من الإمدادات التي يجب تخزينها في حالة الحرب. ويقابل ارتفاع منسوب الخوف في شرق أوروبا، بتجاوب أقل في غربي القارة. وقال كير غايلز، وهو محلل دفاعي بارز في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، إن دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة لم تلتزم إلا "بزيادة نسبية صغيرة في ميزانيات الدفاع، وهو ما لا يشبه الاستثمار التحويلي" في أوروبا الشرقية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ليتوانيا أوروبا دونالد ترامب روسيا ليتوانيا روسيا أوروبا ترامب الناتو حلف شمال الأطلسی فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

غزة تستعد لاختبار إعادة الإعمار من وسط الأنقاض

دينا محمود (غزة، لندن)

أخبار ذات صلة نصف مليون نازح فلسطيني يعودون إلى شمال غزة الجامعة العربية: محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه مرفوضة

دعا خبراء متخصصون في شؤون الشرق الأوسط إلى عدم التهوين من جسامة التحدي الخاص بعملية إعادة إعمار قطاع غزة، حال نجاح الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى ترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار الساري هناك.
وشدد الخبراء على أن الخراب الكبير يزيد من صعوبة مهمة إعادة البناء، التي لم تتضح بعد معالمها، ولا الجهات الرئيسة التي ستضطلع بها، أو كيفية توفير الأموال اللازمة لها.
فعلى وقع الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى بدء تطبيق وقف إطلاق النار، تحولت أحياء كاملة هناك، إلى أراضٍ قاحلة جرداء، يتكدس فيها الركام والأنقاض، بعدما دُمِرَت بنيتها التحتية الخاصة بإمدادات الماء والكهرباء، وغالبية مستشفياتها وثلثيْ مبانيها تقريباً. 
ويعني ذلك أن مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، الذين بدؤوا الزحف باتجاه منازلهم من مخيمات ومراكز الإيواء، مع اللحظات الأولى لسريان للهدنة، لن يجدوا شيئاً ليعودوا إليه من الأصل، وسط تأكيدات الخبراء على أن الحجم الكامل للخسائر التي لحقت بغزة وأهلها، لن يُعرف إلا عندما ينتهي الصراع تماماً، ويتسنى تفقد القطاع من شماله إلى جنوبه.
وبحسب بيانات مستقاة من صور الأقمار الاصطناعية، كشفت الأمم المتحدة قبل أسابيع النقاب، عن تقديرات تفيد أن قرابة 70% من المباني في غزة تضررت أو دمرت، بما في ذلك ما يزيد على 245 ألف منزل، وهو ما يعزز مصداقية بيانات، أعدها البنك الدولي، وتشير إلى أن قيمة الأضرار الناجمة عن الحرب، تشارف على 18.5 مليار دولار.
وتفيد التقديرات الأممية بأن القتال خَلَّف جبالاً من الأنقاض الواجب إزالتها، بما يفوق حجمه 50 مليون طن. 
ووفقاً لما يراه خبراء، قد يتطلب إزالة كل هذا الركام، أكثر من 15 عاماً، إذا ما اُستخدم لهذا الغرض، أسطول مؤلف مما يزيد على 100 شاحنة، تعمل على مدار الساعة.
ويزيد من تعقيد هذه المهمة، احتواء هذه الأنقاض على كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة، والمواد الضارة، فضلاً عن أشلاء بشرية، وربما جثث متحللة، لا سيما أن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تؤكد أن آلافاً من ضحايا الحرب ربما لا يزالون مدفونين تحت ركام المنازل والمباني المُدمرة.
وأشار الخبراء إلى أن إعادة إعمار غزة يتطلب، بجانب توفير الأموال الطائلة اللازمة له، القدرة على جلب كميات هائلة من مواد البناء، بالإضافة إلى معدات ثقيلة إلى القطاع. 
ويستلزم ذلك بدوره حسم النقاط الشائكة، المتعلقة بسيناريو اليوم التالي في قطاع غزة، بما يشمل التوافق على طبيعة الجهة التي ستتولى الإدارة والحكم هناك، وهي ملفات يُخشى من أن تقود الخلافات بشأنها بين طرفيْ الصراع إلى انهيار الهدنة الحالية.

مقالات مشابهة

  • غزة تستعد لاختبار إعادة الإعمار من وسط الأنقاض
  • هل تتبع لأسطول الظل الروسي؟ السويد تحتجز سفينة بعد تضرر كابل بيانات في بحر البلطيق
  • رئيس بيلاروس يدعو أوروبا للانفصال أمنيًا عن أمريكا والتحالف مع روسيا
  • باحث إسرائيلي: حماس تستغل إنجازين.. الثاني كارثة على مستقبلنا
  • “يتحول” فيها ترامب إلى بوتين.. طرح “دولارات” فريدة للبيع في روسيا
  • زيلينسكي يدعو أميركا وأوروبا للانخراط بأي محادثات سلام مع روسيا
  • الحرب الروسية الأوكرانية.. بوتين يرد على تهديدات ترامب.. وزيلينسكي يحذر من خداع الرئيس الروسي
  • هل كان ترامب سيمنع الحرب؟: بوتين يكشف الحقيقة المذهلة حول أزمة أوكرانيا
  • «صورة ترامب تتحول إلى بوتين».. دولارات فريدة معروضة للبيع في روسيا