نضال عبدالوهاب

٢٧ يناير ٢٠٢٥

اولاً ليست لي أي معرفة شخصيّة بك ولكنها مصلحة بلادنا التي تجعلني أرسل لك هذه الرسالة في الفضاء العام ، و إلي من معك من قيادات “الحركة الإسلامية” ، سواء كنتم في بورتسودان أو أنقرة واستانبول او غيرها من عواصم وبلدان العالم.
سادخل مُباشرةً في جوهر رسالتي دون مُقدّمات للذهاب للأفيّد والأهم.


قمتم بإنقلاب عسكري في ١٩٨٩ لإستلام السُلطة ونجحتم في ذلك ، حكمتم فيها بالحديد والنار والبأس وأذقتم الشعب السُوداني كُل أصناف العذاب ، وقمتم بالتخريب المُنظم للبلد ، فصلتم الجنوب وأشعلتم الحرب في ثلاث أرباع البلاد ، مات مئيات الآلاف ، في دارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق والجنوب نفسه قبل فصله ، وكان مبرركم لكل هذا القتل “أسباب تافهة” كما قال عمر البشير في لحظة تجلي و بعظمة لسانه وإعتراف منه “كنا نقتل الناس في دارفور لأتفه الأسباب ، وإنه لم نراعي حُرمة الدماء” و أردف قائلاً ” ولزوال الكعبة أهون عند الله من قتل مُسلم ، وأمركم وقتها بالتوبة والإستغفار والرجوع إلي الله ، طبعاً هذه هي لغة رفيقكم البشير وليست من عندي ، ثم إعترف عليكم شيخكم الراحل د.حسن الترابي في شاهد علي العصر بقناة الجزيرة ، في حلقاته الشهيرة وقال ما قال في حقكم ، ولا أعتقد أن حديث الرجل والذي طالب ببثه بعد موته ولأنه يعلم بتلاميذه ، يمكن لي أو لآخر أن يأتي بما هو أسوأ ، لما فيه من المذمّة لكم ولعهدكم وأخطائكم وجرائمكم خلاله ، ثم تأتي الشهادات التوثيقية الأهمّ بقناة العربية لآخر مؤتمر وإجتماع شوري لكم قبل الثورة في ٢٠١٨ ليُبين وبالسنتكم أنتم وإعترافاتكم بقليل مما فعلته أيديكم من قتل وبطش بالسودانيين والتضييق عليهم والفساد الغير مسبوق ، إنه نفسه إجتماع الشوري الذي “اجهشت” بالبكاء فيه بنفسك يا د.امين حسن عمر وأنت تدافع عن ناس “ود إبراهيم” وغازي صلاح الدين، ومحاولة إنقلابهم وأشتط فيه رفيقك علي عثمان بالقول ” نحن في يوم واحد قتلنا وأعدمنا ٢٨ ضابط” ، ويقصد شهداء حركة وإنقلاب ٢٨ رمضان علي سُلطتكم ، كل هذا هو من “ناسكم” وليس من “خصومكم” وأعداءكم ، هذا غير عشرات الإعترافات لقيادات وعضوية الحركة الأسلامية المبذولة والمؤثقة.
لن أتحدث عن أي أخطاء أو جرائم لعهدكم المُمتد لثلاثون عاماً كاطول فترة حكم مُتواصلة لنظام في السُودان أتي عبر البندقية والدبابة ونُفذ بليل والناس “نيام” كفعل “السارقين والحرامية”.
