حملات موسعة في جعلان بني بوعلي للقضاء على أشجار المسكيت الضارة بالبيئة
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
انتشرت شجرة المسكيت، المعروفة محليًا بـ"الغويفة"، بشكل واسع في السنوات الأخيرة بمناطق عدة في ولاية جعلان بني بوعلي، وتعد هذه الشجرة الغازية من أبرز التحديات البيئية، حيث تؤثر على تدفق الأودية، وتغير مساراتها، وتضر بالمراعي والزراعة. في هذا السياق، بدأت فرق تطوعية من الأهالي بتنظيم حملات مكثفة لمكافحة هذه الشجرة، في مبادرات تسعى لحماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية.
وقال خميس بن صالح الكاسبي: "للسنة الثانية على التوالي، نواصل جهودنا التطوعية في منطقة الجوابي بجعلان بني بوعلي لمكافحة شجرة المسكيت التي تشكل خطرًا بيئيًا كبيرًا. ويعمل فريق من المتطوعين على إزالة هذه الأشجار من مجاري الأودية مثل جري حميمات وجري بوهلال باستخدام الموارد المتاحة، بما في ذلك معدات وآليات ضخمة، وبمشاركة الأهالي الذين يسخرون جهودهم لضمان نجاح هذه المبادرات".
وأضاف الكاسبي: "تنتشر هذه الشجرة بشكل كثيف في مجاري الأودية مثل وادي البرْج ووادي قرحة العد وسيح السمة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفق المياه عند هطول الأمطار، وأحيانًا تتسبب بفيضانات تؤثر على المزارع والمنازل. ورغم نجاحنا في إزالة كميات كبيرة منها، إلا أن نموها السريع يعيد المشكلة إلى الواجهة، مما يتطلب متابعة مستمرة لضمان القضاء عليها تمامًا".
من جانبه، أوضح حمد بن خليفة الكاسبي أن أضرار شجرة المسكيت تمتد إلى تدمير الأشجار المحلية، حيث "تتنافس هذه الشجرة مع النباتات الأصلية على المياه والعناصر الغذائية، مما يؤدي إلى جفاف التربة وتدهور الغطاء النباتي. كما تؤثر أوراقها وثمارها سلبًا على صحة الحيوانات عند تناولها، إضافة إلى حدة أشواكها التي تُعرض الحيوانات للإصابات".
وأشار الكاسبي إلى أن شجرة المسكيت "تُسبب تغييرات في مجاري الأودية بسبب كثافة جذوعها وأغصانها، ما يؤدي إلى فيضان الأودية باتجاه المنازل والمزارع وتدمير قنوات الأفلاج. كما تسهم في تدهور التربة وامتصاص العناصر الغذائية اللازمة للزراعة".
ودعا الكاسبي المؤسسات والشركات الخاصة إلى دعم جهود المتطوعين، قائلا: "إن مكافحة هذه الشجرة تتطلب إمكانات كبيرة تفوق قدرات الأهالي وحدهم، لذلك نأمل من الجهات المعنية تقديم الدعم المالي والمعدات اللازمة لضمان استدامة العمل وتحقيق أهداف الحملة".
تحدث علي بن مبارك الكاسبي عن التأثير السلبي لشجرة المسكيت على المناطق الزراعية والمراعي، قائلا: "انتشار هذه الشجرة في الأودية وأماكن الرعي منع الحيوانات من الوصول إلى المراعي بسبب كثافة أغصانها وجذورها الممتدة، كما أنها تستحوذ على المياه الجوفية وتؤثر على نمو النباتات الأخرى".
وأوضح أن الفرق التطوعية تبذل جهودًا حثيثة لإزالة هذه الشجرة، مشيرًا إلى أن المتطوعين تمكنوا من تنظيف مساحات كبيرة في منطقة جري حميمات، وهي منطقة خضراء تتمتع بجمال طبيعي لكنها تأثرت بشدة بانتشار المسكيت. وأضاف: "رغم كل الجهود، فإن العمل بحاجة إلى دعم إضافي من الجهات الحكومية والخاصة لضمان متابعة إزالة أي نمو جديد لهذه الأشجار بعد إزالتها".
تأثير مباشر على المراعي والمزارع
تحدث علي بن مبارك الكاسبي عن التأثير السلبي لشجرة المسكيت على المناطق الزراعية والمراعي، قائلا: "انتشار هذه الشجرة في الأودية وأماكن الرعي منع الحيوانات من الوصول إلى المراعي بسبب كثافة أغصانها وجذورها الممتدة، كما أنها تستحوذ على المياه الجوفية وتؤثر على نمو النباتات الأخرى".
وأوضح أن الفرق التطوعية تبذل جهودًا حثيثة لإزالة هذه الشجرة، مشيرًا إلى أن المتطوعين تمكنوا من تنظيف مساحات كبيرة في منطقة جري حميمات، وهي منطقة خضراء تتمتع بجمال طبيعي لكنها تأثرت بشدة بانتشار المسكيت. وأضاف: "رغم كل الجهود، فإن العمل بحاجة إلى دعم إضافي من الجهات الحكومية والخاصة لضمان متابعة إزالة أي نمو جديد لهذه الأشجار بعد إزالتها".
