مجلس الأمن يدعو حركة 23 مارس إلى وقف تقدمها نحو عاصمة الكونغو
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قوات حركة 23 مارس المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى وقف هجومها وتقدمها نحو جوما، أكبر مدينة في شرق البلاد.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان حركة 23 مارس المدعومة من رواندا بأنها سيطرت على جوما في أعقاب تقدم مباغت أجبر آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم وأثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وكان مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 عضوا قد اجتمع لمناقشة الأزمة ثم سرعان ما اتفق على بيان مطول.
وحث المجلس رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على العودة إلى التفاوض لإرساء السلام ومعالجة القضايا المتعلقة بوجود قوات الدفاع الرواندية في شرق الكونجو والدعم الكونجولي للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلحة رواندية معارضة.
وتتعهد حركة 23 مارس بالدفاع عن مصالح التوتسي خاصة ضد ميليشيات الهوتو العرقية مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي أسسها الهوتو الذين فروا من رواندا بعد مشاركتهم في حملة إبادة جماعية عام 1994 لأكثر من 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين.
وخلال انعقاد جلسة مجلس الأمن، أدانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ما وصفته بدعم رواندا لتقدم المتمردين من حركة 23 مارس. وتنفي كيجالي منذ وقت طويل دعمها للحركة.
وقال المجلس في بيانه إنه "يندد بالتجاهل الصارخ المستمر لسيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وسلامة أراضيها بما في ذلك الوجود غير القانوني لقوات خارجية في شرق البلاد".
ولم يحدد المجلس هوية القوات الخارجية لكنه طالبها "بالانسحاب على الفور".
وقال المجلس "يشعر أعضاء مجلس الأمن بقلق بالغ إزاء استمرار حدوث أنشطة تشويش وتزييف على نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) لدعم عمليات حركة 23 مارس في منطقة نورث كيفو ما يمثل خطرا وشيكا على سلامة الطيران المدني ويؤثر سلبا على توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين من السكان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية مجلس الأمن حركة 23 مارس الكونغو جوما مجلس الأمن الكونغو جوما حركة 23 مارس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرکة 23 مارس مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
إرث الإبادة في رواندا.. كيف يعيد صراع الهوتو والتوتسي تهديد استقرار الكونغو الديمقراطية؟
في خضم الصراعات المستمرة في شرق الكونغو الديمقراطية، تجد البلاد نفسها على شفا كارثة إنسانية قد تعيدها إلى الوراء عقودًا، فمشهد مأساوي يتجدد حيث تهدد الحرب المدمرة التي تقودها حركة 23 مارس (إم 23) المتمردة باندلاع "إبادة" جديدة، مدفوعة بعوامل تاريخية عميقة تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا، وتحديدًا إلى أحداث الإبادة الجماعية في رواندا في تسعينيات القرن الماضي.
تسلسل الأحداث الراهن:
تواصل حركة 23 مارس المتمردة، المدعومة من رواندا، هجومها على مدينة غوما في شرق الكونغو الديمقراطية، وهو ما أسفر عن تقدم عسكري مستمر منذ أيام وأدى إلى نزوح آلاف المدنيين.
وقد أثار هذا الهجوم قلقًا دوليًا بعد أن سيطرت الحركة على المدينة، في وقت يهدد فيه الوضع بالتحول إلى حرب إقليمية شاملة.
واستجابة لهذا التصعيد، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف الهجوم، وأكد ضرورة سحب القوات الخارجية من المنطقة، بالإضافة إلى دعوة رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية للعودة إلى طاولة المفاوضات لتسوية النزاع بشكل سلمي.
صراع الهوتو والتوتسي:
ترتبط الأزمة الحالية في الكونغو الديمقراطية بشكل وثيق بما جرى في رواندا خلال عام 1994، عندما شهدت البلاد واحدة من أسوأ المجازر في التاريخ المعاصر.
ففي تلك الفترة، قُتل أكثر من 800 ألف شخص، معظمهم من قبيلة التوتسي، على يد جماعات من الهوتو الذين انقلبوا ضدهم في مجزرة جماعية مروعة.
هذا العنف الجماعي كان نتيجة للعداء المتراكم بين الهوتو والتوتسي، والذي بدأ منذ العهد الاستعماري البلجيكي.
وعندما استوطن البلجيكيون في رواندا عام 1916، فرضوا تقسيمًا عرقيًا صارمًا بين الهوتو والتوتسي، مما جعل التوتسي يتمتعون بامتيازات اقتصادية واجتماعية على حساب الهوتو، هذا التمييز أثار استياء الهوتو وولد حالة من العداء الذي تفجر في 1959 بحركة شعبية أدت إلى مذبحة ضد التوتسي، مما أسفر عن فرار العديد منهم إلى الدول المجاورة.
الاستعمار وأثره العميق:
تعد السياسات الاستعمارية البلجيكية من العوامل الأساسية التي غذّت الصراع بين الهوتو والتوتسي، فبعد أن منح الاستعمار البلجيكي التوتسي امتيازات وظيفية وتعليمية، تراكمت مشاعر الغضب بين الهوتو، مما أدى إلى تصاعد العنف والعنف المضاد عبر الأجيال.
وعندما نالت رواندا استقلالها في عام 1962، انتقل الهوتو إلى السلطة، ليبدأ عصر جديد من الاضطهاد والتهميش ضد التوتسي.
الآثار السلبية للعداء التاريخي:
تاريخ العداء بين الهوتو والتوتسي لم يكن مجرد خلفية تاريخية بل كان أساسيًا في تشكيل مسار الأحداث التي شهدتها رواندا في التسعينيات.
وبعد الإبادة الجماعية في 1994، فرّت مليشيات الهوتو إلى الكونغو الديمقراطية، حيث انطلقت صراعات جديدة كانت تجد جذورها في هذا العداء العرقي العميق.
فاليوم، تجد الكونغو نفسها أمام تهديدات مشابهة، حيث تدعم رواندا حركة إم 23 المتمردة التي تقاتل الهوتو في شرق الكونغو، وهو ما يعيد إحياء مشهد الصراع الدموي.