الأنظمة التي حكمت هذه المنطقة تم تصنيعها لتؤدي أدوارا وظيفية وهذا ما كان وما هو كائن وعلى ما يبدو ما سيكون ..زرع كيان الصهاينة في المنطقة واعطائه الصورة الأسطورية وانتصاراته في حروبه ضد العرب والفلسطينيين ما كانت لها ان تكون لولاء المال النفطي العربي وتحديداً السعودي .. قوة أمريكا المالية والاقتصادية وكذلك بريطانيا والغرب هي بفضل هذه الثروة التي هي ليست ملكاً لاسرة او جماعة بل لشعب نجد والحجاز والامة كلها .
وهكذا عندما تغيب نهضة الشعوب وارادة الامم يعبث في مصائرها الجهلة والانذال والنفط الذي يفترض ان يكون نعمة لأي بلد يوجد في باطنها حوله الاستعمار الغربي والانظمة الوظيفية الى نقمة .. انها لعنة النفط الذي حافظ على مجد بريطانيا وفرنسا وأوروبا الاستعمارية الأفلة, والنفط العربي هو الذي اعطى للدولار مكانته وقيمته .
وهو اليوم الذي يجعل المعتوه ترامب يهدد اليمن ويهدد المنطقة ويهدد العالم بذلك الصلف والغطرسة والمال السعودي هو الذي يعيد ترامب الى البيت الابيض ويعيده الى اجندته القديمة ليتحدث عن تهجير الفلسطينيين وبالطريقة الاستعراضية الشعبوية الحمقاء يتحدث ترامب انه اتصل ( بالملك الفلاني ) و ( الرئيس العلاني ) للقبول بما كان مقبول لديهما في ما سمي في فترة رئاسة ترامب الاولى بصفقة القرن .
اليمن لا يخشى تهديدات ترامب لان المؤامرات والفتن والحروب العدوانية عليه اكسبته المناعة وليس لديه ما يخاف عليه بعد كل ما مر به وعلى بني سعود ان يراجعوا حساباتهم لان لديهم ومعهم كيان الصهاينة والامريكان الكثير مما يخسروه .. والفلسطينيين لن يهجروا بل سيعودون الى كامل وطنهم .. الى يافا وحيفا والنقب وبئر السبع والى كل الاراضي الفلسطينية فاليوم غادرنا الحسابات الغبية والرهانات الهبلاء وليس امامنا الا ان نواجه بايمان ويقين بالله وباننا اصحاب حق واصحاب الحق منصورين باذن الله .
الشعب الفلسطيني تحديداً في غزة باصراره على عودته الى مخيماته المدمرة هزم صهاينة اليهود والعرب والغرب وكذلك الشعب اللبناني الذي عاد الى قراه ومناطقه الحدودية مواصلاً تضحياته فالأرض ثمنها الدم وهذه المرة سيتحول الطوفان الى تسونامي سيجرف الصهاينة في فلسطين وفي الجزيرة العربية والخليج وفي كل ارض من هذا العالم يوجدون فيه .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الخطابات النارية التي يطلقها دونالد ترامب، لا تتجلّى أمريكا كأرض للفرص، بل كأرض مُهددة، يلوّح فيها الجنون بالخطر، وتُبنى الجدران بدل الجسور. يحدّق ترامب في مستقبل بلاده كمن يحدّق في مرآة خائفة، يرى فيها الأشباح تتنكر في وجوه المهاجرين، والخراب يتسرّب من أصوات النساء والفقراء والمهمّشين.
لكن ثمة أمريكا أخرى، لا تظهر في تغريداته، ولا تسكن خطبه ولا تتسرب إلى ابتسامته المنتفخة بالغرور. أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، ليست أميركا الأبطال البيض ولا أبراج المال، بل أميركا "والت ويتمان" الذي كتب: "أنا من الناس، وأقول: دعوني أغني". إنها أمريكا التي كانت، قبل أن تُغتصب من قبل نزعة القوّة، تغني الحرية كما تُغنى الصلاة.