أثر الشجرة على مجاري الأودية
وعرج ساعد بن حمد الحكماني من منطقة وادي الزباي، للحديث عن تأثير شجرة المسكيت على مجرى الوادي، قائلا: "تسببت هذه الشجرة في سد مجاري الأودية وتغيير مساراتها، مما أدى إلى فيضان المياه باتجاه المنازل والمزارع، مما يشكل خطرًا مباشرًا على ممتلكات المواطنين. في الماضي، كان جريان الأودية بشرى خير، أما الآن، فإنها مصدر قلق بسبب الأضرار التي قد تنجم عن فيضانها".
وأشار الحكماني إلى أن الجهود الذاتية للأهالي لإزالة الشجرة لم تكن كافية، مضيفًا: "نحتاج إلى تدخل الجهات الحكومية والشركات الخاصة لتوفير المعدات الثقيلة والدعم اللازم لضمان إزالة هذه الشجرة بشكل كامل ومنعها من العودة".
وتؤكد الحملات التطوعية لمكافحة شجرة المسكيت في جعلان بني بوعلي أهمية التكاتف بين المجتمع والجهات الرسمية والخاصة حيث تعكس وعيًا بيئيًا كبيرًا بضرورة حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على توازن النظم البيئية، ومع تزايد انتشار الشجرة، تبرز الحاجة إلى دعم مستمر لضمان القضاء النهائي عليها وتحقيق بيئة مستدامة للأجيال القادمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجاری الأودیة شجرة المسکیت هذه الشجرة بنی بوعلی إزالة هذه إلى دعم إلى أن
إقرأ أيضاً:
أشجار الزيتون حول البحر المتوسط في خطر محدق
على مدار آلاف السنين، ظل زيت الزيتون رمزا للحياة المتوسطية، تجده على موائد الطعام، ويعد مصدر رزق لملايين البشر في حوض البحر الأبيض المتوسط.
لكنه اليوم، يقف على شفا أزمة وجودية، حيث حذرت دراسة علمية جديدة، نشرت في مجلة "كوميونيكشنز إيرث & إنفيرونمنت"، من تهديد مزدوج وغير مسبوق يواجه أشجار الزيتون: الإجهاد المائي المتزايد وتراجع النشاط الشمسي الطبيعي، وكلاهما نتيجة لتغيرات مناخية عميقة تخرج عن النطاق المألوف.
تبدو هذه التغيرات، في ظاهرها، بعيدة ومعقدة، لكنها في حقيقتها تترجم إلى شيء بسيط وحاسم: شجرة الزيتون التي اعتادت أن تقاوم الزمن والجفاف، قد لا تتمكن من الصمود في وجه المستقبل القريب إذا لم نتحرك بسرعة. شملت الدراسة بلدانا متوسطية مثل فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا وتركيا وقرص، وإيطاليا، وإسبانيا.
اعتمد فريق دولي من الباحثين على تحليل سجلات حبوب اللقاح الأحفورية لأشجار الزيتون، الممتدة على مدار 8 آلاف عام. من خلال هذا السجل النباتي الطبيعي، تمكن العلماء من تتبع إنتاجية الزيتون عبر العصور وربطها بالعوامل البيئية طويلة الأمد.
وفي تصريحات للجزيرة نت يقول المؤلف المشارك في الدراسة "ديفيد كانيويسكي" – الأستاذ المشارك في قسم الأحياء وعلوم الأرض، جامعة تولوز في فرنسا: "معظم الدراسات تركز على تقلبات الطقس القصيرة، مثل موجات الجفاف المفاجئة أو الحرارة المرتفعة الموسمية".
ويضيف: "لكن ما نعرضه هنا هو دليل على وجود دورات مناخية طويلة -تشمل النشاط الشمسي- أثّرت في إنتاج الزيتون لآلاف السنين، وهذه الدورات مهددة الآن بالخروج عن نظامها المعتاد".
إعلانيشير الباحث إلى أن النتائج كانت واضحة: فترات الانخفاض في النشاط الشمسي تزامنت مع تقلص كبير في كمية حبوب اللقاح، وهو ما يعد مؤشرا مباشرا على ضعف الإزهار، وبالتالي تدني إنتاج الثمار. أصبحت هذه الأنماط التاريخية أساسا لفهم تأثير التغيرات المناخية الحديثة، وللتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل القريب.
حددت الدراسة 3 ركائز رئيسية تعتمد عليها أشجار الزيتون في إنتاجيتها: التمثيل الضوئي، وتوفر المياه، والإشعاع الشمسي. ومع تطور نماذج المناخ الحديثة، أصبح من المرجح أن يتأثر كل من هذه العوامل سلبا خلال العقود المقبلة، خاصة في مناطق البحر المتوسط الجافة وشبه الجافة مثل إسبانيا، اليونان، تونس، ومصر.
