تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار جهود الدولة المستمرة لتطوير المنظومة الصحية وتوفير أحدث العلاجات للأمراض النادرة، أعلنت الحكومة مؤخرًا عن إطلاق عقار "ترايكافتا" الجيني لأول مرة لعلاج الأطفال المصابين بمرض التليف الكيسي.

جاء هذا الإنجاز نتيجة تعاون مشترك بين وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي.

وقد تم تسليم 2800 جرعة من العقار إلى وزارة التعليم العالي في ديسمبر الماضي، ليتم توزيعها مجانًا على المراكز الصحية المتخصصة في جميع المحافظات.

ويعكس هذا الإنجاز التزام الدولة بتوفير أحدث التقنيات العلاجية، وتعزيز جودة الحياة للمرضى، ضمن استراتيجية شاملة تستهدف تحقيق العدالة الصحية وتخفيف معاناة الفئات الأكثر احتياجًا، حيث يمثل "ترايكافتا" بارقة أمل جديدة في علاج مرض التليف الكيسي، ويعزز التزام الدولة بتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا، مما يفتح آفاقًا أرحب أمام المرضى للاستمتاع بحياة طبيعية ومستقرة.

مرض التليف الكيسي وتأثيره على حياة المرضى

الدكتور أحمد ياسين، استشاري الأمراض الصدرية، أوضح في تصريح خاص لـ(البوابة نيوز) أن مرض التليف الكيسي هو اضطراب وراثي نادر يؤثر على الغدد المسؤولة عن إنتاج المخاط والعرق، ما يؤدي إلى تراكم إفرازات لزجة وسميكة في الرئتين والقنوات الهضمية. هذا التراكم يسبب انسداد الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى مشكلات تنفسية خطيرة، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على البنكرياس وعملية الهضم.

وأضاف ياسين أن المرضى يعانون عادةً من التهابات متكررة في الرئتين، وصعوبة في التنفس، ومشكلات تتعلق بسوء التغذية، مما يؤثر بشكل كبير على قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية ويضعف جودة حياتهم.

وأشار إلى أن عقار "ترايكافتا" يُعد علاجًا جينيًا متطورًا يستهدف السبب الجذري للمرض. يعمل العقار على تحسين وظائف بروتين CFTR المعيب، المسؤول عن تراكم المخاط، من خلال تعديل الخلل الجيني، مما يساعد المرضى على تحسين وظائف الجهازين التنفسي والهضمي بشكل ملحوظ.

كما لفت الدكتور ياسين إلى أن العلاج لا يقتصر فقط على تحسين الأعراض، بل يقلل أيضًا من تكرار دخول المرضى إلى المستشفيات بسبب المضاعفات. واعتبر أن هذا الدواء يمثل نقلة نوعية في حياة المرضى، حيث يتيح لهم فرصة التمتع بحياة أفضل ومشاركة أكبر في الأنشطة الاجتماعية.

تشخيص المرض في المراحل المبكرة: مفتاح التحسن

أوضح الدكتور ياسين أن التليف الكيسي غالبًا ما يتم اكتشافه في مراحل مبكرة جدًا، إذ يُعتبر الأطفال حديثو الولادة والأطفال في السنوات الأولى من العمر الأكثر عرضة للإصابة. تظهر الأعراض في معظم الحالات خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وتشمل صعوبات تنفسية متكررة واضطرابات هضمية. ومع ذلك، قد يتم تشخيص بعض الحالات في مراحل متأخرة إذا كانت الأعراض أقل حدة.

أهمية الفحوصات الدورية للوقاية من المضاعفات

وفي نهاية حديثه، شدد استشاري الأمراض الصدرية على أهمية التشخيص المبكر لتقليل المضاعفات طويلة الأمد للمرض وتحسين جودة حياة المرضى. وأوصى بإجراء فحوصات دورية للأطفال الذين ينتمون إلى أسر لديها تاريخ وراثي للمرض، لتجنب تأخر التشخيص، مؤكدًا أن الكشف المبكر يفتح أبوابًا أوسع للعلاج والوقاية من تطور الحالة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترايكافتا التليف الكيسي علاج التليف الأطفال مرض التليف الكيسي عقار ترايكافتا التلیف الکیسی

إقرأ أيضاً:

وسط أزمة اقتصادية خانقة والتضخم المرتفع.. إيران تواجه تحديات رفع الأجور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواجه الحكومة والبرلمان تحديًا كبيرًا في رفع الأجور بما يتناسب مع معدل التضخم البالغ 40%، والذي دفع ملايين العمال إلى الفقر، مع اقتراب نهاية السنة المالية الإيرانية في مارس.

لكن رفع الأجور يواجه العديد من التحديات. القطاع الحكومي، الذي يهيمن على الاقتصاد، يفتقر إلى الأموال اللازمة لزيادة الأجور، بينما قد تواجه المؤسسات شبه الحكومية والقطاع الخاص الإفلاس إذا حاولت مضاعفة رواتب العمال.

