المشهد اليمني:
2024-12-18@11:12:53 GMT

صنعاء .. قصةٌ (مَدَنيَّةٍ) لا مدينةً فقط!

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

صنعاء .. قصةٌ (مَدَنيَّةٍ) لا مدينةً فقط!

كأول قطعة من الأرض تظهر بعد الطوفان ، أسميت في كتب التاريخ والأساطير مدينة (أزال) أو أرض (سام إبن نوح) أي أنها كانت أول ما عُرِف لاحقاً بصنعاء، العاصمة التاريخية لليمن الطبيعي.

صنعاء، مدينةُ كل الناس والأجناس.

الثقافات والعقائد..

مدينةُ الجميع .. عرباً وفرساً وأتراكاً وأكراداً وأحباشاً وهنوداً وأوربيين وغيرهم .

اقرأ أيضاً شاهد ..امرأة تشكي من سقوط سطح الجامع الكبير في إب بإهمال جماعة الحوثي نكاية بالخليفة عمر بن الخطاب قاضي حوثي ومرافقيه يعتدون على أحد المحامين داخل محكمة سنحان بالعاصمة صنعاء القاء القبض على عناصر حوثية بتهمة زرع متفجرات بمنزل مدير الاستخبارات العسكرية بصنعاء أنت يمني نعم.. لكنك لست من القبائل اليمنية ولا تمثلها رسالة مؤثرة من معلم يمني بصنعاء فقد ابنه الوحيد بسبب عجزه عن شراء العلاج بعد وصف أساتذتها بـ”الأنجاس”.. نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء تخرج عن صمتها ووتوعد بملاحقة قادة الحوثيين ”بيان” ضاحي خلفان يواصل حشر أنفه باليمن ودغدغة مشاعر الانتقالي نواب صنعاء يتخذون موقفا حاسما بشأن رواتب وحوافز المعلمين ويرفضون مبررات نائب شقيق زعيم المليشيا أول تصريح لوفد المليشيا المفاوض بشأن نتيجة زيارة الوفد العُماني إلى صنعاء المليشيا تكسر باب مدرسة أهلية في صنعاء وتهدد باغلاقها بمزاعم الاختلاط ‏توضيح هام لأهل اليمن! 5 منها في صنعاء.. الحكومة اليمنية تعلن قائمة البنوك المعتمدة لصرف مرتبات موظفي الدولة (وثائق)

كانت جامعةٌ لكل الجوامع

الله فيها ربٌّ للعالمين أجمع ، يهوداً ومسيحيين ومسلمين وخلافهم

ووحده يَعبدُه الكلُّ في كلِّ معبدٍ وكنيسةٍ ومسجد!

فيها قبورٌ ومقابر لمن اقتتلوا على حبها، يمنيونٌ، مصريونٌ وعثمانيونٌ ، فرساً، وآخرون غيرهم.

حكاية صنعاء ليست دُوراً وطيرمانات و(ساعات سليمانية) بعد تخزينة قات، لكنها كتاب أخلاقٍ عميقٍٍ درَسْته بفهمٍ وإيمان وعاشت عليه أممُ وشعوب، وتوالت به وعليه ثقافات توارثها جيلٌ بعد آخر .

منذ أن كنت صغيراً استمعت إلى مقولات عدة من قبيل مواعظ أبي وأمي "من لم ينجح بالعلم والتعليم والعمل في صنعاء فلن تكون لديه وظيفة في غيرها" أو "من إكتسب بيتاً في صنعاء، إمتلك اليمن كله" أي أن صنعاء كانت ميدان سجالٍ بين عقولٍ وأفكار وعمل .. هكذا باختصار.

وعندما كبُرت عرفت مقولة الإمام الشافعي "لابد من صنعاء وإن طال السفر" ولاحقاًً أدركت لماذا خصَّها المقالح العظيم بأهم وأول دواوينه "لا بد من صنعاء".