سنطوي كل هذا وأنتقل معكم لثورة ديسمبر في ٢٠١٨ ضدكم ، مهما حاولتم من محاولات تسفيه هذه الثورة وتبخيسها والتقليل منها تظل واحدة من أعظم الثورات في كُل العالم وبإعتراف الآخرين وليس السُودانين ، ثورة بدأت بالسلمية وأختتمت بالسلمية لشعب ضرب أروع الأمثلة في الفعل الثوري الخالي من العُنف والذي سلاحه فقط “الهُتاف” و “الأناشيد الثورية” للثوار و “زغاريد النساء” ، الثورة التي كان قيادات و أعضاء تنظيمكم في البدء يسخرون منها ، ثم إستماتوا في محاولات قمعها وقتل المُتظاهرين لدرجة محاولات إستخراج فتوي “كعادتكم” عند إمتهان وتبرير “القتل” أن للحاكم الحق في قتل ثلثي الشعب وفي رواية النصف ، هكذا كان تفكيركم لإيقافها ، وأنت تعلم جيداً ومن معك كيف كنتم تتعاملون مع من يقف ضدكم أو يتفوه بكلمة تغضبكم دعك من محاولة أسقاط نظامكم وإبعادكم عن كراسي السُلطة ، إذا كنتم لاتعترفون بهذه الثورة فيكفيكم أن تراجعوا فديوهاتها ومشاهدها المؤثقة والمصورة ، فهي لم تُمحي بحمدالله و متوفرة لمراجعتها ، للتيقن فقط من غضب الناس عليكم وعلي ظلمكم وفترة حكمكم وسُلطتكم ، وأنت بنفسك إعترفت في لقاء لك مؤخراً أن الرأي العام أصبح ضدكم ، رغم محاولاتك المُستميتة للدفاع عن نظامكم واخطاؤكم ، وتبخيس الثورة ولعن خصومكم ومن خرجوا ضدكم.
حاربتم بكل ما اؤتيتم من قوة ، ودولتكم العميقة كانت حاضرة ، واعداء الثورة والثورة المُضادة ايضاً كانت حاضرة ونجحتم في إشعال الحرب مع ربيبتكم وصنيعة أياديكم مليشيا الدعم السريع المُجرمة ، ثم قتلتم أنتم الاثنين معاً وأبدتم السُودانيين ، ودمرتم البلاد وشردتم اهلها ، وفعلتم خلال هذه الحرب ومنذ ال ١٥ من أبريل ٢٠٢٣ عنف غير مسبوق ، وأشعتم عن عمد وعمل منظم بواسطة اجهزة أمنكم خطاب كراهية غير مسبوق أيضاً ، وتفننتم في تفتيت النسيج الإجتماعي ونشر سياسة فرق تسد التي كانت هي نهجكم لسنوات طويلة ، اثرتم النعرات القبلية وهيجتموها ، سممتم الأجواء السياسية ، بإختراق القوي السياسية وعمليات شراء الذمم والرشاوي وكل موبقات ورزائل ورداءة العمل السياسِي القذرة ، إستخدمتومها ، وها أنتم اليوم وبعد رفضكم لوقف الحرب كوسيلة وغاية لكم للعودة عن طريقها للسُلطة التي لاتريدون مُغادرتها حتي ذهابكم لقبوركم ، عدتم للإنتقام من كل الشعب السُوداني الذي رفضكم ، تصفون خصومكم وتغتالونهم وتتوعدون الآخرين ، وتعتقلون وتعذبون ، تقومون بحملات الدفتردار الإنتقامية المذكورة في التاريخ وأبشع ، تمدون لسانكم وانت علي رأسهم يا د.