في شوارع هارلم، حيث كتب لانجستون هيوز أشعاره، ثمة أمريكا سوداء تئن من الظلم وتقاوم بالشِّعر. تلك أمريكا الملوّنة التي لطالما اعتبرها ترامب مجرد مشهد خلفي للوحة البيضاء التي يريد رسمها. لقد قال هيوز في واحدة من قصائده:
"أنا أيضًا، أغني أمريكا.
أنا الأخ الأسود،
يُرسلونني إلى المطبخ حين يأتي الضيوف،
ولكنني أضحك، وآكل جيدًا."
هذه أمريكا التي لا يحبها ترامب، لأنها لا تنصاع. لأنها تجرؤ على الضحك حتى وهي مرفوضة، وتجرؤ على الحلم حتى وهي تحت الحصار العاطفي.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها هي أمريكا المهاجر الذي يعجن خبزه بأمل، ويزرع ابنته في مدرسة عامة، ويرتدي شتاءه من محلات التوفير، لكنه يحمل الوطن في قلبه لا في أوراقه الثبوتية. هي أمريكا من كتب عنها جون شتاينبك في "عناقيد الغضب"، حين جعل من كل فلاح مطرود من أرضه رمزًا للحقيقة التي لا تموت:
"إن الناس الذين يستطيعون أن يعيشوا بدون أمل، يموتون بصمت."
وترامب يريد هذه "الناس" أن تختفي، أن تصمت، أو على الأقل أن تكون في أماكن لا تراها كاميرات العالم الأول.
ترامب لا يحب أمريكا التي تُعلم أبناءها في المدارس العمومية أن العالم ليس بالضرورة أبيضًا ولا مستقيمًا، بل ملوّن كأقلام الأطفال. لا يحب أمريكا التي تكتب فيها تلميذة فقيرة من أصل لاتيني قصة عن أمها التي كانت تنظف البيوت، لأنها قصة تهز أسطورة الرجل الأبيض العصامي.
هو لا يحب أمريكا التي تقرأ، لأنه يعلم أن القارئ لا يُقاد. تلك البلاد التي يقرأ فيها العامل همنجواي في قطار منهك، وتُقرأ فيها توني موريسون في الأحياء التي خنقتها العنصرية. لقد كتبت موريسون: "لو أنك تستطيع أن تحطّم شعور شخص ما بالكرامة، فأنت بذلك تجعل منه عبدًا." لكن أمريكا الحقيقية تقاوم هذا التحطيم، حتى ولو لم يبقَ لها سوى قصائدها.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، لا تعيش في البيت الأبيض، بل في البيوت البيضاء المهددة بالهدم، في مراكز اللجوء، في الفصول الدراسية التي تدرّس التاريخ الحقيقي لا الرواية المنتصرة. هي أمريكا "السكاكين التي لا تصدأ"، أمريكا الفقراء الذين يكتبون بدمهم سيرة البلاد.
هو يحب أمريكا المنتصرة، أما أمريكا الجرحى فهي تؤذيه.
هو يحب أمريكا التي تقصف، أما أمريكا التي تُقصف فتقلقه.
هو يحب أمريكا الشركات، لا أمريكا الشعراء.
يحب أمريكا التي تُصدر، لا التي تستورد أحلامًا.
لكنه، في نهاية المطاف، لا يستطيع أن يراها. لا يستطيع أن يرى أمريكا التي لا ترفع يدها في التحية، بل ترفع صوتها في وجهه.
لأن أمريكا، التي أنجبت مالكوم إكس، و"بروس سبرينجستين"، و"جوان ديديون"، و"آني إيرنو" حين كتبت عنها، و"سوزان سونتاج" حين عرّتها، و"إلينور روزفلت" حين وقفت ضد الظلم، لا يمكن أن تنحني لظله.
ربما يحب ترامب أن تكون أمريكا مرآة تعكس صورته هو، أن تكون تمثاله هو، لكن أمريكا الحقيقية، كما قال ويتمان، "تحتوي التناقضات". وهذا ما لا يستطيع فهمه.
أمريكا التي لا يحب ترامب رؤيتها، هي أمريكا التي لا تزال تحلم بالحرية للعالم ولو بدون تمثال.