صنعاء يا أنشودةً عبَقت

وأجاد في إنشادها الأزلُ

إن أبعدتني عنك عاصفةٌ

وتفـرقـت ما بيننا السبُلُ

فأنا على حبي وفي خجلٍ

روحي إلى عينيك تبتهلُ

فمتى تظللني مآذنها

ويضيئُ في أحضانها الجبلُ

أأموتُ يا صنعاءُ مغتربـاً

لا الدمع يدنيني ولا القُبـلُ

فهمنا هذا البعد لصنعاء في وجداننا، ولكن ماذا نفعل إزاء مدينةٍ مختطفة، مدينةٌ لم تتغير صورتها عما رآه الرائي الكبير عبدالله البردوني:

"ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي ؟

مليحةٌ عاشقاها السلّ والجربُ

ماتت بصندوق (وضّاحٍٍ) بلا ثمنٍ

ولم يمت في حشاها العشقُ والطربُ

كانت تراقب صبح البعث، فانبعثت

في الحلمِ، ثم ارتمت تغفو وترتقب

لكنها رغم بخل الغيث ما برحت

حبلى وفي بطئها (قحطان) أو (كرب)

وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمنٌ)

ثانٍ كحلم الصبا، ينأى ويقتربُ".

السؤال لم يعد من يحكم صنعاء إذا كان ذلك سوف يكون باختيار شعبي وإجماعٍ وطنيٍ عام ، فالتاريخ هكذا دولة بدولة، وجولات وصولات، لكنه كيف يمكن حماية صنعاء، وإعادتها إلى منبتها الأول الذي عادت منه بعد الطوفان؟

كيف يمكن إنقاذها من غطرسة مسلحٍ جاهل، جائعٌ وفقيرٌ مظلوم استقدمته عاصمة بعيدة ليحتل ميادينها وقصورها وبيوتها ويتحدث اليوم بإسم اليمن مقصياً غيره من أبناء وعشاق صنعاء والحالمين بها؟.

المشكلة ليست مع مظلومية المظلوم فالعدالة الانتقالية هي جسرّ للجميع نحو النجاة، وإعادة الأمور إلى ميزان الصواب، لكنها تكمن في خيانة الجميع تقريباً لأنفسهم، وفي تصديق أن مال الغريب سوف يكون هو الوسيلة لصنع أمرٍ واقعٍ، يستحيل عليه بدون تعايشٍ بين الجميع أن يسود أو يكون مقبولاً من الجميع!

نحتاج إلى عصفٍ ذهنيِ مكثفٍ، يمنيٍ - يمني، يمنيٍ - خليجي - عربي لنعيد فهم أن هذه المدينة التي أساء الكل فهم دورها في التاريخ، سقطت تحت حمولات هذا التاريخ بما لم تعد اليوم تحتمل.

سمعت في سنوات الشباب من إبراهيم الحمدي أنه لابد من التفكير في عاصمةٍ بديلة .. هكذا كان تفكير إبراهيم بصنعاء آنذاك، حائراً ومحيِّراً، وهو أن منطقة مثل قاع جهران في محافظة ذمار، أو الجَند في محافظة تعز يمكن أن تكون مكاناً مثالياً .. أي عاصمة استراتيجية محاطةً بالجبال وليس مدينة مفتوحةً على البحر مثل عدن وبيروت يسهل على الأعداء غزوها.

هكذا كان الحمدي يفكر برؤيةٍ استباقيةٍ متقدمةٍ على عصره، ولهذا استعجلوا في اغتياله، ليجد اليمنيون اليوم أنفسهم بعد خمسة وأربعين عاماً على مقتله أمام هذه الحقيقة مرةً أخرى.

مالم يكن لليمنيين مركزٌ ورمزٌ خارجٌ هيمنة القبائل الفقيرة المحرومة من أي تعليمٍ جيد أو تنمية شاملةِ متوازنة لن يكون لليمن مستقبل، فالقبائل لم تكن سوى مجرد مستودع بشري تُدعى بنادقه غالباً للحروب وأصواته نادراً للانتخابات.

ليس في هذا الحديث تحيزٌ أو تحاملٌ أو تحريضٌ لأحدٍ على أحد ، ولكن إقرارٌ بأن الكل ظالمٌ ومظلوم، الجميع أخطأ في حق صنعاء، وأصبحت البلاد كلها من أقصاها إلى أدناها ضحية.