أمين حسن عمر للثورة والثوار وتتوعدونهم ، وتظنون أنكم في المرحلة الأخيرة للإجهاز عليها تماماً ، وأنكم قد نجحتم وتتوهمون أن كل الشعب أو غالبيته معكم ، نعم غالبية الشعب يكره المليشيا وأفعالها ويود التخلص منها خاصة من تضرروا مُباشرة منها وهم بالملايين ، لكن الحقيقة التي تحاولون مُدارتها ونسيانها أن الشعب يكرهكم أكثر ، أو بالأصح كره أفعالكم ، وفشل مشروعكم السياسِي بالتجربة وسقط سقوطاً مدّوياً ، تستغلون أخطاء فصيل أو أشخاص من القوي المدنية وقوي الثورة لشيطنة كل الثورة والثوار ، ولكن فات عليكم أيضاً أن تلك الأخطاء لهؤلاء هي أيضاً لا تمثل كُل من خرج ضدكم حقيقةً و هم بالملايين كما تعلم أو تعلم وتُنكر! ، لن تنجحوا مهما فعلتم في محو الفعل المقاوم ضدكم.
شخصي وحتي لا تُجهد نفسك ليس من “الحرية والتغيير أو تقدّم ، ولكنه في ذات التوقيت في الصف المقاوم والثوري علي الدوام ومع التغيير في بلادنا والعاملين لأجل ذلك مع الآخرين ، وكنت قد دعوت للحوار معكم لوقف الحرب بشروط للحوار مؤثقة وموجودة وكان ذلك فقط لمصلحة الشعب السُوداني وبلادنا في وقف الحرب و وقف إبادته وتشريده ومُعاناته وللمُحافظة علي بلادنا ووحدتها.
أخيراً أريد تذكيرك وقيادات الحركة الإسلامية بفعل ومعاملة الثوار ضدكم ، لم يمارسوا ضدكم العنف والقتل والإنتقام وقد كان مُتاحاً لهم.
الآن بلادنا في وضع غير مسبوق من الفُرقة والدمار والإنقسامات ، وللأسف يقع عليكم الوذر الأكبر في هذا مهما أنكرتم ، أو تماديتم في الغفلة والتغافل ، لا تزايدوا علي الشعب السُوداني ولاتغتروا بما تحقق من إنتصارات عسكرية ، فالمليشيا صُنع ايديكم ، وستظل جرائم الحرب وما تم فيها في رقاب كل من قتل و أباد وطهر عرقياً وأغتصب ، إذا كان المتعاونون مع المليشيا مجرمين وهم بالفعل كذلك فما جزاء من أوجد المليشيا نفسها ودربها وقواها وسلحها وفتح لها الطريق كي تتسلط علي رقاب الأبرياء والمساكين من بنات وأبناء الشعب السُوداني ، علماً أنها هي نفسها من كانت تُستخدم كأداة منكم ومن نظامكم وجيشكم في قتل السودانيين وإبادتهم في دارفور وحتي الخرطوم!؟
دعوتي لكم للتعقل والإتعاظ ، إن كنتم تعقلون ، ولعدم تكرار الأخطاء وإن لم تكن تجربتكم الطويلة في الحُكم كافية لتغيير سلوككم ومنهجكم لصالح مستقبل البلاد ووضع سياسِي صحي وديمُقراطي حقيقي ، ولإشاعة العدل والحريات والسلام والوحدة ، فلا أعتقد أنه ستكون هنالك تجربة أخري إلا إذا ابدتم كُل الشعب السُوداني وحكمتم انفسكم.!!
#أوقفوا الحرب والقتل
#الثورة مُستمرة