وطرحت شبكة إيران انترناشيونال تساؤلًا بخصوص هذا الأمر، وقالت لماذا يتم النظر في مضاعفة الأجور؟ يكسب العمال العاديون حاليًا أقل من 150 دولارًا شهريًا، بينما تشير التقديرات الرسمية إلى أن أسرة مكونة من ثلاثة أفراد تحتاج إلى ما لا يقل عن 450 دولارًا شهريًا لتغطية الأساسيات.

هذه الفجوة ناتجة عن التضخم المستمر، الذي بلغ متوسطه 40% سنويًا على مدار السنوات الخمس الماضية، ومنذ بداية عام 2018، تراجعت العملة الإيرانية بمقدار عشرين مرة، بينما ارتفعت الأجور أقل من ثمانية أضعاف.

لكن الاقتصاديين يحذرون من أن مضاعفة الأجور ليست حلاً قابلاً للتنفيذ. الحكومة لا تستطيع تحمل الزيادة، وإذا لجأت إلى طباعة النقود لتلبية الطلب، فإن التضخم سيزداد سوءًا.

قال البروفيسور مرتضى أفخا، أستاذ الاقتصاد، في مقابلة مع موقع "نامه نيوز" المحافظ في طهران: "لا يمكن حل الأزمة الاقتصادية الإيرانية من خلال تدابير اقتصادية بحتة لأن السبب الجذري يكمن في السياسة الخارجية". 

وأضاف أن الطريق الوحيد للأمام هو التوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا حول القضايا النووية وغيرها من القضايا الشائكة. ووفقًا لأفخا، فإن رفع العقوبات أمر أساسي قبل أن تتمكن إيران من التفكير في حلول اقتصادية مستدامة.

واعترف صناع القرار الرئيسيون في إيران علنًا بشدة الأزمة الاقتصادية، مما شجع بعض وسائل الإعلام والمعلقين على أن يكونوا أكثر جرأة في التعبير عن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاقات مع الغرب.

وفي تغريدة يوم الخميس، عبر أحمد زيدآبادي، الكاتب والمعلق البارز في طهران، عن إحباط العديد من الإيرانيين قائلاً: "إنه من المثير للاستياء أن هناك من يعتقد أنه يمكن التفاوض مع الشيطان لإنقاذ إيران، لكنهم في نفس الوقت يعارضون المحادثات التي تهدف إلى إنقاذ الاقتصاد". 

وأضاف زيدآبادي أن هذا النوع من التفكير قد يزيد من غضب الشعب الذي يعاني بالفعل من التضخم والصعوبات.

وفي نفس السياق، ذكر صادق زيباكلام، المعلق المعروف، في منشور على "إكس" (تويتر سابقًا) أن رئيس البرنامج النووي الإيراني قد وعد منذ أكثر من عقد ببناء خمسة مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة. 

وقال زيباكلام: "أين هي المفاعلات؟"، مشيرًا إلى أن إيران فقدت مئات المليارات من الدولارات بسبب العقوبات التي فرضت على أنشطتها النووية. مضيفا: "لقد حان الوقت للتفاوض"، مطالبًا الحكومة بذلك.

ورغم هذه الدعوات للعمل، لم يظهر المرشد الأعلى في إيران أي إشارات على استعداده للسماح بإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة أو التوصل إلى حلول وسط في القضايا الرئيسية. 

في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعلن رسميًا عن سياسته تجاه طهران، إلا أن مساعديه أشاروا إلى موقف صارم في تنفيذ العقوبات.

مع تزايد الأزمة الاقتصادية وارتفاع الاستياء العام، يواجه قادة إيران ضغوطًا متزايدة لاتخاذ قرارات صعبة قد تعيد تشكيل مسار البلاد، سواء قرروا الانخراط مع الغرب أو الاستمرار في المسار الحالي، فإن الرهانات ستكون عالية جدًا بالنسبة للشعب الإيراني.

مقالات مشابهة

  • سر تكرار الكحة والسعال لمدة 3 أسابيع.. أستاذ أمراض صدرية يجيب
  • حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 27 يناير.. قد تواجه تحديات مفاجئة
  • تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية
  • بطريرك الموارنة: لا محاصصة في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
  • تقديم خدمات لمئات المرضى.. قافلة طبية مجانية وسط الإسكندرية
  • سوريا تواجه تحديات أمنية.. حملة عسكرية في اللاذقية وتحذير من الشائعات
  • الأول في العالم.. اعتماد «بخاخ أنفي» لعلاج الاكتئاب
  • وسط أزمة اقتصادية خانقة والتضخم المرتفع.. إيران تواجه تحديات رفع الأجور
  • «صحة المنوفية» تنظم قافلة طبية مجانية للكشف على المرضى.. تستمر ليومين