ربما كان هكذا كان رأي الأخ إبراهيم كما تكلم عنه في مذكراتهما، على الأقل، الأخَوان يحيى المتوكل وحسين المسوري.

قبائل اليمن الأبيَّة يجب أن تفوق من خَدَرِ القات والبردقان، وأن تعي أن خطر الإستبداد الداخلي المسنود من الخارج يجب أن يتوقف بعد أن استنزف عبر قرونٍ من الزمن شلالاتٍ من أزكى دماء أبنائها، وقوافل من جماجم أشجع رجالاتها، وأن تصرخ بما يجب أن تكون عليه اليوم صرخة حناجرها .. الموت للطغيان ، اللعنة على الكهنوت، والمجد لليمن .. والعزة لصنعاء.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

البحر الأحمر يبتلع الهيبة الأمريكية: صواريخ باهظة وواقع يمني لا يُكسر

أكد قائد قوات الأسطول الأمريكي الخامس، الأدميرال داريل كودل، أن الولايات المتحدة لا يمكنها التنازل عن الممر المائي الاستراتيجي في البحر الأحمر، معتبرا أن التحديات الراهنة تتطلب تحديث قواعد الاشتباك بحيث لا تكتفي البحرية بالرد على الهجمات، بل تتصرف لمنعها “وفقًا لتوقيتنا وإيقاعنا”. وفي حديثه عن التطورات في البحر الأحمر، وصف الأدميرال كودل ما يحدث بأنه “قصة لا تُصدق”، مشيرا إلى أن التوترات الحالية ليست مجرد تكرار رتيب لكيفية دفاع البحرية الأمريكية عن سفنها وعملياتها في بيئات متنازع عليها، بل تعكس واقعًا غير مسبوق من التحديات. وأقر الأدميرال كودل بأن البحرية الأمريكية ليست في وضع جيد فيما يتعلق بتحديث أسطولها العسكري وإنجاز أعمال الصيانة في الوقت المحدد، ما يكشف عن ضعف لوجستي قد يؤثر على قدرتها العملياتية في مواجهة التهديدات المتصاعدة. وفي محاولة للتكيف مع الضغوط المتزايدة، كشف قائد الأسطول الخامس أن البحرية الأمريكية تدرس خيارات أقل تكلفة للتصدي للهجمات اليمنية في البحر الأحمر، بدلًا من استخدام صواريخ باهظة الثمن تصل تكلفتها إلى ملايين الدولارات لكل عملية اعتراض. هذا التصريح يسلط الضوء على الارتباك الأمريكي في التعامل مع العمليات الصاروخية في البحر الأحمر، إذ تسعى واشنطن إلى الحفاظ على سيطرتها العسكرية على الممرات المائية دون الاعتراف بمشروعية الهجمات اليمنية، التي فرضت واقعا جديدا أربك الحسابات الأمريكية وعرّى هشاشة قدراتها أمام صمود القوات اليمنية.

مقالات مشابهة

  • البحر الأحمر يبتلع الهيبة الأمريكية: صواريخ باهظة وواقع يمني لا يُكسر
  • الحوثي محذرا الجميع: نسبة الخطأ في صواريخنا صفر
  • حبس البول قد يكون له مخاطر صحية خطيرة.. ما هي؟
  • قريبا.. حلا الترك تفاجئ الجميع بقرار ارتداء الحجاب (فيديو)
  • صاروخ باليستي يمني يثير الذعر بإسرائيل وأكثر من مليون بالملاجئ
  • صاروخ يمني يشعل أجواء إسرائيل.. إغلاق مؤقت للمطار
  • هجوم يمني واسع يستهدف “تل أبيب”
  • هلع في إسرائيل.. صاروخ يمني يستهدف تل أبيب
  • فرط صوتي يمني يوقف الملاحة في مطار بن غورين
  • سائق التاكسي سامح رجب.. قصة أمانة وإنسانية تُلهم الجميع