الوسومنضال عبدالوهاب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: نضال عبدالوهاب غیر مسبوق

إقرأ أيضاً:

أمين «القومي لحقوق الإنسان»: الشعب الفلسطيني لم يعد له أي مقوم من مقاومات الحياة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد السفير فهمي فايد، الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، إن الوضع في قطاع غزة بجب التعامل معه باهتمام والنظر إليه بعين الحذر.

وأضاف "فايد"، خلال بالمؤتمر الدولي لرفض جريمة التهجير القسري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم، أن التهجير القسري جريمة إنسانية تعاقب عليها القوانين الدولية، حيث تمارس إسرائيل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني لتغيير التركيبة الديموجرافية للقطاع"، مشدداََ على أن الشعب الفلسطيني لم يعد له أي مقوم من مقاومات الحياة".

وأكمل: "القوانين العالمية تنص على ضرورة عودة الشعوب إلى أرضها، كما أن الشعب الفلسطيني له الحق في العودة إلى أرضه وتعميرها".

وواصل: "وفقا لتقارير وزارة الصحة الفلسطينية فقد بلغ عدد القتلى ٤٨ قتيلا ونحو ١١١ ألف جريح، فضلا عن تدمير نحو نصف مباني غزة".

ولفت إلى تدمير المستشفيات والمدارس، منوها إلى ضرورة دفع الاحتلال الإسرائيلي تعويضات للشعب الفلسطيني بما يحقق السلام والاستقرار له.

جدير بالذكر أنه انطلق منذ قليل  فعاليات المؤتمر الدولي لرفض جريمة التهجير القسري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل ودعم صمودهم، الذي ينظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، بالشراكة مع الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، ومركز الميزان لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، واتحاد المحامين العرب، والتضامن الإفريقي الآسيوي، وذلك بحضور فهمي فايد، الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، علاء شلبي ، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ،عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ، الأمانة العامة للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ، عصام يونس، رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان.

يشارك في المؤتمر 80 من قادة المنظمات الحقوقية والبرلمانيين والإعلاميين والمفكرين من مختلف الدول، بهدف التصدي لسياسات التهجير القسري في غزة، وطرح آليات قانونية وإنسانية لمواجهتها على المستوى الدولي.

يرتكز المؤتمر على محاور رئيسية تناقش التداعيات القانونية والإنسانية للتهجير القسري:
• دعم الاستجابة الإنسانية وتعزيز المساعدات
• ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ودعم صمود السكان.
• تفعيل دور وكالات الأمم المتحدة، لا سيما وكالة الأونروا، في تقديم الدعم اللازم لنحو 60% من سكان غزة والضفة الغربية.
• تعزيز المساءلة الدولية والمحاسبة الجنائية
• تفعيل اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وتحميل الاحتلال مسؤولية الأضرار التي لحقت بالسكان الفلسطينيين.
• دعم المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وتوفير الأدلة والوثائق القانونية اللازمة لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
• إعادة إعمار غزة والتصدي لسياسات التدمير الممنهج
• دعم المبادرات المصرية لإعادة إعمار غزة، بما يتيح للفلسطينيين إعادة بناء القطاع واستعادة مقومات حياتهم.
• حشد الجهود الدولية لمواجهة السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تقويض سبل العيش في غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
• تقرير المصير وإنهاء الاحتلال
• التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967.
• ضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، ورفض أي محاولات لفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 يشارك في المؤتمر ممثلون عن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني العربية والدولية، إلى جانب دبلوماسيين من السفارات العربية والأجنبية في القاهرة، وبرلمانيين وإعلاميين، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بمواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وطمس هويتهم الوطنية. 
 ويؤكد المؤتمر ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمناهضة التهجير القسري للفلسطينيين ورفض كافة أشكال التطهير العرقي، مع التشديد على الالتزام بالقرارات الدولية التي تضمن حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير، وإقامة دولتهم المستقلة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

480113476_1164858498530989_6076562256801203001_n 481972625_935689081884265_8534844709969565367_n 481611953_625992086817666_5898319907140273754_n

مقالات مشابهة

  • كلمة لقائد الثورة في الثامنة مساء خلال لقاء موسع للعلماء وقيادات الدولة استقبالا لشهر رمضان
  • ترقبوا.. كلمة لقائد الثورة في الثامنة مساء خلال لقاء موسع للعلماء وقيادات الدولة استقبالا لشهر رمضان
  • نجم الدين أربكان.. 14 عاما على رحيل مؤسس الحركة الإسلامية بتركيا
  • اضبطوا البوصلة على هدف استعادة الثورة..!
  • أمين «القومي لحقوق الإنسان»: الشعب الفلسطيني لم يعد له أي مقوم من مقاومات الحياة
  • اضبطوا البوصلة على هدف استعادة الثورة !!
  • حكايات المؤسِّسين (2): ما حدث في نيروبي بداية تغيير حقيقي، وهذا ما يُغضب الحركة الإسلامية
  • كيف نشأت الحركة الإسلامية في موريتانيا؟ وما أبرز تجاربها؟
  • الحركة الإسلامية السودانية – لا دين صانت ولا دنيا أقامت
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثورى الديمقراطى: بيان حول اجتماع المكتب القيادي