يعد الضوء الشمسي محركا رئيسيا لعملية التمثيل الضوئي، وهي الآلية التي تحول من خلالها الأشجار الطاقة الشمسية إلى غذاء يخزن في الأوراق والثمار. ومع احتمالية دخول الشمس في دورة انخفاض نشاط تعرف بـ"الحد الأدنى الشمسي العظيم"، وهو ما حدث سابقا خلال "عصر الجليد الصغير"، ستقل كميات الإشعاع الشمسي المتاحة للأشجار بشكل ملحوظ.
عصر الجليد الصغير هو فترة مناخية باردة نسبيًا استمرت تقريبًا من القرن الـ14 حتى منتصف القرن الـ19، وشهدت انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، خاصة في نصف الكرة الشمالي، ويعتقد فريق من العلماء أن انخفاض النشاط الشمسي ارتبط بذلك.
"أحد الاستنتاجات الأساسية من دراستنا هو أن الضوء مهم تماما مثل الماء" كما أوضح "كانيويسكي"، ويلفت إلى أنه مع انخفاض الإشعاع الشمسي، ستواجه أشجار الزيتون تحديات في الإزهار وتكوين الثمار. لا تتحدث الدراسة عن سيناريو مستقبلي بعيد، وإنما عن مشكلة بدأت تظهر تأثيراتها الآن بالفعل، وبشكل تدريجي لكنه ثابت.
التكيف ممكن لكنه ليس سهلايرى المؤلف المشارك في الدراسة "رشيد شدادي" -خبير المناخ في معهد علوم التطور في مونبلييه، جامعة مونبلييه في فرنسا- أن التكيف ممكن، لكنه ليس سهلا. ويوضح في تصريحات لـ"الجزيرة.نت" أن "استخدام الإضاءة الاصطناعية داخل البيوت الزجاجية غير واقعي على نطاق بساتين الزيتون المفتوحة، لأنها مكلفة للغاية. نحن نتحدث عن ملايين الهكتارات".
إعلانلكنه يقترح حلا عمليا: "بدلا من ذلك، يمكن اعتماد تقنيات إدارة ذكية لمظلة الشجرة، مثل التقليم المدروس الذي يضمن وصول الضوء لأكبر قدر ممكن من أوراق وفروع الشجرة."
كما يشير "شدادي" إلى أهمية تطوير أصناف زيتون تتحمل ظروف الإضاءة المنخفضة، وهي إستراتيجية طويلة الأمد لكنها واعدة، إلى جانب استخدام التغطية العضوية لتحسين احتفاظ التربة بالرطوبة، والكمبوست الطبيعي لتعزيز بنية التربة، ويضيف "نحتاج أيضا إلى تدريب المزارعين على هذه الأساليب، والاستثمار في البحث الزراعي من قبل الحكومات".
لا يقتصر خطر انخفاض إنتاج الزيتون على الدول المتوسطية الكبرى مثل إسبانيا وإيطاليا، بل يمتد إلى الدول التي بدأت مؤخرا في توسيع رقعة زراعتها للزيتون، مثل مصر. ورغم أن مصر ليست ضمن أكبر المنتجين عالميا، فإنها تراهن على التوسع في زراعة الزيتون ضمن خطط الاستصلاح الزراعي في الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء.
لكن هذه الطموحات تواجه تحديات مناخية حقيقية، إذ إن الكثير من مزارع الزيتون الجديدة في مصر تقع في أراض هامشية، حيث المياه شحيحة، ونوعية التربة محدودة. إذا أصبح المناخ أكثر جفافا وانخفضت أشعة الشمس، فإن الإنتاج سيتأثر بشدة، وفقا لباحثين.
تهديد ثقافي واقتصادييلفت "كانيويسكي" إلى أن زيت الزيتون ليس مجرد محصول، لكنه تراث ثقافي، وأيقونة غذائية، ودعامة اقتصادية لنحو 6.7 ملايين عائلة في منطقة البحر المتوسط، وفقا للمجلس الدولي للزيتون. ومع تراجع الإنتاج، تتأثر سلاسل القيمة بأكملها، من المزارع إلى المعصرة، ومن المتجر إلى موائد المستهلكين.
في عام 2023، سجلت إسبانيا -أكبر منتج لزيت الزيتون عالميا- انخفاضا بنسبة 50% في إنتاجها بسبب الجفاف. وقد ترتب على ذلك ارتفاع الأسعار عالميا، وتضرر الصادرات، وزيادة الضغط على الأسواق المحلية في الدول المستهلكة. ويحذر الباحث المشارك في الدراسة من أن المستقبل قد يكون أكثر اضطرابا مما نتصور. "ما نحذر منه ليس خيالا علميا – نحن نشهد الآثار بالفعل. التغيرات في أنماط المطر، وموجات الحر، والانخفاض في الإنتاج كلها تحدث الآن".
إعلانيختتم "كانيويسكي" تصريحاته برسالة موجهة إلى صناع القرار في الدول المتوسطية والعربية: "نموذجنا يظهر ما قد يحدث إذا تركت الأمور على حالها. لكنه لا يقول إن الكارثة حتمية. لدينا الفرصة للتدخل -من خلال السياسات الزراعية الذكية، وتدريب المزارعين، وتمويل البحث العلمي- لإنقاذ قطاع الزيتون من كارثة بطيئة لكن قاتلة".